الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي اليوم المذكور قبض على الأمير قطج - أحد أمراء الألوف - وحمل إلى الإسكندرية، وأخرج الأمير جرباش الكريمي قاشق إلى دمياط، فتوجه الأمير إينال هذا إلى غزة وباشر نيابتها إلى أن سافر الملك الأشرف برسباي إلى آمد في سنة ست وثلاثين وثمانمائة. وعاد إلى الرها، طلب إينال هذا وعينه لنيابة الرها؛ فامتنع من ذلك، ورمى بسيفه، وأفحش في الكلام حتى تركه السلطان وأخلع على الأمير قراجا
الأشرفي
، وهو إذ ذاك مشد الشراب خاناه بنيابة الرها، وعلى القاضي شرف الدين الأشقر نائب كاتب السر بكتابة
السر بالرها، ثم تغير ذلك كله في عصر يومه، واستعفى القاضي شرف الدين المذكور بعد أن بذل خمسمائة دينار للخزانة الشريفة، وعزل قراجا المذكور، واستقر الأمير إينال هذا في النيابة المذكورة، وأنعم عليه بتقدمة ألف بالديار المصرية، زيادة على نيابة الرها. وولى نيابة غزة عوضه الأمير جاني بك الحمزاوي - أحد مقدمي الألوف - بعد أن أنعم بإقطاعه على إينال المذكور، فباشر إينال هذا نيابة الرها سنيات، ثم عزل بالأمير شاد بك الجكمي رأس نوبة ثاني، وقدم إلى مصر على تقدمته، فأقام بها مدة، ثم نقل إلى نيابة صفد، فاستمر بصفد إلى أن طلبه الملك الظاهر جقمق، وأنعم عليه بإمرة مائة وتقدمة ألف بديار مصر.
وولى نيابة صفد بعده الأمير قاني باي البهلوان أتابك دمشق، ثم استقر دواداراً كبيراً بعد موت الأمير تغرى بردى المؤذي البكلمشي في سنة ست وأربعين
وثمانمائة، فباشر الدوادارية إلى أن خلع عليه باستقراره أتابك العساكر بالديار المصرية، بعد موت يشبك السودوني في سنة تسع وأربعين وثمانمائة، تقريب التي قبلها تخميناً، واستقر بعده في الدوادارية الأمير قاني باي اجلاركسي.
واستمر الأمير إينال المذكور في الأتابكية بديار مصر، إلى أن تسلطن بعد أمور جرت بينه وبين الملك المنصور عثمان بن جقمق، في يوم الاثنين ثامن شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسين وثمانمائة، ولقب بالملك الأشرف أبي النصر إينال - حسبما ذكرناه في تاريخنا حوادث الدهر، وفي غيره مفصلاً -.
الأشرفي
إينال بن عبد الله الأبو بكري الأشرفي الفقيه، الأمير سيف الدين، أحد أمراء الألوف بديار مصر.
هو من مماليك الأشرف برسباي، اشتراه في أوائل دولته، ورقاه إلى أن جعله خازنداراً، ثم أمره عشرة، بعد الأمير سنقر العزي في سنة ست وثلاثين وثمانمائة، ثم ولاه الخازندارية الكبرى، بعد الأمير قراجا الأشرفي، ثم جعله أمير طبلخاناه، وشاد الشراب خاناه، بعد الأمير قراجا أيضاً، بحكم انتقال قراجا إلى تقدمة ألف.
وتولى الخزندارية عوضه الأمير علي باي الأشرفي الساقي، ثم نقل في الدولة
العزيزية يوسف إلى الدوادارية الثانية، بعد انتقال الأمير تمرباي الدوادار إلى تقدمة ألف؛ فدام على ذلك إلى أن أنعم عليه الملك الظاهر جقمق بتقدمة ألف بالديار المصرية، ورسم له بإمرة حاج المحمل؛ فأخذ المذكور في أمر السفر وتجهيز احتياجه. وركب مسايرة الهجن في شهر رمضان على عوائد أمراء الحج، فبينما هو في ذلك، إن تسحب الملك العزيز يوسف من محبسه بقلعة الجبل، ونزل إلى القاهرة بحيلة دبرها، واختفى بها.
وكثر الكلام في أمر المماليك الأشرفية، وخافهم الملك الظاهر جقمق، وحسن إليه جماعة من المؤيدية القبض على إينال المذكور؛ فقبض عليه وأودعه سجن الإسكندرية مدة، ثم نقله إلى حبس آخر بالبلاد الشامية مع من نقل من الأمراء الأشرفية وغيرهم؛ فدام إينال المذكور مدة سنين في السجن، إلى أن أفرج عنه في سنة تسع وأربعين تخميناً، وتوجه إلى القدس بطالاً، فأقام به مدة ملازماً للاشتغال والأشغال والعبادة إلى أن وشى به؛ فقبض عليه وحبس ثانياً، في سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة هو والأمير شادبك الجكمي، ثم أفرج عنه في سنة ثلاث، ورسم له بالتوجه إلى الحج وعوده إلى القدس؛ فسار صحبة الحاج الغزاوي،