الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عند وفاتها، وتفاءل بهما على زوجها ألجاي اليوسفي وهما:
في مستهل العشر من ذي حجة
…
كانت صبيحة موت أم الأشرف
فالله يرحمها ويعظم أجره
…
ويكون في عاشورٍ موت اليوسفي
برلغي الأشرفي
برلغي بن عبد الله الأشرفي، الأمير سيف الدين، عظيم الدولة الركنية.
كان مقرباً عند الملك المظفر بيبرس الجاشنكير، ومقدم عساكره، والمشار إليه في دولته.
ولما أن خرج الملك الناصر محمد بن قلاوون من الكرك طالباً دمشق، وسمع الملك المظفر بيبرس بذلك قلق وجزع، واتهم بعض المماليك السلطانية بالمواطأة على ذلك؛ فقبض على جماعة منهم، ثم جرد الأمير برلغي هذا وصحبته ثلاثة أمراء من مقدمي الألوف لقتال الملك الناصر محمد بن قلاوون، وهم: الأمير آقوش الأشرفي نائب الكرك، وأيبك البغدادي، وألدكز السلاح دار، ومعهم أيضاً عدة كبيرة من الأمراء والعساكر المصرية؛ فبرزوا يوم السبت تاسع رجب سنة تسع وسبعمائة، وخيموا بمسجد التبن خارج القاهرة، ولم يتوجهوا، بل عادوا إلى القاهرة بعد أيام.
وكان الباعث لهم على العود أن كتب الأفرم نائب دمشق وردت تتضمن عود الملك الناصر محمد إلى الكرك، ثم أرسل الملك المظفر إلى الناصر محمد رسالته على يد مغلطاي وقطلوبغا تتضمن: وعيداً، وتهديداً، وإنكاراً شديداً.
فلما وقف عليها الناصر اشتد حنقه، وقبض عليهما بعد أن أوجعهما بالضرب الشديد، ثم ذكر للأمراء بالبلاد الشامية وذكرهم ما لوالده عليهم من التربية والحقوق، ثم خرج من الكرك ثانياً بعد الاهتمام إلى التوجه إلى دمشق.
وبلغ ذلك الملك المظفر بيبرس؛ فجرد الأمراء المذكورين ثانياً - كما ذكرنا - وصحبتهم أربعة آلاف فارس، وأنفق عليهم النفقات الكثيرة، وأنفق على العامة أيضاً؛ فإنه كان قد وقع بينه وبينهم لما توقف النيل عن الزيادة فقالوا:
سلطاننا ركين
…
ونايبنا دقين
يجي لنا المآ
…
من أين
يسيبوا لنا الأعرج
…
يجي لنا الماء وهو يتدحرج
وخرج برلغي هذا إلى لقاء الملك الناصر، ووقع له أمور حكيناها في غير هذا الموضع. واستقر الحال على أن الملك الناصر قبض عليه، وحبسه بقلعة الجبل إلى أن مات في ليلة الأربعاء ثاني شهر رجب سنة عشر وسبعمائة، رحمه الله تعالى وعفا عنه.