الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الزبير: لما قدم الوليد بن عبد الملك المدينة وهو خليفة، أمر بأربعة كراسي فنُصبت له في مجلسه، ثم أذن للناس وأجلس عليها من قريش أشرافهم، كلهم أئمة من بني عدي، منهم: طلحة بن عبد اللَّه بن عوف، قال: وكان طلحة قصيرًا لطيفًا أعمش، وفيه يقول الفرزدق:[الكامل]
يا طلح أنت أخو الندى وعقيده
…
إن الندى إن مات طلحة ماتا
وفيه يقول الأشجعي: [الرجز]
طلحة يختار نعم على لا
ثمَّت لا يلقى بها مطالا
أن له في غير لا مقالا
وقال الفلاس: كان بارعًا وكان أريحيًّا. وذكره مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة.
2764 - (خ 4) طلحة بن عبد الملك الأيلي
(1)
قال ابن سعد في كتاب "الطبقات الكبير": كان ثقة. وخرج ابن حبان حديثه في "صحيحه"، وكذلك الطوسي، وأبو عيسى، لما خرجا حديث (النذر). وفي كتاب "الجرح والتعديل" عن الدارقطني: ثقة مخرج في الصحيح.
ولما ذكره ابن شاهين في "الثقات" قال: قال أحمد بن صالح -يعني: المصري-: طلحة الأيلي ثقة، ما سقط من أهل أيلة إلا الحكم بن عبد اللَّه الأيلي، الأيليون كلهم ثقات. ولما ذكره ابن خلفون في "الثقات" قال: قال ابن وضاح: هو ثقة فاضل.
2765 - (ع) طلحة بن عبيد اللَّه بن عثمان التيمي، أبو محمد المدني
(2)
أحد العشرة رضي الله عنهم أجمعين، ذكر أبو نعيم الحافظ في "تاريخ أصبهان": من حديث سليمان بن أيوب بن عيسى بن طلحة بن عبيد اللَّه، قال: فحدثني أبي، عن جدي، عن موسى، عن أبيه طلحة، قال: سمَّاني النبي صلى الله عليه وسلم -أحسبه
(1)
انظر: تهذيب الكمال 13/ 410، تهذيب التهذيب 5/ 20.
(2)
انظر: تهذيب الكمال 2/ 628، تهذيب التهذيب 5/ 20، 35، تقريب التهذيب 1/ 379، 34، الكاشف 2/ 43، تاريخ البخاري الكبير 4/ 344، تاريخ البخاري الصغير 69، 75، 78، 83، 84، 86، 88، الجرح والتعديل 4/ ص 471، أسد الغابة 3/ 85، البداية والنهاية 7/ 347، سير الأعلام 1/ 23، الوافي بالوفيات 16/ 473، أسماء الصحابة الرواة ت 83.
قال: يوم أحد- طلحة الخير، ويوم العشيرة طلحة الفياض، ويوم خيبر طلحة الجود.
وقال المبرد: وحدثني التوزي، قال: كان يقال لطلحة بن عبيد اللَّه: طلحة الطلحات.
وفي كتاب "الطبقات" لابن قتيبة مثله، وقال المبرد: وكان طلحة يُوصف بالتمام -يعني: في القامة-، قال: وحدثني العتبي في إسناد وذكره، قال: دعا طلحة، أبا بكر، وعمر، وعثمان رضي الله عنهم، فأبطأ عنه الغلام بشيء أراده، فقال طلحة: يا غلام؛ فقال الغلام: لبيك، فقال طلحة: لا لبيك، فقال أبو بكر رضي الله عنه: ما يسرني أني قلتها ولي الدنيا، وقال عمر رضي الله عنه: ما يسرني أني قلتها وأن لي نصف الدنيا، وقال عثمان رضي الله عنه: ما يسرني أني قلتها وأن لي حمر النعم. قال: وصمت عليها أبو محمد، فلما خرجوا من عنده باع ضيعة له بخمسة عشر ألف درهم، فتصدق بثمنها. وعن الأصمعي: أن طلحة باع ضيعة له، فقسم ثمنها في الأطباق، وفي بعض الحديث: أنه منعه أن يخرج إلى المسجد أن يفتق له بين ثوبيْن، وفيه يقول حسان من أبيات
(1)
: [البسيط]
لولا الرسول فإني لست عاصيه
…
حتى يغيبني في الرمس ملحودي
وصاحب الغار إني سوف أحفظك
…
وطلحة بن عبيد اللَّه ذو الجود
وتمثل علي رضي الله عنه -في طلحة بن عبيد اللَّه حين قُتل-، يعني: بقول سلمة بن يزيد الجعفي يرثي أخاه لأمّه سلمة بن معاوية، فيما ذكره أبو إياس في "حماسته". وفي "أمالي أبي علي" يرثي أخاه لأمه قيس بن سلامة.
وفي "اللآلي" للبكري: وهو للأبيرد الرياحي، قال: ويُروى أيضًا للخنساء، وقال أبو عبيد ابن سلام: يُروى لأمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهو
(2)
: [الطويل]
فتى كان يدنيه الغنى من صديقه
…
إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر
قال المبرد: وحدثني التوزي: حدثني محمد بن عباد بن حبيب بن المهلب -أحسبه عن أبيه-، قال: لما انقضى يوم الجمل خرج علي في ليلة ذلك اليوم، ومعه قنبر وبيده مشعلة نار، يتصفح القتلى حتى وقف على رجل -قال التوزي: فقلت: أهو طلحة؟ قال:
(1)
انظر: الكامل في اللغة والأدب 1/ 199.
(2)
انظر: شرح نهج البلاغة 2/ 49، الأغاني 18/ 331، الأمالي في لغة العرب 2/ 75، العقد الفريد 2/ 105، الكامل في اللغة والأدب 1/ 173، المحاسن والمساوئ 1/ 164، سمط اللالئ 1/ 205.
نعم-. فلما وقف عليه قال: أعزز عليَّ أبا محمد أن أراك معفرًا تحت نجوم السماء وفي بطون الأودية، شفيت نفسي، وقتلت معشري، إلى اللَّه أشكو عجري وبجري.
وفي كتاب ابن عساكر: ارتجز طلحة يوم أُحد بهذا الشعر: [الرجز]
نحن حماة غالب ومالك
…
نذب عن رسولنا المبارك
نصرف عنه القوم في المعارك
…
ضرب صفاح الكوم في المبارك
ولما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من أُحد، قال لحسان:"قل في طلحة شيئًا"، فقال:[الطويل]
وطلحة يوم الشِّعب آسى محمدًا
…
على ساعة ضاقت عليه وشقت
يقيه بكفيه الرماح وأسلمت
…
أشاجعه تحت السيوف فشلت
وكان إمام الناس إلا محمدًا
…
أقام رحى الإسلام حتى استقلت
وقال أبو بكر الصديق فيه رضي الله عنهما: [البسيط]
حمى نبي الهدى والخيل تتبعه
…
حتى إذا ما لقوا حامى عن الدِّين
صبرًا على الطعن إذا ولت جماعتهم
…
والناس من بين مهدي ومفتون
يا طلحة بن عبيد اللَّه قد وجبت
…
لك الجنان وزوجت المها العين
وقال عمر بن الخطاب: [البسيط]
حمى نبي الهدى بالسيف منصلتا
…
لما تولى جميع الناس وانكشفوا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدقت يا عمر".
ولما قُتل قال مولى له يبكيه:
قتلوا ابن صَعْبة لا نموا في صاعد
…
أبدًا ولا زالوا بحد أسفل
حمال ألوية ظلومًا وتره
…
عند الخريبة لحمه لم ينتقل
وكان طلحة أبيض يضرب إلى الحمرة، مربوعًا إلى القِصر، أقرن، رحب الصدر، عريض المنكبيْن، إذا التفت التفت جميعًا، ضخم القدميْن، كثير الشَّعر، ليس بالجعد ولا بالسبط، حسن الوجه، دقيق العِرْنين، إذا مشى أسرع، وكان لا يغير شيبه، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحد: "هذا جبريل يحدثني: أنه لا يراك يوم القيامة في هولٍ إلا أنقذك منه
(1)
"، وكان طلحة من حكماء قريش، وعلمائهم، ودهاتهم.
(1)
أخرجه ابن عساكر 25/ 71.
وفي "معجم الطبراني": لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من أُحد، صعد المنبر، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قرأ هذه الآية:{رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23]، فقال رجل: مَن هؤلاء يا رسول اللَّه؟ فقال: هذا منهم -يعني: طلحة-، وقال: من يسره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض، فلينظر إلى طلحة، وقال: اللهم اغفر لطلحة
(1)
"، وكانت إليه رحلة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب ابن السكن: تزوَّج أربع نسوة، كل واحدة منهن أخت لزوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، منهن: أم كلثوم بنت أبي بكر أخت عائشة، وحمنة بنت جحش أخت زينب، ورقية بنت أبي أمية أخت أم سلمة، والفارعة بنت أبي سفيان أخت أم حبيبة.
وفي كتاب ابن بنت منيع: آخا النبي صلى الله عليه وسلم بيْنه وبين كعب بن مالك، وقال له وللزبير:"أنتما حواري كحواري عيسى عليه السلام". وفي "المنتقى" للبكري: توفي وهو ابن ستين سنة.
وقال أبو عمر: ولا يختلف العلماء الثقات في أن مروان قَتل طلحة، وقال علي: مُنيت بأسخى الناس، وأدهاهم: طلحة، وكان سِنّه يوم قُتل خمسًا وسبعين، وكان آدم.
وفي كتاب الزبير: آخا النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي أيوب. وفي كتاب العسكري: وقيل: كان في بدر بالشام في تجارة، وقيل: بل بعثه صلى الله عليه وسلم طليعة، قُتل وله تسع وخمسون سنة.
وفي كتاب ابن سعد: وكان له من الولد: محمد السجاد، وعمران، وموسى، ويعقوب، وإسماعيل، وإسحاق، وزكريا، ويوسف، وعيسى، ويحيى، وصالح؛ وبعثه صلى الله عليه وسلم على سَريَّة في عشرة، وقال:"شعاركم يا عشرة"؛ وكان يلبس المعصفر، وكان في يده لما قُتل خاتم ذهب. أنبا عبد اللَّه بن جعفر، ثنا عبيد اللَّه بن عمر، عن زيد ابن أبي أنيسة، عن محمد الأنصاري، عن أبيه، قال: جاء رجل يوم الجمل فقال: ائذنوا لقاتل طلحة. قال: فسمعت عليًّا يقول: بشره بالنار.
قال: وأخبرني من سمع أبا جناب الكلبي يقول: حدثني شيخ من كلب، قال: سمعت عبد الملك بن مروان يقول: لولا أن أمير المؤمنين مروان أخبرني أنه هو الذي قتل طلحة، ما تركت أحدًا من ولد طلحة إلا قتلته بعثمان.
(1)
أخرجه الحاكم 3/ 424، رقم 2/ 56، وابن ماجه 1/ 46، رقم 125، وابن عساكر 25/ 86.