الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأشرفي
بيبغا بن عبد الله الأشرفي، الأمير سيف الدين، نائب الكرك.
كان أولاً من جملة أمراء الديار المصرية، ثم ولى نيابة الكرك بعد العشرين وسبعمائة من قبل الملك الناصر محمد بن قلاوون ثم عزل وتوجه إلى دمشق، فدام بها إلى أن أضر بآخره وتعطل.
أرس
بيبغا بن عبد الله القاسمي، الأمير سيف الدين.
كان من جملة أمراء الملك الناصر محمد بن قلاوون، ثم ولى نيابة السلطنة بالديار المصرية بعد الملك الناصر مدة، ثم نقل إلى نيابة حلب، عوضاً عن أرغون الكاملي، في سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة.
ولما استقر في نيابة حلب شدد على من يشرب الخمر بها إلى الغاية، وظلم، وحكم في ذلك بغير أحكام الله، من ذلك: أن بعض المباشرين بالديوان السلطاني بحلب شرب الخمر، ثم ركب، وسار إلى دار الإمارة بغير
اختياره، فأمر بيبغا أرس المذكور لما ظفر به بتسميره على جمل، فسمر، وطيف به ساعة من النهار، ثم أطلق.
وفي هذا المعنى يقول الأديب ابن حبيب:
أهل الطلا توبوا وكل منكم
…
يعود عن ساق الطلا مشمرا
فمن يبت راووقه معلقا
…
أصبح ما بين الورى مسمرا
وفي المعنى يقول القاضي شرف الدين حسين بن ريان:
تب عن الخمر في حلب
…
والزم العقل والأدب
حدها عند بيبغا
…
بالمسامير والخشب
ودام الأمير بيبغا المذكور في نيابة حلب إلى أن خرج عن الطاعة في سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة، ووافقه الأمراء، وحلفوا له على ذلك. ثم وافقه نواب البلاد الشامية بطرابلس وحماة وصفد، وانضم إليه الأمير قراجا بن دلغادر، وبرز إلى ظاهر حلب في ثالث عشر شهر رجب من السنة متوجهاً إلى الديار المصرية. فلما وصل إلى قبلي دمشق، وأقام بها نحو شهر إلى أن ورد عليه الخبر بأن الملك الصالح خرج من الديار المصرية بعساكره لقتاله، استشار بيبغا أصحابه، فأشاروا
عليه بعدم اللقاء، ثم عادوا هاربين، ونزلوا على ظاهر حلب في سلخ شعبان، وأرادوا الدخول إلى حلب، فمنعهم أهلها، وقاتلوهم قتالاً شديداً.
ولما قرب العسكر المصري ولوا هاربين إلى جهة الشمال، فتبعهم جماعة من العسكر، ونهبوا مالهم، وقبضوا على بعضهم.
وأقام الملك الصالح بدمشق، وجهز نائبها في طلب بيبغا أرس المذكور، فسار المذكور في طلبهم إلى أن ظفر بنائب صفد، ثم بنائب طرابلس الأمير بكلمش ثم بنائب حماة الأمير أحمد، وجيء بهم، ثم أمسك الأمير بيبغا أرس المذكور، وجيء به إلى حلب، فحبس بقلعتها إلى أن قتل صبراً بالقلعة المذكورة في سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة.
وفيه يقول بعض الأدباء:
لما اعتدى بيبغا العادي ومن معه
…
على الورى فارقوا كرها مواطنهم
خوف الهلاك سروا ليلاً على عجل
…
فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم
وفي المعنى لابن خضر السنجاري:
بغى بيبغا بغي المماليك عنوة
…
وما كان في الأمر المراد موفقا