الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إينال باي بن قجماس
إينال باي بن قجماس الظاهري، الأمير سيف الدين.
قدم مع أبيه من بلاد الجاركس بطلب من الظاهر برقوق؛ لقرابة بينهما، وترقى والده قجماس في الدولة الظاهرية، إلى أن صار أمير مائة ومقدم ألف. وصار ولده إينال باي هذا من جملة خاصكية السلطان الخواص، ثم أمره عشرة، ثم صار في الدولة الناصرية فرج أمير مائة ومقدم ألف، ثم أمير آخور كبير - بعد الأمير سودون طاز - وتزوج بأخت السلطان خوند بيرم، بنت الملك الظاهر برقوق.
وكانت توليته في يوم الاثنين العشرين من شهر صفر سنة خمس وثمانمائة، وعظم قدره وضخم، وصار له كلمة نافذة في الدولة؛ لزواجه بأخت السلطان. وسار على قاعدة الملوك من استكثار المماليك والسماط الهائل، ولا زال
على ذلك إلى يوم الاثنين سادس شهر صفر سنة ثمان وثمانمائة، قبض الملك الناصر فيه على الأمير يشبك بن أزدمر، رأس نوبة، وعلى الأمير تمر، وعلى سودون - من إخوة سودون طاز -. فلما بلغ إينال باي هذا الخبر تخوف، ونزل من باب السلسلة واختفى هو والأمير سودون الجلب؛ فاحتاط السلطان على موجودهما، ثم في الغد - يوم الثلاثاء - سفروا الأمراء المقبوض عليهم إلى الإسكندرية.
وأما إينال باي فإنه دار على جماعة من الأمراء؛ ليركبوا معه، فلم يوافقه أحد على ذلك. وسكن الحال إلى يم الجمعة عاشر صفر، ظهر إينال باي، فقبض السلطان عليه، وأرسله إلى دمياط، فاستمر بالثغر، إلى أن كانت
وقعة السعيدية، أفرج عنه وعن يشبك بن أزدمر، وخلع على إينال باي خلعة الرضى.
واستمر الحال إلى يوم السبت رابع عشرين ربيع الأول من سنة ثمان، استقر السلطان بالأمير يشبك بن أزدمر في نيابة الملطية، فامتنع من ذلك، فأكره حتى لبس الخلعة، ووكل به أرسطاي الحاجب، والأمير محمد بن جلبان الحاجب، حتى أخرجاه من فوره إلى ظاهر القاهرة، ثم بعث السلطان إلى الأمير أزبك الإبراهيمي، أحد أمراء الألوف، المعروف بخاص خرجي، بأن يستقر في نيابة طرسوس، فأبى أن يقبل، والتجأ إلى بيت إينال باي هذا، ثم
اجتمع جماعة من المماليك، ومضوا إلى يشبك بن أزدمر وردوه في ليلة الجمعة ثالث عشرينه، وصار العسكر حزبين: طائفة مع السلطان، وهم الذين كانوا عليه في وقعة السعيدية، ورأسهم الأمير يشبك الشعباني، وطائفة عليه، ورأسهم بيبرس وإينال باي ويشبك بن أزدمر وغيرهم.
وعظمت الفتنة، وجرت أمور يطول شرحها آلت إلى اختفاء الملك الناصر فرج وخلعه وسلطنة أخيه الملك المنصور عبد العزيز، وذلك في يوم الأحد خامس عشرين ربيع الآخر سنة ثمان؛ فاختفى الملك الناصر إلى يوم الجمعة رابع جمادى الآخرة من السنة المذكورة، ظهر من بيت الأمير سودون الحمزاوي، وحصل بينه وبين من بالقلعة وقعة انتصر فيها الملك الناصر، وعاد إلى ملكه، وقبض على الأمير بيبرس، وسودون المارديني.
واختفى إينال باي صاحب الترجمة مدة، ووقعت له حوادث آلت إلى خروجه إلى البلاد الشامية وأخذه مدينة غزة. واجتمع عليه بها جماعة من الأمراء إلى شهر ذي الحجة من سنة تسع وثمانمائة، ركب الأمير شيخ المحمودي من صفد يريد إينال باي هذا ومن معه؛ فطرقهم على حين غفلة، فقاتلوه على الجديدة، في يوم الخميس رابع الشهر المذكور، فقتل الأمير إينال باي، والأمير