الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الألف والكاف
القاضي كريم الدين الصغير
أكرم الصغير، الرئيس كريم الدين. ناظر الدولة بالديار المصرية.
ولى نظر الدولة لما قدم الملك الناصر محمد بن قلاوون من الكرك؛ عندما ولى خاله كريم الدين الكبير ناظر الخاص. وكان كاتباً ضابطاً، ذا سطوة ومهابة على الكتاب، لا يحابي أحداً، ولا يدع أحداً يلتمس شيئاً، وكان إذا حضر مجلس خاله كريم الدين الكبير يكون قائماً على قدميه، وكل من لا يمكنه الجلوس في دسته يكون في مجلس خاله قاعداً وهو قائم، فإذا كان في مجلسه - بعد انقضاء مجلس خاله - قعد ووقف الناس وأهابوه وعظموه.
وقيل إن الملك الناصر قال - لما كان بالكرك -: أنا أعود إلى مكان يكون فيه كريم الدين الصغير يضرب الجند بالدبابيس وأشفع فيهم ما يقبل شفاعتي؟ . وكان عفته عن مال السلطان إلى الغاية وتشدده على من يكون خارجاً عن الحد. قيل إنه كان يضرب الناس وقوفاً على ألواح أكتافهم، فإذا مال إلى قدام ضربهم على صدورهم، وسمى هذا المقترح.
قال الصفدي: حكى لي غير واحد أن الأمراء العشرينات والطبلخانات يزدحمون في المشي قدامه.
وقال: حكى لي أنه جاء إليه الأمير بكتمر الحاجب، فقام لتلقيه وجلس بين يديه، وقال: ارسم يا خوند فقال: هذا الكاتب تشفعني فيه وتستخدمه في الجهة الفلانية؟ فقال: السمع والطاعة، كم في هذه الوظيفة معلوم؟ فقال الكاتب: مائة وخمسون درهماً وثلاثة أرادب قمحاً. فقال للصيرفي: اصرف إلى هذا في كل شهر هذا المبلغ. فقال الكاتب: ما أريد إلا هذه الوظيفة، فقال كريم الدين لبكتمر: حتى تعرف يا خوند أنه لص وما يريد المعلوم، وما يريد إلا أن يسرق فاستحى بكتمر ومضى، انتهى.