الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[حكم إدغام التاء في مثلها ومقاربها في باب افتعل وما تصرف منه]
قال ابن مالك: (فصل: تدغم تاء (تفعّل) وشبهه في مثلها، ومقاربها تالية لهمزة وصل في الماضي والأمر، وقد يحذف تخفيفا المتعذّر إدغامه لسكون الثّاني، كاستخذ في الأظهر، أو لاستثقاله بتصدّر المدغم كـ: تَنَزَّلُ (1)، وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ (2)، والمحذوفة هي الثّانية لا الأولى، خلافا لهشام).
الشّرح: يشير المصنف بذلك إلى أن التاء قد تدغم في التاء، فتقول: اتّبع وشبه تفعّل: تفاعل، فتقول في تتابع: اتّابع، قال الشاعر:
4379 -
تولي الضجيع إذا ما اشتاقها خفرا
…
عذب المذاق، إذا ما اتّابع القبل (3)
ومقاربها وهو أحد عشر حرفا: الثاء، والجيم، والدال، والذال، والزاي، والسين، والشين، والصاد، والضاد، والطاء، والظاء، نحو: اثَّاقَلْتُمْ (4) أصله: تثاقلتم، والَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ (5) أصله: يتظاهرون.
تالية لهمزة الوصل: أي في غير المضارع؛ بل في الماضي والأمر، نحو:
اثَّاقَلْتُمْ، وفَادَّارَأْتُمْ (6)، ووَ ازَّيَّنَتْ (7)، فَاطَّهَّرُوا (8) وهمزة الوصل جيء بها، لتسكين التاء للإدغام، ولا يبتدأ بساكن، والمضارع يبدأ دائما بحرف متحرك؛ فلم يحتج إلى همزة الوصل، والمصدر يكون أيضا بالهمزة، نحو: اطّاهر اطّاهرا، وادّارأ ادّارؤا.
وقد يحذف تخفيفا المتعذر إدغامه لسكون الثاني، نحو: أحست في أحسست، وظلت في ظللت، وهي لغة سليم (9).
كاستخذ في الأظهر، والأصل: استتخذ على استفعل فحذفت التاء؛ لتعذر الإدغام بسبب السكون، وقيل: أصله: اتخذ على افتعل، والسين بدل من التاء. -
(1) سورة القدر: 4.
(2)
سورة الفرقان: 25.
(3)
البيت من البسيط ولا يعرف قائله والشاهد فيه: اتابع وأصله تتابع. انظر: المساعد (4/ 277).
(4)
سورة التوبة: 38.
(5)
سورة المجادلة: 2.
(6)
سورة البقرة: 72.
(7)
سورة يونس: 24.
(8)
سورة المائدة: 6.
(9)
انظر: المساعد (4/ 278)، واستخذ: طلب الأخذ.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
أو لاستثقاله بتصدر الأول كتنزّل أصله: تتنزّل فاستثقل اجتماع مثلين، فخفف بحذف أحدهما؛ لتعذر الإدغام، فلو أدغموا لأتوا بهمزة الوصل، والمضارع لا تدخل عليه همزة الوصل، ولهذا جاز الإدغام كقراءة:(فلا تنّاجوا) بالإدغام لمكان المد، ووَ نُزِّلَ الْمَلائِكَةُ (1) أصله: ننزّل الملائكة فكرهوا اجتماع المثلين؛ فحذفوا أو لاستثقاله بتصدر المدغم كتنزّل.
والمحذوفة هي الثانية لا الأولى، خلافا لهشام، يريد تصدر الحرف الذي كان يدغم، وهذا رأي هشام، وغيره (2) من الكوفيين؛ فالمحذوف في ذلك حرف المضارعة، ومذهب سيبويه، وغيره من البصريين: أن المحذوف هو الثانية. قال سيبويه (3): وكانت الثانية أولى بالحذف؛ لأنها هي التي تسكن، وتدغم في، نحو: فَادَّارَأْتُمْ (4) ووَ ازَّيَّنَتْ (5) أي: فكما وقع إدغام التي لغير المضارعة، يكون الحذف لها أيضا؛ فكلاهما تخفيف (6).
* * *
(1) سورة الفرقان: 25.
(2)
المساعد (4/ 279).
(3)
الكتاب (4/ 476).
(4)
سورة البقرة: 72.
(5)
سورة يونس: 24.
(6)
شرح الكافية الشافية (4/ 2187).