الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشامية، ثم عاد إلى الديار المصرية، كان أيان هذا قد أخذ دار الأمير حسين، فأراد الأمير حسين ارتجاعها منه، فأبى أيان المذكور، والتجأ للأمير بكتمر الساقي، وكان السلطان قد رسم بارتجاعها إلى الأمير حسين. فلما خالف أيان أخرج إلى دمشق أميراً بها، فدام بها مدة، ثم طلب إلى القاهرة بعد مدة طويلة بسفارة الأمير قوصون وأخلع عليه وعاد حاجباً بدمشق، ثم نقل إلى نيابة حمص، فباشرها دون السنة، وعزل بالأمير قطلقتمر الخليلي، وتوجه إلى غزة أتابكاً بها مكرهاً، فأقام نحو الشهرين وتوفى بها، وحمل إلى القدس، ودفن به في ثالث شهر رجب سنة ست وأربعين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
الملك المعز
آي بك بن عبد الله التركماني، الملك المعز، سلطان الديار المصرية.
ابتدأنا به في أول تاريخنا هذا، فلا حاجة إلى ذكره هاهنا ثانياً.
الدوادار الملك المجاهد
آي بك بن عبد الله الدوادار، الملك المجاهد سيف الدين، مقدم جيوش العراق.
كان خصيصاً عند الخليفة المستعصم بالله العباسي. كان يقول: لو مكنني الخليفة لقهرت هولاكو. وكان أيبك المذكور مغرماً بالكيمياء. كان في داره
عدة رجال يعملون هذه الصنعة، ولا صحت معه أبداً، وأتلف على هذا المعنى جملة مستكثرة، قدر ما كان يحصل له لو صحت معه. ودام الملك المجاهد أيبك هذا في غزة، إلى أن مات مقتولاً بيد التتار صبراً في سنة ست وخمسين وستمائة، وكان بطلاً، شجاعاً، مقداماً، جواداً، موصوفاً بالكرم، والرأي الجيد، والتدبير، وهو آخر ملوك بغداد من قبل الخلفاء؛ لأن المستعصم قتل هو وولده في هذه الوقعة، ولم يكن بعده خليفة ببغداد، وقتل في هذه الوقعة ببغداد وأعمالها ما يزيد على ألفي ألف وثلثمائة ألف إنساناً، وزالت الخلافة العباسية من بغداد. وسبب هذه المحنة وقدوم هولاكو إلى بغداد وأخذها، وزير الخليفة المستعصم العلقمي الرافضي، كتب في السر لهولاكو يستدعيه إلى بغداد.
نذكر ذلك في ترجمة العلقمي في المحمدين، إن شاء الله تعالى.
والعجيب أنه لما قتل الخليفة ودواداره الملك المجاهد هذا بين يدي هولاكو، استدعى هولاكو الوزير العلقمي المذكور إلى بين يديه وعنفه على سوء فعله مع أستاذه، وقال له: لو أعطيناك كل ما نملكه ما نرجو منك خيراً، ثم أمر به فقتل أشر قتلة، فلا رحم الرحمن تربة قبره.