الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان بكتمر أميراً مهاباً، شجاعاً، مقداماً، كريماً، ذا شكل مليح، وسمت ووقار، وله مكارم مشهورة عنه، وهو أحد أوصياء والدي على تركته، رحمه الله تعالى.
السعدي
بكتمر بن عبد الله السعدي، الأمير سيف الدين.
أحد أمراء الطبلخاناه بالديار المصرية. أصله من مماليك القاضي الأمير سعد الدين إبراهيم بن غراب ودواداره. وإليه ينتسب بالسعدي.
اشتراه سعد الدين في صغره، ورباه في حجر نسائه، وعلمه القرآن؛ فنشأ على أجمل طريقة وأحسن سيرة من الديانة، وطلب العلم والمعرفة بأنواع الفروسية. وترقى بعد موت أستاذه إلى أن صار أمير شعرة، ثم طبلخاناه.
وأرسله الملك المؤيد شيخ إلى بلاد اليمن رسولاً؛ فتوجه إلى اليمن، ثم عاد إلى الديار المصرية بعد ما أظهر بتلك البلاد من جميل صفاته وغزير عقله وقوة جنانه ما أذهل ملوك اليمن.
واستمر على إقطاعه وإمرته إلى أن مات في يوم الخميس لثلاث عشر مضين من شهر ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة، وسنه زيادة على خمسين سنة تقريباً.
ولم يخلف بعده في أبناء جنسه مثله، ديناً، وعقلاً، وفضلاً وشجاعة، وسؤددا. وكان رومي الجنس، طوالاً، جميلاً، مجسماً، ذا قوة مفرطة يضرب بها المثل، ذا شكالة حسنة ولفظ فصيح، بادره الشيب في مقدم لحيته قديماً، وكانت بيننا صحبة ومحبة.
ولما أن جاورت بمكة المشرفة في عام اثنتين وخمسين وثمانمائة، واجتمعت بمكة بمؤرخها وشاعرها الشيخ الأديب قطب الدين أبي الخير محمد بن عبد القوي المغربي، ثم المكي المالكي، وتكرر ترداده إلي، وتجارينا في الأديبات وأيام الناس من غير أن أذكر له الأمير بكتمر السعدي هذا؛ فأخذ الشيخ أبو الخير في بعض الأيام في الثناء على الأمير بكتمر والترحم عليه، ثم أنشدني من لفظه لنفسه:
وحبيني في الترك يحيى بن سنقر
…
ويوسف مولانا وبكتمر السعدي
فإن قيل لي أي الثلاثة يرتضى
…
لأفعل قلت: الحي واسطة العقد