الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[التوصل إلى صيغة فعيعل وفعيعيل بما توصل به إلى جمع تكسيره]
قال ابن مالك: (ويتوصّل إلى مثال «فعيعل» أو «فعيعيل» فيما يكسّر على مثال «مفاعل» أو «مفاعيل» بما توصّل إليهما فيه، وللحاذف فيه من التّرجيح والتّخيير ماله في التّكسير، إلّا أنّ هاء التّأنيث، وألفه الممدودة، وياء النّسب، والألف والنون المزيدتين بعد أربعة أحرف فصاعدا لا يحذفن في التّصغير، ولا يعتدّ بهنّ، وتحذف واو جلولاء وشبهها، خلافا للمبرّد، ونحو: ثلاثين مطلقا، وظريفين علما، ملحق بجلولاء).
ــ
وتزال ألف الوصل مما هي فيه عند تصغيره؛ لأن ثاني المصغر يتحرك فلا حاجة إليها فتقول في تصغير اسم، انطلاق، استضراب: سميّ، نطيليق، تضيريب، وعند صياغة فعيل حذف منه حرف لم يرجع إلى أصله نحو هار - الأرض المتصدعة، والرجل الكبير الضعيف -، وميت، وخير فتصغيرها على لفظها، تقول: هوير، ومييت، وخيير.
وما ورد شذوذا عند تصغيره، لا يصح القياس عليه مثل قول بعضهم: هوير في هار، و: رويجل في رجل، خلافا لأبي عمرو ويونس اللذين أجازا الرد، وقال سيبويه (1): لا يجوز.
الشّرح: يشير ابن مالك: إلى أنه يتوصل في تصغير فعيعل وفعيعيل إلى طريق ما توصّل به إلى جمع تكسيره مثل خدبّ، وخداب، وبهلول (2) وبهاليل، وعطوّد وعطاويد، تقول في تصغيره: خديّيب، وبهيليل، وعطيّيد، ويحذف في التصغير ما يحذف في التكسير ترجيحا أو تخييرا فكلاهما سواء في الحكم فتقول في عيطموس - التامة الخلق من النساء والإبل -: عطيميس، كما تقول: عطاميس أي بحذف الياء تصغيرا وجمعا، وتقول في منطلق: مطيليق، كما تقول:
مطاليق، وفي استخراج: تخيريج كما تقول: تخاريج، وتقول في حبنطى - القصير الغليظ -: حبينط، وحبيط كما تقول: حبانط، وحباطى. إلا أن هاء -
(1) انظر المساعد (3/ 503).
(2)
السيد الكريم.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
التأنيث، وألفه الممدودة، وياء النسب، والألف والنون المزيدتين بعد أربعة أحرف فصاعدا، لا يحذفن في التصغير؛ وعلى ذلك تحذف هاء التأنيث للتكسير دون التصغير مثل: دحارج في دحرجة، وفي التصغير: دحيرجة، والألف الممدودة فيقول في التكسير: قواصع في قاصعاء والتصغير قويصعاء، والمقصور لا يحذف فيهما نحو: حبالى وحبيلى إلا إن كان قبلها أربعة فصاعدا فتحذف في الجمع والتصغير نحو: قراقر وشقاقر، وقريقير وشقيقير، وكذا ياء النسب تقول في لوذعيّ (1) في الجمع: لواذع، وفي التصغير: لويذعيّ، وكذا مثل زعفران تقول
في جمعه: زعافر، وفي تصغيره: زعيفران، وذلك بعد أربعة أحرف فإن كان بعد ثلاثة لم تحذف في تكسير ولا تصغير، تقول في سرحان: سراحين، وسريحين، وخرج النون الأصلية كنون أسطوانة فلا حذف لها نحو (2): أساطين جمعا، وتصغيرا:
أسيطنة ولا يعتد بهاء التأنيث وألفه الممدودة وياء النسب والألف والنون المزيدتين؛ لأن التاء وباقيها ككلمة منفصلة وكأنما صغر دحرج، وقاصع، ولوذع، وزعفر، ومثلها عجز المركب، وعلامة التثنية والجمع الصحيح فتقول: بعيلبك، ومسيلمين، ومسيلمين، ومسيلمات. وتحذف واو جلولاء (3) وشبهها نحو براكاء (4)، وقريثاء، فتقول عند سيبويه: جليلاء وقريثاء، وبريكاء بحذف الألف والواو والياء، تشبيها بألف مبارك، وواو فدوكى (5) وياء سميذع (6).
والمبرد (7) يخالفه في إقراره الواو والياء والألف، وتدغم ياء التصغير فيها بعد قلب الواو ياء تقول جليّلاء، وبريّكاء، فعاملها معاملة ما فيه تاء التأنيث. -
(1) اللوذعي: الرجل الظريف الحديد الفؤاد، والياء للنسب.
(2)
في الصحاح: الأسطوانة بالسين معروفة والنون أصلية وهو أفعوالة مثل أقحوانة، وانظر فيما سبق الشافية (2/ 200)، وشفاء العليل (3/ 1057)، والمساعد (3/ 505)، والتسهيل (ص 281).
(3)
بلدة ببغداد قرب خانقين بمرحلة.
(4)
الثبات في الحرب والعدد. والقريثاء: ضرب من التمر ومنه نخل قريثاء.
(5)
فدوكى: الأسد، ورهط الشاعر الأخطل.
(6)
السّميذع: السيد الموطأ الأكناف بفتح السين لا بضمها.
(7)
انظر المقتضب (2/ 262) فقد حكم على رأي سيبويه بالغلط البين وأن احتجاجه بألف مبارك ليس بحجة؛ لأن كاف مبارك من الكلمة، فلذلك حذف الألف؛ لأنه لا يصغر خمسة أحرف، وأنه يلزمه في تحقير بروكة أن تقول: بريكة.