الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وترك من الذهب العين ألفي ألف ألف دينار وأربعمائة ألف دينار.
وترك من النقود والغلال والسكر والثياب وأنواع الفرو ما قيمته ألف ألف دينار وأربعمائة ألف دينار - قاله المقريزي ووافقه في بعض مقالته العيني -.
وترك من الجمال نحو خمسة آلاف جمل. ومن الخيول نحو ستة آلاف فرس. وبلغت جوامك مماليكه في الشهر نحو أربعمائة ألف درهم فضة، وعليق خيولهم في كل شهر ثلاثة عشر ألف أردب شعيراً، وعليق الخيل الخاص، وجمال النفر، وأبقار السواقي في كل شهر إحدى عشرة ألف إردب من الشعير والفول.
وبلغت عدة مماليكه خمسة آلاف مملوك مشتراة وخدمة - ما عدا أصحاب الأخباز -.
ذكر نوابه بمصر والبلاد الشامية
كان نائبه بالديار المصرية الأمير سودون الفخري الشيخوني إلى أن استعفى، ولم يستنب غيره.
ونوابه بدمشق: الأمير بيدمر الخوارزمي، ثم الأمير أعشقتمر المارديني، ثم ألطنبغا الجوباني، ثم طرنطاي السيفي، ثم يلبغا الناصري - صاحب الوقعة -، ثم بطا الطولوتمري، ثم سودون الطرنطاي، ثم كمشبغا الأشرفي، ثم تنبك - المعروف بتنم الحسني إلى أن مات السلطان وهو بدمشق -.
ونوابه بحلب: الأمير يلبغا الناصري - صاحب الوقعة المذكورة - وسودون المظفري، وكمشبغا الحموي، وقرأ دمرداش الأحمدي، وجلبان الكمشبغاوي - المعروف بقرا صل -، ووالدي - تغري بردى من يشبغا - وأرغون شاه الإبراهيمي، وآقبغا الجمالي الأطروش. ومات السلطان وهو بنيابة حلب.
ونوابه بطرابلس: الأمير مأمور القلمطاوي، وكمشبغا الحموي، وأسندمر السيفي، وقرا دمرداش الأحمدي - المتقدم ذكره - وإينال من خجا على، وإياس الجرجاوي، ودمرداشى المحمدي، وأرغون شاه الإبراهيمي - المتقدم ذكره - وآقبغا الجمالي الأطروش - المتقدم ذكره - ويونس بلطا الظاهري - ومات السلطان وهو في نيابة طرابلس -.
ونوابه بحماة: الأمير صنجق الحسني، وسودون المظفري، وسودون العلائي، وسودون العثماني، وناصر الدين محمد بن مبارك شاه المهمندار، ومأمور القلمطاوي ودمرداش المحمدي، وآقبغا السلطاني الصغير، ويونس بلطا - المتقدم ذكره - ثم دمرداش المحمدي ثانياً - ومات السلطان وهو بنيابة حماة -.
ونوابه بصفد: الأمير أركماس السيفي، وبتخاص السودوني، وأرغون شاه الإبراهيمي - المقدم ذكره - وآقبغا الجمالي الأطروش - المقدم ذكره - وأحمد ابن الشيخ علي، وألطنبغا العثماني - ومات السلطان وهو في نيابة صفد -.
ونوابه بالكرك: الأمير يلبغا تمر القبلاوي، ومأمور القلمطاوي، وقديد القلمطاوي، ويونس القشتمري، وأحمد ابن الشيخ علي، وبتخاص السودوني، ومحمد بن مبارك شاه المهمندار - المتقدم ذكره - وألطنبغا الحاجب، وسودون الشمسي الظريف - ومات وهو على نيابة الكرك -.
ونوابه بغزة: الأمير قطلوبغا الصفوي، وآقبغا الصغير - المتقدم ذكره - ويلبغا القشتمري، وألطنبغا العثماني - المتقدم ذكره - وبيخجا الشرفي المدعو طيفور، وألطنبغا الحاجب - المقدم ذكره - ومات السلطان وهو على نيابة غزة -.
وأستاداريته بديار مصر: الأمير بهادر المنجكي، ومحمود بن علي، وقرقماس الطشتمري، وعمر بن محمد بن قايماز، وقطلوبك العلائي، ويلبغا المجنون الأحمدي، ومحمد بن سنفر البكجري، ثم يلبغا المجنون ثانياً - ومات السلطان وهو أستادار -.
وقضاته بديار مصر: قاضي القضاة صدر الدين محمد بن منصور الدمشقي، وشمس الدين محمد الطرابلسي، ومجد الدين إسماعيل بن إبراهيم، وجمال الدين محمود القيصري العجمي، وجمال الدين يوسف الملطي - ومات السلطان وهو قاضي القضاة -.
وقضاته الشافعية: قاضي القضاة برهان الدين إبراهيم بن جماعة، وبدر الدين محمد بن أبي البقاء، وناصر الدين محمد ابن بنت ميلق، وعماد الدين أحمد
الكركي، وصدر الدين محمد المناوي، وتقي الدين عبد الرحمن الزبيري، ثم المناوي ثاني مرة - ومات السلطان وهو قاضي القضاة -.
وقضاته المالكية: قاضي القضاة جمال الدين عبد الرحمن بن خير السكندري، ثم ولي الدين بن عبد الرحمن بن خلدون، وشمس الدين محمد الركراكي المغربي، وشهاب الدين أحمد النحريري، وناصر الدين محمد التنسي، ثم ابن خلدون - ومات السلطان وهو قاض -.
وقضاته الحنابلة: قاضي القضاة ناصر الدين نصر الله العسقلاني، ثم ابنه برهان الدين إبراهيم - ومات السلطان وهو قاض -.
وكتاب سره: القاضي بدر الدين محمد بن فضل الله، وأوحد الدين عبد الواحد بن يامين، وعلاء الدين علي الكركي، وبدر الدين محمود الكلستاني، وفتح الدين فتح الله - ومات السلطان وهو كاتب السر -.
ونظار جيشه: تقي الدين عبد الرحمن بن محب الدين، وموفق الدين أبو الفرج، وجمال الدين محمود القيصري - المتقدم ذكره مع القضاة الحنفية - وكريم الدين عبد الكريم بن عبد العزيز، وشرف الدين محمد الدماميني، وسعد الدين إبراهيم ابن غراب - ومات السلطان وهو ناظر الجيش -.
ووزراؤه: الوزير علم الدين عبد الوهاب سن إبرة، وشمس الدين إبراهيم كاتب أرنان، وعلم الدين عبد الوهاب بن كاتب سيدي، وكريم الدين عبد الكريم
ابن الغنام، وموفق الدين أبو الفرج، وسعد الدين نصر الله بن البقري، وناصر الدين محمد بن الحسام، وركن الدين عمر بن قايماز، وتاج الدين عبد الرحيم ابن أبي شاكر، وناصر الدين محمد بن رجب بن كلبك، ومبارك شاه، وبدر الدين محمد بن الطوخي، وتاج الدين عبد الرزاق بن أبي الفرج - ومات السلطان وهو وزير -.
ونظار الخاص: سعد الدين نصر الله بن البقري، وتاج الدين موسى كاتب السعدي، وسعد الدين بن غراب - مضافاً لنظر الجيش - ومات وهو ناظر
الخاص والجيش.
وكان الظاهر برقوق رحمه الله سلطاناً شجاعاً، حازماً، شهماً، صارماً، فطناً متجملاً، ذا خبرة وسياسة، ومهابة، ومعرفة، وتدبير، ومكر.
وكان يحب الاستكثار من المماليك، ويقدم الجراكسة على غيرهم.
وكان يكره في جمع المال، وعنده طمع مع تستر في ذلك.
وكان يتروى في الشيء المدة الطويلة ويستشير الأمراء وغيرهم فيما يفعله من الولاية والعزل وغير ذلك.
وكان يتصدى للأحكام بنفسه، وينزل يومي السبت والثلاثاء الإصطبل السلطاني للحكم بين الناس، ولم تكن عنده الدعوى لمن سبق، ولو كان عنده، بل يقول له: حتى تسمع كلام خصمك ما يقول فيك هو أيضاً؛ فلهذا كانت حقوق الناس غير ضائعة. وكان يكره التمام، والمتكلم فيما لا يعنيه.
وكان لا يتجرأ صاحب وظيفة على أن يتكلم في وظيفة غيرها - كائناً من كان، كبيراً كان أو صغيراً - بل كل واحد يتحدث فيما يتعلق بوظيفته.
وكان إذا طرأ لأحد من أكابر الأمراء حاجة عند السلطان تربص حتى يأتي رأس نوبة، ويتكلم له، وإلا فلا يمكنه الكلام مع السلطان في حاجة نفسه. وأشياء من هذه الأمور المرتبة التي ضاعت في زماننا هذا.
وكان حريصاً على إقامة ناموس المملكة وشعائر السلطنة، وترتيب السلف فيما وضعوه، كخدمة الإيوان، والموكب والأعياد.
وكان يحب أهل الخير والصلاح. وكان يقوم للقضاة والفقهاء وأهل الخير، وهذا شيء لم يعهد من ملك قبله في الدولة التركية؛ وتنكر للفقهاء بعد حبسه بالكرك؛ من أجل أنهم أفتوا بقتله، ومع ذلك كان لا يترك إكرامهم.
وكان كثير الصدقات، وقف ناحية بهتيم من الجيزية على سحابة تسير مع الحاج إلى مكة في كل سنة ومعها جمال تحمل المشاة من الحاج، وتصرف لهم ما يحتاجون
إليه من الماء والزاد، ذهاباً وإياباً، ووقف أرضاً على قبور إخوة يوسف عليهم السلام.
وكان يذبح دائماً في أيام سلطنته في كل يوم من أيام شهر رمضان خمساً وعشرين بقرة، تطبخ ويتصدق بها مع الخز النقي الأبيض على أهل الجوامع والخوانق والربط وأهل السجون، لكل إنسان رطل لحم مطبوخ وثلاثة أرغفة.
وكان يفرق في الزوايا من لحوم الضأن لكل زاوية خمسين رطلاً وعدة أرغفة في كل يوم، وفيهم من يعطي أكثر من ذلك بحسب حالهم.
وكان يفرق في كل سنة مائة ألف درهم فضة على نحو عشرين زاوية، ويفرق في كل سنة على أهل العلم والصلاح ما بين الألف درهم الواحد إلى المائة دينار، وكان يفرق في فقراء القرافتين لكل فقير من دينارين إلى أكثر وأقل. وكان يفرق في كل سنة ثمانية آلاف أردب قمحاً على أهل الخير وأرباب البيوت.
ويبعث في كل سنة إلى الحجاز الشريف ثلاثة آلاف أردب قمحاً، تفرق في الحرمين الشريفين، وفرق في مدة الغلاء كل يوم أربعين أردباً؛ عنها ثمانية آلاف رغيف، فلم يمت فيه أحد بالجوع.
وكان يبعث في كل قليل بجملة من الذهب تفرق في الفقهاء والفقراء.
حدثني تقي الدين المقريزي من لفظه قال: أخبرني العبد الصالح الطواشي صندل المنجكي أن الملك الظاهر برقوق تصدق على يده في سنة واحدة بخمسين ألف دينار.
قلت: وكان المقريزي ثقة. وأما صندل، فإنه كان من الصالحين الذين يتبرك بهم، انتهى.
وأبطل الملك الظاهر عدة مكوس منها: ما كان يؤخذ على القمح بثغر دمياط عما كان يبتاعه الناس. وأبطل مكس شورى وبلطيم من البراس شبه الجالية في كل سنة مبلغ ستين ألف درهم.
وأبطل مكس معمل الفراريج بالنحريرية وغيرها من الغربية.
وأبطل مكس الملح بعينتاب. وأبطل مكس الدقيق بالبيرة. وأبطل بطرابلس ما كان مقرراً على قضاة البر وولاة الأعمال عند قدوم النائب، وهو مبلغ ستمائة درهم، أو بغلة بدل ذلك.
وأبطل ما كان يؤخذ على الحلفاء والدريس بباب النصر خارج القاهرة.
وأبطل رمي الأبقار بعد الفراغ من عمل الجسور بأراضي مصر على الفلاحين البطالين بالوجه البحري.
وأبطل ضمان المغاني بمدينة الكرك وبمنية بني خصيب وغيرها بجميع الأقاليم.
وأنشأ مدرسته ببين القصرين - وقد تقدم ذكرها - وعمر الجسر بالغور
- وتقدم ذكره أيضاً، طوله مائة وعشرون ذراعاً -.
وجدد خزائن السلاح بثغر الإسكندرية، وسور دمنهور، وعمر زاوية البرزخ بدمياط، وقناة العروب بالقدس، وبنى بركة أكره بطريق الحجاز، وبركة أخرى برأس وادي بني سالم بطريق المدينة المنورة، ورم القناة التي تحمل ماء النيل إلى قلعة الجبل، وجدد عمارة الميدان تحت قلعة الجبل بعد ما كان قد تخرب غالبه، وسقاه وغرس به النخل، وزرع به القرط، وعمر صهريجاً، ومكتباً تقرأ فيه الأيتام بقلعة الجبل، وعمر أيضاً سبيلاً تجاه دار الضيافة من تحت القلعة.
وخطب له على منابر توريز فند ما أخذها قرا محمد، وضرب الدنانير والدراهم فيها باسمه. وخطب له على مآذن ماردين والموصل وسنجار.