الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشريف المعتقد
بركة السيد الشريف المعتقد، المعروف بالشريف بركة.
كان لتيمورلنك فيه اعتقاد كبير إلى الغاية، وله معه مجريات، من ذلك: أن تيمور لما أخذ السلطان حسين صاحب بلخ في سنة إحدى وسبعين وسبعمائة، ثم سار لحرب القان تقتمش ملك التتار، وتلاقيا على أطراف تركستان، واشتد الحرب بينهما حتى قتل أكثر أصحاب تيمور، وهم تيمور بالفرار، وظهرت الهزيمة على عسكره، ووقف في حيرة، وإذا بالسيد بركة هذا قد أقبل عليه على فرس، فقال له تيمور: يا سيدي انظر حالي، فقال له الشريف بركة: لا تخف، ثم نزل عن فرسه، ووقف على رجليه يدعو ويتضرع، ثم أخذ من الأرض ملء كفه من الحصباء، ورمى بتلك الحصا في وجوه عسكر تقتمش خان، وصرخ بأعلى صوته: ياغي قجتي، ومعناه باللغة التركية: العدو هرب؛ فصرخ بها معه تيمور وعسكره، وحمل بهم على القوم، فانهزموا أقبح هزيمة، وظفر تيمور بعساكر
تقتمش، وقتل وأسر على عادته القبيحة؛ فيا ليت شعري هل للشريف بركة المذكور فيما فعله ثواب أم يكون رأس برأس؟ أم عليه الوزر بدعائه لهذا الظالم الكافر، فالله أعلم.
وله معه أشياء من هذا النمط؛ ولهذا كانت منزلته عند تيمور إلى الغاية ودام مع تيمور إلى أن قدم معه إلى دمشق في سنة ثلاث وثمانمائة وفعل، تيمور بالبلاد الشامية ما فعل.
وقد اختلف في أصل هذا الشريف بركة؛ قيل إنه كان مغربياً حجاماً بالقاهرة، ثم سافر إلى سمرقند، وادعى بها أنه شريف علوي، وقيل إنه من أهل المدينة المنورة، وقيل إنه كان من أهل مكة. فعلى كل حال أنا لا أعتقده؛ لمصاحبته للطاغية تيمورلنك، خصوصاً إعانته له على أغراضه الكفرية؛ فأمره إلى الله سبحانه وتعالى.