الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال مسلمة في كتاب "الصلة": عبد اللَّه بن محمد بن الكميت بن أبي الدنيا، توفي ببغداد في جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين ومائتين، وكان معلم عربية وصاحب رقائق وأوضاع كثيرة.
وفي كتاب الصريفيني: صنف فى الزهد أكثر من مائة مصنف، وكان ذا مروءة، ثقة صدوقًا، بلغ من العمر سبعين سنة.
ولما ذكره الفراء في "طبقات أصحاب أحمد" قال: روى في عدة من تصانيفه عن رجل عن أحمد في "كتاب الخائفين" و"القناعة" و"إصلاح المال" و"البكاء" عن البرجلاني عن أحمد، وفي "مداراة الناس"، وفي "المنام" عن الحسن بن الصباح عن أحمد، وفي كتاب "الأضاحي" عن الأثرم عنه.
3352 - (بخ د ق) عبد اللَّه بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، أبو محمد الهاشمي المدني
(1)
قال الساجي: كان من أهل الصدق، ولم يكن بمتقن في الحديث، لم يحدث عنه مالك ولا يحيى بن سعيد.
وقال ابن عيينة: أربعة من قريش لا يعتمد على حديثهم منهم ابن عقيل.
وقال العقيلي: كان فاضلا خيرًا موصوفًا بالعبادة، وكان في حفظه شيء.
ولما صحح الحاكم حديثه في "مستدركه" قال: كان أحمد وإسحاق يحتجان بحديثه، ولكن ليس بالمتين المعتمد عندهم، وهو من أشراف قريش وأكثرهم رواية غير أنهما لم يحتجا به، وفي موضع آخر: مستقيم الحديث متقدم في الشرف.
وفي كتاب البيهقي عنه: قال أبو بكر محمد بن إسحاق: لا أحتج بابن عقيل لسوء حفظه.
وفي "سؤالات مسعود السجزي" عنه: عمّ فساء حفظه فحدث على التخمين. ولما ذكر الخطيب حديثًا من روايته قال: الاضطراب فيه من ابن عقيل فإنه كان سيئ الحفظ.
(1)
انظر: تهذيب الكمال 2/ 737، تهذيب التهذيب 6/ 13، 19، تقريب التهذيب 1/ 447، 607، خلاصة تهذيب الكمال/ 650 الكاشف 2/ 226، تاريخ البخاري الكبير 5/ 183، الجرح والتعديل 5/ 706، ميزان الاعتدال 2/ 484، 485، لسان الميزان 7/ 267، الوافي بالوفيات 17/ 446 والحاشية، سير الأعلام 6/ 204.
وقال ابن شاهين في كتاب "الضعفاء": ليس بذاك.
وقال البرقي: ذكر الطبقة الأولى ممن نسب إلى الضعف في الرواية ممن يكتب حديثه عبد اللَّه بن محمد بن عقيل.
وذكره أبو القاسم البلخي في كتاب "الضعفاء"، وقال ابن خراش: تكلم الناس فيه.
وفي رواية عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل: مضطرب الحديث ليس حديثه حجة.
وفي رواية عباس بن محمد: ضعيف في كل أمره، وقال ابن منده: حديث حمنة: "تَحِيضِي فِي عِلْمِ اللَّهِ سِتًّا أَوْ سَبْعًا"، لا يصح عندهم من وجه من الوجوه؛ لأنه من رواية ابن عقيل وقد أجمعوا على ترك حديثه. انتهى كلامه، وفيه نظر؛ لما تقدم. وقال البيهقي: ابن عقيل مختلف في الاحتجاج به، وقال الخطابي: ليس بذاك.
وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ يحدث على التوهم فيجيئ بالخبر على غير سننه فوجب مجانبة أخباره.
وذكر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه "تهذيب الآثار": عدة أحاديث من حديثه فقبلها وصححها، وقال في هذا الحديث -أعني حديث حمنة-: هو من أحسن الأحاديث المروية في هذا. وصححه أيضًا أبو محمد الأشبيلي.
وقال الخطابي: قد ترك بعض العلماء القول بهذا الحديث؛ لأن ابن عقيل راويه ليس بذاك.
وذكر ابن السمعاني، عن الأصمعي في كتابه "المذيل على تاريخ بغداد" قال: حججت مع المهدي فلما بلغنا واقصة استطاب المهدي موضعًا فقال: نطعم طعامنا هنا، فوضع المائدة فإذا نحن بأعرابي يؤمنا من البادية يقود أمه سوداء، فقال المهدي: سيفسد علينا هذا الأعرابي طعامنا، فلما دنا وسلم، قلت له: ادن وكل، قال: إني صائم، فقلت له: في مثل هذا اليوم مع ما ترى من حره وشدة وعكه؟ فقال لي: يا ابن أخي كانت الدنيا ولم أكن، وتكون لا أكون، وإنما لي منها أيام قلائل فلا أتركها تذهب تغابنا، ثم أنشأ يقول:
وما هذه الأيام إلا معارة
…
فما استطعت من معروفها فتزود
فإنك لا تدري بأي بلدة تموت
…
ولا ما يحدث الدهر في غد
يقول لا تبعد ومن يك فوقه
…
ذراعًا من ترب الحفيرة يبعد
ثم بكى، وقال: أفيكم من يكتب؟ قلت: نعم، فأخرج صحيفة بيضاء فناولنيها وقال:
اكتب ولا تعد ما أملي عليك: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا ما أعتق عبد اللَّه بن محمد بن عقيل أمته لؤلؤة السوداء خوفًا من اقتحام العقبة، ورجاء ثواب اللَّه تعالى، فهي حرة لوجه اللَّه لا سبيل لي عليها، ولا لأحد من بعدي إلا سبيل المنة والولاء لي وعليها واحدة، ونحن في الحق سواء، وأخذ الكتاب ومضى، فقال لي المهدي: أحسن واللَّه -الذي لا إله إلا هو- الشيخ، ونشدتك اللَّه إلا اشتريت لي ألف عبد وكتبت شرطهم مثل هذا الشرط، انتهى.
إن صح هذا الخبر فهو يعكر على من قال: توفي ابن عقيل قبل سنة خمس وأربعين ومائة؛ لأن المهدي توفي سنة ثمان وخمسين، اللهم إلا أن يكون ولي عهد حينئذ فلا خلف.
وذكر أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي في "معجمه": ثنا زكريا الساجي قال: ثنا الأصمعي، قال: حدثني أبي، قال: بينما نحن بمنهل من طريق مكة إذا نحن بأعرابي بيده جارية سوداء، فقال: أفيكم أحد يكتب، قلنا: نعم. قال: اكتب هذا ما أعتق هلال بن عامر الكلابي جاريته لؤلؤة لوجه اللَّه تعالى والجواز العقبة (ح) قال الأصمعي: فحدثت به يومًا شبيب بن شيبة فشخص إلى المهدي أمير المؤمنين فأمره أن يشتري ألف رأس ويعتقهم ويكتب لهم بمثل ذلك، فهذا يضعف ما ذكره السمعاني ويوهيه، واللَّه تعالى أعلم.
ومن ولده فيما ذكره ابن سعد: محمد، وهرم، وأم هاني، ومسلم، وعقيل، وقال عباد اللَّه بن مسلم: كان فقيهًا يروى عنه وكان أحول.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب "الثقات" قال: كان رجلا صالحًا موصوفًا بالعبادة والفضل والصدق.
وذكر المزي روايته عن إبراهيم بن محمد بن طلحة القرشي الرواية المشعرة عنده بالاتصال، وقد قال البخاري في كتاب "العلل الكبير" للترمذي: إبراهيم قديم ولا أدري سمع منه ابن عقيل أم لا.
وفي "تاريخ المنتجالي": قال عبد السلام وعلي بن جميل: سمعنا أبا المليح الرقي يقول: قدم علينا ابن عقيل فمرض، قال عبد السلام: فأنزلته عندي ومرضته فلما تماثل من علته وبرئ منها، قال: إن لك عندي يدًا لا بد أن أكافئك عليها، فقلت له: إني حر من فزارة، فقال لي: أنت أعلم، فلما خرج حرقت ما كتبت عنه.
وقال عبد اللَّه بن جعفر: ثنا أبو المليح، قال: قال لي أبو عقيل: أحب أن يكثر ابني