الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذكره أبو زرعة الدمشقي في كتاب "الطبقات" في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الشام.
وفي "سؤالات مهنا" لأبي عبد اللَّه أحمد: قال أحمد: يقولون ابن فروخ، ويقولون: فروج يعني بالجيم، وذكر له حديث الإمامة عن عائشة، فلم يصححه، وكذا قاله يحيى بن معين أيضًا.
3290 - (س) عبد اللَّه بن فروخ مولى آل طلحة بن عبيد اللَّه
(1)
ذكره ابن خلفون في كتاب "الثقات".
وفي قول المزي: روى عن طلحة. نظر؛ لأن البخاري لما ذكره في "تاريخه الكبير" قال: رأى طلحة بن عبيد اللَّه، وعن أم سلمة فرق بينهما، واللَّه تعالى أعلم.
3291 - (د) عبد اللَّه بن فروخ الخراساني، ويقال: اليمامي، وقع إلى المغرب
(2)
قال الخطيب في كتابه "المتفق والمفترق": في حديثه نكارة، قال: وذكر بعض علماء المصريين: أن عبد اللَّه بن فروخ هذا مروي يكنى أبا عمر، وقال: حدث بمصر، وخرج إلى المغرب، فمات بإفريقية في سنة ثلاث وسبعين ومائة.
وقال أبو العرب حافظ القيروان في "طبقات إفريقية ": كان من شيوخ أهل إفريقية وكان كبيرًا ممن رحل في طلب العلم، ولقي بالمشرق مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وأبا حنيفة، ولقي غير واحد ممن حمل عنهم الثوري منهم: زكريا بن أبي زائدة، وهشام بن حسان، وابن جريج، وكان يكاتب مالكًا، ويكاتبه مالك بجواب مسائله، وكان ثقة في حديثه، وتعافى من القضاء لما ولي، وقد رمي بشئ من القدر حتى تبينت براءته. وذكر أبو عثمان سعيد بن محمد قال: حدثني من أثق به أن روح بن حاتم أرسل إلى ابن فروخ ليوليه القضاء فلما جاءه قال: إنه بلغني أنك ترى الخروج علينا، فقال له ابن فروخ: نعم، فتعاظم ذلك روح من قوله، فقال له ابن فروخ: أرى ذلك مع ثلاثمائة رجل وسبعة عشر عدة أصحاب بدر كلهم أفضل مني، فقال له روح: قد أمناك أن تخرج علينا أبدًا، ثم عرض عليه القضاء، وأمر به أن يقعد في الجامع، وأمر بالخصوم فأجلسوا حوله، فجعل الخصوم يكلمونه وهو يبكي، ويقول لهم: ارحموني
(1)
انظر: تهذيب الكمال 15/ 424، تهذيب التهذيب 5/ 342.
(2)
انظر: تهذيب الكمال 15/ 428، تهذيب التهذيب 5/ 342.
يرحمكم اللَّه، فبلغ ذلك روحًا فأعفاه وخلا عنه.
وقد ذكر سليمان بن سالم: حدثني داود بن يحيى، قال: حدثني عبد الرحيم صاحب ابن فروخ قال: كان ابن فروخ يقول قولا في الخروج على الأئمة، فلما خرج إلى الحج شيعناه، فلما كان عند قصر الماء التفت إلى جماعة الناس وقال: أشهدكم أني قد كنت قلت قولا في الخروج، إني تائب إلى اللَّه تعالى من ذلك، وكان ابن فروخ أراد الخروج على محمد بن مقاتل العتكي، وكان رجل سوء، وهو الذي ضرب البهلول بن راشد.
وقال أبو عثمان المعافري: أتيت مالك بن أنس بمسائل من عند ابن غانم، فقال لي مالك: ما قال فيها المصفر -يعني: البهلول بن راشد-، وما قال فيها الفارسي -يعني: ابن فروخ-.
وأروى الناس عن ابن فروخ معمر بن منصور، ومات ابن فروخ بمصر، ودفن بالمقطم سنة ستة وسبعين ومائة، قاله لي سعيد بن إسحاق.
وقال غيره: مات سنة ست وسبعين، وهو ابن ستين سنة، وكان يخضب بالحناء، وقد سمع منه يحيى بن سلام.
ولقد حدثني حبيب صاحب مظالم سحنون: أنه سمع سحنونًا يقول: ذهبت إلى أخي حبيب بن سعيد وكان يسمع من ابن فروخ، قال: فرأيته يمازح الطلبة فمجه قلبي.
وحدثني جبلة بن حمود، عن سحنون، عن أخيه حبيب، عن ابن فروخ بحديث واحد، وحدثني أحمد بن جعفر، عن أبيه قال: دعا ابن فروخ رجلا إلى طعام فأكل، وأتاه بنبيذ فشرب واحمر وجهه، ثم خرج ابن فروخ فأذن بالصلاة، فقال له الذي دعاه: ألم تحدثنا أن الحسنات تتناثر من وجه الرجل إذا احمر وجهه من شرب النبيذ؟ فقال له ابن فروخ: قد كنا أغنياء عن طعامك.
وفي الكتاب المعروف "بصحيح التاريخ": وفي هذه السنة -يعني: سنة ست وسبعين- مات ابن فروخ وهو ابن خمس وخمسين سنة بعد أن مات الليث بن سعد، فرجونا أن يكون لنا ابن فروخ خلفًا من الليث، فما لبث إلا يسيرًا حتى مات ودفناه في مقبرة القيروان.
وذكره العقيلي وابن الجارود في جملة الضعفاء.
وقال أبو بكر المالكي في "طبقات أهل القيروان": كان فاضلا صالحًا، متواضعًا في نفسه، قليل الهيبة للملوك في حق يقوله، لا يخاف في اللَّه لومة لائم، مباينًا لأهل البدع
معاديًا لهم، حافظًا للفقه والحديث، وكان مالك يكرهه، ويرى له فضلا، ويقول لأصحابه: هذا فقيه أهل المغرب، وكان البهلول بن راشد يعظمه ويكبر قدره ويقلده في بعض ما ينزل به من أمور الديانة، وكان يقول: ابن فروخ الدرهم الجيد وأنا الدرهم الستوق.
ولما أجلس للقضاء وبكى، وقال للخصوم: ارحموني، أمر به روح أن يربط ويصعد به على سقف الجامع فإن قَبِلَ؛ وإلاطرح من أعلاه، ففعل ذلك به، ثم صعد به إلى سقف الجامع، فقيل له: تقبل؟ قال: لا. وحل على أن يطرح فلما رأى العزيمة ولم يكن يظن أنها حق قال: قبلت، وأجلس للناس وجعل معه حرسًا، فتقدم إليه خصمان فلما صارا بين يديه نظر إليهما وبكى، فطال بكاؤه فأقام طويلا باكيًا، ثم رفع رأسه إليهما، فقال: سألتكما باللَّه ألا أعفيتماني من أنفسكما ولا تكونا أول مشؤمين علي، فرحماه وقاما من بين يديه، فأعلم الحرس بذلك روحًا فقال: امضيا إليه، فقولا له: فشر علينا بمن نوليه أو اقبل، فقال: إن يكن أحد فابن غانم؛ فإني رأيته شابًا له صيانة، فقبل ذلك منه روح، وولى عبد اللَّه بن عمر بن غانم.
وكان ابن فروخ أشد الناس كراهة في القضاء، وكان يقول: قلت لأبي حنيفة: ما منعك أن تلي القضاء؟ فقال: يا ابن فروخ، القضاء على ثلاثة أوجه: رجل يحسن العوم فأخذ البحر طولا فما عسى أن يعوم يوشك أن يكل فيغرق، ورجل لا بأس بعومه فعام يسيرًا فغرق، ورجل لا يحسن العوم فغرق من ساعته.
وكان عمران بن يحيى بن قادم يصحبه ويغسل معه الموتى، وكان ابن فروخ يغسل الأموات الغرباء والضعفاء تواضعًا للَّه عز وجل، وكان الناس يتبركون بصحبته ويجلسون له على طريقه إذا خرج، فإذا مشى مشى الناس معه، واغتنموا منه دعوة أو موعظة.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب "الثقات" قال: قال فيه ابن أبي مريم: هو من أهل العلم، وقد غمزه أبو زرعة.
قال أبو عبد اللَّه محمد بن يحيى الذهلي في "علل أحاديث الزهري": وابن فروخ خراساني الأصل سكن المغرب ثقة.
وفي كتاب ابن عدي عن السعدي: رأيت ابن أبي مريم حسن القول فيه قال: أما حديثه فمناكير عن ابن جريج عن عطاء بن أنس غير حديث. قال ابن عدي: ومقدار ما ذكرت من الحديث لابن فروخ غير محفوظ وله غير هذا من الحديث.
وصحح الحاكم حديثه في "صحيحه" وقال: سكن مصر ومات بها.