الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
برسباي الساقي
برسباي بن عبد الله المؤيدي الساقي، الأمير سيف الدين.
هو من صغار المؤيدية، وممن صار خاصكياً بعد أن استشهد إغاته قطوبغا المصارع بغزوة قبرس في سنة تسع وعشرين وثمانمائة، ثم صار ساقياً في الدولة الظاهرية جقمق مدة إلى أن أنعم عليه بإمرة عشرة، بعد موت الأمير إينال الكمالي الناصري.
البجاسي
برسباي بن عبد الله البجاسي، الأمير سيف الدين.
هو من عتقاء الأمير تنبك البجاسي نائب دمشق، ثم خدم بعد موت أستاذه عند الأمير جانبك الأشرفي
الدوادار
الثاني مدة طويلة إلى أن توفى جانبك
المذكور، اتصل بخدمة الملك الأشرف برسباي، وصار من جملة المماليك السلطانية مدة، ثم صار من جملة الخاصكية الصغار إلى أن تسلطن الملك الظاهر جقمق، واتصلت تلك الأوباش الدنيئة إلى الوظائف السنية، صار برسباي هذا ساقياً مدة طويلة إلى أن أنعم عليه بإمرة في سنة تسع وأربعين، ثم نقله السلطان إلى نيابة الإسكندرية بعد عزل الأمير تنم بن عبد الرزاق المؤيدي في سنة إحدى وخمسين.
وقبل ولايته للإسكندرية كان الملك الظاهر جقمق قد زوجه بزوجة ولده المقام الناصري محمد، التي تسمى خديجة بنت الأمير آقطوه، قرابة الأشرف برسباي بعد أن أمر برسباي هذا بطلاق زوجته خوند بنت آقبغا الدوادار؛ فطلقها وتزوج، بخديجة هذه.
وأمر زواجه بها من الغرائب؛ وما ذاك إلا أن برسباي المذكور كان عند زواج المقام الناصري بخديجة هذه أظهر أنه عمها، ومشى هذا على المقام الناصري، وصار يدخل عليها، ويقيم عندها، ويأكل ويشرب مدة سنين، فعظم ذلك عند من يعرف أنه ليس لها بعم، وكثر الكلام في ذلك.
ولما شاع هذا الخبر قال لي الأمير تغري برمش الفقيه نائب قلعة الجبل: عرف المقام السلطاني بذلك؟ فقلت: يمنعني من الكلام كون المقام الناصري متزوجاً ببنت كريمتي بنت الأتابك آقبغا التمرازي، فإنها صارت لخديجة المذكورة
ضرة، وأنا خالها؛ فلا يسمع كلامي في هذا المعنى. فقال: أنا أتكلم معه، فقلت له: لكن بحسن عبارة. فاتفق بعد ذلك أن برسباي خرج يوماً من عندها، ونحو جلوس عند المقام الناصري، فقال تغري برمش: أين كان هذا؟ فقال له المقام الناصري: عند بنت أخيه، فقال تغري برمش: ومتى كان هذا أخاً لأقطوه؟ بل وليس له بقرابة، وأمعن في الكلام. فلما سمع المقام الناصري كلامه، التفت إلي وقال: أهو كما يقول تغري برمش؟ فقلت: نعم، وهذا لا يخفى على أحد من صغار الجراكسة؛ فنكس رأسه ساعة، ثم أخذ يتكلم في غير هذا المعنى، وقد كادت نفسه تزهق - وأظنه كان تنسم هذا الخبر قبل تاريخه، ولكنه وهاه -.
وكان ذلك آخر العهد بدخول برسباي هذا إلى خديجة المذكورة، ثم طلقها المقام الناصري بعد أيام قلائل. وقوي عليه المرض، ومات بعد طلاقها بأيام؛ فاستراح برسباي بموته، واستمر عمها إلى أن انقضت عدتها طلبه الملك الظاهر جقمق وزوجه بها، فكان أولاً عمها، ثم صار زوجها، بعلم الملك الظاهر