الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكفر فأبى، فجعله في بيت ومعه خمر ولحم خنزير وطين عليه، ثم فتح عليه بعد ثلاث فوجده لم يذق شيئًا من ذلك، فسُئل فقال: علمت أنه مباح لي للضرورة، ولكن أهبت أن أشمتنك بالإسلام.
3053 - (4) عبد اللَّه بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب أبو محمد الهاشمي المدني
(1)
قال ابن حبان لما ذكره في جملة الثقات الذين رووا عن التابعين: مات في حبس أبي جعفر بالهاشمية.
وفي "الطبقات": قال محمد بن عمر: فأخبرني حفص بن عمر، قال: قدم عبد اللَّه بن حسن على أبي العباس بالأنبار، فأكرمه وحباه، وقربه وأدناه، وصنع به شيئًا لم يصنعه بأحد، فسمر معه ليلة إلى نصف الليل، فدعا أبو العباس بسفط جوهر ففتحه، فقال: هذا واللَّه يا أبا محمد ما وصل إليَّ من الجوهر الذي كان بيدي بني أمية؛ ثم قاسمه إياه، فأعطاه نصفه وبعث أبو العباس بالنصف الآخر إلى امرأته أم سلمة، ثم تحدثَا ساعة ونعس أبو العباس، فخفق برأسه، فأنشأ عبد اللَّه متمثلا:
ألم تر حوشبًا أمسى يبني
…
قصورًا نفعها لبني بقيله
يؤمّل أن يعمر عمر نوح
…
وأمر اللَّه يطرق كل ليله
قال: فانتبه أبو العباس ففَهِمَ ما قال، فقال: يا أبا محمد؛ تَمْثل بهذا عندي وقد رأيت صنعي بك، وأني لم أدخرك شيئًا، فقال: يا أمير المؤمنين؛ هفوة كانت مني وما أردت بها واللَّه سوءًا، زاد في "ربيع الأبرار": فقال: لا أقالني اللَّه تعالى إن بت في عسكري؛ فأخرجه إلى المدينة، وتمثل:[الوافر]
أريد حياته ويريد قتلي
…
عذيرك من خليلك من مراد
وكلم فيه أبو جعفر، فقال: واللَّه لا يخنقه سواه وهو يكلمني فيه. وقال أبو أحمد الحاكم: مات قبل الهزيمة بقليل.
وقال المرزباني: هو شيخ بني هاشم، وأقعدهم نسبًا، وأعظمهم خطرًا، وأعلاهم سِنًّا وقدرًا، وهو القائل:[الكامل]
أُنسٌ غرائر ما همَمن بريبةٍ
…
كظباء مكة صيدهنَّ حرام
(1)
انظر: تهذيب الكمال 14/ 414، تهذيب التهذيب 5/ 175.
يحسبن من لين الحديث ذوائبا
…
ويصدهن عن الخنا الإسلام
وفي "تاريخ ابن عساكر": قدم وهو شاب على سليمان بن عبد الملك، فكان يختلف إلى عمر بن عبد العزيز، ليستعين به على سليمان في حوائجه، فقال له عمر: إن رأيت أن لا تقف ببابي إلا في الساعة التي ترى أن يُؤذن فيها فعلت، فإني أكره أن تقف ببابي فلا يؤذن لك، فجاءه ذات يوم، فقال: إن أمير المؤمنين قد بلغه إن في العسكر مطعونًا، فالحق بأهلك أضن بك.
وفي رواية: إنك لن تغنم أهلك شيئًا خيرًا من نفسك. فرجع وأتبعه حوائجه.
وقال مالك: وسُئل عن السدل، فقال: لا بأس به قد رأيت من يوثق به، وفي رواية: يُرضى فعله، يفعل ذلك. فسئل من هو؛ فقال: عبد اللَّه بن حسن بن حسن.
وسُئل عبد اللَّه عن ابن أبي بكر وعمر، فقال: صلى اللَّه عليهما، ولا صلى على من لم يصلّ عليهما، وفي موضع آخر: إن رجلا يسبهما ليست له توبة، وفي موضع آخر: واللَّه لا يقبل اللَّه توبته.
وسُئل يومًا: في أهل قبلتنا كفار؛ قال: نعم، الرافضة، قال لرجل من الرافضة: واللَّه إن قتلك لقربة، لولا حق الجوار. وقال الزبير بن بكار: توفي بالهاشمية سنة خمس وأربعين.
وفي قول المزي: مات ببغداد. نظر، لما ذكره أبو بكر الخطيب، فإنه لما ذكر قول من قال: مات ببغداد؛ قال: هذا وَهْم، إنما مات بالكوفة. وكذا ذكره ابن عساكر وغيره، وهذان الكتابان هُمَا عمدة المزي، فلا أقل من أن ينقل ما فيهما، واللَّه أعلم.
وقال البرقاني: قلت له -يعني: للدارقطني-: روى عبد اللَّه بن حسن، عن أمه، عن جدته؟ فقال: أمه فاطمة بنت حسين، وجدته فاطمة الكبرى بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولم تسمع أمه منها، ويخرج الحديث.
ولما ذكره ابن خلفون في "الثقات" قال: كان جليلا، رفيع القدر، ثقة، قاله أحمد بن صالح العجلي، وابن عبد الرحيم، وغيرهما. وقال أبو الفرج الأموي في "تاريخه الكبير": كان شيخ أهله وسيد من ساداتهم، ومقدمًا فيهم فضلا، وعلمًا، ودِينًا.
وقال مصعب الزبيري: انتهى كل حسن إلى عبد اللَّه بن حسن، كان يقال: من أحسن الناس؟ فيقال: عبد اللَّه بن حسن، ويقال: من أفضل الناس؟ فيقال: عبد اللَّه بن حسن، وكان يقول: أنا أقرب الناس من النبي صلى الله عليه وسلم ولدني مرتيْن، وهو أول من اجتمعت له ولادة الحسن والحسين. وقال بعضهم: رأيت عبد اللَّه، فقلت: هذا