الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[إدغام التكافؤ وحروفه]
قال ابن مالك: (وقع التّكافؤ في الإدغام بين الحاء والعين، وبين الخاء والغين، وبين القاف والكاف، وبين الصّفيريّة، وبين الطّاء والدّال، والثّاء والظّاء، والذّال والثّاء، وتدغم السّتّة في الصّفيريّة، وتدغم في التّسعة، وفي الشّين والضّاد والنّون والرّاء: واللّام وجوبا إن كانت للتّعريف أو شبيهتها وإلّا فجوازا بقوة في الرّاء، وبضعف في النّون، وبتوسّط فيما بقي).
ــ
أو ضمزة، والدال في الثلاثة: أبعد جعفرا أو سالما أو ضمزة، والتاء في الثلاثة:
أسكت مع الثلاثة، والظاء في الثلاثة: عظ مع الثلاثة، والذال فيها: خذ معها، والتاء فيها: ليت معها، ولم يحفظ سيبويه إدغام الستة في الجيم (1)، وذكره السيرافي وغيره.
قال المصنف في التسهيل: والأولى إبقاء إطباق المطبق أي من هذه الستة، وهو الطاء، والظاء، فمن العرب من يبقي الإطباق، كالغنة في إدغام النون، وبعضهم يذهبه كما يذهب الغنة. وقال سيبويه: كلّ عربي (2)، أي: إبقاء الإطباق وتركه.
الشّرح: يشير المصنف بذلك إلى أنّه قد أدغم هذا الحرف في ذاك، وذاك في هذا؛ وذلك لوقوع التكافؤ بينهما - بين الحاء والعين - مثل:(فمن زحزح عن النّار) بالإدغام كما جاء عن أبي عمرو، ومنع سيبويه ذلك؛ لأن الحاء أدخل في الفم، يرده السماع الصحيح، والعين في الحاء، نحو: اقطع حبلك، قال سيبويه (3): الإدغام والبيان حسنان.
وبين الخاء والغين نحو: اسلخ غنمك، وادمغ خلفا، قيل: والإدغام والبيان فيهما حسنان، والذي نص عليه سيبويه أن إدغام الغين في الخاء أحسن من العكس.
وبين القاف والكاف، نحو: الحق كندة، وأمسك قطبا، والإدغام والبيان -
(1) الكتاب (4/ 448).
(2)
المصدر السابق (4/ 466)، والتسهيل (ص 322).
(3)
الكتاب (4/ 464).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
حسنان، وقيل: الإدغام أحسن.
وبين الصفيريّة فتدغم الصاد في السين والزاي، والسين في الصاد والزاي، والزاي في الصاد والسين، وذلك لتقاربهن في المخرج، واجتماعهن في الصفير، والإدغام فيهن أحسن من الإظهار فيه إذا كان متحركا، مثل: محص سالم أو زاهر، واحبس صابر أو زاهر، وأوجز صابر أو سالم (1).
وبين الطاء والدال، والتاء والظاء، والذال والثاء فكل واحد من هذه الستة يجوز إدغامه في الخمسة الباقية، فالطاء نحو: اربط دارما، أو تميما، أو ظالّما، أو ذيبا أو ثابتا. والدال نحو: قد طوى، أو تلا، أو ظلم، أو ذرا، أو ثبت. والتاء: قالت طائفة، وجاءت دنيا، رأت ظالما، قتلت ذيبا، أخذت ثعلبا. والظاء: عظ تميما، أو داود، أو طالوت، أو ذا النون، أو ثابتا. والذال: إذ طال، أو تلا، أو ظلم، أو دنا، أو ثبت. والثاء: ابعث تميما، أو طاهرا، أو داود، أو ظافرا، أو ذا
النون.
وتدغم الستة في الصفيريّة، فتدغم الطاء والدال والتاء والظاء والذال، والثاء في الصاد والسين والزاي.
وتدغم في التسعة، وفي الشين، والضاد، والنون، والراء: اللام وجوبا إن كانت للتعريف فالتسعة ما سبق من الطاء إلى الزاي، ولزم الإدغام لكثرة استعمال حرف التعريف هذا رأي البصريين (2)، والكسائي يرى الإظهار إلا عند اللام والراء والنون كالصامت.
أو شبيهة لام التعريف، كالتي للمح الأصل أو الزائدة، نحو: النعمان واليزيد.
وإلا كان جائزا في الراء نحو: هل رأيت؟، والإظهار لغة لأهل الحجاز، ولكون الإدغام أحسن، قرأ معظم القراء به، وقرأ حفص بَلْ رانَ (3) بالإظهار وبضعف في النون؛ ولهذا رجع السبعة غير الكسائي إلى الإظهار في هَلْ نَدُلُّكُمْ (4).
ويتوسط فيما بقي، وهو أحد عشر حرفا: نحو: هل طلب، أو دنا، أو تكلم، أو ظلم، أو ذهب، أو ثأر، أو صبر، أو سمع، أو زال، أو شهد، أو ضرب؟ -
(1) المساعد (4/ 270).
(2)
شفاء العليل (3/ 1123).
(3)
سورة المطففين: 14.
(4)
سورة سبأ: 7.