الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكناه البخاري في "التاريخ الصغير": أبا ملجم. وهي نسخة في غاية الصحة، وعليها خطوط جماعة من الحفاظ، والشيوخ: أحدهم أبو العلاء العطار، وابن عساكر، والمزي.
وقال البغوي: سكن المدينة.
وفي "كتاب العسكري": أمه زينب بنت حرب، وقيل: فاختة. روى عنه أخوه مُحَلَّم.
وقال أبو نعيم الحافظ: كان ينزل في ودان، ثم تحول إلى المدينة.
في "كتاب ابن الأثير": اسم جثامة: يزيد بن قيس.
ولما ذكره ابن سعد في طبقة أهل الخندق قال: أنبا محمد بن عمر قال: حدثني عبد اللَّه بن عامر الأسلمي، عن أبي عمر بن حماس قال: مرت بنو ليث يوم الفتح وحدها وهم مائتان وخمسون يحمل لواءهم الصعب بن جثامة.
وفي قول المزي -تبعا لما في "الكمال"-: سمي الشداخ؛ لأنه شدخ الدماء بين أسد وخزاعة -يعني: أهدرها-. نظر؛ لما ذكره ابن دريد في كتاب "الاشتقاق الكبير" تأليفه: سمي الشداخ؛ لأنه أصلح بين أسد وخزاعة في الحرب التي كانت بينهم، فقال: شدخت الدماء تحت قدمي، والشدخ: وطؤك الشيء حتى تفضخه، والفرس الشادخ الذي انتشرت غرته في وجهه، ولم تبلغ العينين، والجمع: شوادخ، ويقال: صبي شدخ قبل أن تشتد عظامه. انتهى كلامه. وبنحوه ذكره غير واحد من اللغويين والتاريخيين، ولم أر أحذا نص على أن الشدخ إهدار الدم، فينظر، واللَّه تعالى أعلم. وقوله أيضًا: روى عنه شريح بن عبيد، ولم يدركه. نظر؛ لما أسلفناه من تأخر وفاة الصعب، ولأنا لم نر أحدًا نص على انقطاع ما بينهما، وكأنه هو إنما ذكره استبعادًا أنه أدركه؛ لأن المزي لم يذكر وفاة الصعب إلا في أيام أبي بكر، فلو رأى ما قدمناه لم يستبعده. واللَّه أعلم.
2669 - (س) صعصعة بن صوحان العبدي أخو زيد وسَيْحان
(1)
(1)
انظر: تهذيب الكمال 2/ 607، تهذيب التهذيب 4/ 422، تقريب التهذيب 1/ 367، خلاصة تهذيب الكمال 1/ 469، الكاشف 2/ 28، تاريخ البخاري الكبير 4/ 319، الجرح والتعديل 4/ 1960، ميزان الاعتدال 2/ 315، لسان الميزان 7/ 248، طبقات ابن سعد 335، 6/ 123، 7/ 110، الوافي بالوفيات 16/ 309، سير الأعلام 3/ 528 والحاشية، أسماء الصحابة الرواة ت 291، الثقات 4/ 382.
قال ابن سعد: كانت الراية يوم الجمل مع سيحان، فقتل، فأخذها زيد، وقيل: أخذها صعصعة. انتهى كلام المزي، وفيه نظر، من حيث إن ابن سعد لم يذكر خلافًا في أخذ الراية يومئذ، إنما ذكر: آخذها صعصعة. من غير تردد ولا شك ذكره. واللَّه أعلم، وتبعه على هذا جماعة، منهم السختياني في كتابه "أخبار الجمل".
وفي قوله أيضًا: ذكره ابن حبان في "الثقات". من غير زيادة، نظر؛ لأن ابن حبان لما ذكره فيهم أتبعه شيئًا لا يمكن إغفاله، وهو قوله: يخطئ.
وذكره غير واحد في الصحابة، منهم أبو عمر بن عبد البر، وقال: كان مسلمًا على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولم يره، صغر عن ذلك، وكان سيدًا من سادات قومه، فصيحًا خطيبًا لسنًا دينًا فاضلا، يعد في أصحاب علي، وهو القائل لعمر بن الخطاب -حين قسم المال الذي بعثه أبو موسى، وكان ألف ألف درهم وفضلت فضلة، فاختلفوا أين يضعها، فقام صعصعة وهو غلام شاب فقال-: يا أمير المؤمنين، إنما يشاور الناس فيما لم ينزل فيه قرآن، فأما ما نزل فيه القرآن فلا، ضعه مواضعه التي وضعها اللَّه عز وجل فيها. فقال: صدقت، أنت مني، وأنا منك. فقسمه بين المسلمين. وكان ممن سيره عثمان رضي الله عنه إلى الشام.
وفي "كتاب المسعودي": قال عقيل بن أبي طالب يصفه لمعاوية: أما صعصعة فعظيم الشأن، عضب اللسان، قائد فرسان، قاتل أقران، يرتق ما فتق، ويفتق ما رتق، نظيره قليل.
وقال له عبد اللَّه بن عباس: (يا ابن صوحان، إنك لسليل أقوام كرام خطباء فصحاء، ما ورثت هذا عن كلالة، وأنت باقر العرب، وأنت كما قال:[الكامل]
يرمي خطيب بين حرار في الورى
…
بشباه غضب يغضب الأفواها
متقلدًا يوم الفخار كلامه
…
وإذا يرمه أخر الثاقب تاها
قال المسعودي: ولصعصعة أخبار حسان بكلام بليغ موجز مختصر. ثم ذكر منه قطعة.
وفي "تاريخ البخاري الكبير": أدرك خلافة يزيد بن معاوية.
وفي "تاريخ دمشق": قام صعصعة إلى عثمان، وهو على المنبر، فقال: يا أمير المؤمنين؛ ملت فمالت رَعيتك، يا أمير المؤمنين؛ اعتدل تعتدل رعيتك. قال: أسامع أنت مطيع؟ قال: نعم. قال: فاخرج إلى الشام. قال: فلما خرج طلق امرأته كراهة أن يعضلها، وكانوا يرون الطاعة عليهم حقًّا.