الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال يعقوب بن سفيان الفسوي في (باب من يرغب في الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم) فذكر جماعة فيهم: صالح بن أبي الأخضر بصري، ومحمد بن أبي حفصة بصري يروي عن الزهري، وهو لين إلا أنه فوق صالح.
وفي كتاب "الجرح والتعديل"، عن الدارقطني: بصري لا يعتبر به؛ لأن حديثه عن ابن شهاب عرض وكتاب وسماع. قيل له: تميز بينهما؛ فقال: لا.
وفي "سؤالات المروذي": وذكر -يعني: أحمد بن حنبل- صالحا: فلم يرضه، وقال يحيى بن سعيد: كان لا يحدث عنه، قال أبو عبد اللَّه: حدثهم بأحاديث، ثم قال: لم أسمعها، وقال وهب بن جرير: سمع وقرأ فلا يخلص بعضه من بعض.
وقال أحمد بن صالح العجلي في "تاريخه": لا بأس به.
وذكره أبو العرب، والبلخي، وابن السكن، والعقيلي في جملة الضعفاء، وقال الساجي: صدوق يهم ليس بحجة.
وقال الآجري: سمعت أبا داود يقول: قلت ليحيى: صالح أكبر عندك أو زمعة؟ قال: لا هو، ولا زمعة. وقال أبو داود: صالح أحب إلي من زمعة، أنا لا أخرج حديث زمعة.
وفي "كتاب ابن الجارود": ليس بشيء. وكذا قاله علي بن الجنيد.
وقال ابن حبان: يروي عن الزهري أشياء مقلوبة، روى عنه العراقيون، اختلط عليه ما سمع من الزهري مما وجد عنده مكتوبًا، فلم يكن يميز هذا من ذاك، ومن اختلط عليه ما سمع بما لم يسمع، ثم لم يرع عن نشرها بعد علمه ما اختلط عليه منها حتى نشرها وحدث بها، ولا يتيقن سماعها لبالحري أنه لا يحتج به في الأخبار؛ لأنه في معنى من يكذب وهو شاك، ويقول شيئًا وهو يشك في صدقه، والشاك في صدق ما يقول لا يكون صادقًا، نسأل اللَّه تعالى الستر، وترك أسباب الهتك، إنه المان به.
وذكره البخاري في (فصل من مات من الأربعين ومائة إلى الخمسين).
2603 - (ت) صالح بن بشير بن وادع بن أبي الأقعس القارئ أبو بشر البصري القاص المعروف بالمُري
(1)
قال ابن حبان: كان صالح من أهل البصرة، أقدمه المهدي إلى بغداد، فسمع منه البغداديون. كذا ذكره المزي، وهو كلام مهمل، لا معنى له فيما المزي بصدده، وإنما
= التهذيب: 4/ 333، طبقات المدلسين: 19، خلاصة تذهيب الكمال: 169 - 170.
(1)
انظر: تهذيب الكمال 13/ 15، تهذيب التهذيب 4/ 334.
ذكره الخطيب شاهدًا لقدوم صالح بغداد، على عادة المؤرخين، فلما رأى المزي ذكر ابن حبان جملة من غير توثيق ولا تجريح ذكره معتقدًا في ذلك فائدة له، وليست فيه فائدة سوى ما ذكرناه عن الخطيب.
وأما الفائدة من ذكر ابن حبان له فهو ما نذكره الآن عنه. قال أبو حاتم في كتاب "المجروحين": مات سنة ست وسبعين ومائة، وقد قيل: سنة اثنتين وسبعين، وكان من عباد أهل البصرة وقرائهم، وهو الذي يقال له: صالح الناجي، وكان من أحزن أهل البصرة صوتًا وأرقهم قراءة، غلب عليه الخير والصلاح حتى غفل عن الإتقان في الحفظ، وكان يروي الشيء الذي سمعه من ثابت والحسن، وهؤلاء على التوهم، فيجعله، عن أنس، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فظهر في روايته الموضوعات التي يرويها عن الأثبات، فاستحق الترك عند الاحتجاج، وإن كان في الدين مائلا عن طريق الاعوجاج، وكان يحيى بن معين يشدد الحمل عليه. انتهى.
وقال يعقوب بن سفيان: سمعت سليمان بن حرب قال: قال رجل لحماد بن زيد: تعرف أيوب، عن أبي قلابة "من شهد فاتحة الكتاب كَانَ كَمَنْ شَهِدَ فَتْحًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ"؟ فقال: ومن يشهدها حين يختم كان كمن شهد الغنائم؛ قال: فأنكره حماد إنكارًا شديدًا، ثم قال له بعد: من حدثك هذا؛ فقال: صالح المري. فقال: أستغفر اللَّه تعالى، ما أخلقه أن يكون حقًّا، فإن صالحًا كان هذا ونحوه من باله، ويعنى بطلب هذا النحو، ما أخلقه أن يكون صحيحًا.
وفي رواية عباس الدوري، عن يحيى بن معين: ليس به بأس.
ولما خرج أبو عبد اللَّه الحاكم حديثه في "مستدركه" قال: هذا حديث مستقيم الإسناد، وصالح أحد زهاد أهل البصرة.
وقال الساجي: منكر الحديث، لم يكن ليحيى بن معين فيه كبير رأي، ثنا ابن المثنى، ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة بحديث، عن رجل من قصاص أهل البصرة ممن يختلف إليه من المشهورين من قصاصهم -يعني: صالحًا- عن ثابت، عن أنس. فقال: كذب. وحدث همام بحديث، عن هذا الرجل، عن قتادة. فقال: كذب.
وذكره العقيلي، والبرقي في جملة الضعفاء.
ولما ذكره أبو العرب فيهم قال: لما ولي المهدي الخلافة، وقدم البصرة، سأل عن خير أهلها، فقيل: المري. قال أبو العرب: وإنما ضعفوه لقلة ضبطه.
وقال أبو إسحاق الحربي في "تاريخه": إذا أرسل فبالحري أن يصيب، وإن