الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المذكور؛ فسبحان محلل الحلال ومحرم الحرام. وبنى بها واستولدها، وماتت في عصمته بالثغر، وورث منها جملة مستكثرة بولده.
ولو فرضنا أنه لم يكن له ولد منها، كان أيضاً يستغرق جميع المال؛ لأنه عم وزوج.
واستمر برسباي هذا في نيابة الإسكندرية مدة سنين، وساءت سيرته؛ لطمعه وسوء تدبيره.
الحاجب
برسبغا بن عبد الله الناصري، الحاجب، الأمير سيف الدين.
ولاه أستاذه الملك الناصر محمد بن قلاوون الحجوبية، فكان دون الأمير بدر الدين مسعود بن الخطير في الحجوبية، ثم عظم بعد ذلك.
ولما أمسك النشو وأقاربه، سلموا إليه؛ فعاقبهم وصادرهم، من غير أن يقصد قتلهم، حتى توعده الأمير بشتك؛ لإهماله في إتلافهم، فعند ذلك أمعن في عقوبتهم إلى أن ماتوا تحت العقوبة.
ثم توجه المذكور مع الأمير بشتك إلى الحوطة على أموال الأمير تنكز نائب الشام، وسلم إليه جماعة من أهل دمشق، ثم عاد إلى القاهرة.
وجرت له أمور وخطوب - يطول شرحها - إلى أن حبس بثغر الإسكندرية، وتوجه إليه شهاب الدين أحمد بن صبيح، فتولى قتله، وقتل معه الأمير قوصون، والأمير ألطنبغا، وذلك في شهر شوال سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
الدوادار
برسبغا بن عبد الله الظاهري الدوادار، الأمير سيف الدين.
كان من أعيان مماليك الملك الظاهر برقوق، وممن صار دواداراً صغيراً في الدولة الناصرية فرج، ثم صار من جملة أمراء الألوف بدمشق، ثم وافق الأميرين شيخ ونوروز إلى أن قتل الناصر؛ صار من جملة أعوان نوروز الحافظي، ولما خامر نوروز على الملك المؤيد شيخ وافقه أيضاً، واستمر معه إلى أن ظفر المؤيد شيخ بنوروز المذكور، وبمن معه من الأمراء وغيرهم.
حبس برسبغا هذا بحبس المرقب مدة، وكان معه في الحبس أيضاً الأمير برسباي الحاجب - المتقدم ذكره - حتى برز مرسوم المؤيد بقتله، وقدم البريدي عليه بذلك.
وقبل أن يعلموه بالخبر، قرأ نائب المرقب المرسوم، فغلط القارئ، وقال: برسباي - يعني برسباي الحاجب -؛ فدخل النائب إليه، وأعلمه؛ فقام من وقته برسباي المذكور وتوضأ، وصلى ركعتين على صفة عجيبة، بعد أن حل به من البلاء والجزع ما لا مزيد عليه، وأوصى، ثم قعد للقتل.
والعادة أن يعطى المرسوم في يد المقتول حتى يقرأه، ويقرأ عليه. فلما أخذ برسباي المرسوم؛ ليقرأه، وقد آيس عن روحه بعد أن قال: ما يحتاج قرأه، فقال له النائب: هذه العادة، ولا بد من ذلك، فتأمل المرسوم، فإذا فيه بقتل برسبغا الدوادار، صاحب الترجمة؛ فأخذ وقتل، ونجا برسباي، فكان برسباي كثيراً ما يحكي هذه الحكاية.
قلت: ينبغي أن تلحق هذه الحكاية بكتاب: الفرج بعد الشدة.
وكان قتل برسبغا المذكور بقلعة المرقب، قبيل سنة عشرين وثمانمائة تخميناً. وكان يميل إلى دين وخير، ويتفقه يسيراً، ويكتب كتابة هينة، وكان عفيفاً عن المنكرات، إلا أنه كان كثير الشرور والفتن، رحمه الله تعالى.