المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثاني: فيما جاء من الرؤيا المفسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم - جامع الأصول - جـ ٢

[ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات]

فهرس الكتاب

- ‌حرف التاء

- ‌الكتاب الأول: في تفسير القرآن، وأسباب نزوله

- ‌فاتحة الكتاب

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس

- ‌سورة هود

- ‌سورة يوسف

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة إبراهيم

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة بني إسرائيل

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريم

- ‌سورة الحج

- ‌سورة قد أفلح المؤمنون

- ‌سورة النور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشعراء

- ‌سورة النمل

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الروم

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة السجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة فاطر

- ‌سورة يس

- ‌سورة الصافات

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزمر

- ‌سورة حم: المؤمن

- ‌سورة حم: السجدة

- ‌سورة حم عسق

- ‌سورة حم: الزخرف

- ‌سورة حم: الدخان

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌الذاريات

- ‌سورة الطور

- ‌سورة النجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الرحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصف

- ‌سورة المنافقين

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة الطلاق

- ‌سورة التحريم

- ‌سورة ن

- ‌سورة نوح

- ‌سورة الجن

- ‌سورة المزمل

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة المرسلات

- ‌سورة عم يتساءلون

- ‌سورة عبس

- ‌سورة إذا الشمس كورت

- ‌سورة المطففين

- ‌سورة إذا السماء انشقت

- ‌سورة البروج

- ‌سورة سبح اسم ربك الأعلى

- ‌سورة الفجر

- ‌سورة الشمس

- ‌سورة والضحى

- ‌سورة أقرأ

- ‌سورة القدر

- ‌سورة إذا زلزلت

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة أرأيت

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة النصر

- ‌سورة الإخلاص

- ‌سورة المعوذتين

- ‌الكتاب الثاني: في تلاوة القرآن وقراءته

- ‌الباب الأول: في التلاوة

- ‌الفصل الأول: في الحث عليها

- ‌الفصل الثاني: في آداب التلاوة

- ‌الفرع الأول: في تحسين القراءة والتغني بها

- ‌الفرع الثاني: في الجهر بالقراءة

- ‌الفرع الثالث: في كيفية قراءة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرع الرابع: في الخشوع والبكاء عند القراءة

- ‌الفرع الخامس: في آداب متفرقة

- ‌الفصل الثالث: في تحزيب القرآن وأوراده

- ‌الباب الثاني: في القراءات

- ‌الفصل الأول: في جواز اختلاف القراءة

- ‌الفصل الثاني: فيما جاء من القراءات مفصلاً

- ‌الكتاب الثالث: في ترتيب القرآن وتأليفه وجمعه

- ‌الكتاب الرابع: في التوبة

- ‌الكتاب الخامس: في تعبير الرؤيا

- ‌الفصل الأول: في ذكر الرؤيا وآدابها

- ‌الفصل الثاني: فيما جاء من الرؤيا المفسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم

- ‌الكتاب السادس: في التفليس

- ‌الكتاب السابع: في تمني الموت

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها تاءٌ، ولم ترد في حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌كتاب الثناء والشكر

- ‌حرف الجيم

- ‌الكتاب الأول: في الجهاد وما يتعلق به من الأحكام واللوازم

- ‌الباب الأول: في الجهاد وما يختص به

- ‌الفصل الأول: في وجوبه، والحث عليه

- ‌الفصل الثاني: في آدابه

- ‌الفصل الثالث: في صدق النية والإخلاص

- ‌الفصل الرابع: في أحكام القتال والغزو

- ‌الفصل الخامس: في أسباب تتعلق بالجهاد متفرقة

- ‌الباب الثاني: في فروع الجهاد

- ‌الفصل الأول: في الأمانة والهدنة

- ‌الفرع الأول: في جوازهما وأحكامهما

- ‌الفرع الثاني: في الوفاء بالعهد والذمة والأمان

- ‌الفصل الثاني: في الجزية وأحكامها

- ‌الفصل الثالث: في الغنائم والفيء

- ‌الفرع الأول: في القسمة بين الغانمين

- ‌الفرع الثاني: في النفل

- ‌الفرع الثالث: في الخمس ومصارفه

- ‌الفرع الرابع: في الفيء، وسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرع الخامس: في الغلول

- ‌الفرع السادس: في أحاديث متفرقة تتعلق بالغنائم والفي

- ‌الفصل الرابع: من الباب الثاني من كتاب الجهاد في الشهداء

- ‌الكتاب الثاني من حرف الجيم في الجدال والمراء

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها جيم ولم تَرِدْ في حرف الجيم

الفصل: ‌الفصل الثاني: فيما جاء من الرؤيا المفسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم

1010 -

(خ م) أبو قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رآني، فقد رأى الحقَّ» .

وفي رواية: «فإنَّ الشيطانَ لا يَتَرَاءى بي» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .

(1) البخاري 12 / 344 في التعبير، باب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وباب الرؤيا من الله، وباب الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، وباب الحلم من الشيطان وإذا حلم فليبصق عن يساره وليستعذ بالله، وباب إذا رأى ما يكره فلا يخبر بها ولا يذكرها، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، وفي الطب، باب النفث والرقية، ومسلم رقم (2267) في الرؤيا، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:" من رأني في المنام فقد رآني ".

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (5/306) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثني ابن أخي ابن شهاب. و «الدارمي» (2146) قال: أخبرنا محمد بن المصفى قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي. و «مسلم» (7/54) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب. قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا ابن أخي بن شهاب. و «الترمذي» في الشمائل (412) قال: حدثنا عبد الله ابن أبي زياد. قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب.

ثلاثتهم - ابن أخي ابن شهاب، والزبيدي، ويونس - عن محمد بن شهاب الزهري. قال: قال أبوسلمة، فذكره.

ص: 530

‌الفصل الثاني: فيما جاء من الرؤيا المفسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم

1011 -

(خ م ت) سمرة بن جندب رضي الله عنه: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِمَّا يُكْثِرُ أنْ يَقُولَ لأصحابه: هل رأَى أحدٌ منكم من رؤيا؟ فَيَقُصُّ عليه ما شاء الله أن يقصَّ، وإنه قال لنا ذَاتَ غَدَاةٍ: إنه أتاني اللَّيْلَةَ آتيان، وإنَّهُما ابْتَعَثَانِي، وإنَّهُمَا قالا لي: انطَلِقْ، وإنَّي انطلقتُ

⦗ص: 531⦘

معهما، وإنَّا أتَيْنا على رَجُلٍ مُضْطَّجِعٍ، وإذا آخرُ قائمٌ عليه بصَخْرةٍ، وإذا هو يَهْوِي بالصخرةِ لرأْسِهِ، فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ فَيَتَدَهْدَهُ الحَجرُ ها هنا، فَيَتْبَعُ الحجرَ فيأخُذُهُ، فلا يرجِعُ إليه حتَّى يصِحَّ رأْسُهُ كما كان، ثم يعود عليه، فيفعلُ به مثلَ ما فعلَ المرةَ الأولى، قال: قلتُ لهما: سبحانَ الله! ما هذا؟ قال: قالا لي: انْطَلِقْ، انْطَلِقْ، فأتينا على رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لقفاهُ، وإذا آخرُ قائمٌ عليه بِكَلُّوبٍ من حديد، وإذا هو يأتي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ، فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إلى قَفاهُ، ومِنْخَرَهُ إلى قفاهُ، وَعَينَهُ إلى قفاهُ - قال: ورُبَّما قال أبُو رجاءٍ: فَيَشُقُّ - قال: ثم يتحَوَّلُ إلى الجانب الآخر، فَيَفْعَلُ به مثل ما فَعَل بالجانب الأول، قال: فما يفْرَغُ من ذلك الجانب حتى يصِحَّ ذلك الجانبُ كما كان، ثم يعود عليه، فيفعَلُ مثلَ ما فَعَلَ المرّةَ الأولى، «قال: قلتُ: سبحان الله!! ما هذا؟» قال: قالا لي: انْطَلِقْ، انْطَلِقْ، فانطَلَقنا، فَأَتيْنا على مثل التَّنُّورِ، قال: فَأحْسِبُ أنه كان يقول: فإذا فيه لَغَطٌ وأصواتٌ، قال: فاطَّلَعْنا فيه، فإذا فيه رجالٌ ونساءٌ عُراةٌ، وإذا هُمْ يأتيهم لَهبٌ من أسفلَ منهم، فإذا أَتاهم ذلك اللَّهبُ ضَوْضَوْا، قال: قلتُ [لهما] : ما هؤلاء؟ قال: قالا لي انْطَلِقْ، انْطَلِقْ، قال: فانطَلَقنا، فَأتينَا على نَهْرٍ حَسِبْتُ أنَّهُ كان يقول: أحْمَرَ مِثْل الدَّم وإذَا في النَّهْرِ رجُلٌ سابِحٌ يسْبَحُ، وإذا على شط النهر رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عنْدهُ حِجَارَة كَثيرة، وإذا ذلك السابح يسْبَحُ ما سَبَحَ، ثم يأتي ذلك الذي قَد جَمَعَ عنْده الحجارة، فَيَفْغَرُ فَاهُ، فَيُلْقِمُهُ حَجَراً، فيَنْطَلِقُ فيَسْبَحُ، ثم يرجعُ إليه، كُلَّما رَجع إليه فَغَر فَاهُ، فأَلْقَمَهُ

⦗ص: 532⦘

حجراً، قال: قلتُ لهما: ما هذان؟ قال: قالا لي: انْطَلِقْ، انْطَلِقْ، فانطَلَقْناَ، فَأَتيْنا على رَجُل كَرِيه المَرْآة، - أَو كَأكْرَهِ مَا أنت رَاءٍ رجُلاً مَرْأى - وإذا عندَهُ نَارٌ يَحُشُّهَا ويَسْعَى حَوْلَهَا، قال: قلتُ لهما: ما هذا؟ قال: قالا لي: انْطَلِقْ، انْطَلِقْ، فانطَلقنا، فَأَتيْنا على رَوْضَةٍ مُعَتَّمَةٍ مُعْشِبَةٍ، فيها من كل نَوْر الرَّبيع، وإذَا بيْنَ ظَهْرَيْ الرَّوَضةِ رَجُلٌ طَوِيلٌ، لا أكادُ أرى رَأْسَهُ طُولاً في السَّمَاءِ، وإذا حَوْلَ الرَّجُلِ من أكثر ولْدَانٍ رأيتُهم قَطُّ (1) قال: قلتُ [لهما] : ما هذا؟ ما هؤلاء؟ قال: قالا لي: انْطَلِقْ، انْطَلِقْ، فانطَلقنا، فَأَتيْنا على دوْحةٍ عَظيَمة، لم أرَ دَوْحَة قطُّ أعظَم منها ولا أحْسَن، قال: قالا لي: ارْق فيها، قال: فَارتَقَيْنَا فيها إلى مَدينةٍ مبنيَّة بلبِنٍ ذَهَبٍ ولَبِنٍ فِضَّةٍ، قال: فَأتينا بابَ المدينةِ، فَاْستفتحنا، ففُتِحَ لنا، فدخلناهَا، فَتَلَقَّانَا رِجالٌ شَطْرٌ من خَلقِهم كأحْسَنِ ما أنتَ رَاءٍ، وشَطْر منهم كأقْبَح ما أنتَ رَاءٍ، قال: قالا لهم: اذْهَبُوا فَقَعُوا في ذلك النهر، قال: وإذَا نَهَرٌ مُعْتَرِضٌ يجري كأنَّ مَاءهُ الْمحض في البياض، فَذَهَبَوا، فَوَقَعُوا فيه، ثم رَجعوا إلينا قد ذَهب ذلك السوءُ عنهم، فصارُوا في أحْسَنِ صُورَةٍ، قال: قالا لي: هذه جَنَّةُ عَدْنٍ،

⦗ص: 533⦘

وهَذَاك منزلكَ، قال: فَسَما بَصري صُعُداً، فإذا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابةِ البيضاء، قال: قالا لي: هَذاك منزلُك، قال: قلتُ لهما: بارك اللهُ فيكما، فَذَرَانِي فأدْخُلَهُ، قالا: أما الآنَ فلا، وأنت دَاخِلُهُ، قال: قلت لهما: فإني رأَيتُ منذُ الليلة عجباً، فما هذا الذي رأيتُ؟ قال: قالا لي: أمَا إنَّا سَنُخْبِرُك، أمَّا الرجل الأول الذي أتيتَ عليه يُثْلَغُ رأْسُه بالحجَرِ، فإنَّهُ الرجلُ يأخذ القرآن، فيرفُضُه، وينام عن الصلاة المكتوبة، وأما الرجل الذي أتيتَ عليه يُشَرْشَرُ شِدْقُه إلى قفاه، ومِنْخَرُه إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، فإنه الرجل يَغْدُو من بيته، فيكذِبُ الكَذْبة تبلغُ الآفاق، وأما الرِّجال والنساءُ العراةُ الذين هم في مثل بناء التَّنُّور، فإنهم الزُّنَاةُ والزَّواني، وأما الرَّجُلُ الذي أتيتَ عليه يَسبْحُ في النهر، ويُلْقَمُ الحجارةَ، فإنه آكلُ الرِّبا، وأما الرجلُ الكريه المرْآة الذي عند النار يَحُشُّها ويسعى حولها، فإنه مالِكٌ خازنُ جهنم، وأَما الرجل الطويل الذي في الروضة، فإنه إبراهيم، وأما الْوِلْدَانُ الذين حَوْلَه، فكل مولود مات على الفِطْرة، قال: فقال بعضُ المسلمين: يا رسول الله: وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأولادُ المشركين، وأَما القوم الذين كانوا شَطْرٌ منهم حَسَنٌ، وشطر منهم قبيحٌ، فإنهم قومٌ خَلَطُوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً، تجاوَزَ اللهُ عنهم» .

وفي رواية نحو منه، وفيه «رأيتُ اللَّيلْةَ رجلين أتياني، فأخرجاني إلى أرضٍ مُقَدَّسَةٍ» .

⦗ص: 534⦘

وفيه: «فانطلقنا إلى ثَقْبٍ مثلِ التَّنُّور، أعلاهُ ضَيِّق، وأسفله واسعٌ تَتَوقَّدُ تحته نارٌ، فإذا ارتقت (2) ارتفعوا، حتى كادوا أن يخرُجوا، وإذا خَمَدَتْ رَجَعُوا فيها، وفيها رجالٌ ونساءٌ عُرَاةٌ» .

وفيه: «حتى أتينا عَلَى نَهَرٍ من دَمٍ - ولم يَشُكَّ -فيه رجلٌ قائم على وَسَطِ النهر، وعلى شاطئ النهر رجلٌ، وبين يديه حِجارةٌ، فأقبل الرجل الذي في النهر، فإذا أرادَ أنْ يخرج رمى الرجلُ بحجرٍ في فيه، فردَّهُ حيث كان، فجعل كلما جاء ليخرج رَمَى في فيه بحجر، فيرجع كما كان» .

وفيه: «فصعِدَا بِيَ الشَّجَرَةَ، فأدْخَلاني داراً، لم أرَ قطُّ أَحسن منها، فيها رِجالٌ شُيُوخٌ وشبابٌ» .

وفيه: «الذي رأيتَه يُشَقُّ شِدْقُه، فكذَّابٌ يُحَدِّثُ بالكَذبة، فتُحْمَل عنه، حتى تَبْلُغَ الآفاق، فيُصْنَعُ به ما رأَيت إلى يوم القيامة (3) ، والذي رَأيْتَه يُشْدَخُ رأسُه، فرجلٌ علَّمه اللهُ القرآن، فنام عنه بالليل، ولم يعمل فيه بالنهار، يُفْعَلُ به إلى يوم القيامة، والدَّارُ الأولى التي دخلتَ، دارُ عامةِ المؤمنين، وأمَّا هذه الدَّارُ، فدار الشهداء، وأنا جبريل، وهذا ميكائيل، فارفع رأسَك، فرفعتُ رأسي، فإذا فَوقي مثلُ السحاب، قالا: ذاك منزِلك، قلت: دعاني أدخلُ، قالا: إنَّهُ بَقيَ لك عُمرٌ لم تستكمله، فلو استكملته أتَيْتَ منزِلك» . هذه رواية البخاري.

وأخرج مسلم من أوله طرفاً يسيراً، قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا صلى

⦗ص: 535⦘

الصبحَ أقبَلَ عليهم بوجهه، فقال:«هل رأى أحدٌ منكم البارحة رؤيا؟» . هذا القدر أخرجه منه، ولذلك لم نثبت عليه علامته.

وأخرج الترمذي هذا الفصل أَيضاً مثل مسلم.

وأخرجه أيضاً من رواية أُخرى عن سَمُرَة، وقال: وفيه قصة طويلة، ولم يذكرها يعني بها هذا الحديث بطوله (4) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(ابتعثاني) الابتعاث: افتعال من البعث، وهو الإنباه والإثارة من النوم.

(يهوي) الهوي: الوقوع من العلو إلى السفل.

(فيثلغ) الثلغ: الشدخ، وقيل: هو أن يضرب الشيء اللين بالشيء الصلب حتى ينشدخ.

(فيتدهده) التدهده: التدحرج، ويروى:«يتدهدى» بياء،

⦗ص: 536⦘

وهو مثله.

(بكلوب) الكلوب: حديدة معوجة الرأس.

(فيشرشر) يشرشر: يقطع ويشق.

(لغط) اللغط: الضجة والجلبة.

(ضوضوا) الضوضاة [والضوضاء] : أصوات الناس وغلبتهم، يقال منه: ضوضوا بلا همز.

(فغر فاه) إذا فتحه.

(كريه المرآة) فلان كريه المرآة، أي: قبيح المنظر، يقال: امرأة حسنة المرآة والمرأى، أي: حسنة المنظر، وفلان حسن في مرآة العين، أي: في المنظر، ووزنها في الأصل: مَفْعَلَة.

(يحشُّها) حش النار يحشها: إذا أوقدها.

(معتمَّة) أي: طويلة النبات، يقال: اعتم النبت: إذا طال.

(نور) النور بفتح النون: الزهر.

(ظهري) يقال: قعدت بين ظهري القوم وظهرانيهم، أي: بينهم، وقد تقدم شرح ذلك مستقصى في حرف الهمزة.

(دوحة) الدوح: الشجر العظام.

(المحض) من كل شيء: الخالص منه، وهو اللبن الخالص، كأنه سمي بالصفة، ثم استعمل في الصفاء، فقيل: عربي محض، أي: خالص، ونحو ذلك.

⦗ص: 537⦘

(جنة عدن) عدن بالمكان: إذا أقام به وثبت، يعني: جنة إقامة.

(صُعُداً) يقال: نما النبت صعداً: أي: ازداد طولاً، يريد: ارتفع بصره إلى فوق.

(الربابة) السحابة، وجمعها: رباب، وتكون بيضاء وسوداء، والمراد بها في الحديث: البيضاء.

(1) قال ابن مالك: جاز استعمال قط في المثبت في هذه الرواية وهو جائز، وغفل عن ذلك أكثرهم، فخصوه بالماضي المنفي، وقال الطيبي: أصل التركيب: وإذا حول الرجل ولدان ما رأيت ولداناً قط أكثر منهم، يشهد له قوله: لم أر روضة قط أعظم منها، ولما كان هذا التركيب يتضمن معنى النفي جازت زيادة " من " و " قط " التي تختص بالماضي المنفي، وقال الكرماني: يجوز أن يكون اكتفى بالنفي الذي يلزم التركيب، إذ المعنى: ما رأيتهم أكثر من ذلك، أو يقال: إن النفي مقدر، وسبق نظيره في قوله في صلاة الصبح: فصلى بأطول قيام رأيته قط.

(2)

في البخاري: فإذا اقترب.

(3)

في الأصل: فيصنع بها إلى يوم القيامة.

(4)

البخاري 12 / 385 و 386 و 387 و 388 في التعبير، باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح، وفي صفة الصلاة، باب يستقبل الإمام الناس إذا سلم، وفي التهجد، باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصل من الليل، وفي الجنائز، باب ما قيل في أولاد المشركين، وفي البيوع، باب آكل الربا وشاهده وكاتبه، وفي الجهاد، باب درجات المجاهدين في سبيل الله، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} ، وفي تفسير سورة براءة، باب {وآخرون اعترفوا بذنوبهم} ، وفي الأدب، باب قول الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} ، ومسلم رقم (2275) في الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (2295) في الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في الميزان والدلو.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (5/8) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/9) قال: سمعت من عباد بن عباد. وفي (5/10) قال: حدثنا عبد الوهاب. و «البخاري» (2/65، 4/170، 6/86، 9/55) قال: حدثنا مؤمل بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (4630) عن محمد بن عبد الأعلى، عن معتمر. (ح) وعن بندار، عن يحيى بن سعيد، وابن أبي عدي، وغندر، وعبد الوهاب الثقفي. و «ابن خزيمة» (942) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن أبي عدي، وعبد الوهاب (يعني ابن عبد المجيد) ، ومحمد (يعني ابن جعفر)(ح) وحدثناه بندار نحوه من كتاب يحيى بن سعيد، قال: حدثنا يحيى (وقرأه علينا من كتابنا) . سبعتهم - محمد بن جعفر غندر، وعباد بن عباد، وعبد الوهاب، وإسماعيل، ومعتمر، ويحيى، وابن أبي عدي -عن عوف بن أبي جميلة.

* وأخرجه أحمد (5/14) قال: حدثنا يزيد بن هارون. و «البخاري» (1/214، 2/125، 3/77، 4/20، 140، 8/30) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. و «مسلم» (7/58) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا وهب بن جرير. و «الترمذي» (2294) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا وهب بن جرير بن حازم. ثلاثتهم (يزيد، وموسى، ووهب) عن جرير بن حازم.

كلاهما (عوف، وجرير) قالا: حدثنا أبو رجاء، فذكره.

ص: 530

1012 -

(خ م ت) أبو هريرة رضي الله عنه: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «نحن الآخِرون السابقون، وبيْنا أنا نائم، إذ أُوتيتُ خزائنَ الأرض فوُضِعَ في يَدَيَّ سِوَارانِ من ذَهَبٍ، فَكَبُرَا عَلَيَّ، وأهَمَّاني، فأُوحِيَ إلَيَّ: أنِ انْفُخْهُما، فَنَفَخْتُهُما فَطَارَا، فأوَّلْتُهُما: الكَذَّابَيْن اللَّذَيْنِ أنَا بينهما: صَاحبَ صَنْعَاءَ، وصاحبَ اليمامةِ» . هذه رواية البخاري.

ولمسلم مثله، بإسقاط قوله، «نحن الآخِرون السابقون» .

وللترمذي قال: «رأيتُ في المَنَامِ كأنَّ في يَدَيَّ سِوارين، فأوَّلْتُهُما: كَذَّابَين يخرجان من بَعدي، يقال لأحدهما: مُسَيْلِمةُ صاحبُ اليمامة، والْعَنْسِيُّ: صاحب صنعاء (1) » .

⦗ص: 538⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(أن انفخهما)[يقال] : نفحت الشيء: إذا رميته، وهو من نفحت الدابة برجلها: أي رمحت ورفست، وإن كانت بالخاء المعجمة. فيريد: أنه رماهما، وهو قريب من الأول.

(1) البخاري 12 / 371 و 372 في التعبير، باب النفخ في المنام، وفي المغازي، باب وفد بني حنيفة، ومسلم رقم (2274) في الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (2293) في الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (2/319)، و «البخاري» (5/216) قال: حدثنا إسحاق بن نصر. وفي (9/53) قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. و «مسلم» (7/58) قال: حدثنا محمد بن رافع.

أربعتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق بن نصر، وإسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق ابن همام. قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.

ص: 537

1013 -

(خ م) أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «رأيتُ في المنام أنِّي أُهَاجِرُ من مكة إلى أرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وهَلِي إلى أنها الْيَمَامَةُ، أو هَجَرُ، فإذا هي المدينةُ يَثْرِبُ، ورأيتُ في رُؤْيايَ هذه: أنِّي هَزَزْتُ سَيْفاً، فانقطع صدرهُ، فإذا هو ما أُصيب به المؤمنونَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى، فَعادَ أحْسَنَ ما كانَ، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح، واجتماع المؤمنين، ورأيتُ فيها أيضاً بَقَراً (1) ، واللهُ خَيْرٌ (2) ، فإذا هم النَّفرُ من

⦗ص: 539⦘

المؤمنينَ يوم أُحُدٍ، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعدُ، وثوابُ الصِّدْقِ الذي آتَانَا اللهُ بعدُ يومَ بدْرٍ» أخرجه البخاري، ومسلم.

إلا أَنَّ عند البخاري عن أبي موسى: أُرى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بالشك.

وعند مسلم: عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم «بغير شك (3) » .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(أهاجر) الهجرة عند العرب: خروج البدوي من البادية إلى المدن، ليقيم بها. يقال: هاجرت إلى مدينة كذا: أي قصدتها للإقامة فيها.

(وهلي) يقال: وهل إلى الشيء بالفتح، يهل [ويوهل] : بالكسر، وهلاً بالسكون: إذا ذهب وهمه إليه (4) .

(1) جاء في رواية لأحمد والنسائي والدارمي من حديث حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر، وفي رواية لأحمد: حدثنا جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رأيت كأني في درع حصينة ورأيت بقراً تنحر ".

(2)

قال القاضي عياض: ضبطنا هذا الحرف عن جميع الرواة " والله خير " برفع الهاء من " الله " والراء من " خير " على المبتدأ والخبر و " بعد يوم بدر " بضم دال " بعد " ونصب " يوم " قال: وروي بنصب الدال.

قالوا: ومعناه: ما جاءنا الله به بعد بدر الثانية من تثبيت قلوب المؤمنين، لأن الناس جمعوا لهم وخوفوهم، فزادهم ذلك إيماناً {وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء} وتفرق العدو عنهم هيبة لهم. قال القاضي: قال أكثر شراح الحديث: معناه: ثواب الله خير. أي: صنع الله بالمقتولين خير لهم من بقائهم في الدنيا. قال القاضي: والأولى قول من قال: " والله خير " من جملة الرؤيا وكلمة ألقيت إليه وسمعها في الرؤيا عند رؤيا البقر، بدليل تأويله لها بقوله صلى الله عليه وسلم:" وإذا الخير ما جاء الله به " نقله عنه النووي في " شرح مسلم "

⦗ص: 539⦘

ووقع في رواية ابن إسحاق: وإني رأيت والله خيراً، رأيت بقراً. قال الحافظ: وهي أوضح.

(3)

البخاري 12 / 369 و 370 في التعبير، باب إذا رأى بقراً تنحر، وباب إذا هز سيفاً في المنام، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي المغازي، باب فضل من شهد بدراً، وباب من قتل من المسلمين يوم أحد، ومسلم رقم (2272) في الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم.

(4)

هذا التفسير على أن " وهلي " بسكون الهاء، وقد نقل ابن حجر في " الفتح " عن ابن التين أنه رواه " وهلي " بفتح الهاء، ومعناه: الفزع، قال: ولعله وقع في الرواية على مثل ما قالوه في البحر بحر بالتحريك، وكذا النهر والنهر والشعر والشعر، قال الحافظ: وبهذا جزم أهل اللغة: ابن فارس والفارابي والجوهري والقالي وابن القطاع.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه الدارمي (2164) قال: نا عبد الله بن سعيد. و «البخاري» (24714، 5/100،، 131 5219) قال: ثنا محمد بن العلاء. و «مسلم» (7/57) قال: ثنا أبو عامر عبد الله بن براد الأشعري، وأبو كريب محمد بن العلاء. و «ابن ماجة» (3921) قال: ثنا محمود بن غيلان. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (9043) عن موسى بن عبد الرحمن المسروقي خمستهم - عبد الله ابن سعيد - وأبو كريب، وأبو عامر، ومحمود، وموسى) عن أبي أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبي بردة فذكره.

* رواية عبد الله بن سعيد، والبخاري (5/131) لم يذكر قصة الهجرة.

* رواية البخاري (5/100) مختصرة على آخره. وفي روايات البخاري: (عن أبي بردة، عن أبي موسى- أراه عن النبي صلى الله عليه وسلم .

* وهذا لفظ صحيح مسلم.

ص: 538

1014 -

(م د) أنس بن مالك رضي الله عنه: قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رأيتُ اللَّيْلَةَ - وفي رواية: رأيتُ ذَات ليْلَةٍ- فيما يَرَى النَّاِئمُ، كأنَّا في دَارِ عُقْبَةَ بن رافعٍ، وأُتينا بِرُطَبٍ من رُطَبِ ابنِ طَابٍ،

⦗ص: 540⦘

فأوَّلْتُ: أنَّ الرِّفْعَةَ لنَا في الدُّنيا، والعاقبة في الآخرةِ، وأنَّ ديننا قد طَابَ» . أخرجه مسلم، وأبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(رطب ابن طاب) تمر معروف بالمدينة، ويقال لها أيضاً: عذق ابن طاب.

(1) مسلم رقم (2270) في الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (5026) في الرؤيا، باب ما جاء في الرؤيا.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (3/213) قال: حدثنا عبد الصمد وحسن. وفي (3/286) قال: حدثنا عفان. و «عبد بن حميد» (1314) قال: حدثنا محمد بن الفضل. و «مسلم» (7/56) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. و «أبو داود» (5025) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف -316» عن عمرو بن منصور، عن القعنبي.

ستتهم (عبد الصمد، وحسن، وعفان، وابن الفضل، والقعنبي، وموسى) قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره.

ص: 539

1015 -

(خ ت) ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «رأيتُ امْرأة سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الرَّأْسِ، خرَجتْ من المدينَةِ، حتَّى نَزَلَتْ بِمَهْيَعَةٍ (1) ، وهي الْجُحْفَةُ (2) ، فَأَوَّلْتُ: أنَّ وبَاءَ المديِنَةِ نُقِلَ إلَيْها» . أخرجه البخاري، والترمذي (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(ثائرة الرأس) أي: شعثة الشعر، بعيدة العهد بالتسريح والغسل.

(1) بفتح الميم وسكون الهاء بعدها ياء مفتوحة ثم عين مهملة: هو موضع بالحجاز على ثلاث مراحل من مكة على طريق المدينة: وهي ميقات أهل الشام.

(2)

قال الحافظ: أظن قوله " وهي الجحفة " مدرجاً من قول موسى بن عقبة - وهو أحد الرواة في هذا الحديث - فإن أكثر الروايات خلا عن هذه الزيادة، وثبت في رواية سليمان وابن جريج.

(3)

البخاري 12 / 372 في التعبير، باب إذا رأى أنه خرج الشيء من كورة فأسكنه موضعاً آخر، وباب المرأة السوداء، وباب المرأة الثائرة الرأس، والترمذي رقم (2291) في الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (2/107)(5849) قال: ثنا عفان، قال: ثنا وهيب. وفي (2/ 117)(5976) قال: ثنا روح، قال: ثنا ابن جريج.

وفي (2/137)(6216) قال: ثنا سليمان بن داود، قال: ثنا عبد الرحمن ابن أبي الزناد. و «الدارمي» (2167) قال: نا سليمان بن داود الهاشمي، قال: ثنا ابن أبي الزناد.

و «البخاري» (9/53) قال: ثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: ثنى أخي عبد الحميد، عن سليمان بن بلال.

وفي (9/53) قال: ثنا أبو بكر المقدمي، قال: ثنا فضيل بن سليمان. وفي (9/53) قال: ثنى إبراهيم ابن المنذر، قال: ثنى أبو بكر بن أبي أوس، قال: ثنى سليمان. و «ابن ماجة» (3924) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو عامر، قال: ثنا ابن جريج. و «الترمذي» (2290) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا ابن جريج.

و «النسائي» في الكبرى (الورقة /100-ب) قال: نا يوسف بن سعيد، قال: ثنا حجاج، عن ابن جريج.

خمستهم - وهيب، وابن جريج، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وسليمان بن بلال، وفضيل بن سليمان- عن موسى بن عقبة، قال: أخبرني سلام بن عبد الله فذكره.

كذا في «سنن ابن ماجة» «أبو عامر» قال المزي: وهو وهم، إنما الصواب:«أبو عاصم» كما قال الترمذي. «تحفة الأشراف» (5/7023) قال الترمذي: هذا حيث حسن صحيح غريب.

ص: 540

1016 -

(خ م) عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: قال: كان الرَّجُلُ في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذَا رَأى رُؤْيا قَصَّها على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَتَمَنَّيْتُ أنْ أرَى رُؤْيا أقُصُّها على النبي صلى الله عليه وسلم، وكُنتُ غُلاماً شَاباً عَزَباً أنام في المسجد على عهد رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فرأيتُ في المنام كأنَّ مَلَكَيْنِ أخَذَاني فَذَهَبا بِي إلى النَّارِ، فإذا هي مَطْوَّيةٌ كطيِّ البئرِ، وإذا لها قَرْنانِ كَقَرْنَيِ البئرِ، وإذا فيها أُناسٌ قد عَرَفْتُهُمْ، فجعلتُ أَقولُ: أعوذُ بالله من النار.

ولمسلم في أخرى: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، ثَلاث مَرَّاتٍ، فَلَقِيهُما مَلَكٌ آخرُ، فقال لي: لمْ تُرَعْ، فَقَصَصْتُها على حَفصة، فقصَّتْها حفصةُ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«نِعمَ الرجلُ عبدُ الله (1) ، لو كانَ يُصلِّي من اللَّيل» قال سالم: فكان عبد الله لا ينامُ من اللَّيْل إلا قليلاً. هذه رواية البخاري، ومسلم.

وللبخاري أيضاً: أنَّ ابنَ عُمَرَ قال: رَأَيتُ في النَّومِ: كأنَّ في كَفِّي سَرَقَة مِنْ حريرٍ، لا أهْوي بها إلى مكانٍ في الجنةِ إلا طَارتْ بي إليه، فَقَصَصْتُها على حَفصة، فقصَّتْها حفصةُ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنَّ أَخاكِ رجلٌ صالحٌ» ، أو قَالَ: «إنَّ عبدَ الله رجلٌ صالحٌ.

⦗ص: 542⦘

وفي أخرى له قال: إِنَّ رِجَالاً من أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم كانُوا يَرْونَ الرؤيا على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَيقُصُّونَها على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيقُولُ [فيها] رسولُ الله صلى الله عليه وسلم [ما شاء الله] وأنا غلامٌ حديثُ السنِّ، بيتي المسجدُ قبلَ أنْ أَنْكِحَ، فقلتُ في نفسي: لو كان فيكَ خيرٌ، لَرَأيْتَ ما يَرَى هؤلاء، فلمَّا اضْطَجعتُ ليلة قلتُ: اللَّهُمَّ إنْ كُنتَ تَعلمُ فيَّ خَيراً، فَأرِني رؤْيا، فَبينا أنا كذلك إذْ جاءني مَلَكانِ، في يدِ كل واحدٍ منهما مِقْمَعَةُ حَدِيدٍ، فحملاني إلى جَهَنمَ، وأنا بينهما أدُعو الله: اللهم إنِّي أعُوذُ بِكَ من جَهَنَّم، ثم أُرَاني لَقِيني مَلَكٌ في يدِه مِقْمعةٌ من حديدٍ، فقال: لمْ تُرَعْ، نِعْمَ الرجلُ أنتَ، لَوْ تُكْثِرُ الصَّلاة، فَانْطلقُوا بِي، حتى وقَفُوا بي على شَفِير جَهنمَ، فإذا هي مَطْوِيّةٌ كطيِّ البئرِ، لها قُرُونٌ كقُرُونِ البئرِ (2) ، بينَ كلِّ قَرْنَينِ مَلَكٌ بيدِهِ مقمعةٌ من حديدٍ، وأرى فيها رجالاً مُعلَّقِينَ بالسَّلاسِلِ، رُؤُوُسُهمْ أسْفَلُهُم، عَرَفْتُ فيها رجالاً من قُريْشٍ، فَانصَرفُوا بي [عن] ذات اليمين، فَقَصَصْتُها على حَفصة، فقصَّتْها حفصةُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«إنَّ عَبْدَ اللهِ رَجُلٌ صالِحٌ» ، قال نافِعٌ: فلم يَزلْ بعدَ ذَلِكَ يُكْثِرُ الصَّلاةَ.

وفي رواية لمسلم: رأيتُ في المنامِ كأنَّ في يَدِي قِطْعَةَ إسْتَبْرَقٍ، وليس

⦗ص: 543⦘

مَكانٌ من الجنَّةِ أُريدُ إلا طَارَتْ بي إليه، فَقَصَصْتُهُ على حَفصة، فقصَّتْهُ حفصةُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«أرَى عبدَ اللهِ رجُلاً صالِحاً» .

وفي أخرى قال: رأيتُ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كأنَّ بِيَدي قِطعَةَ إسْتبْرَقٍ، فكأنِّي لا أُريِدُ مكاناً من الجنَّةِ إلا طَارتْ بي إليه، ورأيتُ كأنَّ اثْنَيْنِ أتياني أرَادَا أنْ يَذْهَبَا بي إلى النَّارِ، فَتَلَقَّاهُمَا مَلَكٌ فَقَالَ: لم تُرَعْ، خَلِّيا عنه، فََقصّتْ حَفْصَةُ إحْدَى رْؤيَتَيَّ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«نِعْمَ الرَّجُلُ عبدُ اللهِ، لو كان يُصَلِّي باللَّيْلِ» ، فكان عبدُ اللهِ يُصَلِّي من الليل، وكانوا لا يَزَالونَ يَقُصُّوَن على النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا: أنها في الليلة السابعة من الْعَشْرِ الأَواخِرِ - يعني ليلةَ القَدْرِ - فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَرَى رؤْياكُمْ قَدْ تَواطَأتْ في العشر الأواخر، فمن كان مُتَحَرِّياً، فَلْيَتَحَرَّها في العشْر الأواخِرِ» .

هكذا أخرج الحميدي هذا الحديث في مسند حَفْصَةَ، وجعله حديثاً واحداً كما سَرَدْناهُ، وكأنَّهُ حديثان؛ لأن المنامَيْن في مَعنيَين.

أحدهما: ذِكرُ المْلَكَينِ، والنار، والآخر: ذكر السَّرَقةِ الحرير والجنة. إلا أن يكون حيث اشتملت هذه الرواية الأخيرة على المعنيين جَعَلهُ حديثاً واحداً، فَنَعَمْ، ولذلك اقْتَدَيْنا به، فذكرناه حديثاً واحداً كما ذكر (3) .

⦗ص: 544⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(سرقة) السرقة [بفتحتين] : الحرير، وجمعها: سرق.

(لم ترع) : أي لم تفزع.

(أهوى) بيده إلى الشيء: مدها إليه ليأخذه.

(مقمعة) المقمعة: واحدة المقامع، وهي سياط تعمل من حديد رؤوسها معوجة.

(شفير جهنم) شفير الوادي: جانبه وحرفه.

(إستبرق) الإستبرق: ما غلظ من الديباج.

(تواطأت) المواطأة: الموافقة، كأن كلاً منهما وطىء ما وطئه الآخر.

(متحرياً) التحري: القصد وطلب الشيء بجد واجتهاد.

(1) هي هنا للتمني، لا للشرط، ولذلك لم يذكر الجواب. قال المهلب: إنما فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الرؤيا في قيام الليل من أجل قول الملك " لم ترع " أي لم تعرض عليك النار، لأنك مستحقها، وإنما ذكرت بها، ثم نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحواله، فلم ير شيئاً يغفل عنه من الفرائض فيدني من النار، وعلم مبيته في المسجد، فعبر ذلك بأنه تنبيه له على قيام الليل فيه.

(2)

القرون: جمع قرن، وهو ما يقام على فم البئر من حجارة توضع عليها خشبة معترضة لتعلق بها بكرة الدلو.

(3)

البخاري 12 / 355 في التعبير، باب الاستبرق ودخول الجنة في المنام، وباب الأمن وذهاب الروع في المنام، وباب الأخذ على اليمين في النوم، وفي المساجد، باب نوم الرجال في المسجد، وفي التهجد، باب فضل قيام الليل، وباب من تعار من الليل فصلى، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عبد الله بن عمر، ومسلم رقم (2478) و (2479) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن عمر.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (2/146)(6330) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال ك أخبرنا معمر. و «البخاري» (2/61، 9/51) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام بن يوسف، قال: أخبرنا معمر، وفي (2/61) قال: حدثني محمود، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (5/30) قال: حدثنا إسحاق بن نصر، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. وفي (5/31) . وفي (رفع اليدين) (41) قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثنا ابن وهب، عن يونس. و «مسلم» (7/158) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، قالا: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. و «ابن ماجة» (3919) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال: حدثنا عبد الله بن معاذ الصنعاني، عن معمر و «الترمذي» (321) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.

كلاهما - معمر، ويونس -عن الزهري، عن سالم، فذكره.

* رواية يونس مختصرة على: «عن ابن عمر، عن أخته حفصة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: إن عبد الله رجل صالح.» .

* ورواية الترمذي مختصرة على: «عن ابن عمر قال: كنا ننام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ونحن شباب» .

* أخرجه أحمد (2/5)(4494) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب. وفي (2/12)(4607) قال: حدثنا ابن إدريس، قال: أخبرنا عبيد الله، وفي (2/106) (5839) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا العمري، و «الدارمي» (1407) قال: حدثنا موسى بن خالد، عن أبي إسحاق الفزاري، عن عبيد الله بن عمر. وفي (2158) قال: أخبرنا أبو علي الحنفي، قال: حدثنا عبد الله هو ابن عمر. وفي (2159) قال: حدثنا موسى بن خالد، عن إبراهيم بن محمد الفزاري، عن عبيد الله. و «البخاري» (1/120) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/69) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي (9/47) قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا وهيب، عن أيوب وفي (9/51) قال: حدثني عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا صخر بن جويرة.

و «مسلم» (7/158) قال: حدثنا أبو الربيع العتكي، وخلف بن هشام، وأبو كامل الحجدري، كلهم عن حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب. وفي (7/159) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا موسى بن خالد ختن الفريابي، عن أبي إسحاق الفزاري، عن عبيد الله بن عمر. و «ابن ماجة» (751) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: أنبأنا عبيد الله بن عمر، و «الترمذي» (3825) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب. و «النسائي» (2/50) .

وفي الكبرى (712) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي فضائل الصحابة (184) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب، قال: حدثني الحارث بن عمير، قال: حدثنا أيوب. و «ابن خزيمة» (1330) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا عبيد الله.

أربعتهم - أيوب، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر العمري، وصخر ابن جويرية - عن نافع، فذكره* الروايات مطولة ومختصرة.

ص: 541

1017 -

(خ م ت د) ابن عباس رضي الله عنهما: قال: إنَّ رجُلاً أَتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني رأيتُ الليلةَ في المنام: كأنَّ ظُلَّة تَنْطِفُ السَّمْنَ والعَسَلَ، وأرى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ منها بأيديهم، فالمُسْتكْثِرُ (1) والمُسْتَقِلُّ، وَإِذَا بِسَبَبٍ واصِلٍ من الأرضِ إلى السماءِ، فأراكَ أخَذْتَ به فَعَلَوْتَ، ثُمَّ أَخَذَ به رجُلٌ آخر فعلا بِهِ، ثُمَّ أخذَ به رجل آخرُ،

⦗ص: 545⦘

فانْقَطَع به، ثُمَّ وُصِِلَ له فَعَلا، فقال أبو بكر: يا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بِأبي أنتَ، واللهِ لَتَدَعَنِّي فَأعْبُرَها، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«اعْبُرْها» ، قال أبو بكرٍ: أمَّا الظُّلَّةُ، فَظُلَّةُ الإسلام، وأمَّا الذي يَنْطِفُ من العسلِ والسَّمْنِ، فالقرآنُ: حَلاوَتُهُ وَليِنُهُ. وأمَّا ما يَتَكَفَّفُ النَّاسُ من ذلك، فالمستكثِر من القرآن والمستقِل، وأما السَّبَبُ الواصل من السماء إلى الأرض، فالحقُّ الذي أنتَ عليه، تأخُذُ به فَيعليِكَ اللهُ [به] ، ثُمَّ يأخُذُ به رجلٌ من بعدِكَ فَيَعْلُو به، ثم يأخذ به رجلٌ آخر فيعلو به، ثم يأخذ به رجلٌ آخر فينقطع به، ثم يوصل له فيعلو به، فأخْبِرْني يا رسولَ الله، بأبِي أَنتَ، أصَبْتُ، أمْ أَخْطَأْتُ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم:«أصَبْتَ بعضاً، وأَخطَأْتَ بعْضاً» ، قال: فواللهِ لتُحَدِّثَنِّي بالذي أَخْطَأْتُ، قال:«لا تُقسِمْ» .

وفي رواية قال: جاء رَجُلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم مُنْصَرَفَهُ من أُحُدٍ، فقال: يا رسول الله، إنِّي رأَيتُ اللَّيْلَةَ

وذكر الحديث بمعناه.

وفي رواية عن ابن عباس أو أبي هريرة وكان مَعْمَرٌ يقولُ أحْياناً: عن ابن عباسٍ، وأحياناً: عن أبي هريرة.

وفي رواية: أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ مِمَّا يقولُ لأصحابِهِ: مَنْ رأى منكم رؤيا فَلْيَقُصَّها أَعْبُرُها، قال: فجاء رجلٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ، رأيتُ ظُلَّة - وذكر نحوه. أخرجه البخاري، ومسلم.

وأخرج الترمذي، وأبو داود الرواية الأولى، وجَعَلاهُ عن ابنِ عباسٍ، عن أبي هريرة.

⦗ص: 546⦘

وأخرجه أبو داود أيضاً في رواية أخرى عن ابن عباسٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم وزاد في آخره: فأَبَى أن يُخْبِرَهُ (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(ظلة) الظلة: كالسحابة، تظل من تحتها.

(تنطف) أي: تقطر.

(يتكففون) التكفف: مد الأيدي للأخذ، أي: يأخذون بأكفهم.

(السبب) : الحبل، وكل ما يتوصل به إلى ما يتعذر الوصول إليه، فهو سبب.

(فاعبرها) عَبَرت الرؤيا وعَبَّرْتها - مخففاً ومثقلاً - أَعْبُرها [وأُعَبِّرُها] عَبْراً وتعبيراً: إذا أخبرت بما يؤول إليه أمرها.

(1) قال العيني: هو مرفوع على الابتداء وخبره محذوف. أي: فمنهم المستكثر في الأخذ، أي: يأخذ كثيراً، و " المستقل " أي: ومنهم المستقل في الأخذ، أي: يأخذ قليلاً.

(2)

البخاري 12 / 379 و 380 و 381 في التعبير، باب من لم ير الرؤيا لأول عابر، وباب رؤيا الليل، ومسلم رقم (2269) في الرؤيا، باب تأويل الرؤيا، والترمذي رقم (2294) في الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (4632) في السنة، باب في الخلفاء، وابن ماجة رقم (3918) في الرؤيا، باب تعبير الرؤيا، والدارمي في سننه 2 / 128 و 129 في الرؤيا، باب في القمص.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه الحميدي (536) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (1/219)(1894) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/236)(2113) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا سفيان بن حسين. وفي (1/236)(2114) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. و «الدارمي» (2162) قال: أخبرنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سليمان - هو ابن كثير. و «الدارمي» (2162) قال: أخبرنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سليمان - هو ابن كثير - وفي (2349) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني يونس. و «البخاري» (9/43، 55) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن يونس. و «مسلم» (7/55) قال: حدثني حرملة بن يحيى التجيبي، قال أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وفي (7/56) قال: حدثناه ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا عبد الله ابن عبد الرحمن الدارمي، قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سليمان وهو ابن كثير.

و «أبو داود» (3267) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا سفيان. وفي (3269، 4633) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: أخبرنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سليمان بن كثير. و «ابن ماجة» (3918) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب المدني، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف)(5838) عن محمد بن منصور، عن سفيان بن عيينة.

خمستهم (سفيان بن عيينة، وسفيان بن حسين، ومعمر، وسليمان بن كثير، ويونس) عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره.

* أخرجه مسلم (7/55) قال: حدثنا حاجب بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي. وفي (7/56) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. كلاهما -الزبيدي، ومعمر - عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، أن ابن عباس، أو أبا هريرة، كان يحدث، فذكره.

قال عبد الرزاق: كان معمر أحيانا يقول: (عن ابن عباس) . وأحيانا يقول: (عن أبي هريرة) .

ص: 544

1018 -

(ط) عائشة رضي الله عنها: قالت: رأيتُ ثلاثةَ أَقْمَارٍٍ سَقَطْن في حُجْرَتي، فقَصَصْتُ رُْؤيايَ على أبي بكرٍ فسكتَ، فَلَّما تُوُفِّيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ودُفِنَ في بيتي، قال أبو بكرٍ: هذا أحدُ أقمارِكِ، وهو خَيرُها. أخرجه الموطأ (1) .

(1) 1 / 232 في الجنائز، باب ما جاء في دفن الميت عن يحيى بن سعيد، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم

فذكره، ورجاله ثقات، إلا أن يحيى بن سعيد لم يدرك عائشة، فهو منقطع.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

رواه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/93) عن يحيى بن سعيد أن عائشة فذكره.

* قال الزرقاني -كذا الأكثر رواة الموطأ مرسلا ووصله قتيبة بن سعيد عن مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد ابن المسيب عن عائشة وكذا أخرجه ابن سعد من طريق يزيد بن هارون والبيهقي من طريق ابن عيينة كلاهما عن يحيى عن ابن المسيب عن عائشة.

ص: 546

1019 -

(ت) عائشة رضي الله عنها: قالت: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَنْ وَرَقَةَ؟ فقالت له خديجةُ: إنه كانَ قد صَدَّقَكَ وإنه مات قبل أن تظهر، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«أُريِتُهُ في المنام وعليه ثيابُ بَياضٍ، ولو كان من أَهل النَّارِ لَكانَ عليه لِباسٌ غَيْرُ ذلك» . أخرجه الترمذي (1) .

(1) رقم (2289) في الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عثمان بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن عروة عن عائشة، وقال: هذا حديث غريب، وعثمان بن عبد الرحمن ليس عند أهل الحديث بالقوي. نقول: وقد قال الحافظ في " التقريب ": متروك، وكذبه ابن معين. وأخرجه أيضاً أحمد من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة أن خديجة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ورقة بن نوفل، فقال: قد رأيته، فرأيت عليه ثياباً بيضاً، فأحسبه لو كان من أهل النار لم يكن عليه ثياب بيض " وابن لهيعة سيء الحفظ.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

ضعيف: أخرجه أحمد (6/65) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا ابن لهيعة. قال: حدثنا أبو الأسود. و «الترمذي» (2288) قال: حدثنا أبو موسى الأنصاري. قال: حدثنا يونس بن بكير. قال: حدثني عثمان بن عبد الرحمن. عن الزهري.

كلاهما (أبو الأسود يتيم عروة، والزهري) عن عروة، فذكره.

* وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وعثمان بن عبد الرحمن ليس عند أهل الحديث بالقوي.

ص: 547

1020 -

(م) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال لأعْرَابيٍّ جَاءهُ فقال: إنِّي حَلَمْتُ أَنَّ رأْسِي قُطِعَ، فأنا أتْبعهُ، فَزَجَرهُ النبيُّ، وقال:«لا تُخْبِرْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطان بِكَ في المنام» .

وفي رواية: أنَّ أعْرابيًّا قال: يا رسولَ الله، رأيتُ في المنام كأَنَّ رأْسِي ضُرِبَ فتَدحرَجَ، فاشَتَدَدْتُ في أثرِهِ، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«لا تُحَدِّثِ الناسَ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطان بِكَ في مَنامِكَ» ، وقال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بَعدُ يَخطُبُ، فقال:«لا يُحَدِّثَنَّ أحَدُكُمْ بِتَلعُّبِ الشيطانِ بهِ في منَامه» .

زاد في رواية: فَضحِكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم. أخرجه مسلم (1) .

⦗ص: 548⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(فاشتددت) عدوت من الشد: وهو العدو.

(1) رقم (2268) في الرؤيا، باب لا يخبر بتلعب الشيطان في المنام.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه الحميدي (1286) ، وأحمد (3/307) كلاهما (الحميدي، وأحمد) قالا: حدثنا سفيان بن عيينة.

* وأخرجه أحمد (3/350) قال: حدثنا حجين، ويونس. و «عبد بن حميد» (1046) قال: حدثنا أحمد بن يونس. و «مسلم» (7/54) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد (ح) وحدثنا ابن رمح. و «ابن ماجة» (3913) قال: حدثنا محمد بن رمح. و «النسائي» في «عمل اليوم والليلة» (912) قال: أخبرنا قتيبة ابن سعيد. خمستهم (حجين، وأحمد بن يونس، وقتيبة، وابن رمح) عن الليث بن سعد.

* وأخرجه أحمد (3/383) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق.

ثلاثتهم (ابن عيينة، والليث، وزكريا) عن أبي الزبير، فذكره.

* رواية أحمد (3/350) ، وعبد بن حميد (1046) ومسلم (7/54)، وابن ماجه (3913) مختصرة على:«إذا حلم أحدكم، فلا يخبر الناس بتلعب الشيطان به في المنام» .

رواية زكريا بن إسحاق، فيها زيادة:«فإذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها، فلا يقصها على أحد، وليستعذ بالله من الشيطان» .

رواه أبو سفيان أيضا عن جابر: أخرجه أحمد (3/315) قال: حدثنا أبو معاوية. و «عبد بن حميد» 1031- قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. و «مسلم» (7/55) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو سعيد الأشج، قالا: حدثنا وكيع. و «ابن ماجة» (3912) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية.

ثلاثتهم (أبو معاوية، ووكيع، وجرير) عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره.

ص: 547

1021 -

(خ) أم العلاء الأنصارية رضي الله عنها: قالت: لمَّا قَدِمَ المُهاجِرُونَ، طَارَ لَنا عُثمانُ بنُ مَظْعْون في السُّكْنى، فاشْتكى، فَمَرَّضناهُ حتِى تُوُفِّيَ، ثم جَعلناهُ في أَثوابهِ- وذَكَرَتِ الحديثَ- قالت: فَنِمْت فرأيتُ لعثمانَ عَيْنَاً تَجْري، فأخبرتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال:«ذَلِكَ عَمَلُهُ يَجْرِي لَهُ» . أخرجه البخاري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(طار لنا) كذا: أي حصل لنا، وجرى سهمنا، وقد تقدم ذكرها آنفاً.

(فمرضناه) تمريض العليل: معالجته وتدبيره في مرضه.

(1) 12 / 346 في التعبير، باب رؤيا النساء، وباب العين الجارية في المنام، وفي الجنائز، باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أُدرج في كفنه، وفي الشهادات، باب القرعة في المشكلات، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (6/436) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد (ح) ويعقوب. قال: حدثنا أبي. وفي (6/436) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. و «عبد بن حميد» (1593) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. و «البخاري» (2/91) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (2/91، 9/44) قال: حدثنا سعيد بن عفير. قال: حدثني الليث. قال: حدثني عقيل. وفي (3/238، 9/44) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (5/85) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (9/48) قال: حدثنا عبدان. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا معمر. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف)(13/18338) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن معمر.

أربعتهم (إبراهيم بن سعد والد يعقوب، ومعمر، وعقيل، وشعيب) عن ابن شهاب الزهري، عن خارجة ابن زيد بن ثابت، فذكره.

ص: 548