الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وملكت عساكره دور كي وأرزنكان من أرض الروم وغير ذلك.
وهو أعظم ملوك الجراكسة بلا مدافعة، بل المتعصب يقول: إنه هو أعظم ملوك الترك قاطبة، رحمه الله تعالى وعفا عنه.
وتسلطن من بعده ولده الملك الناصر فرج - وستأتي ترجمته في محلها إن شاء الله تعالى -.
؟؟
أمير مكة المشرفة
بركات بن حسن بن عجلان بن رميثة. واسم رميثه: منجد بن أبي نمى محمد
ابن أبي سعيد حسن بن علي بن قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن حسين بن سليمان بن علي بن عبد الله بن محمد بن موسى بن عبد الله المحض بن موسى بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المكي الحسني، أمير مكة زين الدين أبو زهير، وابن أميرها بدر الدين.
مولده بمكة سنة إحدى وثمانمائة، وأمه أم كامل بنت النصيح من ذوي عمر.
ولى إمرة مكة شريكاً لوالده سنة عشر، مع أخيه أحمد، ثم استقل بها في سنة تسع وعشرين من قبل الملك الأشرف برسباي سلطان الديار المصرية، بعد وفاة والده بالقاهرة. ودام بركات بإمرة مكة، إلى سنة خمس وأربعين عزله الملك الظاهر جقمق بأخيه الشريف علي، وتوجه الشريف علي من القاهرة إلى مكة، ودخلها من غير قتال، بعد أن نزح عنها بركات هذا، وملك مكة وحكمها إلى أثناء السنة والتي بعدها. ووقع بينه وبين بركات وقعة قتل فيها
جماعة من أصحاب بركات، وانهزم، وقوى أمر علي بالمماليك السلطانية، والأمير سودون المحمدي، والأمير يشبك الصوفي رأس نوبة - وأمير المماليك السلطانية الذين هم بمكة. ثم كثر الشاكي على الشريف علي؛ فكتب مرسوم شريف على يد السيفي تمراز المؤيدي المتوجه لشد بندرجدة بالقبض على الشريف علي وعلى أخيه إبراهيم، وإرسالهما إلى القاهرة، فوقع ذلك في سنة ست وأربعين وثمانمائة، وولى مكة الشريف أبو القاسم بن حسن ابن عجلان، عوضاً عن أخيه علي المذكور.
كل ذلك وبركات المذكور نازح إلى جهة اليمن، ودام على ذلك إلى أحد الربيعين من سنة خمسين وثمانمائة برز المرسوم الشريف بعزل أبي القاسم وتولية
بركات هذا، وحمل إليه التشريف على يد شرف الدين موسى التتائي، وذلك بسعي من بركات، وبذل مال له صورة، على يد الشريف هلمان أمير مدينة الينبع.
وذكر هلمان أن الشريف بركات بعد توليته بمدة يسيرة يتوجه إلى القاهرة ويدوس البساط الشريف. واستقر بركات في إمرة مكة، وخرج منها أبو القاسم، ودام بمكة إلى سنة إحدى وخمسين أرسل يطلب الحضور إلى الديار المصرية، فرسم له بذلك؛ فحضر إلى القاهرة في شهر رجب من السنة المذكورة وقعة بمطعم الطيور بقبة النصر، خارج القاهرة، حتى قدم الشريف بركات - صاحب الترجمة - عليه.
فلما قرب منه، قام السلطان إليه واعتنقه؛ فأهوى بركات لتقبيل يد السلطان، فمنعه السلطان من ذلك، وأخذ بيده وأجلسه بجانبه قريباً من فرشه، وأخذ يستأنس به، ويسكن روعه؛ لما داخله الوهم مما رأى من عظم العساكر وكثرتها؛ ولما كان منه من المخالفة في تلك السنين الماضية، ثم
أخلع عليه باستمراره على إمرة مكة، وقيد له فرساً بسرج ذهب وكنبوش زركش، فركب بركات، ثم ركب السلطان، وسارا إلى أن وصلا إلى قريب باب القلعة؛ رسم له السلطان بالتوجه إلى مكان أعد له بالقاهرة؛ فتوجه وبين يديه وجوه الناس. وكان هذا اليوم من الأيام المشهودة.
وأقام الشريف بركات بالقاهرة بعد أن أجرى له السلطان من الرواتب ما يكفيه في كل يوم إلى عاشر شهر شعبان أخلع عليه خلعة السفر، وتوجه إلى مكة المشرفة وقد حصل له من الجبر والعظمة ما لم ينله غيره من بني حسن، مع علمي بما وقع لأبيه من توليته إمرة المدينة مضافاً لمكة، لكن يوم هذا كان من الأيام المشهودة.
ودام بركات في إمرة مكة سنين بعد ذلك إلى أن توفى بوادي مر خارج مكة، وحمل إلى مكة، ودفن في تاسع شعبان سنة تسع وخمسين وثمانمائة.