الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(نكدًا)؛ أي: في قوله تعالى: {لَا يَخْرُجُ إلا نَكِدًا} [الأعراف: 58].
* * *
4 - بابُ صِفَةِ الشمسِ وَالْقَمَرِ
{بحُسْبَانٍ} ، قَالَ مُجَاهد: كَحُسْبَانِ الرَّحَى، وَقَالَ غيْرُهُ: بِحِسَابٍ وَمَنَازِلَ لَا يَغدُوَانِهَا. حُسْبَانٌ: جَمَاعَةُ حِسَابٍ، مِثْلُ: شهَابٍ وَشُهْبَانٍ. {ضُحَاهَا} : ضَوْءُهَا. {أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} : لَا يَسْتُرُ ضَوْءُ أَحَدِهِمَا ضَوْءَ الآخَرِ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُمَا ذَلِكَ. {سَابِقُ النَّهَارِ}: يتطَالَبَانِ حَثِيثَانِ. {نَسْلَخ} : نُخْرِجُ أَحَدَهُمَا مِنَ الآخَرِ، وَنُجْرِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، {وَاهِيَةٌ} وَهْيُهَا: تَشَقُّقُهَا. {أَرجَائهَا} : مَا لم يَنْشَقَّ مِنْهَا، فَهْيَ عَلَى حَافتيْهِ، كَقَوْلكَ: عَلَى أَرجَاءَ الْبِئْرِ. {وَأَغْطَشَ} وَ {جَنَّ} : أَظْلَمَ.
وَقَالَ الْحَسَنُ: {كُوِّرَتْ} : تُكَوَّرُ حَتَّى يَذْهَبَ ضَوْءُهَا، {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ}: جَمَعَ مِنْ دابةٍ. {اتَّسَقَ} : اسْتَوَى. {بُرُوجًا} : مَنَازِلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ. {الْحَرُورُ} : بِالنَّهَارِ مَعَ الشمسِ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْحَرُورُ بِاللَّيْلِ، وَالسَّمُومُ بِالنَّهَارِ، يُقَالُ:{يُولِجُ} : يُكَوِّرُ. {وَليجة} : كُلُّ شَيْء أدخَلْتُهُ فِي شَيْء.
(باب صِفَةِ الشَّمس والقَمَر)
قوله: (كحسبان الرحى)؛ أي: يَجرِيان على حسَب حرَكتها،
وعلى وَضْعها.
(لا يعدوانها)؛ أي: لا يتجاوزانها.
(جماعة)؛ أي: الجمع الاصطلاحي.
(ضحاها)؛ أي: من قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} [الشمس:1].
(أن تدرك)؛ أي: من قوله تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ} [يس: 40].
(سابق النهار)؛ أي: يتَطالبَان.
(حثيثين)؛ أي: كما قال تعالى: {يَطْلُبُهُ حثِيثًا} [الأعراف: 54]، أي: سَريعًا.
(نسلخ)؛ أي: من قوله تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} [يس: 37] أي: نُخرج النَهارَ من اللَّيل، والعكس أيضًا كذلك، فلهذا عمَّم البخاري بقوله: أحدَهما من الآخَر.
(واهية)؛ أي: من قوله تعالى: {وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ} [الحاقة: 16].
(أرجائها) الرَّجا بالقصر: النَّاحيَة، والرَّجَوات: حافتَا البئْر بتخفيف الباء، أي: جانبَاه.
(أغطش) من قوله تعالى: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا} [النازعات: 29].
(وجن) من قوله تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ} [الأنعام: 76]، وقد جاءا متعدِّيَين ولازمَين، وكذا أَظلَم.
(كورت)؛ أي: من قوله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: 1].
(تكور)؛ أي: تُلْقَ.
(بروجًا)؛ أي: من قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا} [الفرقان: 61].
(منازل) استُشكل التَّفسير بذلك، لأنَّ البُروج اثنا عشَر: الحَمَل، والثَّور إلى آخرِه، والمنازِل: ثمانية وعشرون، وهي: الشَّرطين، والبطين إلى آخره، وأُجيب: بأنَّ كلَّ بُرجٍ منزلتان وشيءٌ، فهي هي بعينها، أو أراد بالمنازِل معناها اللُّغوي، وباصطلاح أهل التَّنجيم.
(الحرور)؛ أي: من قوله تعالى: {وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ} [فاطر: 21].
(والسموم)؛ أي: من قوله تعالى: {وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور: 27].
(وليجة)؛ أي: في قوله تعالى: {وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً} [التوبة: 16].
وهذه الآيات وتفاسيرها لا تُوجد في بعض النُّسَخ.
* * *
3199 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم -
لأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتِ الشّمسُ: "تدرِي أَيْنَ تَذْهَب؟ " قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعلَمُ، قَالَ:"فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحتَ الْعرشِ، فتسْتَأْذِنَ، فَيُؤْذَنَ لَهَا، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلَا يُقْبَلَ مِنْهَا، وَتَسْتَأذِنَ فَلَا يُؤْذَنَ لَهَا، يُقَالُ لَهَا: ارجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئتِ، فتطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} ".
الحديث الأول:
(حتى تسجد)؛ أي: تُشبِه الساجد عند الغُروب، وإلا فلا جبْهة لها، والانقِيادُ حاصل دائمًا.
(فتستأذن) الظَّاهر أنَّه في الطُّلوع من المشرِق، فإذا قُدِّرت تعقِل؛ فواضحٌ، وإلا فمن الموكَّلين بها، أو يكون بلسَان حالها.
(لا يؤذن لها)؛ أي: في السَّير إلى مَطلَعها.
(لمستقر)؛ أي: إلى مُستقر، كـ (هو يجري لغايتِه وإلى غايتِه)، وقد بيَّنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ولولاه لأَمكَن أن يُقال: مُستقرُّها أقصَى منازلها في الغُروب، أو منتهاها عند انقِضاء الدُّنيا.
3200 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ الدَّاناَجُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرحمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الشَّمسُ وَالْقَمَرُ مُكَوَّرَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
الثاني:
(مكوران)؛ أي: مَطْويَّان، قيل: يُلَفَّانِ كما يُلفُّ الثَّوب، مكفوفان ذاهبا الضَّوء.
ووقع في بعض نُسَخ "أطراف أبي مَسعود الدِّمشقي" زيادة: (في النَّار)، وكذا رواه ابن أبي شَيبة في "مُصنَّفه"، والإسماعيلي في "مستخرَجه".
وإنما روى أبو داود الطَّيالِسي في "مسنده" عن يَزيد الرقَاشي، عن أنَس يَرفعه:"إنَّ الشمس والقمر ثَوران -أي: بالمثلثة- عقيران في النَّار"، وقيل: إنما يجمعان في جهنم؛ لأنهما عُبِدا من دون الله، ولا تكون النار عذابًا لهما؛ لأنهما جَمادان، وإنما يُفعَل بهما ذلك زيادةً في تبكيت الكفَّار وحسرتهم.
* * *
3201 -
حَدَّثَنَا يَحيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَني عَمرٌو: أَنَّ عَبْدَ الرَّحمَنِ بْنَ الْقَاسم حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أنَّهُ كَانَ يُخْبِرُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ الشمسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَصَلُّوا".
3202 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زيدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنها، قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الشمسَ وَالْقَمَرَ آيتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتم ذَلِكَ فَاذْكُرُوا الله".
الثالث:
سبق شرحه في (باب: الكسوف)، وكذا:
3203 -
حَدَّثَنَا يحيَى بْنُ بُكَير، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَني عُروة: أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَخْبَرتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَسَفَتِ الشَمسُ قَامَ، فَكَبَّرَ وَقَرَأَ قِرَاءَة طَوِيلَةً، ثُمَّ ركعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأسهُ، فَقَالَ:"سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه"، وَقَامَ كَمَا هُوَ، فَقَرَأَ قِرَاءَةً طوِيلَة، وَهْيَ أَدنىَ مِنَ الْقِرَاءَةِ الأُولَى، ثُمَّ ركعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهْيَ أَدْنىَ مِنَ الركْعَةِ الأُولَى، ثُمَّ سَجَدَ سُجُودا طَوِيلًا، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ سَلَّمَ وَقَد تَجَلَّتِ الشَّمسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ فِي كُسُوفِ الشمسِ وَالْقَمَرِ:"إِنَّهُمَا آيتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتّ أَحَدٍ وَلَا لِحَياتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَافْزَعُوا إلَى الصَّلَاةِ".
3204 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ المثنَّى، حَدثنا يَحيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ، عَنْ أَبِي مَسْعُود رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الشَّمسُ وَالْقَمَرُ لَا ينكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ،