الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان رحمه الله لا ذات ولا أدوات، وكان شيخاً قصيراً، مهملاً، سميناً، لا للسيف ولا للضيف، سامحه الله.
العجمي
بردبك بن عبد الله الجكمي، المعروف بالعجمي الأعور، الأمير سيف الدين.
أصله من مماليك الأمير جكم من عوض، المتغلب على حلب، وخدم بعد أستاذه عند الأمير تغري بردى بن أخي دمرداش - المدعو بسيدي الصغير - ولما أن كان بردبك المذكور راكباً بخدمة الأمير تغري بردى، وقعت تخفيفة الأمير تغري بردى المذكور عن رأسه، فأشار لبردبك هذا أن يناوله التخفيفة من الأرض، فأخذ بردبك قوسه من تركاشه، ومال عن فرسه، وأخذ
التخفيفة برأس قوسه. فلما رأى الأمير تغري بردى منه ذلك، وجه التفاته له، أخذ الطبر وضربه به على وجهه ضربة ذهبت منها عين بردبك المذكور. وتغيرت محاسنه من يومئذ، ثم تنقلت به الأيام إلى أن ولى عدة ولايات، ثم صار في أواخر الدولة الأشرفية حاجب حجاب حلب.
ثم نقله الملك الظاهر جقمق إلى نيابة حماة غي سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة، فدام بها إلى سنة سبع وأربعين وثمانمائة تقريباً، وقع بينه وبين أهل حماة فتنة آلت إلى قتاله معهم، وقتل بين الفريقين جماعة كبيرة، ثم عصى بردبك، وخرج من حماة أشهراً.
ثم طلب الحضور، فلما حضر إلى الديار المصرية قبض عليه، وحبس بالإسكندرية إلى سنة ثلاث وخمسين أطلق وتوجه إلى ثغر دمياط بطالاً، ثم طلب بعد ذلك بمدة يسيرة إلى القاهرة، وأنعم عليه بتقدمة ألف بدمشق، عوضاً عن الأمير يشبك النوروزي، حاجب حجاب دمشق، بحكم انتقال يشبك إلى نيابة طرابلس بعد مسك الأمير يشبك الصوفي المؤيدي، ثم استقر بردبك المذكور في إمرة حاج دمشق، وتوجه إلى الحج، وعاد إلى دمشق.