الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم كتب في عهد الصديق رضي الله عنه في صحف مجموعة، وكانت كتابته من عين ما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، ثم كتب في عهد عثمان رضي الله عنه في المصاحف على ما هو عليه، وكانت كتابته من عين ما كتب في عهد الصديق رضي الله تعالى عنه؛ إلا أنه اقتصر في رسمه على ما يوافق حرف قريش، وقد بينا آنفا في مبحث جمع القرآن الأطوار التي مرت بها كتابة القرآن وتدوينه، ولعلك على ذكر منها.
كتّاب الوحي
لقد كان لكتابة القرآن بين يدي النبي كتاب من الصحابة معروفون بالدين الكامل والأمانة الفائقة والعقل الراجح، والتثبت البالغ، كما كانوا معروفين بالحذق في الهجاء والكتابة، وقد اشتهر منهم بكتابته (1) أبو بكر، (2) وعمر، (3) وعثمان، (4) وعلي، (5) وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وهو أول من كتب له بمكة، (6) والزبير بن
العوام، (7) ومعاوية، (8)، وخالد، (9) وأبان ابنا سعيد بن العاص بن أمية، (10) وأبي بن كعب، وهو أول من كتب له بالمدينة، (11) وزيد بن ثابت، وهو أكثرهم كتابة بالمدينة، (12)، وشرحبيل بن حسنة، (13) وعبد الله ابن رواحة (14) وعمرو بن العاص، (15) وخالد بن الوليد، (16) والأرقم ابن أبي الأرقم المخزومي، (17) وثابت بن قيس، (18) وعبد الله بن الأرقم الزهري، (19) وحنظلة بن الربيع الأسدي، (20) ومعيقيب بن أبي فاطمة في آخرين (1)، وقد كان هؤلاء يكتبون ما يمليه عليهم الرسول، ويرشدهم إلى كتابته من غير أن يزيدوا فيه حرفا، أو ينقصوا منه حرفا، فقد روى أحمد، وأصحاب السنن الثلاثة، وصححه ابن حبان والحاكم حديث عبد الله بن عباس عن عثمان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من
(1) فتح الباري ج 9 ص 18، الاستيعاب ج 1 ص 51 على هامش الإصابة، تهذيب الأسماء واللغات ج 1 ص 29.
يكتب عنده فيقول: «ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا» ويدل على كتابة القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عدا هذا أدلة كثيرة منها:
1 -
ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن ومن كتب عني غير القرآن فليمحه» .
2 -
ما روي في صحيح البخاري من قول الصديق أبي بكر لزيد بن ثابت: إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
3 -
ما رواه الترمذي أنه لما نزل قوله تعالى: لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الآية قال عبد الله بن أم مكتوم وعبد الله بن جحش (1) يا رسول الله إنا أعميان، فهل لنا رخصة؛ فأنزل الله غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ائتوني بالكتف والدواة وأمر زيدا أن يكتبها فكتبها» ، فقال زيد: فكأني أنظر إلى موضعها عند صدع في الكتف.
…
(1) الظاهر أنه غير عبد الله بن جحش الأسدي ابن عمة النبي وشهيد أحد؛ لأنه لم يكن أعمى، أما الذي نزلت بسببه الكلمة فكان أعمى، وقد ذكر هذه الرواية الكلبي في تفسيره، ونقلها عنه الثعلبي، وقد نبه على أنه ليس الأسدي. الإصابة ج 2 ص 287 والذي ذكره الحافظ في الفتح غير هذا فقد قال: إن الصواب أنه أبو أحمد عبد بن جحش من غير إضافة عبد إلى شيء، وهو أخو عبد الله، وقد خرجه الطبري على الصواب، وليس في رواية البخاري ذكر عبد الله بن جحش، وليس فيها أمر زيد بكتابتها، ولا قول زيد: فكأني أنظر إلى موضعها عند صدع في الكتف، والخلاصة أنه إما عبد بن جحش كما صوبه الحافظ وأما عبد الله بن جحش آخر كما قال الثعلبي (فتح الباري ج 8 ص 211) والحمد لله الذي هداني لهذا ص 662 ط السلفية.