الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد مرَّ الحديث في آخر (الاستسقاء).
* * *
3206 -
حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى مَخِيلَةً فِي السَّمَاءِ أَقْبَلَ وَأدبَرَ، وَدَخَلَ وَخَرَجَ، وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ، فَإِذَا أَمطَرَتِ السَّمَاءُ سُرِّيَ عَنْهُ، فَعَرَّفَتْهُ عَائِشَةُ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَا أَدرِي لَعَلَّهُ كَمَا قَالَ قَوْمٌ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} الآيَة".
الثاني:
(مَخيلة) بفتح الميم، وبمعجمةٍ: السَّحابة التي يُخالُ بها المطَر.
(وتغير وجهه)؛ أي: خوفًا أن يُصيب أُمتَه عُقوبةُ ذنْب العامَّة كما أصابَ الذين قالوا: {هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} الآية [الأحقاف: 24].
(سُريَ) مبنيٌّ للمفعول من التَّسرية، أي: كُشِف عنه ما خالطَه من الوَجَل.
(فعرفته) من التَّعريف.
* * *
6 - باب ذكرِ الْمَلَائكَةِ
وَقَالَ أَنَسٌ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ جِبْرِيلَ -عَلَيْهِ
السَّلَامُ- عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ {لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} : الْمَلَائِكَةُ.
(كتاب ذِكْر المَلائكة)
جمع مَلأك، وأصله مَأْلَك، فقُدم اللام، وأُخر الهمزة، وزنه مَفْعَل، مِن الأَلوكة، وهي الرِّسالة، ثم تُركت همزته لكثْرة الاستِعمال، فقيل: مَلَك، فلمَّا جمعوه ردُّوه إلى أصله فقالوا: مَلائكة، فزيدت التَّاء للمُبالغة، أو لتأْنيث الجمع، وقال ابن كَيْسَان: فَعَائل من الملك، وأبو عُبيدة: مِن لاءَكَ: إذا أرسَلَ.
(وقال أنس) موصولٌ في (الهجرة).
* * *
3207 -
حَدَّثَنَا هُدبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قتادَةَ.
وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُريعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ وَهِشَامٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا قتادَةُ، حَدَّثَنَا أَنسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صعصَعَة رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَا أَناَ عِنْدَ الْبَيْتِ بَيْنَ النَّائِم وَالْيقْظَانِ -وَذَكَرَ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ- فَأتيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَشُقَّ مِنَ النَّخرِ إِلَى مَرَاقِّ الْبَطْنِ، ثُمَّ غُسِلَ الْبَطْنُ بِمَاءِ زَمزَمَ، ثُمَّ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، وَأُتِيتُ بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ الْبُرَاقُ، فَانْطَلَقْتُ مَعَ جِبْرِيلَ حَتَّى أتيْنَا السمَاءَ الدُّنْيَا، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ:
جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ مَعَكَ؟ قِيلَ: مُحَمَّد، قِيلَ: وَقَد أرسِلَ إِلَيْه؟ قَالَ: نعم، قِيلَ: مَرحَبًا بِهِ، وَلَنعمَ الْمَجيءُ جَاءَ، فَأَتَيْتُ عَلَى آدَمَ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرحَبًا بِكَ مِنِ ابْنٍ وَنبيٍّ، فَأتيْنَا السَّمَاءَ الثَّانيةَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، قِيلَ: أُرسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نعم، قِيلَ: مرحَبًا بِهِ، وَلَنعمَ الْمَجيءُ جَاءَ، فَأَتَيْتُ عَلَى عِيسَى وَيَحيَى، فَقَالَا: مَرحَبًا بِكَ مِنْ أخٍ وَنبَي، فَأتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ مَعَكَ؟ قِيلَ: مُحَمَّد، قِيلَ: وَقَد أرسِلَ إِلَيْه؟ قَالَ: نعم، قِيلَ: مَرحَبًا بِهِ، وَلَنعمَ الْمَجيءُ جَاءَ، فَأتيْتُ يُوسُفَ فَسَلّمتُ عَلَيْهِ، قَال: مرحَبًا بِكَ مِنْ أخٍ وَنبِيٍّ، فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ، قيلَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ مَعَك؟ قِيلَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، قِيلَ: وَقَد أُرسِلَ إِلَيْهِ؟ قِيلَ: نعم، قِيلَ: مَرحَبًا بِهِ، وَلَنِعمَ الْمَجيءُ جَاءَ، فَأَتَيْتُ عَلَى إِدرِيسَ فَسَلّمتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرحَبًا مِنْ أَخٍ وَنبَي، فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قِيلَ: مُحَمَّد، قِيلَ: وَقد أرسِلَ إِلَيْه؟ قَالَ: نعم، قِيلَ: مَرحَبًا بِهِ، وَلَنعمَ الْمَجيءُ جَاءَ، فَأَتَيْنَا عَلَى هَارُونَ، فَسَلّمتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرحَبًا بِكَ مِنْ أخٍ وَنبِي، فَأَتَيْنَا عَلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ مَعَكَ؟ قيلَ: مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، قِيلَ: وَقد أُرسِلَ إِلَيْه؟ مرحَبًا بِهِ، وَلَنعمَ الْمَجيءُ جَاءَ، فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى، فَسَلَّمتُ، فَقَالَ: مَرحَبًا بِكَ مِنْ أخٍ وَنبَيٍّ، فَلَمَّا جَاوَزْتُ بَكَى، فَقِيلَ:
مَا أَبْكَاك؟ قَالَ: يَا رَبِّ! هَذَا الْغُلَامُ الَّذِي بُعِثَ بَعدِي يَدخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَفْضَلُ مِمَّا يَدخُلُ مِنْ أُمَّتِي، فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ مَعَكَ؟ قِيلَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَد أُرسِلَ إِلَيْهِ؟ مرحَبًا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجيءُ جَاءَ، فَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، فَسَلّمتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ مِنِ ابْنٍ وَنبَي، فَرُفِعَ لِيَ الْبَيْتُ الْمَعمُورُ، فَسَألْتُ جبْرِيلَ، فَقَالَ: هَذَا الْبَيْتُ الْمَعمُورُ، يُصَلِّي فِيهِ كلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ ألفَ مَلَكٍ، إِذَا خَرَجُوا لَم يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهم، وَرُفعَتْ لِي سِدرَةُ الْمُنْتَهَى، فَإِذَا نبَقُهَا كَأَنَّهُ قِلَالُ هَجَرٍ، وَوَرَقُهَا كَأنَّهُ آذَانُ الْفُيُولِ، فِي أَصلِهَا أربَعَةُ أَنْهَارٍ، نَهْرَانِ بَاطِنَانِ وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ، فَقَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَفِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ النِّيلُ وَالْفُرَاتُ، ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمسُونَ صَلَاةً، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جِئْتُ مُوسَى، فَقَالَ: مَا صَنَعتَ؟ قُلْتُ: فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمسُونَ صَلَاةً، قَالَ: أَناَ أعلَمُ بِالنَّاسِ مِنْكَ، عَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، وإنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ، فَارجع إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ، فَرَجَعتُ فَسَأَلْتُهُ، فَجَعَلَهَا أَربَعِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ، ثُمَّ ثَلَاثِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ، فَجَعَلَ عِشْرِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ، فَجَعَلَ عَشْرًا، فَأَتَيْتُ مُوسَى، فَقَالَ مِثْلَهُ، فَجَعَلَهَا خمسًا، فَأَتَيْتُ مُوسَى، فَقَالَ: مَا صَنعتَ؟ قُلْتُ: جَعَلَهَا خَمسًا، فَقَالَ مِثْلَهُ، قُلْتُ: سَلمتُ بِخَيْرٍ، فَنُودِيَ: إِنِّي قَد أَمضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي، وَأَجْزِي الْحَسَنَةَ عَشْرًا".
وَقَالَ هَمَّامٌ: عَنْ قتادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"فِي الْبَيْتِ الْمَعمُورِ".
الحديث الأول:
(وقال خليفة) لم يقُل: حدَّثني إشعارًا بأنه سمعه في المُذاكرة لا بطَريق التحمُّل.
(عند البيت) يجمع بين هذا وبين ما سبق أول (كتاب الصلاة): أنَّه قال: (فُرِجَ عن سَقْف بيتي): بأنَّ له صلى الله عليه وسلم مِعراجَين، كلٌّ من موضعٍ، أو أنه دخَل بيتَه ثم خرَج.
(بين النائم واليقظان) وجْه التوفيق بين هذا وبين ما سبَق في (الصلاة)؛ إذ ظاهره أنَّه كان في اليقَظة، وهو مقتضَى الإطلاق، وهو في "مسند أحمد" عن ابن عبَّاس: أنَّه كان في اليقَظة، رآه بعينه، وسيأتي في (كتاب التوحيد) مِن رواية شَريك: أنَّه كان نائمًا = أنَّ الإسراء متعدِّدٌ كما ذهب إليه كثيرٌ من العلماء.
فإنْ قلنا بالاتحاد، فالحقُّ وقولُ الجمهور أنَّه كان في اليقَظة بجسَده؛ لأنه قد أنكرتْه قُريشٌ؛ إذ رُؤيا المنام لا تُنكَر.
وقال (ع): ولا يُنافيه بين النائم واليَقْظان؛ لأنَّ ذاك كان أوَّلَ الحال عند وُصول الملَك، وليس فيه أنه كان نائمًا في القِصَّة كلها.
قال عبد الحقِّ في "الجمع بين الصحيحين": ورواية شَريك عن أنَس زيادةٌ مجهولةٌ، وقد روى الحفَّاظ المتقنون، والأئمة المشهورون،
كابن شِهَاب، وثابِت البُنَاني، وَقَتادة، عن أنَس، ولم يأتِ بها أحد منهم، وشَريك ليس بالحافظ عند أهل الحديث.
(ذكر)؛ أي: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
(ثلاثة رجال) هم الملائكة، تَصوَّروا بصورة الإنسان.
(طست) مؤنثة، وجاء بكسر الطَّاء، وطِسٌّ بتشديد السين المهملة.
(مُلِيءَ) مبني للمفعول، أو هو ملأىَ اسمٌ كسَكْرَى تأنيث سَكران، والتذكير باعتبار الإناء.
نعم، الإفْراغ صفة للأجسام الذي في الطسْت؛ إما شيءٌ يحصُل به كمال الإيمان والحكمة وزيادتهما، فسُمِّي إيمانًا، أو هو من باب التَّمثيل.
(مَرَاقّ) بفتح الميم، وخفَّة الراء، وشدَّة القاف: ما سَفُل من البَطْن، ورَقَّ من جِلْده، جمع مَرقَق، مَوضع رِقَّة الجِلْد، وقال الجَوْهري: لا واحدَ لها، والميم زائدة.
وهذا غير الشَّرح الذي كان في صِغَره صلى الله عليه وسلم، فالشَّقُّ كان مرتين.
(البراق) اسم الدابَّة التي ركبَها صلى الله عليه وسلم تلك الليلة، بالرفع خبرُ مبتدأ محذوفٍ، والجرُّ على البدَل.
(أبيض) لم يقُل: بَيضاء اعتبارًا بلفْظ: البُرَاق، أو المَركوب.
قال ابن دُرَيْد: اشتقاقه من البَرق لسُرعته، وقيل: لشِدَّة بياضه، وتَلألُؤ لَونه، ويُقال: شاةٌ بَرقاء: إذا كان خِلال صُوفها طاقاتٌ سُود،
فيحتمل التَّسمية به لأنه بلَونيَن.
(نعم المجيء جاء) قال ابن مالك: (جاءَ): صلة لموصولٍ محذوفٍ،
أي: الذي جاء فيه، شاهدٌ على جواز الاستِغناء بالصِّلة عن الموصول في باب نِعمَ.
(من أخ ونبي) ولم يقُل إدريس: (من ابنٍ) مع أنه جَدٌّ لنُوح كما قال أهل التَّواريخ تأَدُّبًا وتلاطُفًا، والأنبياءُ إخوةٌ.
قال (خ): يُشْكِل من هذا الحديث بُكاء موسى، وقوله:(هذا الغُلام)؛ فأما بكاؤُه فليس على معنى الحسَد والمُنافسَة فيما أُعطيَه من الكرامة، بل شفَقةً على أُمته لنقْص حظِّهم، أو لنقْص عدَدهم عن أُمة محمد صلى الله عليه وسلم، وتمني الخير لهم، والبُكاء قد يكون من حُزْنٍ وألمٍ، وقد يكون من استِنكارٍ وتعجُّبٍ، وقد يكون من سُرورٍ؛ وأما الغُلام فليس على معنى الازدراء والاستِصغار لشأْنه، وإنما هو على تعظيم مِنَّة الله عليه بما أنالَه من النّعَم، وأتحفَه من الكَرامة من غير طُول عمُرٍ أفناه مجتهدًا في طاعته، والعرَب قد تُسمِّي المستجمِع للسِّنِّ غُلامًا ما دام فيه بقيَّةٌ من القُوَّة، وذلك مشهور في لغتهم.
(على إبراهيم) كذا قال هنا: أنه في السَّابعة.
وسبق في (الصلاة): أنَّه في السادسة، فيحتمل أنه وجدَه في السادسة، ثم ارتقَى هو أيضًا إلى السابعة.
(فرفع)؛ أي: كُشِف لي، وقُرِّبَ مني، والرَّفْع التقريب والعَرض.
(البيت المعمور) بيت في السَّماء حِيَال الكعبة، اسمه: الضُّرَاح، بضم المعجمة، وخفَّة الراء، ومهملةٍ، وسُمي المَعمور لكثْرة غاشيتِه من الملائكة.
(لم يعودوا) في بعضها: (لم يُعِيدوا).
(آخر) قال في "المَطالِع": رَويناه بالنَّصب على الظَّرف، وبالرفع بتقدير: ذلك آخِر ما عليهم من دُخوله، قال: وهو أَوجَه.
(سدرة) في بعضها: (السِّدرة) بالألف واللام.
(المنتهى) لأنَّ عِلْم الملائكة ينتهي إليها، ولم يُجاوزْها أحدٌ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(نبقها) بكسر الموحَّدة وسُكونها: ثَمَرُ السدر.
(قلال) جمع قُلَّةٍ، وهي جَرَّة عظيمة، تسَع قِربَتين أو أكثر.
(أنهار) جمع نَهْر، بسكون الهاء وفتحها.
(باطنان) قيل: هما السَّلْسَبيل، والكَوثر.
(الفُرات)؛ أي: الذي في العِراق.
(والنيل)؛ أي: الذي في مِصر.
(عالجتُ)؛ أي: مارستُهم، ولقِيتُ منهم الشِّدَّةَ.
(إلى ربك)؛ أي: إلى الموضع الذي ناجَيتَ فيه ربَّك.
(ثم مثله)؛ أي: ثم قال موسى مثلَه.
وقد سبق الحديث في (كتاب الصلاة)، وبيانُ فوائده.
(عن الحسن)؛ أي: البصري.
(عن أبي هريرة) قال ابن مَعِيْن: لم يصِحَّ للحسَن سماعٌ من أبي هريرة، فقيل له: فإنَّ في بعض الرِّوايات أنه قال: حدَّثنا أبو هريرة، فقال: ليس بشيءٍ.
قال (ك): روايته هنا بلفْظ (عن)، فيحتمل أن تكون بواسطةٍ.
* * *
3208 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحوَصِ، عَنِ الأَعمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهْوَ الصَّادِقُ الْمصدُوقُ، قَالَ:"إِنَّ أَحَدكم يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَربَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ مَلَكًا، فَيُؤْمَرُ بِأربَعٍ كَلِمَاتٍ، ويُقَالُ لَهُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُم لَيَعمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كِتَابُهُ، فَيَعمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَيَعمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ".
الحديث الثاني:
(المصدوق)؛ أي: فيما وعَدَه به ربُّه صلى الله عليه وسلم من جِهَة جبريل عليه السلام، أو المصَدَّق.
(يجمع) بالبناء للمفعول، وذُكِر في معنى الجمع: أنَّ النُّطفة إذا
وقَعتْ في الرحم وأراد الله تعالى أن يخلُق منها بشَرًا طارتْ في أطراف المرأَة تحت كلِّ شعرةٍ وظفُرٍ، فتَمكُث أربعين يومًا، ثم تنزِل دمًا في الرَّحم، فذلك جمعُها.
قال (ح): فيه أنَّ ظاهِر الأعمال من الحسَنات والسَّيئات أمارات، وليست بموجبات، وأنَّ مصير الأُمور في العَاقبة إلى ما سبق به القضاء، وجرَى به القدَر.
سبق في (الحيض).
* * *
3209 -
حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَني مُوسَى بْنُ عُقْبةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قَالَ أبو هُرَيْرَة رضي الله عنه: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَتَابَعَهُ أَبُو عَاصمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَني مُوسَى بْنُ عُقْبةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَبْدَ ناَدَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللهَ يُحِب فُلَانًا فَأَحبِبْهُ، فَيُحِبُّهُ جِبرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرضِ".
الحديث الثالث:
(يوضع)؛ أي: يُلقَى في قُلوب أهلها محبَّتُه مادحِين له، مُثنِين
عليه، مُريدين إيصال الخير إليه.
ففيه أنَّ مَن كان مَحبوب القُلوب فهو محبوبُ الله تعالى بحُكم عكس القضيَّة.
* * *
3210 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّد، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرّحمَنِ، عَنْ عُروَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَنْزِلُ فِي الْعَنَانِ -وَهْوَ السَّحَابُ- فَتَذْكُرُ الأمرَ قُضِيَ فِي السَّمَاءِ، فتسْتَرِقُ الشَّيَاطِينُ السَّمعَ، فَتَسْمَعُهُ فَتُوحِيهِ إِلَى الْكُهَّانِ، فَيَكْذِبُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهم".
الرابع:
(محمد) قال الغَسَّاني: هو ابن يَحيى الذُّهْلي.
قال (ش): هو البخاري؛ قاله أبو ذَرٍّ الهرَوي.
(العَنان) بفتح المهملة، وخفَّة النون الأُولى: السَّحاب.
(فتذكر)؛ أي: الملائكة الأمرَ الذي قُضِيَ في السَّماء وجودُه أو عدَمه.
(فتسترق) تفتَعِل من السَّرِقة، أي: تسمَع مُستخفيةً.
* * *
3211 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونس، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سعدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَالأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجدِ الْمَلَائِكَةُ، يَكْتبونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الإمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ".
الخامس:
(الأعرج) هذا الأصح؛ لأنَّ الحديث معروفٌ من روايته لا (الأغَرِّ) كما يقَع في بعض النُّسخ.
* * *
3212 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: مَرَّ عُمَرُ فِي الْمَسْجدِ، وَحَسَّانُ يُنْشِدُ، فَقَالَ: كنْتُ أُنْشِدُ فِيهِ، وَفِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ! أَسَمِعتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَجِبْ عَنِّي، اللَّهُمَّ أَيِّدهُ بِرُوحِ الْقُدُس"؟ قَالَ: نعم.
السادس:
(أجب)؛ أي: قُل جَوابَ هَجْو الكفَّار عن جِهَتي.
(بروح القدس) هو جبريل عليه السلام.
مرَّ في (باب: الشِّعر في المسجد).
* * *
3213 -
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعبةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِحَسَّانَ: "اهْجُهُم -أَوْ هَاجِهِم- وَجِبْرِيلُ مَعَكَ".
3214 -
وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ، عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى غُبَارٍ سَاطِعٍ فِي سِكَّةِ بَنِي غَنْمٍ. زَادَ مُوسَى: مَوكبَ جِبْرِيلَ.
السابع:
(زاد موسى)؛ أي: ابن إسماعيل، عن جَرير بن حازم، موصولٌ في (المَغازي).
(مركب) نصب بنزْع الخافِض، وفي بعضها:(مَوكِبَ) بالواو، وهو نَوعٌ من السَّير، ويُقال للقوم الرُّكوب على الإبِل المزيَّنة: مَوكِب، وكذا كلُّ جماعةِ الفُرسان، وقيل: منصوبٌ بقوله: (أنظُر)، أي: كأنِّي أنظُر مَوكِبَ جبريل، كقول الشاعر:
رَحِمَ اللهُ أَعظُمًا دَفنُوها
…
بسِجِسْتَانَ طَلْحَةَ الطَّلَحَاتِ
أراد: أعظم طَلْحةَ، فنصبَ طلْحة بذلك.
وقال (ش): هو بالرفع خبرُ مبتدأ محذوف، تقديره: هو مَوكِب.
* * *
3215 -
حَدَّثَنَا فروَةُ، حَدَّثَنَا عَلي بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عروَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوحي؟ قَالَ: "كُلُّ ذَاكَ، يَأتِي الْمَلَكُ أَحيَانًا فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، فَيفصِمُ عَنِّي وَقد وَعَيْتُ مَا قَالَ، وَهْوَ أَشَدُّهُ عَليَّ، وَيتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ أَحيانًا رَجُلًا، فَيُكَلِّمُنِي فَأعَيِ مَا يَقُولُ".
الثامن:
سبق في الحديث المطوَّل أول "الجامع".
* * *
3216 -
حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا يحيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمعتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللهِ دَعَتْهُ خَزَنةُ الْجَنَّةِ: أَيْ فُلُ: هَلُمَّ"، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: ذَاكَ الَّذِي لَا تَوَى عَلَيْهِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أرجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهم".
التاسع:
(زوجين)؛ أي: دِرهمين، أو دينارَين.
(أي فُلَ) بضم الفاء، وفتح اللام وضمِّها، أي: يا فُلان، كذا قاله (ك)، وقال (ش): هو بإسْكان اللام، لا يُقال إلا به.
قيل: ليس تَرخيمًا لفُلان، ولو كان ترخيمًا لفتَحوه أو ضَمُّوه.
(تَوَى) بفتح المثنَّاة، والواو: الهلاك، وقيل: الضَّياع.
سبق في (الجهاد)، في (باب: فضل النفَقة).
* * *
3217 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا معمر، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: "يَا عَائِشَةُ! هَذَا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَام"، فَقَالتْ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرحمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه، تَرَى مَا لَا أَرَى؛ تريدُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
العاشر:
(هذا جبريل) فيه أنَّ الرُّؤية حالة يخلقُها الله في الحَيِّ، فلا يلزم من حُصول المرئيِّ، واجتِماع شروط الرُّؤية وُجودُ الرّؤية، كما لا يَلزم مِن عدَمها عدَمُها.
* * *
3218 -
حَدَّثَنَا أَبُو نعيْمٍ، حدثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ. (ح) قَالَ: حَدَّثَنِي
يَحيَى بْنُ جعفَرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِجبْرِيلَ: "أَلَا تَزُورُناَ أكثَرَ مِمَّا تَزُورُناَ"؟ قَالَ: فَنَزَلَت {وَمَا نَتَنَزَّلُ إلا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا} الآيَةَ.
الحادي عشر:
سبق أيضًا مِرارًا.
* * *
3219 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ يُونس، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتبةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرفٍ، فَلَم أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ حَتَّى انتهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحرُفٍ".
الثاني عشر:
سبق شرحُه في (كتاب الخصومات).
* * *
3220 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يُونس، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي
رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُل لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَيُدَارِسُهُ الْقرآنَ، فَلَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيح الْمُرسَلَةِ.
وَعَنْ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مَعمَرٌ بِهَذَا الإسْنَادِ نَحوَهُ.
وَرَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ، وَفَاطِمَةُ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعَارضُهُ الْقرآنَ.
3221 -
حَدَّثَنَا قتيبةُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَّرَ الْعصرَ شَيْئًا، فَقَالَ لَهُ عُروَةُ: أَمَا إِنَّ جِبْرِيلَ قد نزَلَ فَصَلَّى أَمَامَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ عُمَرُ: اعلَم مَا تَقُولُ يَا عُروَةُ، قَالَ: سَمِعتُ بَشِيرَ بْنَ أَبِي مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمعتُ أَبَا مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "نزَلَ جِبْرِيلُ فَأَمَّنِي، فَصَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَه"؛ يَحسُبُ بأَصَابِعِهِ خمسَ صَلَوَاتٍ.
الثالث عشر، والرابع عشر:
سبقا أوَّل "الجامع".
(وروى أبو هريرة) موصول في (فضائل القرآن).
(وفاطمة)؛ أي: عن عائشة، عنها، موصولٌ في (علامات النبوة).
(أمام) بفتح الهمزة وكسرها.
قال ابن مالك: الكسر مُشْكِلٌ؛ لأن إضافة (أمام) معرفة، والموضع موضع الحال، فوجَب جعلُه نكرة بالتَّأويل كغيره من المعارِف الواقِعة حالًا، كـ: أَرسلَها العِراكَ.
* * *
3222 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيّ، عَنْ شُعبةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "قَالَ لِي جِبْرِيلُ: مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، أَوْ لم يَدخُلِ النَّار"، قَالَ: وإنْ زَنىَ وإِنْ سَرَق؟ قَالَ: "وإن".
3223 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّناَدِ، عَنِ الأَعرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْمَلَائِكَةُ يتعَاقَبُونَ، مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَالْعَصرِ، ثُمَّ يَعرُجُ إِلَيْهِ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُم، فَيَسْألهُم وَهْوَ أَعلَمُ، فَيقُولُ: كيْفَ تَرَكْتُم؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكنَاهُم يُصَلُّونَ، وَأتيْنَاهُم يُصَلُّونَ".
الخامس عشر:
(دخل الجنة) قال (خ): فيه دُخولها ونفْيُ دخولها بوصفَين، والمعنى: مَن ماتَ على التَّوحيد فمَصيره إلى الجنَّة، وإنْ نالَه قبل ذلك من العُقوبة ما نالَه، وأما كونُه لم يدخُل النَّارَ فمعناه؛ لم يدخُلْها دخولًا