الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
123 - بابُ حَمْلِ الزَّادِ فِي الْغَزْوِ، وَقَوْلِ اللهِ تَعالَى:{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}
(بابُ حَمْلِ الزادِ في الغزو)
2979 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، وَحَدَّثَتْنِي أَيْضًا فَاطِمَةُ، عَنْ أَسمَاءَ رضي الله عنها، قَالَتْ: صَنَعْتُ سُفْرَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ حِينَ أَرَادَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَتْ: فَلَمْ نَجِدْ لِسُفْرَتِهِ وَلَا لِسِقَائِهِ مَا نَرْبِطُهُمَا بِهِ، فَقُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ: وَاللهِ مَا أَجِدُ شَيْئًا أَرْبِطُ بِهِ إِلَّا نِطَاقِي، قَالَ: فَشُقِّيهِ بِاثْنَيْنِ، فَارْبِطِيهِ بِوَاحِدٍ السِّقَاءَ وَبِالآخَرِ السُّفْرَةَ، فَفَعَلْتُ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ: ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ.
الحديث الأول:
إنما قال أولًا: (أخبرني) وثانيًا: (حدثني) لأنه سمع عن فَاطِمَةَ، وقرأ على الوَالِدِ للتَّفَنُّن والاحترازِ عن التكرار.
(بِسُفْرته) بالضم: طعامٌ يُتخَذ للمسافر، ومنه سميت السُّفْرَةُ.
(نطاقي) هو شَقَّةٌ تلبسها المرأةُ، تشُدُّ به وسطَها، ترفع به ثيابَها،
وتُرسِل عليه إزارها، قاله القَزَّازُ.
* * *
2980 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: كُنَّا نَتَزَوَّدُ لُحُومَ الأَضَاحِيِّ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ.
2981 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ: أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ النُّعْمَانِ رضي الله عنه، أَخْبَرَهُ: أنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَامَ خَيْبَرَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالصَّهْبَاءِ -وَهْيَ مِنْ خَيْبَرَ، وَهْيَ أَدْنىَ خَيْبَرَ- فَصَلَّوُا الْعَصْرَ، فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالأَطْعِمَةِ، فَلَمْ يُؤْتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا بِسَوِيقٍ، فَلُكْنَا فَأَكَلْنَا وَشَرِبْنَا، ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا، وَصَلَّيْنَا.
الثاني:
(الأضاحي) بتشديد الياءِ، وتخفيفِها، جمع أُضْحِيَة، وهذا وإن لم يكن سَفَرَ غزوٍ، ولكنَّ سَفَرَ الغزو مُقاسٌ عليه.
(بُشير) بضم الموحدة.
(سويق) دقيقُ القمح المَقْلُوُّ، أو الشعيرُ، أو الذرةُ، أو غيرُهما.
(والصَهْباء) بفتح المهملةِ، وسكون الهاءِ، والمدِّ: موضعٌ أسفل خَيْبَرَ.
(فلكنا) يُقال: لُكْتُ الُّلقْمة أَلُوكُها في فمي لَوْكًا.
(وشربنا) قال الدَّاوُدِيُّ: ما أراه محفوظًا إلا إنْ أراد المضمضةَ؛ لأنه كان في المضمضة، ولكنْ قد لا يُبلغ بها الشرب ما يبلغه المضمضة عند أكل السَويق، وسبق الحديث في (باب: مَن مَضْمَض من السويق).
* * *
2982 -
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مَرْحُومٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ رضي الله عنه قَالَ: خَفَّتْ أَزْوَادُ النَّاسِ وَأَمْلَقُوا، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي نَحْرِ إِبِلِهِمْ، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَلَقِيَهُمْ عُمَرُ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: مَا بَقَاؤُكُمْ بَعْدَ إِبِلِكُمْ؟! فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا بَقَاؤُهُمْ بَعْدَ إِبِلِهِمْ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ناَدِ فِي النَّاسِ يَأْتُونَ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ"، فَدَعَا وَبَرَّكَ عَلَيْهِ، ثُمَّ دَعَاهُمْ بِأَوْعِيَتِهِمْ، فَاحْتَثَى النَّاسُ حَتَّى فَرَغُوا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ".
الرابعُ:
(خَفَّت)؛ أي: قَلَّتْ.
(وأملقوا)؛ أي: اِفْتَقَرُوا، وفَنِيَتْ أزوادُهم.
(ما بقاؤكم بعد إبلكم)؛ أي: بقاؤُهم يَسيرٌ لِغلبةِ الهلاك على الرجال، وهذا أخذه عُمَرُ من نهيِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن أكل لحوم الحُمُرِ