الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[مواضع تزاد فيها الألف والواو والياء]
قال ابن مالك: (فصل: زيدت ألف في «مائة» و «مائتين» وبعد واو الجمع المتطرّفة المتّصلة بفعل ماض أو أمر وربّما زيدت في نحو: يدعو، وهم ضاربو زيد، وشذّت زيادتها في الرِّبا (1)، وإِنِ امْرُؤٌ (2) وزيدت واو في أُولئِكَ (3)، وأُولُوا (4)، وأُولاتُ (5)، «يا أوخيّ» ، و «عمرو» غير منصوب (6)، وزيدت ياء في بِأَيْدٍ (7)، ومِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (8) ووَ مَلَائِهِ (9)، ووَ مَلَائِهِمْ (10) وهذا مما ينقاد إليه ولا يقاس عليه) (11).
- الخاسئين، حيث أثبتوا الألف فيه، ونحو: سفيان، وعثمان، ومروان مما فيه ألف ونون، وكثر استعماله، تحذف ألفه، والإثبات حسن، ثم قال: ويكتب بلام واحدة الذي للزومها؛ فهي غير منفصلة، وجمع الذي: الذين، وأما تثنيتهما فتكتب بلامين، نحو: اللذان، واللذين، والتي وفروعه نحو: اللتان واللتين، واللاتي واللائي. وقال ثعلب (12): كتبوا اللائي واللاتي: الّئي والّتي؛ فحذفوا لاما من أولهما، وألفا من آخرهما، قال: ولو كتب على لفظه كان أوفق، وفي حذف الألف منهما إلباس بالمفرد؛ فلا حذف. والّيل والّيلة بحذف إحدى اللامين، تبعا لخط المصحف، والقياس كتبهما بلامين. وبلامين: لله ونحوه مما فيه ثلاث لامات لفظا؛ لكراهة اجتماع ثلاث لامات، بخلاف لفظ «الله» (13) فقد حذفوا ألفه، فكرهوا كثرة الحذف؛ ولئلا يلتبس بإله، فألفه تحذف.
الشّرح: يشير المصنف بهذا الفصل إلى مواضع زيادة الألف في الكلمات منها: -
(1) سورة البقرة: 275.
(2)
سورة النساء: 176.
(3)
سورة البقرة: 5.
(4)
سورة الرعد: 19.
(5)
سورة الطلاق: 6.
(6)
للتفرقة بينه وبين «عمر» .
(7)
سورة الذاريات: 47.
(8)
سورة الأنعام: 34.
(9)
سورة الأعراف: 103.
(10)
سورة يونس: 83، وهذا كله من رسم المصحف.
(11)
أي: لا يكتب هكذا إلا في رسم المصحف.
(12)
انظر: المساعد (4/ 372).
(13)
انظر: التسهيل (ص 336).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
مائة؛ تفرقة بينها وبين منه، وبعضهم يحذف هذه الألف في الخط، وبعضهم يكتبها ماه بإسقاط الياء. وقال ابن كيسان: منهم من يكتب الهمزة ألفا. ومائتين بزيادة الألف، والرأي الآخر عدم زيادتها كما لا تزاد في الجمع مئتين. ثم قال:
وبعد واو الجمع المتطرفة المتصلة بفعل ماض أو أمر، نحو: ضربوا، واضربوا، خرج بواو الجمع واو: يغزو ويدعو؛ فلا تلحقه الألف خلافا للكسائي والفراء، وبالمتطرفة من نحو: يضربون وضاربوهم وقاتلو زيد، وأجاز الكوفيون لحاقها، وترك الألف كان خط المصحف وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ (1). قال: وربما زيدت في، نحو:
يدعو كما رأى الفراء والكسائي، وهم ضاربو زيد كما يرى الكوفيون، ثم قال:
وشذت زيادتها في الرِّبا (2)، وإِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ (3) وكان حقها أن لا تثبت، بل يكتب الربا هكذا؛ لأن ألفه عن واو؛ ولكن زادوا الألف؛ إذ كتبوه بالواو، وحق امْرُؤٌ؛ أن لا يعتد بما عرض له من ضم عينه للإتباع، فاعتبر لعينه الفتح بالأصالة فكتب بالألف، نحو: يقرأ؛ لكن اعتدوا بما عرض فيه من الإتباع؛ فكتبوا على ذلك: هذا امرؤ؛ بالواو، ومررت بامرئ، بالياء، ورأيت امرأ؛ بالألف.
قال بعد ذلك: وزيدت واو في أُولئِكَ (4)، وأُولُوا (5)، وأُولاتُ (6) ويا أوخيّ، وعمرو غير منصوب؛ فزيدت في أولئك فرقا بينها وبين إليك، والزيادة في «أولي» نصبا وجرّا، للفرق بينها وبين «إلى» الحرف، ثم حمل الرفع على النصب، والجر، والتأنيث على التذكير، وأوخيّ زيدت الواو؛ فرقا بينها وبين المكبّر، وأكثر أهل الخط لا يزيدونها، وفي «عمرو» للفرق بينها وبين عمر، ثم قال: وزيدت ياء في بِأَيْدٍ (7)، ومِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (8) ووَ مَلَائِهِ (9)، ووَ مَلَائِهِمْ (10)، وهذا كله من رسم المصحف، وهمزة بأيد تحقق وتسهل، فكتبت بالألف، وزادوا الياء نظرا إلى التسهيل، كما زيد الياء في نَبَإِ إشعارا بجواز إبدال الهمزة ياء في الوقف، فتكتب بالألف على التحقيق، وبالياء -
(1) سورة المطففين: 3.
(2)
سورة البقرة: 275.
(3)
سورة النساء: 176.
(4)
سورة البقرة: 5.
(5)
سورة الرعد: 19.
(6)
سورة الطلاق: 6.
(7)
سورة الذاريات: 47.
(8)
سورة الأنعام: 34.
(9)
سورة الأعراف: 103.
(10)
سورة يونس: 83.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
على التخفيف لجواز القراءة بهما، وفي قراءة حمزة الوقف بالياء، والألف في ملإيه (1) وملإيهم (2) صورة التحقيق، والياء صورة تخفيف الهمزة؛ إذ تسهل بين الهمزة والحرف الذي حركتها من جنسه، وهي الياء. ثم قال مختتما هذا الباب، بقوله: وهذا مما ينقاد إليه، ولا قياس عليه، فالانقياد إليه في رسم المصحف، اتباعا للسّلف رضي الله عنهم، وهذا شرف كبير لمتابعة هذا النفر الكريم؛ ولا يصح فيه القياس؛ لأنه لا يتعدى موضعه، فإذا كتب ما سبق وأشبهها في غير المصحف لم تكتب بالياء، بل تكتب بأيد هكذا؛ كما تكتب بأصل، وتكتب من نبأ هكذا؛ ككتابة من أجأ، وكذا من ملأه وملأهم (3)؛ مثل: من خطأه وخطأهم بالألف، كما إذا لم تضف لضمير، وقيل: تكتب ياء، على حسب مناسب حركتها؛ أضيفت، نحو: من خطئه أم لم تضف نحو: من الكلى.
* * *
(1) سورة الأعراف: 103.
(2)
سورة يونس: 83.
(3)
انظر المساعد (4/ 375).