الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[خلاف الأخفش والمازني في إبدال الواو]
قال ابن مالك: (خلافا للأخفش في إبدال الواو من المكسورة بعد المضمومة والياء من المضمومة بعد المكسورة، وللمازني في استصحاب الياء المبدلة منها لكسرة أزالها التّصغير أو التّكسير، وفي إبدال الياء منها فاء لأفعل).
ــ
في آخر الفعل أيضا من غير فرق (1).
ولنرجع إلى ذكر الصور الخمس التي تبدل فيها ثانية المتحركتين المصدرتين واوا، فنقول: هي إذا فتحت بعد مفتوحة أو مضمومة، مثال الأولى: أوادم في جمع آدم، أصله أأادم (2) بهمزتين، الأولى همزة أفاعل، والثانية فاء الكلمة، مثال الثانية:
أويدم تصغير آدم، أصله: أأيدم، الأولى همزة أفعل والثانية فاء الكلمة (3)، وكذا إذا ضمت بعد مفتوحة أو
مكسورة أو مضمومة، وإلى ذلك أشار بقوله: أو ضمت مطلقا فمثال المضمومة بعد مفتوحة: أوبّ جمع أبّ، وهو المرعى، أصله أأبب نقلت حركة عينه لفائه توصّلا للإدغام، فعاد إلى: أأبّ، ثم أبدلت الثانية واوا، فعاد إلى: أوبّ، ومن ذلك: أؤمّ مضارع أمّ لكن بعض العرب يحقق هذا فيقول:
أأم (4)؛ لشبه الهمزة بهمزة الاستفهام لمعاقبتها النون، والياء، والتاء، ومثال المضمومة - أيضا - بعد مكسورة مثال: إصبع من أمّ، تقول فيه: إوم، أصله:
إأمم، نقلت حركة العين إلى الفاء فعاد إلى إأمّ، ثم أبدل فقيل: إوم، ومثال المضمومة - أيضا - بعد مضمومة مثال: أبلم من: أمّ، تقول فيه: أومّ، أصله:
أأمم، نقلت الحركة فعاد إلى: أؤمّ، ثم أبدل فقيل: أومّ (5).
قال ناظر الجيش: لما قدم أن الهمزة الثانية المكسورة من الهمزتين المصدّرتين -
(1) انظر: التذييل (6/ 147 ب)، (148 أ)، والمساعد (4/ 106)، وشرح ابن عقيل (4/ 217)، والهمع (2/ 220)، والأشموني (4/ 300).
(2)
انظر: الهمع (2/ 220)، والمساعد (4/ 107)، وشرح ابن عقيل (4/ 216).
(3)
انظر: المراجع السابقة.
(4)
انظر: شرح الكافية لابن مالك (4/ 2098)، وشرح ابن عقيل (4/ 217).
(5)
انظر: الهمع (1/ 365).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
المتحركتين تبدل ياء ولو بعد الهمزة المضمومة، وأن الثانية المضمومة منهما تبدل واوا ولو بعد الهمزة المكسورة - أراد أن ينبّه على أن الأخفش يخالف في المسألتين (1)، فيبدل من المكسورة بعد المضمومة واوا ومن المضمومة بعد المكسورة ياء، فإذا قال الجماعة في: أأين مضارع أينته: أينّ، قال الأخفش: أونّ، وإذا قالوا في مثل:
إصبع من أمّ: إومّ، قال الأخفش: إيمّ، وحاصله: أن الجماعة راعوا حركة الهمزة نفسها، فأبدلوا الهمزة من جنس حركتها، والأخفش راعى حركة ما قبل الهمزة المخففة، والعمل إنما هو على مذهب الجماعة، وسيذكر بعد ضعف مذهب الأخفش في ذلك، وأمّا قوله: وللمازني في استصحاب الياء
…
إلى آخره، فأشار به إلى مسألة، وهي أن الهمزة الثانية فيما نحن فيه إذا أبدلت ياء لكونها مكسورة، ثم تغيرت تلك الكسرة بفتحة عارضة لتصغير أو
تكسير، فإن الجماعة ينظرون إلى ما آل إليه أمر الهمزة من الفتح فيبدلونها واوا لكونها مفتوحة بعد مضمومة في التصغير، ومفتوحة في التكسير؛ فيقولون في تصغير أئمة: أويمّة، وفي تكسير إيدم وهو مثال إصبع (2) من الأدمة: إودم، والمازني لم يعتبر ذلك، بل استصحب الياء التي [6/ 150] استحق إبدالها من الهمزة (3) أوّلا وكأنه يرى أن التكسير والتصغير عارضان، فلا يراعي ما حدث بسببها، ورجّح مذهب غير المازني بأن الواو أحق بأن تبدل من هذه الهمزة؛ لأن الياء إنما صيّر إليها؛ لأجل الكسرة وقد ذهبت، وأشار بقوله: وفي إبدال الياء منها فاء لأفعل إلى أن المازني خالف الجماعة - أيضا - في مسألة أخرى، وهي أن تبدل الهمزة الثانية المتحركة إذا وقعت فاء لأفعل ياء، فتقول في مثال أفعل من أمّ: أيمّ (4)، أصله: أأمم فنقلت الفتحة التي على الميم إلى الهمزة، -
(1) انظر: التذييل (6/ 148 أ)، والمساعد (4/ 107)، والمقتضب (1/ 294)، والهمع (2/ 220)، والأشموني (4/ 300)، والمنصف (2/ 315)، والممتع (1/ 367).
(2)
الأصبع: واحدة الأصابع تذكر وتؤنث، وفيه لغات: الإصبع، والأصبع بكسر الهمزة وضمها والباء مفتوحة، والأصبع، والأصبع، والأصبع، والإصبع، مثال اضرب، والأصبع بضم الهمزة والباء، والإصبع نادر. اللسان «صبع» .
(3)
المنصف (2/ 316) وما بعدها، والتذييل (6/ 148 أ)، والمساعد (4/ 108)، والممتع (1/ 366).
(4)
انظر: المنصف (2/ 318)، والتذييل (6/ 148 ب).