المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[إبدال الواو والياء ألفا وهما عينان] - تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد - جـ ١٠

[ناظر الجيش]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الخامس والسبعون باب التّصغير

- ‌[تعريف التصغير وبيان أغراضه وصيغه وشروطه وكيفيته]

- ‌[حكم تصغير ما فيه ألف]

- ‌[كسر ما بعد ياء التصغير]

- ‌[تصغير ما حذف أحد أصوله]

- ‌[التوصل إلى صيغة فعيعل وفعيعيل بما توصل به إلى جمع تكسيره]

- ‌[ما يرد إلى أصله عند التصغير وما لا يرد]

- ‌[تصغير المؤنث الخالي من تاء التأنيث]

- ‌[تصغير ما دلّ على جمع]

- ‌[الاستغناء بالمصغر عن المكبر ونحوه]

- ‌[تصغير غير المتمكن]

- ‌[تصغير الترخيم]

- ‌الباب السادس والسبعون باب التّصريف

- ‌[تعريف التصريف]

- ‌[ما يدخله التصريف]

- ‌[عدد حروف المجرد]

- ‌[مبلغ الاسم والفعل بالزيادة]

- ‌[أبنية الثلاثي المجرد

- ‌[أبنية الرباعي المجرد

- ‌[أبنية الخماسيّ المجرّد

- ‌[أبنية الاسم المجرد الثلاثي والرباعي والخماسي الشاذة]

- ‌[المضاعف من الثلاثيّ

- ‌[اجتماع حرفي علّة في كلمة]

- ‌[بناء فعل من باب قوّ]

- ‌[المضارع من الرباعي]

- ‌[الميزان الصرفي

- ‌[حروف الزيادة ودليلها وأنواعها]

- ‌[الزيادة قبل فاء الفعل والاسم]

- ‌[الأوزان المهملة من المزيد فيه]

- ‌[أدلة الزيادة]

- ‌[زيادة النون والتاء والسين والهاء واللام]

- ‌[الزيادة غير المطردة]

- ‌[ما ثبتت زيادته لعدم النظير]

- ‌[الزائد بالتضعيف]

- ‌[حكم ما تماثل فيه كل حرفين من الرباعي]

- ‌[تعيين الزائد من حرفي التضعيف]

- ‌[اجتماع حرف من سألتمونيها والتضعيف في الكلمة]

- ‌[زيادة الهمزة والنون آخرا]

- ‌[حكم نظير أحد المثالين]

- ‌[الحكم بزيادة الياء والهمزة والميم أولا]

- ‌[المزيد للإلحاق]

- ‌[إلحاق الألف والهمزة]

- ‌[الإلحاق بالتضعيف]

- ‌[أمثلة الملحق بالخماسي]

- ‌[ما يعرف به الزائد]

- ‌[الإبدال

- ‌[إبدال الهمزة من حروف اللين

- ‌[إبدال الهمزة وجوبا]

- ‌[إبدال الواو همزة جوازا]

- ‌[إبدال الهمزة جوازا]

- ‌[إبدال حرف اللين الثاني في مثل: عيايل همزة]

- ‌[قلب المدّة الثالثة في الجمع على مفاعل همزة]

- ‌[إبدال أحرف العلة من الهمزة]

- ‌[إبدال الهمزة من الهاء والعين]

- ‌[إبدال حروف العلة من الهمزة]

- ‌[خلاف الأخفش والمازني في إبدال الواو]

- ‌[تكملة اجتماع الهمزتين]

- ‌[اجتماع همزتين بينهما فاصل]

- ‌[حكم توالي أكثر من همزتين]

- ‌[تخفيف الهمزة المتحركة]

- ‌[تخفيف الهمزة الساكنة]

- ‌[حكم المنقول إليه حركة الهمزة]

- ‌[إبدال أحرف العلة من بعض: إبدال الياء من الواو]

- ‌[إبدال الألف والواو ياء]

- ‌[إبدال الياء واوا]

- ‌[حكم إبدال الضمّة كسرة في فعلى وغيرها]

- ‌[مواضع أخرى لقلب الضمة كسرة والياء واوا]

- ‌[منع إبدال الضمة كسرة]

- ‌[مواضع قلب الضمة كسرة جوازا]

- ‌[تسكين ذي الكسرة والضمة المؤثّرتين إعلال اللام]

- ‌[مواضع إبدال الياء المدغمة في مثلها واوا]

- ‌[إبدال الياء واوا]

- ‌[حذف الياء المتطرفة]

- ‌[حكم ما اجتمع فيه ثلاث أو أربع واوات]

- ‌[من مواضع قلب الواو ياء]

- ‌[إبدال الواو المتطرفة بعد واوين ياء وكذلك الكائنة لام فعول جمعا]

- ‌[ما يجوز فيه الإعلال والتصحيح]

- ‌[تصحيح الواو وهي لام فعول جمعا]

- ‌[قلب الواو ياء لاما لفعلى]

- ‌[إبدال الألف من الواو والياء]

- ‌[إبدال الواو والياء ألفا وهما عينان]

- ‌[حكم إعلال صورى وروح وحول]

- ‌[حكم إبدال الواو الساكنة والياء الساكنة بعد فتحة]

- ‌[قلب الواو والياء ألفا إذا وقعتا عينين

- ‌[الحذف والتصحيح في الإفعال والاستفعال]

- ‌[مسألتان في فروع ما تقدم]

- ‌[إبدال التاء من فاء الافتعال وحروفه]

- ‌[الإعلال بالحذف]

- ‌[حذف الواو من المثال في المضارع كيعد]

- ‌[حذف الواو المذكورة من الأسماء كلدة]

- ‌[حذف همزة أفعل من مضارعه واسمي فاعله ومفعوله]

- ‌[حذف فاءات خذ وكل ومر]

- ‌[حذف عين فيعلولة]

- ‌[حذف عين الفعل الماضي]

- ‌[حذوف أخرى مختلفة]

- ‌[حذف ألف ما الاستفهامية]

- ‌[حذف اللام شذوذا]

- ‌[الإعلال بالقلب]

- ‌[الإبدال من ثالث الأمثال]

- ‌[إبدال حرف اللين بتضعيف ما قبله، وتاء الضمير طاء ودالا]

- ‌[إبدال الميم من النون الساكنة قبل ياء وغيرها]

- ‌[إبدال الصاد والسين من بعض الحروف]

- ‌[التكافؤ في الإبدال بين الطاء والدال والتاء]

- ‌[التكافؤ بين الحروف]

- ‌[التكافؤ في إبدال حروف أخرى]

- ‌[إبدال الميم والشين من بعض الحروف]

- ‌[إبدالات أخرى مختلفة]

- ‌الباب السابع والسبعون باب مخارج الحروف

- ‌[بيان المخارج، والحروف الخاصة بكل مخرج]

- ‌[تفريع على حروف الهجاء]

- ‌[بيان الصفات المختلفة لكل حرف]

- ‌[بيان إدغام المتماثلين والمتقاربين]

- ‌[حكم الإدغام قبل الضمير]

- ‌[الإدغام في ثاني اللامين]

- ‌[حكم المثلين المتحركين في كلمة]

- ‌[إدغام التكافؤ وحروفه]

- ‌[بيان حكم إدغام النون الساكنة بغنّة وبغيرها]

- ‌[حكم إدغام التاء في مثلها ومقاربها في باب افتعل وما تصرف منه]

- ‌الباب الثامن والسبعون باب الإمالة

- ‌[الإمالة: معناها، وأسبابها، وموانعها]

- ‌[ما يجوز فيه الإمالة وتركها]

- ‌[ما يمال لمجاورة الممال مع خلوه من سبب الإمالة وما يمال من غير المتمكن]

- ‌الباب التاسع والسبعون باب الوقف

- ‌[بيان معنى الوقف لغة واصطلاحا وحكم الموقوف عليه]

- ‌[الوقف على «إذن» وعلى المقصور والمنقوص]

- ‌[حكم الوقف على المتحرك المنتهي بغير هاء التأنيث]

- ‌[حكم الوقف على ما آخره همزة]

- ‌[حكم الوقف على ما آخره تاء التأنيث]

- ‌[بيان ما يوقف عليه بهاء السكت وحكمه]

- ‌[حكم الوقف على الروي المتصل بمدة]

- ‌الباب الثمانون والأخير باب الهجاء

- ‌[الأصل الأول: فصل الكلمة من الكلمة]

- ‌[الأصل الثاني: مطابقة المكتوب المنطوق به]

- ‌[اعتبار الأصل في المطابقة]

- ‌[ما خرج عن مطابقة الأصل شذوذا]

- ‌[اعتبار المطابقة بالمآل]

- ‌[حكم همزة الوصل من حيث الإثبات والحذف]

- ‌[حكم الحروف اللينة إذا توالت في كلمة أو كلمتين]

- ‌[حذف الألف من لفظ الجلالة وغيره]

- ‌[حذف الألف من الأعلام الزائدة على ثلاثة أحرف]

- ‌[مواضع تزاد فيها الألف والواو والياء]

الفصل: ‌[إبدال الواو والياء ألفا وهما عينان]

[إبدال الواو والياء ألفا وهما عينان]

قال ابن مالك: (وتعلّ العين بعد الفتحة بالإعلال المذكور إن لم يسكّن ما بعدها، أو يعلّ أو تكن هي بدلا من حرف لا يعلّ أو يكن ما هي فيه فعلا واويّا على افتعل بمعنى تفاعل أو فعل بمعنى افعلّ مطلقا أو متصرّفا منهما، أو اسما ختم بزيادة تخرجه عن صورة فعل خال من علامة تثنية أو موصول بها وقد يعلّ فعل المذكور).

قال ناظر الجيش: تقدم لنا أن العين إذا كانت واوا أو ياء تستحق هذا الإعلال أعني الإبدال ألفا، وأن ذلك مشروط بأمور خمسة: حركة كل من الواو والياء وفتح ما قبلهما في كلمتيهما، وكون الفتحة أصلية لا عارضة، وكون الحرف المفتوح قبلهما في كلمتيهما، وأن لا يسكن ما بعدهما، وتقدم أيضا أن هذه الأمور المشروطة قد توجد ويتخلف الحكم الذي هو الإبدال لمانع، وأن الموانع خمسة: أن تكون الكلمة قد استحق فيها إعلال اللام كما استحق إعلال العين، والقاعدة أن اللام التي تعل إذ ذاك، وأن تكون الياء أو الواو عينا لفعل الذي الوصف منه على أفعل، وأن تكون الياء أو الواو عينا لمصدر هذا الفعل، وأن تكون الواو عينا من افتعل الدال على معنى التفاعل وأن تكون الياء أو الواو عينا لكلمة في آخرها زيادة تخص الأسماء، فأما الأمور المشروطة فقد تضمن كلام المصنف ثلاثة منها، وهي فتح ما قبل الحرف الذي يقصد إبداله واتصال الفتحة بما يليها؛ لأن اللام في قوله:

بعد الفتحة للعهد، والفتحة المعهود إليها مقيدة بكونها متصلة، فصار الاتصال مذكورا - أيضا - وأما الأمر الثالث فأشار إليه بقوله: إن لم يسكن ما بعدها.

والأمران الآخران لم يذكرهما وهما تحرك حرف العلة المستحق للإبدال، ولا بد منه لأن مثل: سيف وجوف لا يعل وكون الحركة التي تحرك بها الحرف المذكور أصلية لا عارضة ولا بد من ذلك؛ لأن مثل: جيل وتوم مخففي جيأل (1) وتؤم - لا يعل.

وأما الأمور المانعة فقد ذكرها خمسة لكنه نقص من الذي ذكرناه أمرا، وذكر هو -

ص: 5144

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أمرا آخر لم نذكره نحن وسنبين ذلك عند شرح كلامه، رجعنا إلى ألفاظ الكتاب وتطبيقها تفصيلا على ما ذكرناه مجملا، قوله: وتعل العين ظاهر؛ لأن كلامه الذي قبل هذا إنما هو في إعلال اللام وكان الواجب أن يقول: المتحركة بحركة أصلية لما عرفت وقوله: بعد الفتحة أي: المتصلة بما يليها لما عرفت أن اللام فيها للعهد، والمتقدمة مقيدة بذلك. وقوله: بالإعلال المذكور أي: بإبدال الألف منها واوا كانت أو ياء. وقوله: إن لم يسكن ما بعدها قد عرفت أنه من جملة الأمور المشترطة لهذا الإعلال، ولا يخفى أمثلة ذلك مع أنه قد تقدم ذكرها، أعني ذكر ما اجتمعت فيه الأمور المشروطة؛ فاستحق الإعلال، وذكر ما لم يجتمع فيه؛ فاستحق التصحيح، ثم شرع في ذكر الموانع من قوله: أو يعل، ولكنه أتى بها معطوفة على قوله: إن لم يسكن ما بعدها وقد عرفت أن ذلك شرط، وحاصله: أنه جعل انتفاء الموانع مشروطا وهو الصحيح، ولكن الأولى إفراد الموانع عن الشروط وقد عرفت من كلامه الذي نقلناه عنه من إيجاز التعريف أنه أورد الشروط في فصل، وأورد الموانع في فصل، فكان ذلك أحسن من كلامه في التسهيل فقوله:

أو يعل هذا المانع الأول ومعناه أو يعل ما بعدها أي: ما بعد العين وهو اللام، وقد تقدم أن إعلال العين واللام إذا استحق كل منهما وجب إعلال اللام وكان مانعا من إعلال العين وتقدم تمثيل ذلك بنحو: الهواء والحياء، وتقدم ذكر الموجب لإعلال اللام وتصحيح العين فلا حاجة إلى إعادته وقوله: أو تكن هي بدلا من حرف لا يعل هذا مانع ثان وهو المانع الذي قلنا: إنه ذكره في التسهيل، وذكره في شرح الكافية أيضا، ومثل لذلك بقولهم: شيرة في شجرة فلا تعلّ هذه الياء؛ لأنها بدل من حرف لا يعلّ (1)، وأنشدوا:

4315 -

إذا لم يكن فيكنّ ظلّ ولا ندى

فأبعدكنّ الله من شيرات (2)

-

(1) قال في الكافية:

وقد يكفّ سبب الإعلال أن

يناب عن حرف بتصحيح قمن

كقولهم: قد أيسوا وشيره

ناحين منحى: يئسوا وشجره

وقال في شرحه: «وكذا قولهم: شيره بمعنى شجرة صحّح لوقوع يائه موقع الجيم» شرح الكافية (2134).

(2)

من الطويل قائله جعيثنة البكائي والشاهد في قوله: شيرات بدلا من شجرات فجاءت الياء وهي عين -

ص: 5145

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

والظاهر أن الاحتراز عن ذلك غير محتاج إليه، فإن القصد إنما هو إلى إبدال الياء من الجيم لغرض ما، ولا بدّ من بقاء الحرف المبدل ليكون دليلا على الإبدال وعلى الحرف الذي أبدل منه، وإذا كان كذلك امتنع من ذلك أن تبدل للحرف المبدل حرفا آخر، لا سيما والبدل غير لازم في هذه الكلمة - أعني إبدال الياء من الجيم - فكأن الجيم موجودة، قوله: أو يكن ما هي فيه فعلا واويّا على افتعل بمعنى تفاعل، هذا المانع الثالث وقد تقدّم تمثيله باجتور القوم بمعنى: تجاوروا، وتقدم تعليله، واحترز بالواوي من اليائي، فإن اليائي العين يعل نحو: امتازوا وابتاعوا واستافوا، أي: تضاربوا بالسيوف، وإنما أعل ذلك؛ لأن الياء أشبه بالألف من الواو فناسب إعلالها دونها، ومثل: اجتوروا ازدوجوا (1) واعتونوا واعتوروا فإنها في معنى تزاوجوا وتعاونوا وتعاوروا، فلو لم يكن افتعل بمعنى تفاعل وهو من ذوات الواو نحو: اختان بمعنى خان، واختار بمعنى خار، وكذا اعتاد وارتاب، وقوله: أو فعل بمعنى افعل مطلقا هذا المانع الرابع، وقد تقدم الكلام عليه أيضا. وإنما قال: مطلقا؛ ليشمل الواوي نحو: عور وحول وسود، واليائي نحو: صيد وبيض، وصحت العين في هذه الأمثلة لصحتها في اعور واحول واسود واصيد وابيض، ولو لم يقل:

مطلقا لتوهم أن المراد فعل الواوي؛ لأن المعطوف عليه مقيد بكونه واويّا، وقوله:

أو متصرفا منهما، أراد به التصرف من افتعل وفعل المذكورين نحو: مجتور وعور ونحوهما (2)، وهذا ليس مانعا أصلا بنفسه بل هو فرع حكم له بحكم أصله، والحق أن ذلك لا يحتاج إليه؛ لأن القاعدة التصريفية أن المتصرف من الصحيح صحيح، ومن المعتل معتل، فقوله: أو متصرفا [6/ 183] منهما مستغنى عنه؛ لما قلناه وقد تقدم القول بأن المصنف نقص في هذا الكتاب مانعا من الموانع المذكورة هنا -

- الكلمة بدلا من حرف لا يعل هو الجيم فلا تعل الياء مع أنها استوفت شروط الإعلال. وانظر: أمالي القالي (2/ 214) شرح شواهد شروح الألفية للعيني (4/ 589) والمزهر (ص 146) والتذييل (6/ 174 أ) والمساعد (4/ 164).

(1)

قال سيبويه (2/ 364)(بولاق): «وأما قولهم: اجتوروا واعتونوا، وازدوجوا واعتوروا، فزعم الخليل أنها إنما تثبت؛ لأن هذه الأحرف في معنى تفاعلوا. ألا ترى أنك تقول: تعاونوا، وتجاوروا، وتزاوجوا فالمعنى في هذا وتفاعلوا سواء» . وانظر المقتضب (1/ 98) والممتع (2/ 473 - 474).

(2)

انظر: التذييل (6/ 174 ب) والمساعد (4/ 195).

ص: 5146

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

فلم يذكره، وهو مصدر فعل بمعنى افعلّ الذي ذكر آنفا كعور وحول وهيف وعين، فالواجب أنه كان يقول: أو فعل بمعنى افعلّ أو مصدره، ويكون هو المانع الخامس على عده ما ذكره ثانيا مانعا وهو الرابع على ما عددناه نحن. وقوله: واسما ختم بزيادة تخرجه عن صورة فعل خال من علامة تثنية أو موصول بها، هذا والمانع الخامس، وقد تقدمت الإشارة إليه ونحن نعيد الكلام فيه فنقول: الأصل المعروف أن الكلمة إذا كان في آخرها زيادة تخص الأسماء وكانت عينها حرف علّة يلي فتحة فإن عينها لا تعل؛ لأن الكلمة بتلك الزيادة يبعد شبهها بما هو الأصل في الإعلال وهو الفعل، وحينئذ يجب التصحيح، وذلك نحو: جولان وهيمان وصورى وحيدى. قال المصنف في شرح الكافية: لما كان الإعلال فرعا، والفعل فرع، كان به أحق من الاسم، فلهذا إذا كان في آخر الاسم زيادة تختص بالاسم صحّحت فيه الواو والياء المتحركان المنفتح ما قبلهما كالجولان والهيمان؛ لأن هذه الزيادة مزيلة لشبه الاسم بالفعل فما جاء من هذا النوع معلّا عدّ شاذّا: كهامان وداران (1)، وأما الحوكة وشبهه فتصحيحه شاذّ باتفاق؛ لأن تاء التأنيث تلحق الفعل الماضي لفظا كما تلحق الاسم، فلا يثبت بلحاقها مباينة، ثم قال: وتصحيح واو: صوري عند المازني قياسيّ؛ لأن آخره ألف تأنيث، وهي مختصة بالأسماء، فلو بني مثلها من قول قيل على رأيه: قولى، والأخفش يرى أن تصحيحها شاذ (2)؛ لأن ألفها في اللفظ كألف فعلى إذا جعل علامة تثنية، فلو بني مثلها من: قول على رأيه لقيل: قالا جريا على القياس كما أن: قائلا لو حذي به في الجمع حذو حوكة وزنا لقيل: قالا باتفاق؛ لأن ما شذ لا يتبع في شذوذه (3)، وتقدم لنا أنه قال في إيجاز التعريف أيضا: ويمنع أيضا من الإعلال المذكور كون حرف اللين عين فعلان كالجولان والسيلان، أو عين فعلى كالصّورى والحيدى، وإنما صحح هذان

المثالان؛ -

(1) انظر الكتاب (2/ 371)، والممتع (2/ 492) وتوضيح المقاصد (6/ 53 - 54) والرضي (3/ 106) والمنصف (2/ 9) والأشموني (4/ 317).

(2)

المنصف (2/ 6) وتوضيح المقاصد (6/ 54) والأشموني (4/ 318) والتذييل (6/ 174 ب) والمساعد (4/ 166) وابن جماعة (2/ 285).

(3)

شرح الكافية (2132) وما بعدها بتصرف.

ص: 5147

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

لأن حركة عينهما لا تكون غير فتحة إلا في الصحيح على قلة كظربان وسبعان، والفتحة لخفتها لا يعلّ ما هي فيه وليس بلازم إلا فيما يوازن مكسورا أو مضموما كفعل فإنه يوازن فعل وفعل فأعلّ حملا عليهما، وليس لنا في المعتل العين فعلان ولا فعلان، فيحمل عليه فعلان ولا لنا فعلى ولا فعلى فيحمل عليه فعلى فوجب تصحيحهما لذلك. وأيضا فإن آخر كل واحد منهما زيادة توجب مباينة أمثلة الفعل فصححا تنبيها على أصالة الفعل في الإعلال، وأن الاسم إذا باينه استوجب التصحيح، وإنما كان الفعل أصلا في الإعلال؛ لأنه فرع والإعلال حكم فرعي فهو به أحق إلى آخر ما ذكره مما تقدم لنا إيراده عنده وظهر من كلامه هذا أن التصحيح فيما ذكره يمكن أن يعلل بأحد الأمرين، وهي إما أن الفتحة لخفتها لا يعل ما هي فيه إلا إذا كان للكلمة موازن بكسر أو ضم بخلف الفتحة على عين الكلمة فإنهما يعلان، فيعل المفتوح العين حملا عليهما، ولم يوجد نحو الفعلان والفعلى مما هو معتل العين إلا وحركة عينه فتحة، والإعلال إنما يستحق لمثل ذلك بالحمل على نظيره وزنا مما حركة عينه كسرة أو ضمة، وليس ثم نظير فيحمل عليه، فلذلك وجب التصحيح، وهذا تعليل حسن لطيف بديع، وأما أن الاسم بهذه الزيادة باين الفعل فصحح تنبيها على أصالة الفعل في الإعلال، فإذا باينه الاسم استوجب التصحيح، وهذا هو التعليل المشهور عند أهل التحصيل إذا عرفت هذا، فقول المصنف: أو اسما ختم بزيادة تخرجه عن صورة فعل يدخل تحته نحو: الجولان والسيلان والصورى والحيدى، وأما قوله: قال: من علامة تثنية أو موصول بها - فلم يظهر لي المراد منه صريحا وأشكل عليّ فهم هذا الكلام، ووقع في ذهني أن يكون مراده بقوله: خال من علامة تثنية أن يعرفنا أن الفعل الذي يخرج الاسم بالزيادة عن صورته هو الفعل الخالي من علامة التأنيث؛ لأن الفعل إذا اتصلت به ألف اثنين نحو: يضربان لا يخرج الاسم بزيادة الألف والنون عن صورته، فلو لم يقيّد الفعل بقوله: خال من علامة تثنية لقيل: إن نحو الجولان والهيمان لم يخرجا بالزيادة عن صورة فعل، لكن يدفع كون هذا مراده قوله: أو موصول بها فإنه سوّى بين الخالي منها والموصول بها، وقال الشيخ في شرح هذا الموضع: قوله: أو اسما ختم

بزيادة -

ص: 5148

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

تخرجه عن صورة فعل خال من علامة تثنية أو موصول بها مثال ذلك: جولان وسيلان، فهذان قد ختما بزيادة وهي الألف والنون وأخرجتهما عن صورة فعل موصوف بما ذكر، ومثال ما ختم بزيادة ولم تخرجه عن صورة فعل إلى آخره: قالة وحاكة ونحوهما. فهذه ختمت بتاء التأنيث وهي زيادة لم يخرج بها الاسم عن صورة فعل خال من علامة تثنية؛ لأن تاء التأنيث لحقت الاسم كما لحقت الفعل في:

باعت وقالت، والألف والنون لا تلحقان الفعل بحال فافترقا ومثال ما ختم بزيادة ولم تخرجه عن صورة فعل موصول بعلامة تثنية، أن تبني من القول والبيع اسما على وزن فعلى فتقول: قالى وباعى، فتعل ولا تصحح حملا على: صورى وحيدى؛ لأن هذا التصحيح عند المصنف شاذ، وإنما يجري على المقيس لا على الشاذ، وإنما أعل لأن الألف في آخره في اللفظ كألف: فعلا إذا جعلت الألف علامة تثنية، كما لو قيل:

ابن من النوس اسما جمعا على مثل: حوكة وزنا لقلت: ناسة باتفاق، ولا تقول:

نوسة؛ لأن: حوكة شاذ ولا يتبع في شذوذه (1). انتهى. وقوله: لأن الألف في آخره في اللفظ كألف فعلا إلى آخره هو كلام المصنف بعينه في شرح الكافية وقد ذكرناه قبل. وقد اضطرب عليّ كلام المصنف في هذا الموضع ولم يتضح لي من كلام الشيخ ما أعتمد عليه، وهذا إما لقصور مني عن إدراكه، وإما لخلل. فسبحان من لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء. ولا شك أن المسألة في نفسها واضحة وقد تقرر حكمها وتبين فيما تقدم. وقال سيبويه: هذه العين أقوى من اللام، ولذلك قد يعتل لاما ما لا يعتل عينا كالواو المشددة المخففة بعد الضمة، ولما كانت اللام تصح في: النزوان والعليان كانت العين أولى بالتصحيح (2). قال الشيخ: وزعم أبو العباس: أن القياس الإعلال، وعلى [6/ 184] الإعلال جاء داران وهامان، وزعم سيبويه أن الإعلال ليس بمطرد، ونقله المصنف عن المازني (3)، ومذهب سيبويه والمازني هو الصحيح؛ لأنه الأكثر في كلام العرب (4)، أعني صحة الواو والياء -

(1) التذييل (6/ 174 ب).

(2)

الكتاب (2/ 371).

(3)

الكتاب (2/ 371) والمنصف (2/ 9).

(4)

انظر الأشموني (4/ 317) وتوضيح المقاصد (6/ 54) والرضي (3/ 107).

ص: 5149