الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالديار المصرية. أصله من مماليك صرغتمش الناصري، صاحب المدرسة بخط الصليبة، وترقى بعد موت أستاذه إلى أن صار من جملة أمراء الطبلخاناه، وعاجلته المنية، فمات في سنة خمس وسبعين وسبعمائة بالقاهرة، رحمه الله.
ألماس الناصري
ألماس بن عبد الله الناصري، الأمير سيف الدين، حاجب الحجاب بديار مصر. هو من مماليك الملك الناصر محمد بن قلاوون وخواصه، اشتراه وأعتقه، ورقاه إلى أن جعله أمير مائة ومقدم ألف بالديار المصرية، ثم ولاه حجوبية الحجاب بها، فاستمر إلى أن خرج الأمير أرغون النائب إلى حلب، وبقى منصب النيابة
شاغراً، عظمت منزلته، وصار هو في محل النيابة، ويركبون الأمراء، وينزلون في خدمته، ويجلس في باب القلعة في منزلة النائب، والحجاب وقوف بين يديه. ولم يزل على ذلك إلى أن توجه السلطان إلى الحجاز، وتركه في القلعة هو والأمير آقوش نائب الكرك، والأمير أقبغا الأوحدي، والأمير طشتمر الساقي - حمص أخضر - إلى أن حضر السلطان من الحجاز، قبض عليه وحبسه، ثم قتله في ثاني صفر سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، وسبب القبض عليه: أن الملك الناصر محمد لما مات بكتمر الساقي صحبته بطريق الحجاز، احتاط على موجوده، فكان من جملة الموجود جزدان، ففتح السلطان، فوجد فيه جواباً من الأمير ألماس المذكور إلى بكتمر الساقي، يقول فيه: إنني حافظ القلعة إلى أن يرد علي منك ما أعتمده. فلما أن وصل السلطان إلى القاهرة، قبض عليه لهذا الموجب،
وأخذ جميع أمواله، وكان مالاً جزيلاً إلى الغاية، ودفن بمدرسته التي بناها خارج القاهرة، معروفة به.
قال البارع خليل بن أيبك: كان ألماس غتمياً طوالاً من الرجال لا يفهم بالعربي. وهو الذي عمر الجامع المليح الذي بظاهر القاهرة - في الشارع عند حدوة البقر - وفيه رخام مليح فائق، وعمر هناك قاعة مليحة، فيها رخام عظيم إلى الغاية، كان الرخام يحمل إليه من جزائر البحر، وبلاد الروم والشام، وكان يتظاهر البخل، ولم يكن كذلك، بل بفعل ما يفعله خوفاً من السلطان، وكان يطلق لمماليكه الرباع والأملاك المثمنة في الباطن، ووجد له مال عظيم. انتهى كلام بن أيبك.
قلت: وألماس بضم الهمزة، وميم مفتوحة، وألف بعدها، وسين مهملة. ومعناه باللغة التركية: ما يموت. انتهى.