الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وقال عبد الرزاق) وصلَه مسلم.
(وتابعه يونس) وصلَه مسلم أيضًا.
(وابن عُيَيْنة) وصلَه أحمد، والحُمَيدي في "مسنديهما".
(وإسحاق الكلبي، والزُّهْرِي) هما في "الزُّهريات" للذُّهلِي، والزَّبِيْدي، وصلَه مسلم.
(وابن مجمع) رواه العَوْفي في "معجم الصحابة".
والحاصل أن أربعةً تابَعوا عبد الرَّزَّاق، عن مَعمَر، عن الزُّهْري في الرِّواية بالشكِّ بين أبي لُبَابَة وزيد، وثلاثة روَوا عن الزُّهْري بواو الجمع، فالأُولى جَزمَ فيها بأبي لُبَابَة، والثَّانية شكَّ بينهما، والثالثة جمع بينهما.
* * *
15 - بابٌ خَيْرُ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنمٌ يَتْبَعُ بِها شَعَفَ الْجِبَالِ
(باب خَيْرِ مالِ المُسلِم)
رُوي بنصب (خير)، ورفْع (غنَم)، وبرفعهما، وبرفْع (خير)، ونصْب (غنَم).
3300 -
حَدَّثَنَا إِسمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ أَبِي صعصَعَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الرَّجُلِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِها شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينهِ مِنَ الْفِتَنِ".
الحديث الأول:
(شَعَف) بمعجمةٍ، ومهملةٍ مفتوحتين.
(ومواقع القطر)؛ أي: الأَودِيَة والصَّحارى.
سبق الحديث في (كتاب الإيمان).
* * *
3301 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رَأْسُ الْكُفْرِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي أَهْلِ الْخَيْلِ وَالإبِلِ وَالْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَم".
الثاني:
(نحو المشرق)؛ أي: أكثَر الكفَرة مِن المَشرِق، وأعظَم أسباب الكُفر، ومنشَؤُه هناك، ومنه يخرج الدجَّال.
(والخُيلاء)؛ أي: الكِبْر.
(والفدادين) من بلَغ إبِلُه مائتين فأكثَر إلى الألْف.
قال (خ)(1): يُفسَّر على وَجْهين: أنْ يكون جمْعًا للفَدَّاد، وهو الشديد الصوت، مِن الفَدِيْد، وذلك من دَأْب أصحاب الإبِل، وهذا إذا رَويتَهُ بتشديد الدال، من فَدَّ يفَدُّ، إذا رفَع صوتَه.
وثانيهما: جمع الفَدَّان، وهو آلة الحَرْث، وذلك إذا رَويتَهُ بالتَّخفيف، يريد أهل الحَرْث، وقال الجَوْهري: في الحديث: "الجَفَاءُ والفِسْق في الفَدَّادِين" بالتشديد، وهم الذين تَعْلُو أصواتهم في حُروثهم ومَواشيهم، وأما الفَدَادِين -بالتخفيف- فهي البقَر التي تحرُث، واحدُها فدَّان بالتشديد، وإنما ذَمَّ ذلك وكَرِهه؛ لأنَّه يشغَل عن أمر الدِّين، ويُلهِي عن أَمْر الآخِرة، وتكون معها قَسْوة القلْب، ونحوها.
(أهل الوبر) بَيانٌ للفَدَّادين، والمراد منه ضِدُّ أهل المَدَر، فهو كِنايةٌ عن سُكَّان الصَّحارى، فإنْ أُريد منه الوجْه من الوَجهَين؛ فهو تعميمٌ بعد تخصيص.
* * *
3302 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحيى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمرٍو أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: أَشَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ، فَقَالَ: "الإيمَانُ يَمَانٍ ها هُنَا، أَلَا إِنَّ الْقَسْوَةَ وَغِلَظَ الْقُلُوبِ
(1)"خ" ليس في الأصل.
فِي الْفَدَّادِينَ عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الإبِلِ، حَيْثُ يَطْلُعُ قرْنَا الشَّيْطَانِ فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ".
الثالث:
(يمان)؛ أي: لأنَّ مَبْدأ الإيمان مِن مكَّة، وهي يمانيَةٌ، وقيل: قال ذلكَ وهو بأرضِ تَبُوك، وكانت المدينة، ومكَّة، والحِجاز مِن جِهة اليمَن، وأصله: يمانيٌّ، فحذفوا ياء النَّسَب.
والأحسَن أنَّ الغرَض وَصْف أهل اليمَن بكمال الإيمان؛ لأنَّ مَن قَوِيَ قيامه بشيءٍ نُسب ذلك الشيءُ إليه.
(عند أصول أذناب الإبل) قيل: المراد يبعُدون عن الأمصار، فيَجهلُون مَعالِم دينهم.
(حيث يطلع قرنا الشيطان) يُعبَّر به عن المَشرِق؛ لأنَّ الشَّيطان ينتصِب في مُحاذاة مَطْلَع الشَّمس؛ فإذا طلَعتْ كانت بين قَرنَي رأْسه، أي: جانبَيه، فتقَع السَّجدة له حين يسجُد عبَدة الشَّمس لها، وذلك هو مَسكَن القَبيلتين: رَبِيْعةَ ومُضَر.
ويحتمل أن يكون قوله: (في ربيعة ومضر) بدَلًا من الفَدَّادين.
* * *
3303 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الأَعرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا سَمِعتمْ صِيَاحَ
الدِّيَكَةِ فَاسْألوا الله مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّها رَأَتْ مَلَكًا، وَإذَا سَمِعْتمْ نهِيقَ الْحِمَارِ فتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّهُ رَأَى شَيْطَانًا".
الرابع:
(الدِّيَكة) بفتح الياء: جمع دِيْك، كقِرْد وقِرَدة، قيل: سبَبه رَجاءُ تأمين الملائكةِ على الدُّعاء، واستِغفارهم، وشَهادتهم بالتَّضرُّع والإخلاص.
وفيه استِحباب الدُّعاء عند حُضور الصَّالحين.
* * *
3304 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا رَوْحٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَني عَطَاءٌ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ -أَوْ أَمْسَيْتُم- فَكُفُّوا صِبْيَانكُم، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهبَ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ فَحُلُّوهُم، وَأَغْلِقُوا الأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا".
قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَمرُو بْنُ دِينَارٍ، سَمعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ: نَحوَ مَا أَخْبَرَني عَطَاءٌ، وَلَم يَذْكُرْ:"وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ".
الخامس:
(إسحاق)؛ أي: ابن مَنْصُور.
(جنح) بكسر الجيم وبضمها.
وسبق الحديث قريبًا.
(وأخبرني)؛ أي: قال ابن جُرَيج: وأخبَرني عَمرو أيضًا.
* * *
3305 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهيْبٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"فُقِدَتْ أُمَّةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا يُدرَى مَا فَعَلَتْ، وإنِّي لَا أُرَاها إِلَّا الْفَارَ، إِذَا وُضعَ لَها ألبَانُ الإبِلِ لم تَشْرَبْ، وَإِذَا وُضِعَ لَها ألبَانُ الشَّاءِ شَرِبَتْ"، فَحَدَّثْتُ كَعْبًا، فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُهُ؟ قُلْتُ: نعم، قَالَ لِي مِرَارًا، فَقُلْتُ: أفأقْرَأُ التَّوْرَاةَ؟
السادس:
(أُمَّة)؛ أي: طائفةٌ منهم، لا يُدرى ما وقَع لهم.
(أُراها) بضم الهمزة، أي: أظنُّها أنْ مسَخَهم الله الفِئران.
والدَّليل عليه أنَّ بني إسرائيل لم يكُونوا يَشربُون ألْبانَ الإبِل، والفَأْر أيضًا كذلك لا تشربُها.
وفي "الترمذي" في تفسير (سورة يوسف) بسنَده: قال اليَهود لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبرنا عمَّا حَرَّم إسرائِيْل على نفْسه؟ قال: "اشتَكَى عِرْقَ النَّسَا فلَم يجِد شَيئًا يُلائِمُه إلا لُحومَ الإبِل وألبانها، فلذلكَ حَرَّمَها"، قالوا: صدقتَ.
(كعبًا)؛ أي: ابن مَاتِع، بكسر التاء، المشهور بـ: كَعب الأَخبار.
(فقال لي مرارًا)؛ أي: كرَّر السُّؤال مِرارًا.
(أفاقرأ التوراة) تعريضٌ بكعْب؛ فإنَّه كان على دِيْن اليَهود، فأَسلَم في خِلافة الصِّدِّيق، يعني: لا أقول إلا من السَّماع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* * *
3306 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونس، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنْ عُزوَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِلْوَزَغِ: "الْفُوَيْسِقُ"، وَلَم أَسْمَعهُ أَمَرَ بِقَتْلِهِ.
وَزَعَمَ سَعدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِقَتْلِهِ.
3307 -
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ أُمَّ شَرِيكٍ أَخْبَرتهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أمَرَها بِقَتْلِ الأَوْزَاغِ.
السابع:
(الوزغ) بزايٍ، ومعجمةٍ، جمع: وَزَغَة، كانت تَنفُخ على نارِ إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
(زعم)؛ أي: قالَ.
* * *
3308 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اقْتُلُوا ذَا الطُّفْيتَيْنِ، فَإِنَّهُ يَلْتَمِسُ الْبَصَرَ، وَيُصِيبُ الْحَبَلَ".
الثامن:
(يلتمس)؛ أي: يَطلُب البَصَر ليأْخذَه ويطمِسَه، أي: يُعميه.
* * *
3309 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِ الأَبْتَرِ وَقَالَ: "إِنَّهُ يُصِيبُ الْبَصَرَ، وَيُذْهِبُ الْحَبَلَ".
التاسع:
بنحوه.
* * *
3310 -
حَدَّثَنِي عَمرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ أَبِي يُونس الْقُشَيْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقْتُلُ الْحَيَّاتِ ثُمَّ نهى، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم هدَمَ حَائِطًا لَهُ، فَوَجَدَ فِيهِ سِلْخَ حَيَّةٍ، فَقَالَ:"انْظُرُوا أَيْنَ هُوَ"؟ فَنَظَرُوا، فَقَالَ:"اقْتُلُوه"، فَكُنْتُ أَقْتُلُها لِذَلِكَ.
العاشر:
(سَلخ) بفتح السِّين وكسرها، وقَوَّاه بعضُهم؛ لأنَّه اسمُ أيِّ جِلْدٍ، يُقال: انسلَخَ الشَّهر من سنَته، والحيَّةُ مِن قِشْرها.
* * *
3311 -
فَلَقِيتُ أَبَا لُبَابَةَ، فَأَخْبَرَني: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقْتُلُوا الْجنَّانَ، إِلَّا كُلَّ أَبْتَرَ ذِي طُفْيتيْنِ، فَإِنَّهُ يُسْقِطُ الْوَلَدَ، وَيُذْهِبُ الْبَصَرَ، فَاقْتُلُوهُ".
3312 -
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كانَ يَقْتُلُ الْحَيَّاتِ.
3313 -
فَحَدَّثَهُ أَبُو لُبَابَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عَنْ قَتْلِ جِنَّانِ الْبُيُوتِ، فَأمسَكَ عَنْها.
(الجِنان) بكسر الجيم، وتشديد النُّون: الحيَّات التي تكُون في البُيوت، جمع جانٍّ، وهي الحيَّة البَيضاء، أو الصَّغيرة، أو الرَّقيقة، أو الخَفيفة.
(أبتر ذي طفيتين) هذا يقتَضي اتحادَهما، وسبق أنهما نَوعان، وجوابه: أنَّ الواو هناك بين الوَصفَين لا بين الذَّاتَين، أي: اقتُلوا الحيَّةَ الجامِعة بين وصْفِ الأَبْتريَّة، وكونِها ذاتَ الطُّفْيتين، نحو: مرَرْتُ