الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وولى حسبتها، فشكرت سيرته، ثم ولى قضاء دمشق مدة، وكان قليل العلم إلا أنه كان رئيساً حسن الأخلاق، كريم النفس، عادلاً في أحكامه، وكان يعتمد على العلماء من نوابه، فمشى حاله بهذا، وشكرت سيرته، إلى أن توفى بدمشق في شهر جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وسبعمائة، وسنه نحو الخمسين سنة، رحمه الله تعالى.
العلامة قوام الدين الإتقاني الحنفي، شارح الهداية
أمير كاتب بن أمير عمر بن أمير غازي، العلامة قوام الدين الإتقاني الإنزاري الحنفي المحقق - والد أمير غالب السابق ذكره - تفقه ببغداد وغيرها، وبرع في الفقه والنحو واللغة والأصول والمنطق والمعاني والبيان والأدب. وولى التدريس
بمشهد الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه ببغداد، ثم قدم دمشق في سنة إحدى وعشرين وسبعمائة - عائداً إلى بغداد بعد أن حج - وتوجه إلى بغداد، ثم عاد إلى دمشق، وصنف كتاباً في عدم رفع اليدين في الصلاة، وتكلم مع فقهاء الشام، ووقع بينهم وبينه مناظرات بسب ذلك، وظهر علمه، ودرس بدمشق وأفتى، وانفرد برئاسة العلم بها، ثم طلب إلى الديار المصرية، فعظمه الأمير صرغتمش الناصري، وفخمه، وبنى له مدرسة بالصليبة، معروفة بصرغتمش المذكور، وحضر الدرس بحضرة صرغتمش وغالب أعيان الدولة، وتصدر أيضاً بالقاهرة، للإفتاء والتدريس، وكان له نظم ونثر، وله في صرغتمش المذكور:
أبدى سنناً أحيا سنناً
…
صلى زمناً عند الأدبا
هذاك صرغتمش سكبت
…
أيام إمارته السحبا
بسياسته وحماسته
…
وسماحته جلى الكربا
وصيانته وديانته
…
وأمانته حاز الرتبا
وله أيضاً شعر مطول نظم فيه فهرست أبواب الهداية على التراتيب.
ومن مصنفاته: شرح الهداية، المسمى بغاية البيان، في عدة مجلدات.
واستمر بديار مصر، إلى أن توفى بها، في يوم السبت حادي عشر شوال سنة ثمان وخمسين وسبعمائة. ومولده بأتقان، في ليلة السبت التاسع عشر من شوال، سنة خمس وثمانين وستمائة، فكان سنه حينئذ ثلاث وسبعين سنة وثمانية أيام. وأتقان قصبة من قصبات فاراب - وهي بفتح الهمزة وسكون التاء المثناة من فوق، وقاف وألف ونون - وفاراب مدينة معروفة وكانت جنازته مشهودة، وكثر أسف الناس عليه، رحمه الله تعالى.