الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[أبنية الثلاثي المجرد
(1)]
قال ابن مالك: (فصل: الاسم الثّلاثي المجرّد مفتوح الأوّل ساكن الثّاني أو مفتوحه أو مكسوره أو مضمومه ومكسور الأوّل ساكن الثّاني أو مفتوحه أو مكسوره، ومضموم الأوّل ساكن الثّاني أو مفتوحه أو مضمومه وندر مكسوره).
- واحرنجام في المصادر وعريقصان وعبوثران وبرناساء في غيرها، قال الشيخ: وذكر أبو القاسم السعدي (2) في مزيد الخماسي فعلا ليلا وهو مغناطيس لغة في مغنطيس، قال: فهذا خماسي قد زيد فيه زيادتان (3). انتهى. قلت: وفي نقض ما قررته الأئمة بكلمة واحدة، نادرة مع أنها نائبة عن غيرها نظر لا يخفى، ثم أشار المصنف بالاستثناء الذي ذكره إلى أن الاسم لا يتجاوز سبعة أحرف إلا بهاء التأنيث نحو: قرعبلانة، وهي دويبة عظيمة البطن عريضة وأصله: قرعبل زيد فيه ثلاثة أحرف، وكذلك:
اصطفلينة أو زيادتي التثنية والجمع نحو: عرطليلان تثنية عرطليل هو (الطويل)(4) وكذا: عرطليلون وعرطليلات إذا سمي به مذكر أو مؤنث ثم جمع، أو ياءي النسب نحو: خنفساوي وعندليبي، في النسب إلى خنفساء وعندليب، قال الشيخ: وهذا الاستثناء الذي ذكره ليس بشيء؛ لأنه لم يرد شيء مما ذكر في بنية الاسم، وكأن الشيخ يريد بذلك أن الاسم إنما تعتبر بنيته إذا لم يتصل به شيء من هذه الأمور الأربعة، وكأنه بهذه الأمور يخرج عن الأبنية
المعتد بها، وما ذكره غير ظاهر فإن الإفراد صادق على المؤنث بهاء التأنيث والملحق به علامتا التثنية والجمع وعلامة النسب، وكما لا يتجاوز الاسم سبعة أحرف إلا بما ذكر، لا يتجاوز الفعل ستة أحرف إلا بحرف التنفيس أو تاء التأنيث أو نون التوكيد نحو: سيستخرج واستخرجت ولا يستخرجن وقد رد الشيخ هذا الاستثناء كما رد الأول والجواب ما تقدم (5).
قال ناظر الجيش: هذا الفصل معقود لذكر أوزان الاسم المجرد، أعني الذي تكون -
(1) التذييل (6/ 57 ب) وانظر: الأشموني (4/ 238) والمساعد (4/ 10).
(2)
المشهور بابن القطاع توفي سنة (514 هـ).
(3)
بياض في النسختين والتذييل (6/ 57 ب)، وانظر: اللسان «عرطل» .
(4)
التذييل (6/ 57 ب) - (58 أ).
(5)
انظر: الكتاب (4/ 242)، والمقتضب (1/ 191)، وابن يعيش (6/ 112)، والمزهر (2/ 5)، ونزهة الطرف (80)، والمبدع (ص 6)، وأوضح المسالك (4/ 360)، والهمع (2/ 158)، والتكملة (ص 148).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
حروفه كلها أصولا وقد عرفت أن المجرد ثلاثي، ورباعي، وخماسي، فبدأ بالثلاثي وذكر أنّه على عشرة أوزان؛ وذلك أنه: إما مفتوح الأول، أو مكسوره، أو مضمومه، والمفتوح الأول: إما ساكن الثاني نحو: كعب وصعب، وإما مفتوح الثاني نحو:
حسن ورسن، وإما مكسور الثاني نحو: نمر وحذر، وإما مضموم الثاني نحو: سبع وطمع، والمكسور الأول إما ساكن الثاني نحو: ظلف وجلف، وإما مفتوح الثاني نحو: زيم (1)، وإما مكسور الثاني نحو: إبل وبلز (2)، والمضموم الأول: إما ساكن الثاني نحو: برّ، ومرّ، وإما مفتوح الثاني نحو: نعز وغدر، وإما مضموم الثاني، نحو:
طنب وجنب، وقد بقي من أوزان الثلاثي التي تقتضيها القسمة العقلية (3) وزنان وهما:
ما اجتمع فيهما الضم والكسر، فأما مكسور الأول مضموم الثاني فمهمل (4)؛ لأن الكسرة ثقيلة، والضمة أثقل منها؛ فكرهوا الانتقال من مستثقل إلى أثقل منه، وأما مضموم الأول مكسور الثاني فلم يهملوه (5) أصلا؛ لأن الانتقال من ضمة إلى كسرة فيه تخلص من زيادة الثقل، ولكنهم خصوه بالفعل الذي لم يسم فاعله، ثم نبهوا على أن إخراجه في الأسماء ليس لمانع فيه؛ لقولهم: دئل (6) لدويبة، ووعل (7) في الوعل -
(1) انظر: الارتشاف (1/ 18) تحقيق د/ النماس، وابن جماعة (1/ 31)، والأشموني (4/ 239)، والمبدع (ص 6).
(2)
في الكتاب (2/ 315): «ويكون فعلا في الاسم نحو: إبل وهو قليل لا نعلم في الأسماء والصفات غيره» وزاد أبو الفتح ابن جني في المنصف (1/ 18) ألفاظا أخرى.
(3)
وهي حاصل ضرب حركات أحوال الفاء وهي الحركات الثلاث - الفتحة والضمة والكسرة - في أحوال العين الأربعة - الحركات الثلاث والسكون - وقد جاءت الحركات الثلاث في فاء الاسم لخفته، أما فاء الفعل فلم يرد فيها - أصالة - إلا الفتح؛ لأن الضم والكسر ثقيلان والفعل ثقيل بطبعه لدلالته على الحدث والزمان فلم يجمعوا ثقلا على ثقله، وما ورد منه مضموم الأول - الفاء - نحو: فهم، أو مكسوره نحو: شهد فغير أصلي؛ لأنه فرع عن الفتح؛ فالأول مفرّع عن فهم، والثاني مفرع عن شهد.
راجع الأشموني بحاشية الصبان (4/ 240 - 243).
(4)
انظر: الكتاب (4/ 243) والمقتضب (1/ 193).
(5)
أسقطه سيبويه، قال في الكتاب (4/ 243):«واعلم أنه ليس في الأسماء والصفات فعل ولا يكون إلا في الفعل» والمبرد - أيضا - في المقتضب (1/ 193)، وأثبته ابن مالك انظر: شرح الكافية (4/ 2021) وهو الحق؛ لأن فيه نوع تخفيف. انظر ابن جماعة (1/ 29).
(6)
الدّئل: حيّ من كنانة
…
والدّئل على وزن وعل: دويبة شبيهة بابن عرس. اللسان «دأل» .
(7)
لغة حكاها الليث والخليل. وفي الوعل ثلاث لغات الأولى: فتح أوله وسكون ثانيه والثانية فتح -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ورئم للسّه (1)، وإلى هذه الأمثلة الثلاثة أشار المصنف بقوله: ونذر مكسوره، أي ونذر مكسور الثاني من مضموم الأول، قال المصنف: لأن أكثر النحويين لم يعتدّوا بهذا البناء في الأسماء؛ لعلمهم أنه في الأصل مقصود به اختصاص الفعل الذي لم يسم فاعله، بقي هاهنا التنبيه على شيئين:
أحدهما: أن فعلا لم يأت صفة إلا في كلمة واحدة وهي عدى قال الشاعر:
4283 -
إذا كنت في قوم عدى لست منهم
…
فكل ما علفت من خبيث وطيّب (2)
قال سيبويه: ولم نعلمه جاء صفة إلا في حرف معتل يوصف به الجمع وهو:
قوم عدى (3)، وقد استدرك على سيبويه قراءة من قرأ: دينا قيما (4) أي:
قيّما، ومكان سوى قال الله تعالى: لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً (5) وأجيب بأن قيما مصدر في الأصل مقصور من قيام، ولولا ذلك لقيل: قوما؛ لأنه من ذوات الواو ولا تقلب الواو ياء إذا كانت متحركة عينا في مفرد؛ لانكسار ما قبلها إلا بشرط أن يكون بعدها ألف، وتكون في مصدر لفعل قد اعتلت عينه، نحو: قام قياما وعاذ عياذا، فدل انقلاب الواو ياء في قيم على أنه مصدر في الأصل وصف به، كما وصف بعدل وزور وبأن سوى اسم في الأصل
للشيء المستوي وصف به؛ بدليل أنه كان صفة أصلية ليمكن في الوصفية فكان يذكر مع المذكر ويؤنث مع المؤنث، وهم يقولون: بقعة سوى كما يقولون: مكان سوى (6)، -
- أوله وكسر ثانيه، والثالثة: ضم أوله وكسر ثانيه والأخيرة نادرة، والوعل: تيس الجبل. انظر: اللسان «وعل» والمصباح (ص 666)، ونزهة الطرف (ص 81)، وتوضيح المقاصد (5/ 215 - 216).
(1)
قال أبو عبيد: «السّه حلقة الدبر» . اللسان «سهه» و «رأم» .
(2)
من الطويل نسبه في اللسان لزرارة بن سبيع الأسدي، قال: وقيل: وهو لنظلة بن خالد الأسدي، وقال ابن السيرافي هو لدودان بن سعد الأسدي والشاهد فيه قوله: عدى - بزنة: فعل - أي متباعدون انظر: اللسان «عدا» والأشموني (4/ 239)، وزاد أبو الفتح: مكان سوى. المنصف (1/ 17 - 19)، وإصلاح المنطق (ص 99).
(3)
الكتاب (4/ 243).
(4)
سورة الأنعام: 161، وقراءة كسر القاف وفتح الياء لابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، ووافقهم الأعمش. الإتحاف (ص 220)، والحجة (ص 278).
(5)
سورة طه: 58. قرأ عاصم وحمزة وابن عامر: مكانا سوى بضم السين وقرأ الباقون بالكسر.
انظر: الحجة (ص 453)، والإتحاف (ص 304).
(6)
قال الفراء: «في (سوى) أكثر كلام العرب بالفتح؛ إذا كان بمعنى (نصف) و (عدل) فتحوه ومدّوه، -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وأما زيم (1): وهو المثال الذي مثل به المصنف وشاهده قول النابغة:
4284 -
باتت ثلاث ليال ثمّ واحدة
…
بذي المجاز تراعي منزلا زيما (2)
أي: متفرق النبات.
الثاني (3): أن سيبويه لم يحفظ في فعل غير: إبل (4)، وحكى غيره: أتان إبد للوحشية، فأما إطل، وهو الخصر فلا حجة فيه؛ لأن المشهور فيه: إطل بسكون الطاء، فإطل يمكن أن يكون مما اتبعت فيه الطاء الهمزة للضرورة؛ لأنه لا يحفظ إلا في الشعر كقوله:
4285 -
له إطلا ظبي وساقا نعامة (5)
وأما حبرة، وهي الصفرة التي على الأسنان، فالأصح المشهور فيها إنما هو حبرة بفتح الحاء وسكون الباء (6)،
وأما: بلز - وهي الضّخمة [6/ 106] السمينة - فالأشهر فيه: بلزّ بالتشديد (7)، فيمكن أن يكون: بلز مخففا منه، وقد ذكرت -
- والكسر والضم مع القصر عربيّا وقد قرئ بهما. وقال الأخفش (سوى) إذا كان بمعنى غير أو بمعنى العدل يكون فيه ثلاث لغات: إن ضممت السين أو كسرت قصرت، وإذا فتحت مددت تقول: مكانا سوى وسوى وسواء». انظر معاني القرآن (2/ 181 - 182)، واللسان «سوا» ، والمصنف (1/ 17 - 19).
(1)
بكسر الزاي وفتح الياء من الأمثلة المستدركة على سيبويه حيث قال (2/ 315): «ولا نعلمه - أي فعلا - جاء صفة إلا في حرف من المعتل يوصف به الجماع وذلك قولهم: عدى» ، وهناك أمثلة أخرى مستدركة عليه كما تقدم وانظر: الارتشاف (1/ 18)، وابن جماعة (1/ 31)، والأشموني (4/ 239)، والمزهر (2/ 5، 50)، والمبدع (ص 6).
(2)
من البسيط للنابغة الذبياني والشاهد فيه: قوله: زيما بزنة فعل والزّيم: المتعضّل المتفرق، والزيم:
الضّيّق. وانظر: في المنصف (1/ 19)، واللسان «زيم» والتذييل (6/ 61 أ) وديوانه (ص 68).
(3)
من الأمرين اللذين نبّه عليهما.
(4)
الكتاب (4/ 244).
(5)
هذا صدر بيت من الطويل من معلقة امرئ القيس يصف فيه فرسه وتمامه:
وإرخاء سرحان وتقريب تتفل
ويروى أيضا: له إيطلا، والأطل والأيطل: كحشه، وهو ما بين آخر الضلوع إلى الورك، وفيه الشاهد، قال في الاقتضاب (ص 273):«وأما إطل فزيادة غير مرضية؛ لأن المعروف إطل بالسكون، ولم يسمع محرّكا إلا في الشعر» ، وانظر: ابن يعيش (6/ 112) وديوانه (ص 55).
(6)
والحبر والحبر والحبرة والحبرة والحبر والحبرة: كل ذلك: صفرة تشوب بياض الأسنان. اللسان «حبر» .
(7)
اللسان «بلز» .