الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهذا كما ترى، لم يذكر ابن سعد عليًّا ولا يقارب ذلك، وإنما تبع المزي في ذلك ابن سرور حذو القذة بالقذة. وزعم المزي أن ابن حبان ذكره في "الثقات"، وأغفل قوله: الصحيح إنه مولى مثقب، ومات في ولاية يزيد بن عبد الملك، وخرج حديثه في "صحيحه".
وقال العجلي: ثقة، وذكره ابن خلفون في "الثقات".
3065 - (د) عبد اللَّه بن حوالة أبو حوالة الأزدي، وقيل: أبو محمد
(1)
له صحبة. انتهى. أبو حوالة هو الصحيح، روى عنه زغب بن فلان الأزدي، كذا ورد في رواية أبي بكر ابن أبي شيبة. وقال عبد الغني بن سعيد المصري: وأما حَوَلي بالحاء غير معجمة، فهو عبد اللَّه بن حولي، وهو ابن حوالة. وقال ابن ماكولا: يقال: هو ابن حوالة.
وقال أبو سعيد ابن يونس في "تاريخ مصر": توفي بالشام سنة ثمانين، وكان قدم مع مروان بن الحكم، كذا رأيته في عدة نسخ، وكذا نقله عنه أيضًا ابن عساكر. وأما أبو عمر ابن عبد البر، وابن الأثير، فلم يذكرَا غير الثمانين. وقال ابن حبان: قال بعضهم: الأردني، نسبة إلى الأردن سكنه.
قال أبو عمر: نسبه الواقدي في بني عامر بن لؤي، وقال الهيثم: هو من الأزد وهو الأشهر، ويشبه أن يكون حليفًا لبني عامر.
وقال محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي: دخل مصر وشهد فتحها، وقد تقدم ذكره في ترجمة عبد اللَّه بن أنيس رضي الله عنهما.
3066 - (د ت س) عبد اللَّه بن خازم بن أسماء بن الصلت السليمي أبو صالح البصري، أمير خراسان
(2)
يقال: له صحبة. قال الحاكم أبو عبد اللَّه: تواترت الروايات بورود عبد اللَّه بن خازم نيسابور، وعقد ولاية ابن عامر له على نيسابور، ثم خروجه من نيسابور إلى بخارى مع
(1)
انظر: تهذيب الكمال 2/ 676، تهذيب التهذيب 5/ 194، 334، تقريب التهذيب 1/ 411، 268، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 51، الكاشف 2/ 82، تاريخ البخاري الكبير 3/ 33، أسد الغابة 3/ 219، تجريد أسماء الصحابة 1/ 306، الإصابة 4/ 67، الاستيعاب 3/ 894، الوافي بالوفيات 17/ 156، الثقات 3/ 243، أسماء الصحابة الرواة ت 132.
(2)
انظر: تهذيب الكمال 14/ 441، تهذيب التهذيب 5/ 190.
سعيد بن عثمان، وانصرافه إلى نيسابور ونزوله جوين إلى أن أعقب بها، وفي أعقابه إلى أن الآن بقية، وهم الخازمون، وقد رأيت جماعة من مشايخهم فيهم ولاة ودهاقين.
وقال السلامي في كتابه "تاريخ أمراء خراسان": عمه عروة بن أسماء قُتل شهيدًا يوم بئر معونة، وعمته دجاجة بنت أسماء أم عبد اللَّه بن عامر بن كريز، وكان خازم خال ابن عامر، وعبد اللَّه بن خازم ابن خالة عثمان بن عفان، وكانت سناء بنت أسماء عمة ابن خازم، تزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم، فلما سمعت بذلك ماتت فرحًا.
قال: وكان سلم بن زياد على خراسان، فولاها عرفجة وانصرف إلى العراق، وشخص مع سلم عبد اللَّه بن خازم، وسأله عهدًا على خراسان، فكتب له في أسفل جراب، فانصرف عنه ابن خازم ووافى مرو، فقاتله عرفجة فقتله ابن خازم، ثم وقع الاختلاف بين المضربة بخراسان ووقعت فتنة ابن الزبير، فبعث ابن خازم بيعته إليه ودَعَا إلى طاعته، ووقعت بيْنه وبين المضربة حروب، فقتل محمد ابنه بهراة، وكان واليها، فقتل ابن خازم منهم جماعة، وتمثل بقول ابن الحمام:[الطويل]
يفلقن هامًا من رجالٍ أعِزَّةٍ
…
علينا وهم كانوا أعقَّ وأظلما
فكتب إليه عبد الملك يدعوه إلى طاعته، على أن يوليه خراسان عشر سنين، فلم يقبل ذلك، ولم يهل على ابن الزبير، وقال:
أعيش زبيريَّ الحياة فإن أمت
…
فإني موصٍ هامتي بالتزبُّر
فلما قتل مصعب بعث عبد الملك برأسه إلى ابن خازم، فغلسه ابن خازم وصلى عليه، قال الشعبي: أخطأ في ذلك فإن الرأس لا يُصلَّى عليه، ثم واقع ابن خازم بجير بن ورقاء التميمي في بعض قرى طوير، فلما لبس ابن خازم ثيابه كانت معه عمامته، وقعت إليه من آل الزبير، يقال: إنها كانت لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، لم يكن وضعها على الأرض قط، فسقطت تلك العمامة من رأسه إلى التراب، فنظر لها، وكان وكيع بن عميرة المعروف بـ (ابن الدورقية) مع بجير، وكان ابن خازم قتل أخاه ذويلة من أمّه، فحمل عليه بجير بن ورقاء، وعامر بن عبد العزيز الجشمي، ووكيع، فصرعوه، فلما علاه وكيع قال له: ويلك؛ أتقتل كبش مضر بعلج لا يساوي كفًّا من تراب؛ ثم بزق في وَجْهه بزقة ملأ بها وجه وكيع، فتعجب الناس من شجاعته وكثرة ريقه، في مثل ذلك الذي يجف فيه بالفم من الخوف، وأنفذ بجير رأسه إلى خالد القسري، فأنفذه خالد إلى عبد الملك، وقال وكيع في ذلك:
فذق يا ابن عجلى مثل ما قد أذقتني
…
ولا تحسبني كنت عنك بنائم
عجلى: أم عبد اللَّه، وكانت سوداء، وكان ابن خازم أحد عربان العرب في الإسلام. قال عبد اللَّه بن عامر لابن خازم يومًا: يا ابن السوداء. قال: هو لونها. قال: يا ابن عجلى. قال: هو اسمها. قال: يا ابن خازم. قال: هو حالك.
وسأل المهلب ابن أبي صفرة عنه رجل، فوصفه بالشجاعة، فقال: إنما سألت عن الإنس، ولم أسأل عن الجن، وفيه يقول الفرزدق مفتخر بقتله:[البسيط]
عضَّت سيوف تميمٍ حين أغضبها
…
رأس ابن عجلى فأمسى رأسه شذبا
وكانت خراسان مفتونة بابن خازم سبع سنين، إلى أن قُتل سنة إحدى وسبعين، فولى عبد الملك بجيرًا مكانه.
وذكر الطبري معنى هذا، وربما وافقه في كثير من لفظه، ولكن السلامي أحسن سياقه؛ لاعتنائه بذلك، ولكونها بلده، زاد الطبري: كان قتله في سنة اثنتين وسبعين، وقُتل بعد عبد اللَّه بن الزبير، وأن عبد الملك إنما كتب إليه أن يطعمه خراسان عشر سنين، بعد قتل عبد اللَّه بن الزبير، وبعث برأس ابن الزبير إليه، فحلف ابن خازم لما رأى رأس عبد اللَّه أن لا يعطي عبد الملك طاعة أبدًا. انتهى. قد قدمنا أن الرأس هي رأس مصعب لا رأس أخيه، وكأنه أشبه، واللَّه تعالى أعلم.
وقال المرزباني: كان أسود، كثير الشعر، ولي خراسان لابن الزبير.
وقال أبو نعيم الحافظ: ولي خراسان من قِبَل عبد الملك، فبعث برأس ابن الزبير إليه وفتح على يده سرخس. ذكر بعض المتأخرين: أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولا حقيقة لقوله. انتهى كلامه. وفي هذا الذي سقناه بيان لضعف قول المزي: ولي خراسان عشر سنين؛ لأن أيام ابن الزبير لم تبلغ ذاك، وإنما ولي قرب أيامه ومات في أيامه.
الثاني: توهين قوله: يقال: إن له صحبة، وإن كان غيره قد قالها كما بيَّنَّاه.
الثالث: ما ذكر من أن العمامة كساها إياه النبي صلى الله عليه وسلم، لما بيَّنا أنها كانت وقعت إليه من ابن الزبير.
الرابع: إنشاده: [الطويل]
أتغضبُ أن أُذنَا قتيبة حُزَّتا
…
جهارًا ولم تغضب لقتل ابن خازم
وما منهما إلا رفعنا دماغه
…
إلى الشام فوق الشاحجات العلاجم
قال فيه: فيما قرأه عليه المهندس وصحَّحه: حزتها، والشاحجات العلاجم، وما ذكرناه هو الصواب، وهو الذي أنشده المبرد، والسكري في "النقائص"، وبه يستقيم المعنى على أن المزي إنما نقله من كتاب ابن عساكر فيما أرى، وابن عساكر أنشده كما