الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحاجب
برسباي بن عبد الله بن حمزة الناصري، نائب حلب، الأمير سيف الدين.
هو من مماليك الملك الناصر فرج ومن خاصكيته، وحبس بعد موت أستاذه مدة، ثم أطلق، وأنعم عليه بإمرة بالبلاد الشامية، ثم صار حاجب حجاب دمشق في دولة الأشرف برسباي بكمالها إلى أن خرج الأمير إينال الجكمي نائب دمشق عن طاعة الملك الظاهر جقمق وقبض على أمراء دمشق الأكابر.
كان برسباي هذا ممن قبض عليه، وحبس بقلعة دمشق إلى أن أطلقهم الأمير إينال المذكور بعد أن أخذ عليهم العهود والمواثيق. فلما خرجوا من الحبس فروا من عنده، وصاروا من حزب الملك الظاهر جقمق إلى أن ظفر الظاهر بإينال.
استقر برسباي المذكور على عادته في حجوبية دمشق إلى أن نقله إلى نيابة طرابلس بعد انتقال الأمير قاني باي الحمزاوي إلى نيابة حلب بعد الأمير جلبان، بحكم انتقاله إلى نيابة دمشق، بعد موت الأمير آقبغا التمرازي، فباشر نيابة طرابلس سنين إلى أن برز المرسوم الشريف باستقراره في نيابة حلب بعد موت الأمير قاني باي البهلوان في سنة إحدى وخمسين وثمانمائة، فتوجه إلى حلب مريضاً، فأرسل يستعفى؛ فأعفى.
وتوفى بعد أن خرج من حلب في السنة المذكورة، وكان ديناً، خيراً، عفيفاً عن المنكرات، عاقلاً، سيوساً، مشكور السيرة، إلا أنه كان يحب جمع المال، ويستكثر من العمائر، وكان يقيم أشهراً لا يتناول شرب الماء - على ما قيل - وقد شهر عنه ذلك. وكان للطويل أقرب، طويل اللحية، مليح الشكل، تام الخلقة، حسن الخلق، رحمه الله.