الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
19 - باب قول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ}
(باب قَولِ الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} [يوسف: 7])
3383 -
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَني سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أكرَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: "أتقَاهُمْ لِلَّهِ"، قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هذَا نسألُكَ، قَالَ:"فأَكرَمُ النَّاسِ يُوسُفُ نبِيُّ اللهِ ابْنُ نبَيِّ اللهِ ابْنِ نبِيِّ اللهِ ابْنِ خَلِيلِ اللهِ"، قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هذَا نسألكَ، قَالَ:"فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْألوني؟ النَّاسُ مَعَادِنُ، خِيَارُهمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإسْلَامِ إذَا فَقِهُوا".
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بهذَا.
الحديث الأول:
(من أكرم) قال العُلماء: لمَّا سألوه عن أكرم الناس أجابَ بأكمَل الكرَم، فقال: أتْقاهم؛ لأنَّ المتَّقي كثيرُ الخير في الآخِرة، فلمَّا قالوا: لا نسَألُ عنه، فقال: يوسُف الذي جمَع بين خيرَي الدنيا والآخرة، فلمَّا قالوا ما قالوا، فَهِمَ مُرادَهم أنَّ مُرادَهم قبائلُ العرَب وأصولهم.
(فقهوا) بضم القاف، وحُكي كسرها.
* * *
3384 -
حَدَّثَنَا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، أَخْبَرَنَا شُعبةُ، عَنْ سعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُروَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَها: "مُرِي أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ"، قَالَتْ: إِنَّهُ رَجُلٌ أَسِيفٌ، مَتَى يَقُم مَقَامَكَ رَقَّ، فَعَادَ فَعَادَتْ، قَالَ شُعبةُ: فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ: "إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ".
3385 -
حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ يَحيَى الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ"، فَقَالَتْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ، فَقَالَ مِثْلَهُ، فَقَالَتْ مِثْلَهُ، فَقَالَ:"مُرُوهُ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ"، فأمَّ أَبُو بَكْرٍ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ حُسَيْنٌ، عَنْ زَائِدَةَ: رَجُلٌ رَقِيقٌ.
الثاني:
(أسيف) هو السَّريعُ الحُزْنِ الرَّقيق.
وسبق الحديث في (الصلاة).
* * *
3386 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّناَدِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ أَنْج عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْج سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَليدَ بْنَ الْوَليدِ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْها سِنِينَ كسِنِي يُوسُفَ".
الثالث:
(وطأتك) الوَطْأَة: الضَّغْطة.
(مُضَر) بضم الميم، وفتح المعجَمة: قَبيلةٌ.
وسبق الحديث في (باب: يهوي بالتكبير حين يَسجُد).
* * *
3387 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ ابْنُ أَخِي جُويرِيَةَ، حَدَّثَنَا جُويرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ وَأَبَا عُبَيْدٍ أَخْبَرَاهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَرْحَمُ اللهُ لُوطًا، لَقَد كَانَ يَأوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفُ ثُمَّ أتانِي الدَّاعِي لأَجَبْتُهُ".
الرابع:
سبق شرحه قريبًا.
* * *
3388 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَام، أَخْبَرَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ سُفْيانَ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: سَأَلْتُ أُمَّ رُومَانَ، وَهْيَ أُمُّ عَائِشَةَ، عَمَّا قِيلَ فِيها مَا قِيلَ، قَالَتْ: بَيْنَمَا أَنَا مَعَ عَائِشَةَ جَالِسَتَانِ، إِذْ وَلَجَتْ عَلَيْنَا امرَأةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، وَهْيَ تَقُولُ: فَعَلَ اللهُ بِفُلَانٍ وَفَعَلَ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: لِمَ؟ قَالَتْ: إِنَّهُ نَمَا ذِكْرَ الْحَدِيثِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَيُّ حَدِيثٍ؟ فَأَخْبَرتها، قَالَتْ: فَسَمِعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: نعم، فَخَرَّتْ مَغْشِيًّا عَلَيْها، فَمَا أفاقَتْ إلا وَعَلَيْها حُمَّى بِنَافِضٍ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"مَا لِهذِهِ؟ "، قُلْتُ: حُمَّى أَخَذَتْها مِنْ أَجْلِ حَدِيثٍ تُحُدِّثَ بِهِ، فَقَعَدَتْ فَقَالَتْ: وَاللهِ لَئِنْ حَلَفْتُ لَا تُصَدِّقُوني، وَلَئِنِ اعتَذَرْتُ لَا تَعذِرُوني، فَمَثَلِي وَمَثَلُكُم كَمَثَلِ يَعقُوبَ وَبَنِيهِ، فَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ، فَانْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللهُ مَا أَنْزَلَ، فَأَخْبَرَها، فَقَالَتْ: بِحَمدِ اللهِ لَا بِحَمدِ أَحَدٍ.
الخامس:
(أم رُومان) بضم الراء، وقيل: بفتحها.
قال الواقدي: ماتتْ سنة ستٍّ، ونزلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في قَبْرها، فقال الكَلابَاذِي: فإنْ كان كذلك، فمَسروقٌ لم يسمَع منها.
وقال الخطيب: صوابه أنْ يُقرأ: (سئلت) بالبناء للمفعول، وبعضهم يكتُبه بالألف.
قال (ك): هذا ليس بعُذْرٍ؛ لأنَّ حديث الإفْك في (المغازي):
(حدَّثتْني أُمُّ رُومان).
(نَمى) من التَّنْمية، وهي التربية والرَّفْع.
(الحديث)؛ أي: حديث الإفْك.
(بنافض) أي: ملتبسةً بارتعادٍ، والنَّافِض من الحُمَّى هي ذات الرِّعْدة، والنَّفْض: التحريك.
(فمثلي)؛ أي: صِفَتي.
(كمثل يعقوب)؛ أي: حيث صبَرَ صَبْرًا جميلًا، وقال: واللهُ المُستَعانُ.
(بحمد الله لا بحمد أحد) قال بعض أصحاب ابن المُبارَك له: أنَا أستعظِمُ هذا القولَ، فقال ابن المُبارَك: ولَّتِ الحمدَ أهلَه.
* * *
3389 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَني عُرْوَةُ: أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَرَأَيْتِ قَوْلَهُ: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} أَوْ كُذِبُوا؟ قَالَتْ: بَلْ كَذَّبَهُمْ قَوْمُهُمْ، فَقُلْتُ: وَاللهِ لَقَدِ اسْتَيْقَنُوا أَنَّ قَوْمَهُمْ كَذَّبُوهُمْ، وَمَا هُوَ بِالظَّنِّ، فَقَالَتْ: يَا عُرَيَّةُ! لَقَدِ اسْتَيْقَنُوا بِذَلِكَ، قُلْتُ: فَلَعَلَّهَا أَوْ كُذِبُوا، قَالَتْ: مَعَاذَ اللهِ! لَمْ تَكُنِ الرُّسُلُ تَظُنُّ ذَلِكَ بِرَبِّهَا، وَأَمَّا هَذِهِ الآيَةُ قَالَتْ: هُمْ أتبَاعُ الرُّسُلِ الَّذِينَ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَصَدَّقُوهُمْ، وَطَالَ عَلَيْهِمُ الْبَلَاءُ، وَاسْتَأْخَرَ عَنْهُمُ النَّصْرُ،
حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَتْ مِمَّنْ كذَّبَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ، وَظَنُّوا أَنَّ أتبَاعَهُمْ كذَّبُوهُمْ جَاءَهُمْ نَصْرُ اللهِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ:{اسْتَيْئَسُوا} : افْتَعَلُوا مِنْ: يَئِسْتُ، {مِنهُ}: مِنْ يُوسُفَ. {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} مَعْنَاهُ: الرَّجَاءُ.
3390 -
أَخْبَرَني عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْكَرِيمُ ابْنُ الْكَرِيم ابْنِ الْكَرِيم ابْنِ الْكَرِيم يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عليهم السلام".
السادس:
(أرأيت)؛ أي: أخبِرْني.
(أو كَذبوا) الترديد بين التخفيف والتشديد.
(بالظن)؛ أي: متلبِّسين به.
(يا عُريَّة) تصغير عُروة، وهو تصغير محبَّةٍ وشفَقةٍ وإدلالٍ، وأصله: عُرَيْوَة، اجتمَع واوٌ وياءٌ والسَّابق ساكنٌ، قُلبت الواو ياءً، وأُدغمت.
(لقد استيقنوا)؛ أي: كما تقول، فقال: لعلَّها (كذبوا) بالتخفيف، أي: من عند ربهم، فقال: لا، بل مِن جهة أتباعهم المصدِّقين، أي: ظنَّ الرُّسُل أنَّ أتباعَهم لم يكُونوا صادقين في دعوى إيمانهم، وجواب (أَمَّا) محذوفٌ، أي: فالمراد من الكاذبين وما هم الأَتباع.