الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العزيزية، لا يلتفت إليه إلى أن تسلطن الملك الظاهر جقمق فعرف بخدمة المقام الناصري، واتصل به كل مبعود، وصار كل خامل مسعود. ظفر المذكور منه بإمرة عشرة بجاه إخوته المؤيدية، ثم صار دواداراً للمقام الناصري محمد بن الملك الظاهر جقمق، فعرف بخدمة المقام الناصري في الدولة، وصار له بعيض جاه بسفارة مخدومه إلى أن توفى المقام الناصري محمد في سنة سبع وأربعين صار إينال المذكور من جملة الأمراء البرانية إلى أن توفي في سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة.
وكان رحمه الله تعالى ذميم الخلق، سيئ الخلق، قصيراً نحيفاً، خفيف اللحية، مهملاً جداً.
الششماني
إينال بن عبد الله الششماني الناصري، الأمير سيف الدين.
أصله من مماليك الملك الناصر فرج، وممن صار في أيام أستاذه أمير عشرة.
ولما آلت السلطنة إلى الملك المؤيد شيخ، قبض عليه وحبسه سنين إلى قريب موته أفرج عنه، فأقام من جملة الأجناد إلى أن أنعم عليه الملك الظاهر ططر بإمرة عشرة، فدام على ذلك سنين في دولة الأشرف برسباي إلى أن ولاه حسبة القاهرة، ثم جعله أمير طبلخاناه وثاني رأس نوبة، ثم استقر في نيابة صفد بعد وفاة الأمير مقبل الدوادار، فباشرها سنيات، وعزل عنها وتوجه إلى دمشق أمير مائة ومقدم ألف بها، فدام على ذلك إلى أن نقله الملك الظاهر جقمق إلى أتابكية دمشق، بعد الأمير قاني باي البهلون؛ بحكم انتقاله إلى نيابة صفد بعد الأمير إينال العلائي الأجرود، فدام على ذلك إلى أن توفى بدمشق في شهر ربيع الآخرة سنة إحدى وخمسين وثمانمائة.
وكان ضخماً، معتدل القامة، مليح الشكل، عفيفاً عن المنكرات والفروج، إلا أنه كان بخيلاً، جباناً، سامحه الله تعالى وعفا عنه. انتهت ترجمة الششماني، رحمه الله.