الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا عير الطائي بالبخل مادر
…
وعيَّر قسا بالفهاهة باقل
وقال السها للشمس أنتِ خفية
…
وقال الدجى للظل لونك حائل
وطاولت الأرض السماء سفاهة
…
وفاخرت الشهب الحصا والجنادل
فيا موت زر إن الحياة ذميمة
…
ويا نفس جدي إن دهرك هازل
من اسمه: شُعْبَة
2553 - (ع) شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي الأزدي، أبو بسطام الواسطي، مولى عبدة بن الأغر، مولى يزيد بن المهلب. وقيل: مولى الجهاضم. وقال ابن سعد: مولى الأشاقر عتاقة
(1)
قال أبو يوسف في كتاب "لطائف المعارف" تأليفه: أقام شعبة في بطن أمه سنتان. وقال النسائي: الأمناء على حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثلاثة: شعبة بن الحجاج، ومالك بن أنس، ويحيى بن سعيد القطان.
وذكر مسلم بن الحجاج في كتاب "شيوخ شعبة" تأليفه -ومن خط عبد العزيز بن محمد بن عبدويه الشيرازي الحافظ أنقل-: روى عن: محمد بن عبيد اللَّه أبي عون الثقفي الكوفي، ومحمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، ومحمد بن عمرو بن علقمة مديني، ومحمد بن ذكوان جزري، ومحمد بن أبي إسماعيل السلمي كوفي، ومحمد بن أبي عائشة، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي، ومحمد بن النعمان كوفي، ومحمد بن النوار بصري، وقال شعبة: بن أبي النوار، ومحمد بن سالم أبي سهل كوفي، ومحمد بن عُبيد اللَّه العزرمي كوفي، ومحمد بن السائب الكلبي أبي النضر كوفي، ومحمد بن جابر اليمامي، ومحمد بن عبد اللَّه بن عثمان بن مَوهَب، ويقال: إنه عمرو بن عثمان الذي روى عنه الناس، وعبد اللَّه بن خنبش كوفي، وعبد اللَّه بن أبي عثمان مكي، وعبد اللَّه بن ذكوان أبي الزناد، وعبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن أبي مليكة، وعبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي الحسين النوفلي، وعبد اللَّه بن السائب كوفي، وعبد اللَّه بن مطر أبي ريحانة بصري، وعبد اللَّه بن إسحاق
(1)
انظر: تهذيب التهذيب 2/ 581، تهذيب التهذيب 4/ 338، تقريب التهذيب 1/ 351، خلاصة تهذيب الكمال 1/ 449، الكاشف 2/ 11، تاريخ البخاري الكبير 4/ 244، تاريخ البخاري الصغير 2/ 135، الجرح والتعديل 1/ 126، 4/ 1609، طبقات ابن سعد 9/ 93 والفهرس، البداية والنهاية 10/ 132، الوافي بالوفيات 16/ 155.
النحوي مقرئ أهل البصرة، وعبد اللَّه بن أبي رائطة بصري، وعبد اللَّه بن بشر الخثعمي كوفي، وعبد اللَّه بن عمر بن عبد العزيز، وعبد الرحمن بن عابس كوفي، وعبد الرحمن بن سعيد بن وهب كوفي، وعبد الرحمن بن أبي عبد اللَّه أبي حمزة، قال شعبة: كان جارنا، وقال وكيع: عن شعبة، عن عبد الرحمن بن كيسان: وهو ذاك بعينه، وعبد الرحمن بن معاوية أبي الحويرث الزرقي مدني، وقال شعبة: أبو الجويرية، وعبد الرحمن بن حرملة يكنى: أبا حرملة مدني، وعبد الرحمن بن العداء لقيه شعبة بواسط، يقال: إنه شامي، وعبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عتبة بن عبد اللَّه بن مسعود عرف بالمسعود، وعبيد اللَّه بن عمران القريعي بصري، وعبيد اللَّه الأحمر بصري، وعبد العزيز بن حكيم الحضرمي كوفي، وعبد العزيز بن أبي رواد سكن مكة، وعبد الملك بن حبيب أبي عمران الجَوْني، وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، روى عنه حديث:"الشِّكَالَ فِي الْخَيْلِ"، وغلط في اسمه، وعبد الكريم بن أبي المخارق المعلم أبي أمية، وعبد الحميد بن واصل بصري، وعبد الحميد من ولد رافع بن خديج، وعبيد بن مهران المكتب كوفي، وعبد الواحد الهالكي، روى عن سالم كأنه مديني، وعبد السلام مولى قريش، وعبد الأكرم من أهل الكوفة، هكذا سماه عدة، عن شعبة، وقال محمد بن جعفر: عن شعبة: عن عبد الوارث بن أبي حنيفة يعنيه، وقال معاذ بن معاذ: عن شعبة، عن عبد الأكبر، وكل ذلك واحد إلا أنهم اختلفوا، وعبد ربه يكنى: أبا كعب صاحب الحرير، وعبد الغفار بن القاسم أبي مريم الأنصاري كوفي، وعبد الجليل بصري، عن أبي عثمان، عن علي (في الخنثى)، رواه شاذان، عن شعبة، وأما غير شعبة فقال: عن أبي عبد الجليل في هذا الحديث، وعباد بن منصور الباجي، وإبراهيم بن محمد بن حاطب، وإبراهيم ابن أخي جرير بن عبد اللَّه البجلي، وإبراهيم بن العلاء أبي هارون الغنوي، وإبراهيم بن طريف يماني، وإسماعيل بن مسلم العبدي بصري، وإسماعيل بن مسلم عرف بالكوفة وأصله بصري، وإسماعيل بن إبراهيم أبي بشر الأسدي، وإسحاق بن سويد العدوي، وسليمان بن أبي مسلم الأحول، وقال شعبة: ابن خالد بن أبي نجيح كوفي، وسليمان بن كندير أبي صدقة العجلي كوفي، وسليمان بن أبي المغيرة كوفي، وقال شعبة: سليمان بن المغيرة، وسليمان العطار بصري، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي مولى بني أسد، وموسى أبي سَعْدة بصري، وأبي الصباح موسى بن أبي كثير الواسطي، وموسى مولى عبد اللَّه ابن عامر السبلاني بصري، وهارون بن سعد الكوفي، ويحيى بن عمرو بن سليم، ويحيى بن
دينار أبي هاشم الرماني واسطي، ويحيى بن عبد اللَّه بن حجية، ويحيى بن عبد الواحد لا يوقف على بلاده، وإدريس بن يزيد بن عبد اللَّه الأودي، وعلي بن الحكم البناني أبي الحكم، وعلي بن سويد بن منجوف، وعلي بن علي الرفاعي، وعلي بن عبد الأعلى الثعلبي، وعلي أبي الحسن أو الحسن أبي علي شك فيه شعبة، وحسن بن أبي الحسن البصري، وحسن بن عُبَيد اللَّه النخعي كوفي، والحسن بن عمرو الفقيمي، والحسن بن مسلم الهذلي إن لم يكن شاميًّا فلا أدري، روى عن مكحول، وقال أبو داود: هو ابن عبيد اللَّه العسقلاني، وحسين بن أبي سليمان بن حسين واسطي، وعمرو بن قيس مولى الأشعث بن قيس كوفي، وعمر بن أيوب البجلي، وعمر بن قيس سَندل، وعمرو بن هَرم الأزدي، وأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وعمرو بن عبد اللَّه أمير مكة، وعمرو بن عبيد القدري، وعامر بن عبيدة بصري باهلي، وعامر بن شقيق بن جمرة، وعمار بن أبي عمار مولى ابن هاشم أبي محمد بصري، وعمار بن أبي معاوية الدّهني البجلي كوفي، وعمران بن أبي عطاء أبي حمزة القصاب واسطي، وعمران بن عمير مولى عبد اللَّه بن مسعود كوفي، وعمران بن حدير بصري، وعمران بن مُسلم القصير بصري، وهو غير الجعفي، وأبي محمد عثمان بن المغيرة الثقفي، وعثمان الطويل بصري، وعثمان بن أبي رواد من ساكني البصرة، وعثمان مولى ثقيف، وعاصم بن عمرو البجلي كوفي، وعاصم مولى قريبة بنت محمد بن عبد الرحمن مديني، وعاصم قريب لإبراهيم النخعي كوفي، وعقبة بن أبي ثبيت بصري، وعقبة بن سيار أبي الجلاس؛ إلا أن شعبة قال فيه: ابن الجلاس، يريد: عقبة هذا، وعطاء بن ميسرة الخراساني، وعروة بن الحارث الهمداني، وعروة بن عبد اللَّه الجُعْفي كوفي، وعوام بن مراجم بصري، والعلاء بن زيد كوفي، وغيلان بن جرير المعولي، وحبيب بن أبي عمرة، وحبيب بن شهاب بن مدلج العنبري، وحبيب الثقفي لا يقف على بلاده، وحميد بن قيس المكي، وحميد الأوزاعي يشبه أن يكون شاميًّا، وحمزة الأعور وهو أبو عمارة بن حمزة، وحجاج بن حجاج الأسلمي، وحجاج بن عياض كوفي، وحجاج بن ورد أبي شعبة بن الحجاج، وحجاج بن أرطاة النخعي، وحجاج النبطي واسطي، وخالد بن مسلمة المخزومي، وخالد بن أبي الصلت بصري، وخالد بن علقمة الهمداني؛ إلا أن شعبة سمَّى أباه: عرفطة، وخالد بن رباح أبي الفضل، وخالد بن زاذان، وخالد ختن لآل سيار، وجعفر بن معبد بصري، وجابر بن صبيح بصري، ومسلم بن أبي مريم مديني، ومسلم بن عبد اللَّه المازني يقال: هو مسلم بن كيسان؛ إلا أن شعبة
قال: مسلم بن عبد اللَّه. ومسلم بن سالم أبو فروة النهدي كان ساكنًا في جهينة، ومسلم بن عبد اللَّه أبو النضر شامي فيما نرى، ومالك بن دينار أبو يحيى مصري، ومالك بن مغول كوفي، ومعاوية بن مسلم بن عمرو أبي عقرب الكناني يكنى: أبا نوفل، ومعاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد اللَّه، ومسعود بن علي الشيباني، ومسعود جار شعبة، ومغيرة بن مخادش، ومغيرة بن مسلم الأزدي، ومغيرة بن مالك، وسعيد بن محمد أبو السفر، وسعيد بن عمرو بن سعيد الأموي، وسَعْد بن طارق أبو مالك الأشجعي، وسعيد بن المرزبان البقال، وسفيان بن أبي حبيبة أبو المختار، وسلمة بن ميمونة أبو ميمون، وسلمة بن تمام أبو عبد اللَّه الشقري، وسيف بن وهب وهو: سيف ابن أبي سيف، وسيف أبو الحسن، عن طاوس، لعله سيف بن أبي سليمان المكي، وسيار بن وَرْدان أبو الحكم، ويقال له: سيار بن أبي سيار، وسُهَيل بن عمرو واسطي، وشهاب بن جعفر كوفي، وشهاب، عن عمرو بن مرة كوفي، وصالح بن أبي سليمان بصري، وصدقة رجل من آل أبي الأحوص، وطلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللَّه، وفضيل، عن رشيد لا يوقف على بلده، وقيس بن الربيع أبو محمد الأسدي، وربيع بن قُرَيع، ورَبيع بن الركين كوفيان، وزيد بن جبير بن حرمل الجُشمي، وزيد بن علي مديني، وزيد الخطابي، وهو غير زيد بن محمد بن عبد اللَّه بن عمر، وزياد بن كليب أبو معشر الكوفي، وزياد أبو عمر بصري، وزائدة بن عمر كوفي، وزائدة الصارفي وصارف قبيلة، ويزيد بن زاذي واسطي، ويزيد بن سفيان بصري، ويعلى بن مسلم، وواصل مولى أبي عيينة، ووضاح أبو عوانة، ووضاح العتكي، ووليد بن كريب بن الحارث بن أبي موسى الأشعري، وقال بعضهم: الوليد بن حريث، وقال شعبة: حدثني ولاد. يريد: الوليد هذا، وهشام بن حسان، وتوبة الملائي، والقاسم بن أبي أيوب الأعرج، والقاسم بن محمد أبو نهيك، وكناه شعبة: أبا بكير، ونصر القصاب بصري، ونصر بن سعد لا يوقف على بلده، والنعمان الكسكري، وأشعث بن أسلم العجلي، وأحنف الهلالي أبو عمرو، وناجية الجُهَني، ومزاحم بن زفر، وعائذ بن نصيب، وشبيب بن غرقدة، وهلال بن أبي حُميد الوزان، وحطان بن خفاف أبو الجويرية الجرمي، واَدم بن علي، وشوذب أبو معاذ، وقال شعبة: أبو عثمان مولى البراء، ومعن بن عبد الرحمن ابن عبد اللَّه بن مسعود، وأسيد بن الربيع بن عميلة أخو الركين، والزبير بن عدي، وزهير بن أبي ثابت الضرير، وعياش الكلبي، والقعقاع بن يزيد الضبي، وبكر بن وائل، ووائل بن داود، والزبرقان بن عبد اللَّه، وقال شعبة: أبو الزرقاء، وخلف بن حوشب، وحذيفة بن
اليمان، ومصعب، عن الشَّعبي، وجراد بن مجالد رجل من الأنصار، وعتيق أو ابن عتيق رجل من قرطبة، وقال مُسعر وسفيان لما رويا عنه: علي بن عتيق، وقتادة أو ابن قتادة، ومعروف بن واصل أبو بكر السعدي، وابن للبراء بن عازب غير مُسمّى، والهيثم أخو عبد الخالق، ومن البصريين: بريد بن أبي مريم السلولي، وإياس بن معاوية بن قرة، ومروان الأصفر، وجَبْر بن حبيب، وتميم بن حويص، وأوس بن ثابت، ومبشر بن أبي المليح، ومهند بن علي، وشبيل بن عَزرة، والجَعد بن عثمان، وأدهم السدوسي، وكهمس بن الحسن القيسي، وقطن بن كعب القطعي، وحوشب بن مسلم أبو بشر، وحاجب بن عمر بن عبد اللَّه بن إسحاق بن أخي الحكم، وحنظلة بن عبد اللَّه السدوسي أبو عبد الرحيم، وزرارة بن أبي الخلال العتكي، وعبيل بن سفيان، وسويد الهذلي، وحُسام بن مصك، ومعمر بن راشد، وأسامة قال شعبة: جار لنا. كأنه بصري.
ومن بلدان شتى: شيبة بن هشام، وزريق، عن كريب لا يوقف عليه، ومشاس أبو ساسان الخراساني، وقال شعبة: مشاش بن الأزهر، ونوح بن أبي مريم أبو عصمة من أهل مرو، وعيسى بن الأرزق من أهل مَرْو، وأبو الهذيل الكوفي، ورجل من بجيلة، عن ابن أبي أوفى لم يسمه شعبة، وكذا رجل صلى خلف زيد بن أرقم، ورجل من آل سهل بن حنيف، ومولى لبني أمية سمع ابن عمر في الجنازة، ورجل، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، ورجل من باهلة سأل أبا أمامة، ورجل من بني عذرة، عن أبي الفيض، ورجل من أهل الشام، عن الشعبي، وأم شعبة، وخالته، وقال معاذ بن معاذ، عن شعبة: حدثتني أم أسماء خالة جدي، وسرية الربيع بن خثيم.
وذكر مسلم آخرين لكن النسخة قديمة جدا تآكلت، فلم تتبين أسماؤهم، وعجزنا عن نسخة أخرى نستضيء بها. واللَّه الموفق.
وفي "الجعديات": ثنا أحمد بن زهير، ثنا سليمان بن أبي شيخ، ثنا صالح بن سليمان قال: كان شعبة مولده ومنشؤه واسط، وعلمه كوفي، وكان له ابن يقال له: سعد، وكان له أخوان: بشار، وحماد، وكانا يعالجان الصرف، وكان شعبة يقول لأصحاب الحديث: ويلكم الزموا السوق؛ فإنما أنا عيال على إخوتي، وما أكل شعبة من كسبه درهمًا قط، وقال أبو قطن: ما رأيت شعبة ركع إلا ظننت أنه قد نسي، ولا قعد بين السجدتين إلا ظننت أنه قد نسي. وقال أبو الوليد: كان يقول -يعني: شعبة- إذا كان عندي دقيق وقَصب فما أبالي ما فاتني من الدنيا.
وذكر شعبة عند سفيان يوما فقال: ذاك أمير المؤمنين الصغير.
ولما ماتت أمه جاءه سليمان التيمي، وأبو عون يعزيانه فيها.
وقال له سفيان تغليبا ص 262 بواسط.
ولما ذكره ابن حبان في "الثقات" قال: ولد بنهريان قرية أسفل من واسط سنة ثلاث وثمانين، وكان من سادات أهل زمانه حفظًا وإتقانًا وورعًا وفضلا، وهو أول من فتش عن أمر المحدثين، وجانب الضعفاء والمتروكين، حتى صار علمًا يقتدى به، ثم تابعه عليه بعد أهل العراق، وقال: رأيت الحسن بن أبي الحسن وعليه عمامة سوداء.
وفي "تاريخ واسط"، عن شعبة: لما قدمت سألت عن منزل الحسن، فاستنكر الناس ذاك مني؛ فقلت: إني من أهل واسط.
وفي "كتاب المنتجيلي": كان ثقة ثبتًا في الحديث، ولا يحدث إلا عن ثقة، مات بالبصرة يوم الخميس لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة ستين، وصلى عليه عبد الملك بن أيوب، وكذا ذكره ابن أبي خيثمة، زاد المنتجيلي: وكان له أخ من أمه يقال له: عمر بن عبد الأعلى، وقال له رجل يومًا: من أين أنت؟ فقال: أنا من الحي الذين تضمنوا سد الثغور. وفتح باب المشرق، وقدم بغداد بسبب أخ له حُبس، وكان يطلب الشعر قبل طلبه الحديث.
وقال يحيى بن معين: كان شعبة صاحب نحو وشعر، وكان يعقوب بن إسحاق يقول إذا حدثه شعبة: حدثني الضخم عن الضخام، شعبة الخير أبو بسطام. وكان ابن عيينة يقول: ينبغي أن يسمى شعبة أمير المؤمنين في الحديث. وقال عبد اللَّه بن إدريس: شعبة قبان المحدثين، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما لزمت غيره. وقال بشر بن الحارث: ما منعني من السماع من شعبة إلا أني تخوفت أن يعلمني الوقيعة في الناس.
وقال أحمد بن حنبل: كان شعبة فقيرًا خرب داره، وباع جذوعه، وأتى الحكم بن عتيبة فأقام عليه تسعة عشر.
وقال أبو بشر الغنوي: قدم شعبة فقال قد رويت ألف قصيدة من الشعر. فقلنا: هات، أنشدنا! فجعل يتمتم، فقلنا له: ويلك، واللَّه، ما نفهم ما تقول! فلم يجد في الشعر، فرجع إلى الكوفة، فجاء فقال: قد رويت الحديث، فجاء هؤلاء المجانين فقالوا: هات، إيش تقول ما في الدنيا مثلك.
وقال صالح بن سليمان: كان في لسان شعبة تمتمة، وكان رديء اللسان.
وقال عباد بن عباد: أراد شعبة أن يقع في خالد الحذاء. قال: فأتيته أنا، وحماد بن
زيد، فتهددناه، فأمسك.
وقال محمد بن الحسين بن أبي عبد اللَّه: شعبة قنديل المحدثين في عصره، ذَبَّابٌ عن الأخبار، مميز للرجال، وكان قد أودع الفراسة، وكان أمة وحده في هذا الشأن، يعني: نصرة الحديث، وكان ألثغ. وقال شبابة: كنا إذا رأينا من شعبة فتورًا أخذنا في ذكر الناس فينشط. ولما جاء نعيه لسفيان قال: اليوم مات الحديث. وفي "كتاب حريث": قال أحمد بن حنبل: روح، عن شعبة، عن ابن أبي بكر، عن أبيه: أنه كان ينفر يوم الثاني. وقال عبد الرحمن، عن شعبة: سمعت أبا بكر. قال أبو عبد اللَّه: هذا خطأ؛ لأن شعبة لم يلق أبا بكر، ولم يرو شعبة عن مشايخ المدينة؛ إلا عن المقبري لقيه بعدما كبر.
وفي كتاب "الثقات" لابن شاهين: قال شعبة: اكتبوا المشهور عن المشهور.
وقال الطيالسي: ما رأيت أحدًا يشبه شعبة في الحديث. ولما قيل ليحيى بن سعيد ثنا عن ثقة. فقال: لو حققت لك، ما حدثتك إلا عن أربعة: ابن عون، وشعبة، ومسعر، والدستوائي.
وفي كتاب "الثقات" لابن خلفون: شعبة بن الحجاج بن دينار بن الورد.
وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة": قال شعبة: ما رويت عن رجل حديثًا إلا أتيته أكثر من مرة، والذي رويت عنه عشرة أتيته أكثر من عشر مرارًا، والذي رويت عنه خمسين أتيته أكثر من خمسين مرة، والذي رويت عنه مائة أتيته أكثر من مائة مرة، إلا حيان البارقي فإني سمعت منه هذه الأحاديث، ثم عدت إليه فوجدته قد مات.
وفي "تاريخ بغداد" للخطيب: لما قدم شعبة على المهدي بسبب حبس أخيه في ستة آلاف دينار، قال: يا أمير المؤمنين، أنشدني قتادة لأمية بن الصلت:[الوافر]
أأذكر حاجتي أم قد كفاني
…
حياؤك إن شيمتك الحياء
كريم لا يعطله صباح
…
عن الخلق الكريم ولا مساء
فأرضك أرض مكرمة بنتها
…
بنو تيم وأنت لهم سماء
فقال: يا أبا بسطام؛ لا تذكرها، قد عرفتها، وقضيتها لك: ادفعوا إليه أخاه، ولا تلزموه شيئًا. ووهب لشعبة ثلاثين ألفا، فقسمها، وأقطعه ألف جريب بالبصرة، فقدم البصرة، فلم يجد شيئًا يطيب له، فتركها.
وعن شعبة قال: كنت ألزم الطرماح، وأسأله عن الشعر، فمررت يومًا بالحكم بن عتيبة وهو يقول: ثنا يحيى بن الجزار، وثنا فلان، وفلان. فأعجبني، وقلت هذا أحسن من الذي أطلب. فمن يومئذ طلبت الحديث.
وقال الأصمعي: لم نر أحدا قط أعلم بالشعر من شعبة.
وعن معمر قال: كان قتادة يسأل شعبة عن حديثه.
وقال ابن إدريس: رأيت في المنام كأني أفجر بحرًا، فقدمت بغداد فلقيت شعبة.
وقال أحمد بن حنبل: لم يكتب إلا شيئًا قليلا، وربما وهم في الشيء، وقال يزيد بن زريع: قدم علينا شعبة البصرة ورأيه رأي سوء خبيث -يعني الترفض-، فما زلنا به حتى ترك قوله، ورجع وصار معنا.
وقيل لابن عون: مالك لا تحدث عن فلان؟ قال: لأن أبا بسطام تركه.
ولما توفي شعبة بيع حماره وسرجه ولجامه وثياب بدنه وخفه ونعله بستة عشر درهمًا. ذكره أبو زيد الأنصاري يومًا، فقال: هل العلماء إلا شعبة من شعبة.
وذكر ابن دحية في كتاب "العلم المشهور" -أثناء كلام-: أجمع العلماء على عدالته ورسوخه في هذا العلم، ونصيحته فيه للَّه ولرسوله، ولعامة المسلمين، وهو ممن عبد اللَّه تعالى حتى جف جلده على عظمه.
وفي كتاب "البقايا" لأبي هلال العسكري: قال الأصمعي: قال لي شعبة: واللَّه لو عرفت موضعك قبل هذا للزمتك. وقال بدل بن المحبر: كان شعبة يقول تعلموا العربية؛ فإنها تزيد في العقل.
وذكر الإمام علي بن المديني في كتاب "الطبقات" تأليفه: أن شعبة روى عنه: العباس بن الفضل الأنصاري، وعبد اللَّه بن سلمة الأفطس، وسهل الأسود، وعباد بن صهيب، وسعيد بن واصل، وفهر بن حيان أبو ربيعة، ومحمد بن حجاج المصفر، وعمرو بن الأخزم الدباس، وسعيد بن عمرو، وعبد الوارث بن سعيد، وخالد بن إلياس، وعبد اللَّه بن سُحَيم، وسهيل بن صبرة، ويحيى بن سعيد الأنماطي، وعمرو الأغضف، وعبد اللَّه بن إياس، وحسين بن عربي، وبشر بن السري، ومُبَشر بن مكسر، ومكبر بن عثمان، وعبد الرحمن بن عبد الملك أبو سعيد مولى بني هاشم، وحميد بن الأسود، وعبد الواحد الحداد هو ابن واصل أبو عبيدة، والوليد بن خالد، ومعتمر بن سليمان، وعبد الأعلى، وعمرو بن أبي رزيق، وزيد بن الحسن الأنماطي، وعمرو بن عاصم.
زاد النسائي في كتابه "طبقات الرواة عن شعبة": وسعيد بن عروة، والوليد بن خالد، وعبد الرحمن بن عثمان البكراوي.
وقال الحاكم أبو عبد اللَّه: شعبة إمام الأئمة في معرفة الحديث بالبصرة، رأى أنس بن مالك، وعمرو بن سلمة الصحابيين، وسمع من أربع مائة من التابعين.