الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلما وقع ذلك وبلغ الخبر أياز خرج إليهم، وسلم نفسه إلى عمر شاه، وقال: أنا مملوك السلطان؛ فأمسكوه وقيدوه، وأودعوه قلعة حلب، وذلك في شوال سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، ثم ساروا به إلى دمشق مكبلاً في الحديد، ثم نقل إلى مصر، وتوجه به إلى الإسكندرية، فأقام بها مدة، ثم أفرج عنه وتوجه إلى طرابلس بطالاً، في شهر ربيع الآخر سنة تسع وأربعين وسبعمائة، ثم أنعم عليه بها بإمرة طبلخاناه، عوضاً عن سنقر الجمالي، ثم نقل إلى دمشق، ثم أقام بها إلى أن كان من أمر ألجبغا ما كان؛ فركب الأمير أياز هذا معه وانضم إليه على ما في نفسه من القهر، ثم أمسك هو وألجبغا ووسطا بدمشق، على ما حكيناه في ترجمة ألجبغا، وذلك في شهر ربيع الآخر سنة خمسين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
الصالحي النجمي المقرى
أياز بن عبد الله الصالحي النجمي، الأمير فخر الدين، المعروف بالمقرى، أحد أكابر الأمراء بالديار المصرية. ولاه الملك الظاهر بيبرس الحجوبية، وكان يعتمد عليه في أموره ومهماته.
ولما تسلطن الملك المنصور قلاوون، زاد في تعظيمه.
ذكره البرزالي في معجمه، وقال: وكان لديه فضيلة، ويكتب كتابة حسنة، ويترسل إلى الملوك، لما فيه من النباهة وحسن الإيراد، وكان فصيح العبارة لسناً خبيراً كافياً عارفاً بأمور الدولة وما يتعلق بالمملكة، قد تدرب في ذلك. وترسل في الأيام الظاهرية إلى صاحب اليمن، وإلى ملوك التتار وملوك الفرنج. وكان يقضي حوائج الناس، ويعظم أهل العلم والحديث، ويعرف حقهم ومكانتهم وحج في أواخر عمره، وأصلح أموره. وباع كثيراً من آلات الجندية، وجمع ذلك عيناً لورثته. ومات بعد قدومه من الحج بأقل من شهرين، وكان الناس يتعجبون من حسن حاله في دنياه وآخرته، وسمع من أبي الحسين المقير. انتهى كلام البرزالي.
قلت: وكانت وفاته في ليلة الجمعة العشرين من شهر ربيع الأول سنة سبع وثمانين وستمائة، رحمه الله تعالى.