الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثالث:
(فروة) قيل: هي جِلْدَة وجْه الأرض، جلَسَ عليها، فأنبَتتْ، وصارتْ خضراء بعد أنْ كانتْ جَرْداء، وقيل: أراد به الهَشِيْم من نبَات الأرض، اخضرَّ بعد يُبسه وبَياضه.
واسم الخَضِر: سبق في أوائل (الإيمان) أن المرجَّح فيه: بَلْيَا، بموحدةٍ مفتوحةٍ، ولامٍ ساكنةٍ، وياءٍ، مقصورًا، وكُنيته: أبو العباس، ويجوز في الخَضِر تسكين ضاده مع فتح الخاء وكسرها على قياس نظائره.
واختلف في نبوته كما سبَق.
قال الثَّعلبي: وكان في زمَن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، وقال الأكثَرون: إنَّه حيٌّ موجودٌ اليوم، ويقتلُه الدجَّال.
ومرَّ شرح الحديث في (كتاب العلم).
* * *
28 - بابٌ
(باب)
3403 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا
حِطَّةٌ. فَبَدَّلُوا فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ، وَقَالُوا: حَبَّةٌ فِي شَعْرَةٍ".
الحديث الأول:
(يزحفون) بمهملةٍ.
(أستاههم) جمع: سَتَه، بالتحريك، مثل: سبَبٌ، وأسبابٌ، وهو الاسْت.
(حَبَّة) بفتح المهملة، وشدة الموحدة.
(شعرة) بسكون المهملة وفتحها، وغرضهم بهذا الكلام المهمَل مخالفةُ ما أُمروا به من الكلام المستلزِم للاستغفار، وطلَب حَطِّ العُقوبة عنهم.
* * *
3404 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدٍ وَخِلَاسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مُوسَى كَانَ رَجُلًا حَيِيًّا سِتِّيرًا، لَا يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيْءٌ، اسْتِحْيَاءً مِنْهُ، فآذَاهُ مَنْ آذَاهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقَالُوا: مَا يَسْتَتِرُ هَذَا التَّسَتُّرَ إِلَّا مِنْ عَيْبٍ بِجلْدِهِ، إِمَّا بَرَصٌ وَإِمَّا أُدْرَةٌ وَإِمَّا آفَةٌ. وَإِنَّ اللهَ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّئَهُ مِمَّا قَالُوا لِمُوسَى، فَخَلَا يَوْمًا وَحْدَهُ فَوَضَعَ ثِيَابَهُ عَلَى الْحَجَرِ ثُمَّ اغْتَسَلَ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ إِلَى ثِيَابِهِ لِيَأْخُذَهَا، وَإِنَّ الْحَجَرَ عَدَا بِثَوْبِهِ، فَأَخَذَ مُوسَى عَصَاهُ وَطَلَبَ الْحَجَرَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: ثَوْبِي حَجَرُ، ثَوْبِي حَجَرُ، حَتَّى انتُهَى إِلَى مَلإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ،
فَرَأَوْهُ عُرْيَانًا أَحْسَنَ مَا خَلَقَ اللهُ، وَأَبْرَأَهُ مِمَّا يَقُولُونَ، وَقَامَ الْحَجَرُ، فَأَخَذَ ثَوْبَهُ فَلَبِسَهُ، وَطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْبًا بِعَصَاهُ، فَوَاللهِ إِنَّ بِالْحَجَرِ لَنَدَبًا مِنْ أثَرِ ضَرْبِهِ ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا} ".
الثاني:
(عن الحسن، ومحمد، وخِلاس) بكسر المعجمة، وتخفيف اللام، جمع بين الثلاثة لمَا قِيل: إنَّ الحسن لم يسمَع من أبي هُريرة، وممن جزَم به التِّرْمِذي.
(حييًا) فَعِيْلًا بمعنى: فاعل، أي: مِن شأْنه ذلك.
(أدرة) هي انتِفاخ الخِصْية.
(وإما آفة) من عطف العامِّ على الخاصِّ.
(ثوبي)؛ أي: رُدَّ ثَوبي.
(حجر)؛ أي: يا حَجَرُ، فجاء على الشاذِّ في نحو: أَطرِقْ كرًّا؛ لأن القياس أنَّ (يا) لا تُحذف مع النكرات.
(ضربًا)؛ أي: يضرب ضَرْبًا.
(لندب) بنونٍ، ومهلةٍ مفتوحتين: أثَر الجُرح إذا لم يرتفِع عن الجِلْد، فشُبِّه به أثَر الضَّرب في الحجَر.
ومرَّ الحديث في (باب: من اغتسَل عُريانًا).
* * *