الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لم يُر ذلك فيه، فقال له البريد: هل نعاه أحد قبلي؟ قال: نعم، أخبرنا اللَّه أنا نموت.
وقال مالك بن مسمع لما نازع شقيقًا: إنما شرفك قبر بتستر. فقال له شقيق: ولكن أنت وضعك قبر بالمشقر. يعني: أبا مالك، قتل في الردة.
ولما قال فيه الأخطل: [الطويل]
وما جذع سوء خرق السوس أصله
…
لما حملته وائل بمطيق
قال له شقيق: أردت هجائي فمدحتني، واللَّه، ما حملتني ذُهل أمرها، وقد حملتني أنت أمر وائل طرًّا. فغلبه شقيق. كذا ذكره، والذي رأيت في "ديوان الأخطل" -رواية اليزيدي، عن ابن حبيب-: هذا البيت يهجو به سويد بن منجوف. واللَّه أعلم.
2580 - (ع) شقيق بن سلمة أبو وائل الأسدي أسد خزيمة، ويقال: أحد بني مالك بن ثعلبة بن دودان
(1)
كذا ذكره المزي، وهو شيء لا يكاد يخفى على من له أدنى ملابسة في العلم، وذلك أن ثعلبة بن دودان هو: ابن أسد بن خزيمة، لا أعلم بين النسابين في ذلك خلافا، وأظنه قصد خلاف صاحب "الكمال"؛ وذلك أنه قال: الأسدي أسد خزيمة أحد بني مالك بن ثعلبة بن دودان، وهذا هو الصواب.
وفي قول المزي: قال الواقدي: مات في خلافة عمر بن عبد العزيز. وكذلك روى عن أبي نعيم، والمحفوظ الأول -يعني: بعد الجماجم-. نظر؛ لما ذكره محمد بن سعد في كتاب "الطبقات": وقال أبو نعيم الفضل بن دكين، وغيره: توفي أبو وائل زمن الحجاج بعد الجماجم، وكان ثقة كثير الحديث. وذكر أنه كان على بيت المال من قبل زياد، ثم عزله.
وعن عاصم قال: أدركت أقوامًا يتخذون الليل جملا، وكانوا يشربون نبيذ الجر، ويلبسون المعصفر، لا يرون بذلك بأسا، منهم: أبو وائل. وقال الأعمش: رأيت إزار أبي وائل إلى نصف ساقيه، وقميصه فوق ذلك، ومجاهد مثل ذلك، وكان شقيق يصفر لحيته بالصفرة. وقال سعيد بن صالح: كان يلبس مقطعات اليمن، ويسمع إلى النوح ويبكي.
(1)
انظر: تهذيب الكمال 2/ 587، تهذيب التهذيب 4/ 361، تقريب التهذيب 1/ 354، خلاصة تهذيب الكمال 1/ 452، الكاشف 2/ 15، تاريخ البخاري الكبير 4/ 245، تاريخ البخاري الصغير 1/ 219، 231، 252، الجرح والتعديل 4/ 1613، الوافي بالوفيات 16/ 172، الحاشية وطبقات ابن سعد 6/ 101، سير الأعلام 4/ 161.
وقال ابن حبان في "الثقات": شقيق بن سلمة بن خالد أمه نصرانية، سكن الكوفة وكان من عُبادها، وليست له صحبة، مولده سنة إحدى من الهجرة.
وقال العجلي: رجل صالح جاهلي من أصحاب عبد اللَّه، قيل له: أيما أحب إليك علي أو عثمان؟ قال: كان علي أحب إلي من عثمان، ثم صار عثمان أحب إلي من علي.
ثنا نعيم بن حماد، ثنا أبو بكر بن عياش، عن إسماعيل بن سُمَيع قال: قلت لأبي وائل: كان رأيك حسنًا حتى أفسدك مسروق.
قال أبو بكر: وكان أبو وائل علويًّا قبل، ثم صار عثمانيًّا، وكان مسروق عثمانيًّا، فقال أبو وائل: إن مسروقًا لا يهدي أحدا، ولا يضله.
وفي "كتاب المنتجيلي": قال عاصم لأبي وائل: شهدت صفين؟ قال: أي واللَّه، وبئست الصفون. وقال ابن عون: كان قد عمي، وأراد الحجاج أن يوليه السلسلة، فقال: أيها الأمير، إني شيخ كبير، وإن تقحمني أتقحم. فلما أراد أن يخرج عدل عن الباب، فقال الحجاج: اهدوا الشيخ. ثم قال: لم يبق فيه بقية.
ولما ماتت أمه -وهي نصرانية- أخبر بذلك عمر بن الخطاب، فقال: اركب دابة وسر أمام جنازتها؛ فإنك لم تكن معها.
وقال أبو سعيد بن صالح: كان أبو وائل يؤم على جنائزنا وهو ابن خمسين ومائة سنة. كذا ذكره ابن عساكر، وفيه نظر؛ لأن سنه لا يقرب من هذه المدة، لما قدمناه من مولده ووفاته.
وقال عاصم: كان عبد اللَّه إذا رأى أبا وائل قال: الثابت الثابت.
قال أبو القاسم بن عساكر في "تاريخه": وقد روي: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم: أنبا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبا محمد بن هبة اللَّه، أنبا محمد بن الحسين، أنبا عبد اللَّه بن جعفر، ثنا يعقوب، ثنا محمد بن حميد، ثنا إبراهيم بن المختار، عن عنبسة، عن عاصمِ قال: قلت لأبي وائل: من أدركت؟ قال: "بَيْنَا أنا أَرْعَى غَنَمًا لأهْلِي، فَجَاءَ رَكْبٌ، فَفرَّقُوا غَنَمِي، فَوَقَفَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَقَالَ: اجْمَعُوا لِهَذَا غَنَمَهُ كَمَا فَرَّقْتُمُوهَا عَلَيْهِ. ثُمَّ انْدَفِعُوا، فَاتَّبَعْتُ رَجُلا مِنْهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(1)
". رواه غير يعقوب، عن محمد بن حميد، فقال: عن هارون. بدلا من
(1)
أخرجه ابن عساكر 23/ 161 وقال: والأحاديث في أنه لم ير النبي أصح.
إبراهيم بن المختار.
قال أبو القاسم: والأحاديث في أنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم أصح.
وعن عاصم قال: قال لي أبو وائل: لا تعجب من أبي رزين، قد هرم، وإنما كان غلامًا على عهد عمر وأنا رجل. وعن يزيد بن أبي زياد: قلت لأبي وائل: أنت أكبر أو مسروق؟ قال: أنا.
وكان شعبة ينكر أن يكون أبو وائل لقي عمر بن الخطاب، وعن يحيى بن حسان قال: ليس عند منصور وسليمان، عن أبي وائل من هذه الأخبار التي يذكرها غيرهم من مجالسته لعمر بن الخطاب، إنما يأتي عن غيرهم -يعني: من الشيوخ-.
وقيل لأبي عبيدة: من أعلم أهل الكوفة بحديث عبد اللَّه؟ فقال: أبو وائل. وعن عاصم قال: كان أبو وائل يقول لجاريته: يا بركة؛ إذا جاء يحيى -يعني: ابنه- بشيء فلا تقبليه، وإذ جاءك أصحابي بشيء فخذيه. وكان يحيى ابنه قاضيًا على الكناسة.
وقال يزيد بن هارون: كان أبو وائل من أهل النهروان، وإنه رجع لما كلمهم ابن عباس وتاب.
وعن أبي سَعْد البقال قال: أراده الحجاج على القضاء فأبى.
وقال ابن منده: مات سنة تسع وتسعين.
وقال أبو القاسم: وهذا وهم؛ فإن أبا وائل لم يبق إلى خلافة عمر بن عبد العزيز. انتهى. هذا يرشح قول الواقدي.
وفي كتاب "الزهد" لأحمد بن حنبل: قال إبراهيم النخعي: ما من قرية إلا وفيها من يدفع عن أهلها به، وإني لأرجو أن يكون أبو وائل منهم. وفي لفظ: إني لأرجو أن يكون ممن يدفع به. وذكره المرادي في جملة الأضراء. وقال أبو عمر النمري في كتاب "الاستغناء": أجمعوا على أنه ثقة حجة.
وفي قول المزي: روى عن أبي بكر الصديق، وعلي، وعثمان، وأبي الدرداء، وعائشة، وأم سلمة رضي الله عنهم. نظر؛ لما في كتاب "المراسيل" لعبد الرحمن، عن الأثرم: قلت لأبي عبد اللَّه: أبو وائل سمع من عائشة؟ قال: لا أدري ربما أدخل بينه وبينها مسروق في غير شيء. وذكر حديث: "إِذَا أَنْفَقَتِ الْمَرْأَةُ
(1)
". قال: وقلت لأبي:
(1)
أخرجه عبد الرزاق 4/ 148، رقم 7275، وأحمد 6/ 278، رقم 26413، والبخاري 2/ 517، رقم 1359 ومسلم 2/ 710، رقم 1024، وأبو داود 2/ 131، رقم 1685، والترمذي 3/ 58، رقم 671 =