الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحد أمراء الطبلخاناه بالديار المصرية، ورأس نوبة. وهو ممن كان انضم مع الأمير بركة، ووافقه على الركوب على الأتابك برقوق.
ولما انهزم بركة، وأمسك وحبس، أمسك أيدمر هذا معه، وحبس مدة إلى أن أفرج عنه الأتابك برقوق، وجعله على عادته أمير طبلخاناه، فاستمر على ذلك إلى أن توجه مجرداً إلى ثغر الإسكندرية، فمات بها في سنة خمس وثمانين وسبعمائة، وخلف موجوداً كبيراً؛ فاحتاط على الجميع ناظر الخواص.
المحيوي
أيدمر بن عبد الله المحيوي، فخر الترك، الأديب الشاعر عز الدين، عتيق محيي الدين أبي المظفر محمد بن محمد بن سعد، الأديب الشاعر بن ندى، وهو خجداش أيبك المحيوي، صاحب الخط المنسوب.
قال ابن سعيد المغربي في كتاب المشرق في أخبار المشرق، قال: بأي
لفظ أصفه - يعني أيدمر المحيوي هذا - ولو حشدت جيوش البلاغة لفضله لم أكن أنصفه.
نشأ في الدولة السعيدية؛ فنمت أزاهره، وطلع في روض الندائية فتمت زواهره، جمعت لأقرانه أعلام الفنون، حتى خرج آيةً في كل فن، وبرع في المنثور والموزون، مع الطبع الفاضل الذي عضده، وبلغه من رئاسة هذا الشأن ما قصده، قبل أن أرتقي إلى السماء المحيوية. كثيراً ما أسمع الثناء في هذه الطريقة عليه، فيهوى السمع والعين والقلب إليه، لا سيما حين سمعت قوله الذي أتى فيه بالأغراب وترك مهياراً معلقاً منه بالأهداب، بالله إن جزت الغوير فلا تغر، بالميل منك معاطف الأغصان، واستر شقائق وجنتيك هناك لا، ينشق قلب شقائق النعمان انتهى كلام ابن سعيد المغربي باختصار.
ومن نظمه قوله:
رعى الله ليلاً ما تبدى عشاؤه
…
لأعيننا حتى تطلع صبحه
كأن تغشيه لنا وانفراجه
…
لقربهما إطباق جفنٍ وفتحه
وله - وقد ركب مولاه في البحر؛ فانخرق به المركب، فقال:
غضب البحر من حجاب منيع
…
حائل بينه وبين أخي
مزقته حمية الشوق حتى
…
خرق الحجب عله يلتقيه
وله موشحة يعارض بها موشحة ابن زهر الطبيب:
عهد البين لعيني البكا
…
ثم أوصاها بأن لا تهجعي
وسقى قلبي من خمرته
فهو لا يعقل من سكرته
فمتى ينقذ من غمرته
في سبيل الحب قلبي هلكا
…
شيع الركب ولما يرجع
قال لي العادل لما نظرا
من غدا قلبي به مهتشرا
ألذا تعشق ماذا بشرا
حاش لله أراه ملكا
…
مثل ذا فاعشق وإلا فدع
هو عطف الغصن من قامته
مطلعاً للشمس من طلعته
ثم نادى البدر في ليلته
أيها البدر تغيب ويحكا
…
ما احتياج الناس للبدر معي
أنا علمت القضيب الميدا
واستعار الظبي مني الجيدا
وكذا ذا القرم من آل الندى
أبصر البحر نداه فحكى
…
فهو إن ظن سوى ذا مدعي