الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ليس به بأس.
وخرج أبو عوانة حديثه في "صحيحه"، وكذلك ابن حبان، ونسبه في الثقات: نميريًّا، والطوسي، والدارمي.
2651 - (خ م د ت س) صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس أبو سفيان، وأبو حنظلة المكي، والد معاوية
(1)
في كتاب "الزمنى من الأشراف" للمرادي: "خرج أبو سفيان مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر إلى ثقيف يقاتل معه، فقالت ثقيف: هو أمس يقاتله، واليوم يقاتل معه، ارموا عينيه فافقئوهما، فرماه إنسان، ففقأ عينيه، فأتى بها أبو سفيان النبي صلى الله عليه وسلم يحملها في يده، فقال له: يا رسول اللَّه؛ عيني. فقال له عليه السلام: ما شئت: إن شئت فدية عينك، وإن شئت فعين في الجنة. فقال: بل عين في الجنة. ثم إنه حضر مع أبي عبيدة اليرموك فذهبت عينه الأخرى
(2)
".
وفي سيرة ابن إسحاق: أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى مناة بقديد فهدمها. وقال البكري في كتاب "المنتقى في رجال الموطأ": مات وله بضع وتسعون سنة.
وفي قول المزي: وقال البرقي أحمد بن عبد اللَّه: توفي سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن ثمان وثمانين. نظر، وذلك أن الذي قاله أحمد بن عبد اللَّه بن عبد الرحيم البرقي في كتاب"تاريخ الصحابة" في الجزء الخامس، ومن أصل أبي محمد الأبنوسي، عن أبي محمد الجوهري، عن أبي الحسين محمد بن المظفر، عن أبي علي المدائني، عن البرقي: فقلت: قال: توفي أبو سفيان بن حرب سنة إحدى وثلاثين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة.
وقال العسكري: قاد قريشًا كلها يوم أحد، ولم يقدها قبل ذلك رجل واحد؛ إلا يوم ذات نكيف قادها المطلب، ولاه النبي صلى الله عليه وسلم نجران، وصدقات الطائف، وقبض صلى الله عليه وسلم وهو عليها، وقال مصعب: مات بالمدينة سنة أربع
(1)
انظر: تهذيب الكمال 2/ 602، تهذيب التهذيب 4/ 411، تقريب التهذيب 365، خلاصة تهذيب الكمال 1/ 466، الكاشف 2/ 26، تاريخ البخاري الكبير 4/ 310، تاريخ البخاري الصغير 1/ 44، 69، 70، 112، الجرح والتعديل 4/ 1869، أسد الغابة 3/ 10، تجريد أسماء الصحابة 1/ 263، الإصابة 3/ 412، الاستيعاب 2/ 714، سير الأعلام 2/ 105، نقعة الصديان ت 299، ثقات 3/ 193.
(2)
انظر: تهذيب الكمال 13/ 116، تهذيب التهذيب 4/ 360.
وثلاثين، وهو ابن ثمان وثمانين، وقالوا: ثلاثا وتسعين، وهو من المؤلفة قلوبهم.
وقال أبو نعيم الحافظ: أبو سفيان سيد البطحاء، وأبو الأمراء، عاش ثلاثا وتسعين، وأسلم ليلة الفتح، وكان ربعة.
قال الرقيق في كتابه "قطب السرور": إن حرب بن أمية كانت له عمامة سوداء إذا لبسها لم يعتم ذلك اليوم أحد.
وزعم ابن عبد ربه أن ملك اليمن بعث إلى مكة عشر جزائر، وأمر أن لا ينحرها إلا أعز قريش. قال: فقدمت وصخر عروس بهند، فقالت له: أيها الرجل لا تشغلك النساء عن هذه المكرمة. فقال لها: يا هذه دعي زوجك وما أراد لنفسه، فواللَّه، لا ينحرها أحد غيري. قال: فكانت في عقلها حتى خرج إليها في اليوم السابع فنحرها.
زعم المزي أن إبراهيم بن سعيد الجوهري قال، عن الواقدي: توفي سنة إحدى وثلاثين. انتهى، الذي رأيت في "كتاب الطبراني": ثنا محمد بن علي، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: وفيها مات أبو سفيان، وهو ابن ثمان وثمانين. يعني سنة إحدى وثلاثين.
كذا ذكره أيضًا أبو نعيم، عنه، ليس للواقدي ذكر فيما نقلاه، ويشبه أن يكون هو الصواب.
وفي "الهاشميات" تأليف الجاحظ: حرب بن أمية لقب، واسمه عنبسة، وكذلك سمى أبو سفيان ابنه: عنبسة.
وقال الواقدي، فيما ذكره ابن سعد: أصحابنا ينكرون ولاية أبي سفيان على نجران حين وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ويقولون: كان أبو سفيان بمكة وقت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان العامل على نجران للنبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن حزم.
وفي قول المزي: وقال محمد بن سعد: مات سنة اثنتين وثلاثين، وكذلك قال الواقدي فيما حكاه عنه أبو القاسم البغوي. نظر، من حيث إن ابن سعد ليس هذا قول عن نفسه، إنما حكاه عن أستاذه محمد بن عمر، كذا هو ثابت في كتاب "الطبقات"، وكذا نقله عنه أيضًا ابن عساكر في "تاريخ دمشق".
وفي قوله: كذا قاله الواقدي فيما حكاه البغوي. نظر، من حيث إنه يقتضي غرابة هذا النقل عنه، وليس كذلك، لأنه لا قول له سواه، وهو الذي حكاه ابن سعد فيما أسلفناه.
وفي "كتاب الزبير": عن مجاهد في قوله تعالى: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً} [الممتحنة: 7]: قال: مصاهرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى
أبي سفيان.
وعن ابن المسيب: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "سَبَى يَوْمَ حُنَيْنٍ سِتَّةَ آلافٍ بَيْنَ غُلامٍ وَامْرَأَةٍ، فَجَعَلَ عَلَيْهِمْ أَبَا سُفْيَانَ". وعن إسماعيل بن أمية قال: "أَفَاضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَنْ يَمِينِهِ أَبُو سُفْيَانَ، وَعَنْ يَسَارِهِ الْحَارِثُ بْن هِشَامٍ".
وعن ابن عُلي قال: "اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا سُفْيَانَ بن حرب عَلَى إِجْلاءِ يَهُودٍ".
وقال عمي مُصعب: بارز أبو سفيان يوم أحد حنظلة الغسيل، فصرعه حنظلة، فأتاه ابن شَعُوب فأعانه حتى قتل حنظلة، فقال أبو سفيان:[الطويل]
ولو شئت نجتني كميت طمرة
…
ولم أحمل النعماء لابن شعوب
وما زال مهري مزجر الكلب منهمُ
…
لدن غدوة حتى دنت لغروب
أقاتلهم وأدعي يال غالب
…
وأدفعهم عني بركن صليب
فبكي ولا ترعي مقالة عاذل
…
ولا تسامي من عبرة ونحيب
وتوفي أبو سفيان بالمدينة سنة ثلاث وثلاثين.
وفي قول المزي، عن ابن الزبير: ذكره في موضع آخر، فقال: توفي في آخر خلافة عثمان. لم أره فينظر، ونسختي من "كتاب ابن الزبير" غاية في الصحة بخط القرقوني، وقد قرأها الحراني على شيوخه وقابلها.
ووجه إليه ابنه معاوية بمال في أيام عمر بن الخطاب، فقال:[الطويل]
وما كدت حتى أثقل الدينُ ظهره
…
معاوية أو كادت تصاب خزائنه
ونحن بظلف الأرض حيث تركتنا
…
وأفلح حي أنت في الناس كاسبه
وإنك قد ملّكت ملك ابن قيصر
…
مشارقه تجيء معا ومغاربه
وزعم المبرد أنه كان يقول إذا نزل به جار: يا هذا إنك قد اخترتني جارًا، واخترت داري دارًا لجناية يدك علي فدونك، وإن جنت عليك يد فاحتكم علي حكم الصبي على أهله.
قال أبو العباس: وذلك أن الصبي قد يطلب ما لا يوجد إلا بعيدا، أو يطلب ما لا يكون البتة. قال: وكان أبو سفيان رئيس قريش قبل البعثة، وله يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ الصَّيْدِ فِي جَوْفِ الْفِرَاءِ
(1)
". وكان عمر يفرش في بيته فراشا في وقت
(1)
أخرجه الديلمي 5/ 367، رقم 8457.