الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الإدغام في ثاني اللامين]
قال ابن مالك: (ويعلّ ثاني اللّامين في «افعلّ» و «افعالّ» من ذوات الياء، والواو، فلا يلتقي مثلان فيحتاج إلى الإدغام خلافا للكوفيّين في المثالين، وفي مثل سبعان من القوّة ثلاثة أوجه، أقيسها إبدال الضّمّة كسرة، وتاليتها ياء، والإدغام أسهل من الفكّ، ولا يجوز إدغام في مثل جحمرش من الرّمي، لعدم وزن الفعل خلافا لأبي الحسن).
ــ
سبق، أما سكون الثاني جزما فيجوز فيه: الفك، والإدغام، نحو: لم يردّ ولم يردد، وردّ واردد، ولغة الحجاز (1): الإظهار والفك، ولغة تميم، الإدغام وقرئ بهما في: ويحيى من حى عن بينة (2)، وتقول: اقتتلوا اقتتالا بالفك، وقتّالا بالإدغام، ومثلها: احوواء، وحوّاء عند الأخفش، وعند غيره حيّاء.
وقد يرد - شذوذا - الإدغام في ياءين، غير لازم تحريك ثانيهما، نحو: يعيي فتدغم، وليس تحريك الثانية بلازم؛ لأنها تسكن في الرفع، وتحرك في النصب.
كقوله:
4378 -
وكأنها بين النّساء سبيكة
…
تمشي بسدّة بيتها فتعييّ (3)
وهذا البيت لا يقاس عليه، قال النحاس (4): أجاز الفراء الإدغام في المستقبل، واحتج بأن الياء قد تتحرك نحو: أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (5) ولا وجه لقوله عند البصريين؛ لأن التحريك عارض، وقيل: إنه طعن على قائله، وحكم عليه بالشذوذ.
الشّرح: يشير ابن مالك بذلك إلى حكم الإدغام في ثاني (6) اللامين المعلين في: -
(1) انظر: الشافية (3/ 260)، والكتاب (4/ 439).
(2)
سورة الأنفال: 42.
(3)
البيت من الكامل، ولا يعرف قائله، وانظر الدرر (1/ 31)، والهمع (1/ 53)، والعيني (4/ 349)، وسدة البيت: بابه، والشاهد: قوله:
فتعييّ، حيث جاء مدغما، وهو شاذ لا يقاس عليه؛ لأنه أدغم اعتدادا بالحركة العارضة.
(4)
انظر: المساعد (4/ 261).
(5)
سورة الأحقاف: 33.
(6)
انظر: شفاء العليل (3/ 112).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
افعلّ وافعالّ، مثل: إذا بنيت من الرمي افعلّ، تقول: ارميّا، وافعالّ تقول: ارمايّا، وأصل ارميّا: ارمييي تحركت الياء الثانية، وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا؛ لأن اللام المعتلة إذا ضوعفت صحت اللام الأولى، وجرت في ذلك مجرى العين، وتعتل الثانية، وتقول في المضارع: يرميي. وأصل: ارمايّا: ارماييي، وتقول فيهما من ذوات الواو: اغزوي واغزاوي، خلافا للكوفيين في المثالين؛ فإنهم يدغمون فيهما يقولون: ارمييّ واغزوّ، وارمايّ واغزاوّ، والسماع يرد ما قالوه، قالوا: ارعوى، واقتوى بدون إدغام.
وفي مثل سبعان من القوة ثلاثة (1) أوجه
…
إلخ كلام المصنف، فتقول أولا فيها: قويان، وهذا قول أكثر أهل العلم، تشبيها للألف والنون بهاء التأنيث، قالوا:
وقد نصّ سيبويه على القلب في فعلوه من الغزو، فيقول: غزويه، وهذا هو الرأي الأول.
والثاني: مذهب سيبويه (2) أنك تقول: قووان، بتصحيح الواوين من غير إدغام ولا قلب؛ لأن ما فيه من زيادة الأسماء تصححه كالجولان.
والثالث: الإدغام: وهو قول ابن جني؛ لأنهما مثلان متحركان في مثال يوجد في الأفعال، فالإدغام أسهل، والإظهار مستثقل، ولا نظير له. فتقول: قوّان، بالإدغام.
ولا يجوز إدغام في مثل «جحمرش» من الرمي؛ لعدم وزن الفعل فإذا قلت: رمييي كجحمرش قلبت الياء المتوسطة واوا كراهة اجتماع الأمثال، فتقول: رميوي، ويصير من المنقوص، أو قلبتها ألفا؛ لأنها ياء تحركت وفتح ما قبلها، وتسلم الثالثة كما سلمت ياء «آي، زاي» ، خلافا لأبي الحسن الأخفش (3) الذي ذهب إلى نقل حركة الياء الأولى إلى الساكن قبلها؛ وإدغامها في الياء، فتتطرف الياء الثالثة بعد ياء مكسورة مدغمة فيها أخرى، فتحذفها كما في أخيّ.
(1) انظر: المساعد (4/ 262).
(2)
انظر: الكتاب (4/ 438).
(3)
انظر: المساعد (4/ 363).