الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
179 - بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلْيَهُودِ: (أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا)
قَالَهُ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
(باب قَول النبيِّ صلى الله عليه وسلم لليَهود: أسلِمُوا تَسلَمُوا)؛ أي: في الدُّنيا من القَتْل والجِزْية، وفي الآخرة من العِقاب.
(قاله المقبري) موصولٌ في (الجزية)، وغيرها.
* * *
180 - بابٌ إِذَا أَسلَمَ قَوْمٌ فِي دَارِ الْحَرْبِ، وَلَهُمْ مَالٌ وَأَرَضُونَ، فَهْيَ لَهُمْ
(باب: إذا أسلَم قَومٌ في دار الحَرْب ولَهم مالٌ)
3058 -
حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زيدٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيْنَ تنزِلُ غَدًا -فِي حَجَّتِهِ-؟ قَالَ: "وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مَنْزِلًا"؟ ثُمَّ قَالَ: "نَحْنُ نَازِلُونَ غَدًا بِخَيْفِ بَنِي كنَانةَ الْمُحَصَّبِ، حَيْثُ قَاسَمَتْ قُرَيْشٌ عَلَى الْكُفْرِ". وَذَلِكَ أَنَّ بَنِي كنَانةَ حَالَفَتْ قُرَيْشًا عَلَى بَنِي هَاشِم أَنْ لا يُبَايِعُوهُمْ وَلَا يُؤْوُوهُمْ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَالْخَيْفُ: الْوَادِي.
الحديث الأول:
(المحصب) بزنة اسم المفعول، مِن التَّحصيب، بمهملتَين، عطْفُ بَيانٍ، أو بدَلٌ من الخَيْف.
(قاسمت)؛ أي: حالَفْتُ، سبَق في (باب: نُزول النبيِّ صلى الله عليه وسلم مكة).
ووجه دلالته على التَّرجمة: أنه صلى الله عليه وسلم حيث سلَّم لعَقِيْلٍ تصرُّفه قبْل إسلامه، فما هو بعد الإسلام بطَريقِ الأَولى.
(والخيف: الوادي) أما غير الزُّهريِّ فقال: ما ارتفَعَ مِن مَسيل الوادي ولم يَبْلُغ أن يكُون جبَلًا.
* * *
3059 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زيدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه استَعْمَلَ مَوْلًى لَهُ يُدْعَى: هُنَيًّا عَلَى الْحِمَى، فَقَالَ: يَا هُنَيُّ! اضْمُمْ جَنَاحَكَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ، وَأَدْخِلْ رَبَّ الصُّرَيْمَةِ وَرَبَّ الْغُنَيْمَةِ، وَإِيَّايَ وَنعَمَ ابْنِ عَوْفٍ وَنعَمَ ابْنِ عَفَّانَ؛ فَإِنَّهُمَا إِنْ تَهْلِكْ مَاشِيَتُهُمَا يَرْجِعَا إِلَى نَخْلٍ وَزَرْعٍ، وَإِنَّ رَبَّ الصُّرَيْمَةِ وَرَبَّ الْغُنَيْمَةِ إِنْ تَهْلِكْ مَاشِيَتُهُمَا يَأْتِنِي بِبَنِيهِ فَيقُولُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَفَتَارِكُهُمْ أَنَا لا أَبَا لَكَ؟ فَالْمَاءُ وَالْكَلأُ أَيْسَرُ عَلَيَّ مِنَ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ،
وَايْمُ اللهِ! إِنَّهُمْ لَيَرَوْنَ أَنِّي قَدْ ظَلَمْتُهُمْ، إِنَّهَا لَبِلَادُهُمْ، فَقَاتَلُوا عَلَيْهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَسْلَمُوا عَلَيْهَا فِي الإِسْلَامِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَوْلَا الْمَالُ الَّذِي أَحْمِلُ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللهِ مَا حَمَيْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ بِلَادِهِمْ شبْرًا.
الحديث الثاني:
(هنَيًّا) بضم الهاء، وفتْح النُّون، وشدَّة الياء.
(الحِمى) مَوضعٌ يُعيِّنه الإمام لنحو نَعَمِ الصَّدقة مَمنوعًا من الغَير.
(اضمم جناحك) كنايةٌ عن الرَّحمة والشَّفَقة.
(عن المسلمين)؛ أي: عن ظُلْمهم، ويُروى:(علَى المُسلِمين)، أي: استُرهم بجَناحك.
(لولا المال)؛ أي: الخَيْل التي أعددتُها لأحمِلَ عليها في الجِهاد مَن لا مَركوبَ له.
قال مالك: وكان عِدَّتُها أربعين ألفًا.
(وأدخل)؛ أي: في الحِمَى، وائذَنْ له في الرَّعي.
(الصريمة) تصغيرُ صِرْمة، وهي القِطْعة من الإبِل بقَدْر الثَّلاثين.
(الغنيمة) من الغنَم تصغيرٌ أَيضًا، أي: أَدخِلْ مَن له قليلٌ من إبِلٍ أو غنَمٍ.
(وإياي) فيه تحذيرُ المتكلِّم نفسَه، وهو شاذٌّ، كأمْره نفسَه.