الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأُدغمت في المهملة.
* * *
قَالَ ابْنُ عَبَّاس: يُذْكرُ بِخَيْر. {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} ، يُذكَرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ إِلْيَاسَ هُوَ إدرِيسُ.
* * *
5 - بابُ ذِكرِ إدريسَ عليه السلام، وَقَوْل اللهِ تَعَالَى:{وَرَفعناهُ مَكانًا عَلِيًّا}
3342 -
قَالَ عَبْدَانُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يُونس، عَنِ الزُّهْرِيِّ. (ح)، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالحٍ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ، حَدَّثَنَا يُونس، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، قَالَ: قَالَ أنَسٌ: كانَ أبو ذَرٍّ رضي الله عنه يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَناَ بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ، فَفَرَجَ
صَدرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهبٍ مُمتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَاَفْرَغها فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءَ، فَلَمَّا جَاءَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ: افْتَحْ، قَالَ: مَنْ هذَا؟ قَالَ: هذَا جِبْرِيلُ، قَالَ: مَعَكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: مَعِيَ مُحَمَّدٌ، قَالَ: أرْسلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نعم، فَافْتَحْ، فَلَمَّا عَلَوْناَ السَّمَاءَ إِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينهِ أَسْوِدَةٌ، وَعَنْ يَسَارِه أَسْوِدَةٌ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شمَالِهِ بَكَى، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالح وَالاِبْنِ الصَّالح، قُلْتُ: مَنْ هذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هذَا آدَمُ، وَهذِهِ الأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينهِ، وَعَنْ شمالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ؛ فَأهْلُ الْيَمِينِ مِنْهمْ أَهلُ الْجَنَّةِ، وَالأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يمِينهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى، ثُمَّ عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ، حَتَّى أتى السَّمَاءَ الثَّانِية، فَقَالَ لِخَازنها: افتَحْ، فَقَالَ لَهُ خَازِنها مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُ، فَفَتَحَ". قَالَ أَنسٌ: فَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ فِي السَّمَوَاتِ إِدرِيس وَمُوسَى وَعِيسَى وَإِبْرَاهِيمَ، وَلَم يثْبِتْ لِي كيْفَ مَنَازِلُهُم، غيْرَ أَنَّهُ قَد ذَكَرَ أنَّهُ وَجَدَ آدَمَ فِي السَّمَاءِ الدينا، وَإبْرَاهِيمَ فِي السَّادِسَةِ. وَقَالَ أَنس: "فَلمَّا مَرَّ جِبْرِيلُ بإدرِيس قَالَ: مَرحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالح وَالأخ الصَّالح، فَقُلْتُ: مَنْ هذَا؟ قَالَ: هذَا إِدرِيسُ، ثُمَّ مَرَرْتُ بِمُوسَى فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالح وَالأخ الصَّالح، قُلْتُ: مَنْ هذَا؟ قَالَ: هذَا مُوسَى، ثُمَّ مَرَرْتُ بِعِيسَى، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالح وَالأخ
الصَّالح، قُلْتُ: مَنْ هذَا؟ قَالَ: عِيسَى، ثُمَّ مَرَرْتُ بِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: مَرحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالح وَالاِبْنِ الصَّالح، قُلْتُ: مَنْ هذَا؟ قَالَ: هذَا إِبْرَاهِيمُ". قَالَ: وَأَخْبَرَني ابْنُ حَزْمٍ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا حَيَّةَ الأَنْصَارِيَّ كاناَ يَقولَانِ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "ثمَّ عُرِجَ بِي حَتَّى ظَهرْتُ لِمُسْتَوي أَسمَعُ صرِيفَ الأَقْلَامِ"، قَالَ ابنُ حَزْمٍ وَأَنسُ ئنُ مَالِكٍ رضي الله عنهما: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَفَرَضَ اللهُ عَلَيَّ خَمسِينَ صَلَاةً، فَرَجعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى أَمُرَّ بِمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: مَا الَّذِي فُرِضَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: فَرَضَ عَلَيْهِمْ خمسِينَ صَلَاةً، قَالَ: فَرَاجِع رَبَّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَجَعْتُ فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَوَضَعَ شَطْرَها، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: رَاجِع رَبَّكَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، فَوَضَعَ شَطْرَها، فَرَجَعتُ إِلَى مُوسَى، فَأخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَجَعتُ فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ، وَهْيَ خَمْسُونَ، لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: رَاجِع رَبَّكَ، فَقُلْتُ: قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي، ثُمَّ انْطَلَقَ، حَتَّى أتى السِّدرَةَ الْمُنْتَهى، فَغَشِيَها ألوَانٌ لَا أَدرِي مَا هِيَ، ثمَّ أُدخِلْتُ فَإِذَا فِيها جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ، وَإِذَا تُرَابُها الْمِسْكُ".
(باب: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات: 123])
هو بكسر الهمزة قطعًا ووصلًا، قيل: هو مِن ولَد هارون أخي موسى، وجاء بزيادةِ ياءٍ ونونٍ في آخره على صُورة الجمْع.
قال في "الكشاف": ومَن قرأ: {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} [الصافات: 130]، فعلى هذا ياسين أبو إلياس أُضيف إليه الآل.
(يذكر) هذا تعليقٌ بصيغة تمريضٍ.
قال (ش): ظاهر القُرآن يدلُّ على أنه غيرُه، وهو قوله تعالى في سورة الأنعام:{وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ} ، إلى قوله:{وَإِلْيَاسَ} [الأنعام: 85،84]، فهذا دليلٌ على أن إلياس من ذُرية نوحٍ، وأجمعوا أنَّ إدريس كان قبْل نُوحٍ، وهو جدُّه، فكيف يستقيم أنْ يقال: إنه إلياس؟!، وقد أشار إلى ذلك البغَوي في "تفسيره".
(أسودة) جمع سَواد، وهو الشَّخص.
(نسمة) النَّسَمة النَّفْس.
(ظهرت)، أي: علَوت.
(مستوي) بفتح الواو، أي: مُصعِدًا.
(صريف)؛ أي: تصويتَها حالَ الكتابة.
(جنابذ) جمع جِنْبِذ، وهو القُبَّة.
وسبق الحديث بشرحه في أول (كتاب الصلاة).