المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة الشعراء 739 - (خ م ت) ابن عباس رضي الله - جامع الأصول - جـ ٢

[ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات]

فهرس الكتاب

- ‌حرف التاء

- ‌الكتاب الأول: في تفسير القرآن، وأسباب نزوله

- ‌فاتحة الكتاب

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس

- ‌سورة هود

- ‌سورة يوسف

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة إبراهيم

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة بني إسرائيل

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريم

- ‌سورة الحج

- ‌سورة قد أفلح المؤمنون

- ‌سورة النور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشعراء

- ‌سورة النمل

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الروم

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة السجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة فاطر

- ‌سورة يس

- ‌سورة الصافات

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزمر

- ‌سورة حم: المؤمن

- ‌سورة حم: السجدة

- ‌سورة حم عسق

- ‌سورة حم: الزخرف

- ‌سورة حم: الدخان

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌الذاريات

- ‌سورة الطور

- ‌سورة النجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الرحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصف

- ‌سورة المنافقين

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة الطلاق

- ‌سورة التحريم

- ‌سورة ن

- ‌سورة نوح

- ‌سورة الجن

- ‌سورة المزمل

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة المرسلات

- ‌سورة عم يتساءلون

- ‌سورة عبس

- ‌سورة إذا الشمس كورت

- ‌سورة المطففين

- ‌سورة إذا السماء انشقت

- ‌سورة البروج

- ‌سورة سبح اسم ربك الأعلى

- ‌سورة الفجر

- ‌سورة الشمس

- ‌سورة والضحى

- ‌سورة أقرأ

- ‌سورة القدر

- ‌سورة إذا زلزلت

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة أرأيت

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة النصر

- ‌سورة الإخلاص

- ‌سورة المعوذتين

- ‌الكتاب الثاني: في تلاوة القرآن وقراءته

- ‌الباب الأول: في التلاوة

- ‌الفصل الأول: في الحث عليها

- ‌الفصل الثاني: في آداب التلاوة

- ‌الفرع الأول: في تحسين القراءة والتغني بها

- ‌الفرع الثاني: في الجهر بالقراءة

- ‌الفرع الثالث: في كيفية قراءة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرع الرابع: في الخشوع والبكاء عند القراءة

- ‌الفرع الخامس: في آداب متفرقة

- ‌الفصل الثالث: في تحزيب القرآن وأوراده

- ‌الباب الثاني: في القراءات

- ‌الفصل الأول: في جواز اختلاف القراءة

- ‌الفصل الثاني: فيما جاء من القراءات مفصلاً

- ‌الكتاب الثالث: في ترتيب القرآن وتأليفه وجمعه

- ‌الكتاب الرابع: في التوبة

- ‌الكتاب الخامس: في تعبير الرؤيا

- ‌الفصل الأول: في ذكر الرؤيا وآدابها

- ‌الفصل الثاني: فيما جاء من الرؤيا المفسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم

- ‌الكتاب السادس: في التفليس

- ‌الكتاب السابع: في تمني الموت

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها تاءٌ، ولم ترد في حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌كتاب الثناء والشكر

- ‌حرف الجيم

- ‌الكتاب الأول: في الجهاد وما يتعلق به من الأحكام واللوازم

- ‌الباب الأول: في الجهاد وما يختص به

- ‌الفصل الأول: في وجوبه، والحث عليه

- ‌الفصل الثاني: في آدابه

- ‌الفصل الثالث: في صدق النية والإخلاص

- ‌الفصل الرابع: في أحكام القتال والغزو

- ‌الفصل الخامس: في أسباب تتعلق بالجهاد متفرقة

- ‌الباب الثاني: في فروع الجهاد

- ‌الفصل الأول: في الأمانة والهدنة

- ‌الفرع الأول: في جوازهما وأحكامهما

- ‌الفرع الثاني: في الوفاء بالعهد والذمة والأمان

- ‌الفصل الثاني: في الجزية وأحكامها

- ‌الفصل الثالث: في الغنائم والفيء

- ‌الفرع الأول: في القسمة بين الغانمين

- ‌الفرع الثاني: في النفل

- ‌الفرع الثالث: في الخمس ومصارفه

- ‌الفرع الرابع: في الفيء، وسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرع الخامس: في الغلول

- ‌الفرع السادس: في أحاديث متفرقة تتعلق بالغنائم والفي

- ‌الفصل الرابع: من الباب الثاني من كتاب الجهاد في الشهداء

- ‌الكتاب الثاني من حرف الجيم في الجدال والمراء

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها جيم ولم تَرِدْ في حرف الجيم

الفصل: ‌ ‌سورة الشعراء 739 - (خ م ت) ابن عباس رضي الله

‌سورة الشعراء

739 -

(خ م ت) ابن عباس رضي الله عنهما: قال: لما نزَلتْ: {وأنْذِرْ عشِيرتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214](1) صَعِدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على

⦗ص: 287⦘

الصَّفا، فجعل يُنادي: يا بني فِهْرٍ، يا بني عدِيّ - لِبُطونِ قُريشٍ - حتى اجتمعوا. فجعل الرجلُ إذا لم يستْطِعْ أَن يخرجَ أرسل رسولاً، ليَنْظرَ ما هو؟ فجاء أبو لهبٍ وقُريشٌ، فقال: أرأيْتَكُم لو أخبَرْتُكم أن خَيْلاً بالوادي، تُريدُ أن تغير عليكم، أَكُنْتمْ مُصدِّقيَّ؟ (2) قالوا: نعم، ما جرَّبنا عليكَ إلا صِدقاً، قال: فإِنِّي نذيرٌ لكم بين يديْ عذاب شديدٍ، فقال أبو لهب: تَبّاً لك سائرَ اليومِ، أَلهذا جمَعْتنَا؟ فنزلت {تَبَّتْ يدَا أبي لهبٍ وتبَّ. ما أغنى عنه مالُه وما كَسَبَ} .

وفي بعض الروايات: «وقد تَبَّ» كذا قرأَ الأعمش (3) .

وفي رواية: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرجَ إلى البَطْحاء، فصَعِدَ الجبَلَ، فنَادى:«يا صَبَاحاهْ، يا صباحاهْ» ، فاجتمعت إليه قُريشٌ فقال: «أرأيتُم إِنْ

⦗ص: 288⦘

حَدَّثْتُكُم: أَنَّ الْعَدُوَّ مُصَبِّحُكمْ، أو مُمَسِّيكُمْ، أَكنتُم تُصَدِّقوني؟» قالوا: نعم، قال:«فإني نذِيرٌ لكم بْين يدَيْ عذابٍ شديدٍ» - وذكر نحوه.

هذه رواية البخاري، ومسلم.

وللبخاري أيضاً قال: لما نزل: {وأنْذِرْ عشِيرتَكَ الأْقربين} جعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعوهم قَبَائِِلَ، قَبَائِلَ. وأخرج الترمذي الرواية الثانية.

وفي رواية للبخاري: لما نزلت: {وأنْذِرْ عشِيرتَكَ الأْقربين. ورهْطَك منهم المُخْلَصيِن} (4) خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صِعد الصَّفا، فهتفَ: يا صَباحَاه، فقالوا: مَنْ هذا؟ فاجتمعوا إليه، فقال: أرأيتم إنْ أخبرتُكم أنَّ خيلاً تخرجُ من سَفْح هذا الجبلِ، أكنتم مُصدِّقيَّ (5) ؟ قالوا: ما جرَّبنا عليك كذباً

وذكر الحديث (6) .

⦗ص: 289⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(البطحاء) : الأرض المستوية.

(تباً لك) التب: الهلاك: أي هلاكاً لك، وهو منصوب بفعل مضمر.

(صباحاه) كلمة يقولها المنهوب والمستغيث، وأصله: من يؤم الصباح، وهو يوم الغارة.

(1) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 385: " قوله: عن ابن عباس: لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} : هذا مرسل من مراسيل الصحابة، وبذلك جزم الإسماعيلي، لأن أبا هريرة إنما أسلم بالمدينة، وهذه القصة وقعت بمكة، وابن عباس كان حينئذ إما لم يولد، وإما طفلاً، ويؤيد الثاني نداء فاطمة، فإنه يشعر بأنها كانت حينئذ بحيث تخاطب بالأحكام ".

قال الحافظ: وقد قدمت في " باب من انتسب إلى آبائه " في أوائل السيرة النبوية احتمال أن تكون هذه القصة وقعت مرتين، لكن الأصل عدم تكرار النزول، وقد صرح في هذه الرواية بأن ذلك وقع حين نزلت. نعم وقع عند الطبراني من حديث أبي أمامة قال: " لما نزلت {وأنذر عشيرتك}

⦗ص: 287⦘

جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني هاشم ونساءه وأهله، فقال: يا بني هاشم اشتروا أنفسكم من النار، واسعوا في فكاك رقابكم، يا عائشة بنت أبي بكر، يا حفصة بنت عمر، يا أم سلمة

فذكر حديثاً طويلاً، فهذا إن ثبت دل على تعدد القصة، لأن القصة الأولى وقعت بمكة لتصريحه في حديث الباب أنه صعد الصفا، ولم تكن عائشة وحفصة وأم سلمة عنده ومن أزواجه إلا بالمدينة، فيجوز أن تكون متأخرة عن الأولى، فيمكن أن يحضرها أبو هريرة وابن عباس أيضاً، ويحمل قوله:" لما نزلت، جمع "، أي بعد ذلك، لأن الجمع وقع على الفور، ولعله كان نزل أولاً {وأنذر عشيرتك الأقربين} جمع قريشاً فعم، ثم خص، كما سيأتي، ثم نزل ثانياً:" ورهطك منهم المخلصين " فخص بذلك بني هاشم ونساءه، والله أعلم.

(2)

قال الحافظ: أراد بذلك تقريرهم بأنهم يعلمون صدقه إذا أخبر عن الأمر الغائب.

(3)

قال الحافظ: ليست هذه القراءة فيما نقل الفراء عن الأعمش، فالذي يظهر أنه قرأها حاكياً لا قارئاً، ويؤيده قوله في هذا السياق: يومئذ، فإنه يشعر بأنه كان لا يستمر على قراءتها كذلك، والمحفوظ أنها قراءة ابن مسعود وحده.

(4)

قوله: " ورهطك منهم المخلصين " هذه الرواية في تفسير سورة تبت من رواية أبي أسامة عن الأعمش بهذا السند، قال الحافظ: وهذه الزيادة: وصلها الطبراني من وجه آخر، عن عمرو بن مرة: أنه كان يقرؤها كذلك. قال القرطبي: لعل هذه الزيادة كانت قرآناً، فنسخت تلاوتها، ثم استشكل ذلك، بأن المراد: إنذار الكفار، والمخلص صفة المؤمن، والجواب عن ذلك: أنه لا يمتنع عطف الخاص على العام، وقوله:{وأنذر عشيرتك الأقربين} عام فيمن آمن منهم ومن لم يؤمن؛ ثم عطف عليه الرهط المخلصين تنويهاً بهم وتأكيداً. وقال الحافظ أيضاً: وفي هذه الزيادة تعقب على النووي حيث قال في " شرح مسلم ": إن البخاري لم يخرجها، أعني " ورهطك منهم المخلصين " اعتماداً على ما في سورة الشعراء، وأغفل كونها موجودة عند البخاري في سورة تبت.

(5)

" مصدقي " بتشديد الياء، أدغمت الياء في الياء، وحذفت النون للإضافة.

(6)

البخاري 8 / 385 في تفسير سورة الشعراء، باب {وأنذر عشيرتك الأقربين} ، وفي الجنائز، باب ذكر شرار الموتى، وفي الأنبياء، باب من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية، وفي تفسير سورة سبأ، وفي تفسير سورة تبت، ومسلم رقم (208) في الإيمان، باب قوله تعالى {وأنذر عشيرتك الأقربين} ، والترمذي رقم (3360) في التفسير، باب ومن سورة تبت.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: 1-أخرجه أحمد (1/281)(2544) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/307)(2802) قال: حدثنا عبد الله بن نمير. و «البخاري» (2/129) وفي 4/224) وفي (6/140و6/222) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. في (6/153) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن خازم. وفي (6/221) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (6/221) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا أبو معاوية. و «مسلم» (1/134) قال: حدثنا أبوكريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب قالا: حدثنا أبو معاوية. و «الترمذي» (3363) قال: حدثنا هناد، وأحمد بن منيع قالا، حدثنا أبو معاوية. و «والنسائى» في عمل اليوم واللية» (983) قال: أخبرنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: أخبرنا أبو معاوية. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (5594) عن هناد بن السري، عن أبي معاوية (ح) وعن إبراهيم ابن يعقوب، عن عمر بن حفص، عن أبيه.

أربعتهم - أبو معاوية محمد بن خازم، وعبد الله بن نمير، وحفص بن غياث، وأبو أسامة - عن الأعمش، عن عمرو بن مرة.

2-

وأخرجه البخاري (4/224) قال: وقال لنا قبيصة. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (8922) قال أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا معاوية وهو ابن هشام القصار. وفي الكبري «تحفة الأشراف» (5476) عن أحمد بن سليمان، عن معاوية بن هشام،. كلاهما- قبيصة، ومعاوية - عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت.

كلاهما - عمرو، وحبيب - عن سعيد عن جبير، فذكره.

(*) الروايات مطولحة ومختصرة.

ص: 286

740 -

(خ م ت س) أبو هريرة رضي الله عنه: قال: قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله عز وجل {وأنْذِرْ عشِيرتَكَ الأْقربينَ} قال: «يا معْشر قُريشٍ - أو كلمة نحوها - اشْتَرُوا أَنفسكم، لا أُغني عنكم من الله شيئاً (1) . يا بني عبد منافٍ، لا أغني عنكم من الله شيئاً. يا عباسَ بنَ عبْد المطلبِ، لا أغني عنك من الله شيئاً. ويا صفِيَّةُ (2) عمَّةَ رسُولِ الله، لا أغني عنكِ من

⦗ص: 290⦘

الله شيئاً. ويا فاطمةُ بنْتَ محمَّدٍ، سَلِيني ما شِئْتِ مِنْ مالي، لا أغني عنْكِ من الله شيئاً» .

وفي رواية نحوه، ولم يذكر فيه «يا بني عبدٍ منافٍ» وذكر بدله:«بني عبد المطلب» .

هذه رواية البخاري، ومسلم.

وللبخاري أيضاً قال: يا بني عبدِ منافٍ، اشْتَرُوا أنْفُسَكُمْ من الله، يا بني عبدِ المطلب، اشتروا أنفسكم من الله، يا أُمَّ الزُّبَيْرِ عَّمةَ رسولِ الله، يا فاطمةُ بنتَ مُحمَّدٍ، اشْتَرِيا أَنفُسَكُما من الله، لا أملك لَكُما من الله شيئاً، سَلاني مِنْ مالي ما شِئْتما.

ولمسلم أيضاً قال: لمَّا نَزلت هذه الآية {وأنْذِرْ عشِيرتَكَ الأْقَربينَ} دعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قريشاً، فاجتمُعوا، فعَمَّ وخَصَّ، فقال: يا بني كعبِ بنِ لُؤيّ، أنِقذُوا أنفُسَكم مِنَ النَّارِ، يا بني مُرَّة بنِ كَعبٍ، أنِقذُوا أنفُسَكم مِنَ النَّارِ، يا بني عبدِ شمسٍ، أنِقذُوا أنفُسَكم مِنَ النَّارِ، يا بني عبد مناف، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبدِ المطلب، أنِقذُوا أنفُسَكم مِنَ النَّارِ، يا فَاطِمَةُ (3) ، أنِقذُي نفُسَكِ مِنَ النَّارِ،

⦗ص: 291⦘

فإنَّي لا أملك لكم من الله شيْئاً، غير أنَّ لكم رَحِماً، سَأبُلُّها بِبَلالِها (4) .

وأخرجه الترمذي قال: لما نزلت {وأنْذِرْ عشِيرتَكَ الأْقربينَ} جَمَع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قريشاً، فخصَّ وعمَّ، فقال «يا مَعْشَر قريْشٍ أنْقِذوا أنَفْسَكم مِنَ النَّارِ فإني لا أملك لكم من الله ضَرًّا ولا نفعاً، يا معشر بني عبدٍ منافٍ، أنِقذُوا أنفُسَكم مِنَ النَّارِ، فإني لا أملك لكم من الله ضرًّا ولا نفعاً، يا معشر بني قُصيّ، أنِقذُوا أنفُسَكم مِنَ النَّارِ، فإني لا أملك لكم من الله ضرًّا ولا نفعاً، يا معشرَ بني عبد المطلب، أنِقذُوا أنفُسَكم مِنَ النَّارِ، فإني لا أملك لكم من الله ضرًّا ولا نفعاً، يا فاطمة بنتَ محمد أنِقذي نفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فإني لا أملك لك من الله ضرًّا ولا نفعاً، إِنَّ لكِ رَحِماً، سأبُلُّها ببِلالها» .

وأخرج النسائي الرواية الأولى من روايات البخاري، ومسلم، والرواية التي أخرجها مسلم وحْدَهُ (5) .

⦗ص: 292⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(أنقذوا) أنقذت فلاناً: أذا خلصته مما يكون قد وقع فيه أو شارف أن يقع فيه.

(سأبلها) البلال: ما يبل به، وإنما قالوا في صلة الرحم: بلَّ رحمه؛ لأنهم لما رأوا بعض الأشياء يتصل ويختلط بالنداوة، ويحصل بينهما التجافي والتفرق باليُبس، استعاروا البل لمعنى الوصل، واليبس لمعنى القطيعة، والمعنى: سأصل الرحم بصلتها، وقيل: البلال: جمع بل.

(1) قال الحافظ: أي باعتبار تخليصها من العذاب ليكون ذلك كالشراء، كأنهم جعلوا الطاعة ثمن النجاة. وأما قوله تعالى:{إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم} فهناك المؤمن بائع باعتبار تحصيل الثواب، والثمن: الجنة، وفيه إشارة إلى أن النفوس كلها ملك لله تعالى، وأن من أطاعه حق طاعته في امتثال أوامره واجتناب نواهيه، وفي ما عليه من الثمن.

(2)

يجوز في " صفية " الرفع والنصب، وكذا القول في " يا فاطمة بنت محمد ".

وقال النووي: والنصب أفصح وأشهر، وأما " بنت وابن " فمنصوب لا غير، وهذا - وإن كان ظاهراً معروفاً - فلا بأس بالتنبيه عليه لمن لا يحفظه، وأفردهم صلى الله عليه وسلم لشدة قرابتهم.

(3)

قال النووي: هكذا وقع في بعض الأصول " يا فاطمة " وفي بعضها أو أكثرها: " يا فاطم " بحذف الهاء، على الترخيم، وعلى هذا يجوز: ضم الميم وفتحها كما عرف في نظائره.

(4)

قوله: " ببلالها " قال النووي: ضبطناه بفتح الباء الثانية وكسرها، وهما وجهان مشهوران ذكرهما جماعات من العلماء، والبلال: الماء، ومعنى الحديث: سأصلها، شبهت قطيعة الرحم بالحرارة، ووصلها بإطفاء الحرارة ببرودة الماء، ومنه " بلوا أرحامكم " أي: صلوها.

(5)

البخاري 8 / 386 في تفسير سورة الشعراء، باب {وأنذر عشيرتك الأقربين} ، وفي الوصايا، باب هل يدخل النساء والأولاد في الأقارب، وفي الأنبياء، باب من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية، ومسلم رقم (206) في الإيمان، باب قوله تعالى:{وأنذر عشيرتك الأقربين} ، والترمذي رقم (3184) في التفسير، باب ومن سورة الشعراء، والنسائي 6 / 248 في الوصايا، باب إذا أوصى لعشيرته الأقربين.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجة الدارمي (2735) قال: حدثنا الحكم بن نافع، عن شعيب. و «البخاري» (4/7و6/140) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. و «مسلم» (1/133) قال: حدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. و «النسائي» (6/349) قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وأخبرنا محمد بن خالد. قال: حدثنا بشر بن شعيب، عن أبيه.

كلاهما -شعيب، ويونس - عن ابن شهاب الزهري. قال: أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.

- ورواه أيضا موسى بن طلحة عن أبي هريرة، أخرجه أحمد (2/، 333 2/، 360 2/519) والبخاري في الأدب المفرد (48) و «مسلم» (1/133) و «الترمذي» (3185) ، و «النسائي» (6/248) .

- ورواه أيصا عن أبي هريرة الأعرج، أخرجه أحمد (2/350) وفي (2/448) و «البخاري» (4/224) و «مسلم» (1331) .

ص: 289

741 -

(م ت س) عائشة رضي الله عنها: قالت: لما نزلت: {وأنْذِرْ عشِيرتَكَ الأْقربينَ} قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على الصَّفا، فقال:«يا فاطمةُ بنتَ محمد، يا صفيةُ بنَت عبد المطلب، يا بني عبد المطلب، لا أملك لكم من الله شيئاً، سَلُوني مِنْ مالي ما شئُتْم» .أخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي (1) .

(1) مسلم رقم (205) في الإيمان، باب قوله تعالى:{وأنذر عشيرتك الأقربين} ، والترمذي رقم (3183) في التفسير، باب ومن سورة الشعراء، والنسائي 6 / 250 في الوصايا، باب إذا أوصى لعشيرته الأقربين.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح أخرجه أحمد (6/ 136و187) . قال:حدثنا وكيع. و «مسلم» (1/133) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال: حدثنا وكيع ويونس بن بكير. و «الترمذي» (2310)، (3184) قال: حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي. و «النسائي» (6/250) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال:أنبأنا أبو معاوية.

أربعتهم - وكيع، ويونس بن بكير، ومحمد بن عبد الرحمن، وأبو معاوية الضرير - قالوا: حدثنا هشام ابن عروة،عن أبيه، فذكره.

ص: 292

742 -

(ت) أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: قال: لما نزلت: {وأنْذِرْ عشِيرتَكَ الأقْربينَ} وضعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أصبعيهِ في أُذنَيْهِ، فرفع صوتهُ، فقال:«يا بني عبد منافٍ، يا صَباحاهُ» .

⦗ص: 293⦘

أخرجه الترمذي، وقال: وقد رُوي مرسلاً، ولم يُذْكَر الأشعريُّ، قال: وهو أصحُّ (1) .

(1) رقم (3185) في التفسير، باب ومن سورة الشعراء، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث أبي موسى، وقد رواه بعضهم عن عوف عن قسامة بن زهير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً وهو أصح، ولم يذكر فيه عن أبي موسى. وقد ذاكرت فيه محمد بن إسماعيل (يعني البخاري) فلم يعرفه من حديث أبي موسى. ورواه ابن جرير مرسلاً وموصولاً. ورواه السيوطي في " الدر المنثور " 5 / 59 وزاد نسبته لعبد بن حميد، وابن مردويه عن أبي موسى الأشعري.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه الترمذي (3186) قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد. قال: حدثنا أبو زيد، عن عوف، عن قسامة بن زهير، فذكره..

(*) قال أبو عيسى الترمذي: هذا حدث غريب من هذا الوجه، من حديث أبي موسى. وقد رواه بعضهم عن عوف، عن قسامة بن زهير، عن النبيصلى الله عليه وسلم مرسلا. ولم يذكروا فيه عن أبي موسى وهو أصح. ذاكرت به محمد بن إسماعيل البخاري فلم يعرفه من حديث أبي موسى.

ص: 292

743 -

(م) قبيصة بن مخارق وزهير بن عمرو رضي الله عنهما: قالا: لما نزلت {وأنْذِرْ عشِيرتَكَ الأْقربينَ} انطلقَ نبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى رَضْمَةِ جَبلٍ، فعَلا أعْلاها حَجَراً، ثم نادى:«يا بني عبدٍ منافٍ إِني نَذِيرٌ لكم، إِنما مَثَلي ومَثَلُكُم كمَثَلِ رَجُلٍٍ رأَى العَدُوَّ، فانْطَلَق يَرْبَأُ أَهْلَهُ، فخشِيَ أَن يسبقوهُ، فجعل يَهْتِفُ: «يا صاحباهُ» .أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(رَضمة) الرَّضمة: واحدة الرضم: وهي الحجارة والصخور بعضها على بعض.

(يربأ) الربيئة: الذين يحرسُ القوم، ويتطلع لهم، خوفاً [من] أن يكبسهم العدو.

(1) رقم (207) في الإيمان، باب قوله تعالى:{وأنذر عشيرتك الأقربين} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (3/476) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن سليمان، يعني التيمي، عن أبي عثمان، يعني النهدي، فذكره.

قال أحمد: قال ابن أبي عدي في هذا الحديث -عن قبيصة بن مخارق، أو وهب بن عمرو- وهو خطأ، إنما هو -زهير بن عمرو- فلما أخطأت تركت -وهب بن عمرو-.

ص: 293

744 -

(د) ابن عباس رضي الله عنهما: في قوله تعالى {وَالشُّعَراءُ

⦗ص: 294⦘

يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء: 224] قال: اسْتَثْنَى الله منهم {الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً} [الشعراء: 227] . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الغاوون) جمع غاو: وهو ضد الراشد.

(1) رقم (5016) في الأدب، باب ما جاء في الشعر، وفي سنده الحسين بن واقد، وهو ثقة له أوهام.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود في الأدب (95: 8) عن أحمد بن محمد بن ثابت المروزي، عن علي بن حسين بن واقد عن أبيه. تحفة الأشراف (5/178) .

ص: 293