الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكره عن المزي: لا يتابع في بعض حديثه، لم أره فينظر.
وقال البخاري: ذاهب الحديث.
وفي كتاب "الجرح والتعديل" عن الدارقطني: ضعيف.
وقال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد والمتون ويرفع المراسيل.
وذكر ابن خلفون تضعيفه عن جماعة ثم قال: وقال ابن بكير: هو مدني ثقة.
3183 - (ع) عبد اللَّه بن عباس بن عبد المطلب، أبو العباس، ابن عم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
(1)
قال عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل: في كتاب "العلل" وسألته -يعني: أباه- عن حديث ابن إدريس، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن أبي عباس:(قُبِضَ النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ختين)، قال أبي: لم أزل أسمع أن هذا الحديث واه.
وفي "معرفة الصحابة" لابن حبان: توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربع عشرة سنة، وولد قبل الهجرة بأربع سنين، ولما مات كَبَّر عليه ابن الحنفية أربعًا، فلما أدنى من الحفرة جاء طائر حتى دخل في أكفانه ثم لم ير خارجًا.
وقال أبو عمر ابن عبد البر: ما قاله أهل السير والعلم بأيام الناس عندي يصح، وهو قولهم: أن ابن عباس كان ابن ثلاث عشرة سنة، يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم، قال له:"اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِ، وَانْشُرْ مِنْهُ، وَاجْعَلْهُ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ".
وكان عمر بن الخطاب يقول: هو فتى الكهول.
وقال ابن مسعود: لو أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد.
وقال يزيد بن الأصم: خرج معاوية حاجًّا ومعه ابن عباس، وكان لمعاوية موكب ولابن عباس موكب ممن يطلب العلم.
ونظر الحطيئة إليه في مجلس عمر غالبًا عليه، فقال: من هذا الذي فرح الناس بعلمه؟ فأُخبر، فقال:
(1)
انظر: تهذيب الكمال 2/ 998، تهذيب التهذيب 5/ 276، 474، تقريب التهذيب 1/ 425، 404، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 69، 172، الكاشف 2/ 100، تاريخ البخاري الكبير 3/ 3، 5/ 3، 7/ 2، الجرح والتعديل 5/ 116، الثقات 3/ 207، أسد الغابة 3/ 290، الحلية 1/ 314، 329، البداية والنهاية 8/ 295، تجريد 1/ 320، الإصابة 1/ 322، 4/ 141، الاستيعاب 3/ 933، طبقات ابن سعد 9/ 118، 119، الوافي بالوفيات 17/ 231، أسماء الصحابة الرواة ت 5.
إِنِّي وَجدتُ بَيَان الْمَرْءُ نَافِلَة
…
تهدي لَهُ وَوَجدت العِيَّ كالصمَمِ
وَالْمَرْءُ يَفْنَى وَيَبْقَى سَائِر الكَلم
…
وَقَدْ يُلامُ الفَتَى جَهْلا وَلَمْ يَلُم
وفيه يقول حسان بن ثابت الأنصاري:
إِذا ما ابنُ عَبّاسٍ بَدا لَكَ وَجهُهُ
…
رَأَيتَ لَهُ في كُلِّ أَحوالِهِ فَضلا
إِذا قالَ لَم يَترُك مَقالا لِقائِلٍ
…
بِمُنتَظماتٍ لا تَرى بَينَها فَصلا
كَفى وَشَفى ما في النفوسِ فَلَم يَدَع
…
لِذي إِربَةٍ في القَولِ جَدًّا وَلا هَزلا
سَمَوتَ إِلى العَليا بِغَيرِ مَشَقَّةٍ
…
فَنِلتَ ذُراها لا دَنِيًّا وَلا وَغلا
خُلِقتَ خَليقًا لِلمُروءةِ وَالنَدى
…
فَليجًا وَلَم تُخلَق كَهامًا وَلا جَهلا
ويروى أن معاوية نظر إليه يومًا يتكلم فأتبعه بصره، وقال متمثلا:
إذا قال لم يترك مقالا لقائل
…
مصيب ولم يثن المقال على هجر
يصرف بالقول اللسان إذا انتحى
…
وينظر في أعطافه نظر الصقر
وروى عنه من وجوه أنه قال لما عمي:
إِنْ يَأْخُذِ اللَّه مِنْ عَيْنَيَّ نُورَهُما
…
فَفِي لِسَاني وَقَلْبِي مِنْهُما نُورُ
قَلْبٌ ذَكيٌّ وَعَقْلٌ غَيْرُ ذي دَخَل
…
وَفِي فَمِي صَارِمٌ كَالسَّيْفِ مَأْثُورُ
ويروى أن طائرًا أبيض خرج من قبره، فتأولوه: علمه خرج على الناس. ويقال: بل دخل قبره، فقيل: إنه بصره. كذا هو مذكور في التأويل.
وفي كتاب أبي نعيم الحافظ: لما دخل الطائر أكفانه سمعوا قائلا يقول: {يَأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} [الفجر: 27 - 28]. وكان صبيح الوجه له وفرة مخضوبة بالحناء، أبيض طويلا مشربًا صفرة جسيمًا وسيمًا، ولما اشْهى يومًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده جبريل؛ فقال له جبريل: "إِنَّهُ كَائِنٌ حَبْرَ هَذِهِ الأمَّةِ؛ فَاسْتَوْصَ بِهِ خَيْرًا
(1)
".
وقال مجاهد: لا نعلم أحدًا حُنِّكَ بريق النبوة غيره، ولما دُفِنَ سقت السحاب قبره؛ فقال يزيد بن عتبة بن أبي لهب في ذلك:
صبت ثلاثًا سماء اللَّه دائمة
…
بالماء مرت على قبر ابن عباس
(1)
أخرجه الحاكم 3/ 616، رقم 6281 وتعقبه الذهبي بأن فيه الكوثر بن حكم وهو ساقط. وأورده ابن الحوزي في العلل المتناهية 1/ 288، رقم 466 وقال: لا يصح عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
قد كان يخبرنا هذا ونعلمه
…
علمًا يقينًا فمن واع ومن ناسي
إن السماء تروي القبر رحمتها
…
هذ العمرك أمر في يد الناس
وذكر محمد بن دريد الأزدي في كتابه "المنثور": أن جرجير ملك المغرب لما أتاه ابن عباس رسولا من عند عبد اللَّه بن سعد بن أبي السرح، فسمى فتكلم معه بكلام فيه، قال له جرجير: ما ينبغي إلا أن تكون أنت حبر المغرب؛ فسمي عبد اللَّه من يومئذ الحبر.
وذكر أبو زكريا ابن منده: أن النبي صلى الله عليه وسلم أردفه، وقال له: "احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ
(1)
" الحديث، وذكر شارح الورقات لإمام الحرمين: أن ابن عباس يقال: إنه لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم إلا عشرة أحاديث.
وفي كتاب ابن القطان: ثمانية عشر حديثًا، وقد رددت هذا القول في كتابي "ما أسنده ابن عباس من سيد الناس صلى الله عليه وسلم".
وذكر ابن سعد: من ولده عليًّا، والعباس، والفضل، ومحمدًا، وعبيد اللَّه، وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم:"هَذَا شَيْخُ قُرَيْشٍ". ولما نزل في عينيه الماء، قيل له: تمسك خمسة أيام عن الصلاة لا تصلي إلا على عود، قال: واللَّه ولا ركعة واحدة. قال: والطائر الذي دخل في كفنه، يقال له: الغرنوق، جاء من قبل وج.
روى عنه -فيما ذكره أبو القاسم الطبراني-: جعفر أبو عبد الحميد بن جعفر، وزهدم الجرمي، وعبيد اللَّه بن العباس، وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي، وذكوان حاجب أم المؤمنين عائشة، وأبو الحويرث، وكنانة أبو عبد اللَّه بن كنانة، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، وعبد الرحمن بن الحارث، ومحمود بن لبيد، وعبد الرحمن بن سابط، وأبو المنهال سيار بن سلامة، وعمر بن عطاء ابن أبي الخوار، وحميد الضمري، وسعيد العلاف، وطلق بن حبيب، ورباح أبو سعيد المكي، وأبو سفيان طلحة بن نافع، وعمرو بن كيسان، وعرفجة مولى ابن عباس، وعمير مولى ابن عباس، وأبو كعب مولى ابن عباس، ومسروق، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وعباية بن ربعي، وزاذان، وغزوان أبو مالك الغفاري، ويحيى بن أبي عمرو الشيباني، ويحيى بن
(1)
أخرجه أحمد 1/ 293، رقم 2669، والترمذي 4/ 667، رقم 2516 وقال: حسن صحيح. والحاكم 3/ 623 رقم 6302 وقال: عال من حديث عبد الملك بن عمير عن ابن عباس. والضياء 10/ 25، رقم 15. وأخرجه أيضًا: أبو يعلى 4/ 430، رقم 2556.
عبد البهراني أبو عمر، ويحيى بن وثاب، والعيزار بن حريث، والوليد ابنه، وإبراهيم التيمي، وعبد اللَّه بن أبي الهذيل، وسعيد بن شفي الهمداني، وعابس أبو عبد الرحمن بن عابس، وربيعة النخعي، وعبد اللَّه البهي، وعمرو بن عبد اللَّه بن هند الجملي، وحبيب بن يسار، والذَّيَّال بن حرملة، وأبو يزيد المدني، عبد اللَّه بن فروخ، وعبادة بن نشيط، ومعاوية بن قرة، وأبو جهضم، وأنس بن سليم الهجمي، ومالك بن سعد التجيبي، وثابت بن يزيد الخولاني، وعلقمة بن وعكة.
وفي "تاريخ يعقوب بن سفيان الفسوي": قرأ "المحكم" وهو ابن اثنتي عشرة سنة.
وقال ابن عائشة: هو أعلم الناس بالحج.
وفي "تاريخ ابن عساكر": قال ابن عباس: لما لامه معاوية في الكرم:
بخيل يرى بالجود عارًا وإنما
…
على المرء عار أن يضن ويبخلا
إذا المرء أثرى ثم لم يرج نفعه
…
صديق فلاقته المنية أولا
ولما مات؛ قال محمد بن علي: اليوم مات رباني قريش.
وعن ابن بكير: مات سنة خمس وستين، ويقال: ثمان وستين، وعن ابن المديني: سبع أو ثمان.
وقال الفلاس: الصحيح عندنا أنه مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو قد استوفى ثلاث عشرة ودخل في أربع عشرة.
وعن المدائني: توفي وهو ابن أربع وسبعين. وزعم ابن زبر: أن رواية السبعين خطأ.
قال أبو القاسم: وقال أبو عمر الضرير: توفي ابن عباس سنة ثلاث وسبعين، وهو خلاف الجماعة، والصحيح قول من قال: ثمان وستين. وفي كتاب الزبير: كانت أم الفضل ترقصه وتقول:
ثَكلتُ نَفسي وَثكلتُ بكري
إِن لَم يَسُد فهرًا وغير فهرِ
بِحَسْبِ ذَاكَ وَبذل الوفر
ورآه النبي صلى الله عليه وسلم يومًا مقبلا، فقال:"اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّ عَبْدَ اللَّهِ فَأَحِبَّهُ".