المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌حرف التاء

- ‌الكتاب الأول: في تفسير القرآن، وأسباب نزوله

- ‌فاتحة الكتاب

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس

- ‌سورة هود

- ‌سورة يوسف

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة إبراهيم

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة بني إسرائيل

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريم

- ‌سورة الحج

- ‌سورة قد أفلح المؤمنون

- ‌سورة النور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشعراء

- ‌سورة النمل

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الروم

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة السجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة فاطر

- ‌سورة يس

- ‌سورة الصافات

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزمر

- ‌سورة حم: المؤمن

- ‌سورة حم: السجدة

- ‌سورة حم عسق

- ‌سورة حم: الزخرف

- ‌سورة حم: الدخان

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌الذاريات

- ‌سورة الطور

- ‌سورة النجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الرحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصف

- ‌سورة المنافقين

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة الطلاق

- ‌سورة التحريم

- ‌سورة ن

- ‌سورة نوح

- ‌سورة الجن

- ‌سورة المزمل

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة المرسلات

- ‌سورة عم يتساءلون

- ‌سورة عبس

- ‌سورة إذا الشمس كورت

- ‌سورة المطففين

- ‌سورة إذا السماء انشقت

- ‌سورة البروج

- ‌سورة سبح اسم ربك الأعلى

- ‌سورة الفجر

- ‌سورة الشمس

- ‌سورة والضحى

- ‌سورة أقرأ

- ‌سورة القدر

- ‌سورة إذا زلزلت

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة أرأيت

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة النصر

- ‌سورة الإخلاص

- ‌سورة المعوذتين

- ‌الكتاب الثاني: في تلاوة القرآن وقراءته

- ‌الباب الأول: في التلاوة

- ‌الفصل الأول: في الحث عليها

- ‌الفصل الثاني: في آداب التلاوة

- ‌الفرع الأول: في تحسين القراءة والتغني بها

- ‌الفرع الثاني: في الجهر بالقراءة

- ‌الفرع الثالث: في كيفية قراءة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرع الرابع: في الخشوع والبكاء عند القراءة

- ‌الفرع الخامس: في آداب متفرقة

- ‌الفصل الثالث: في تحزيب القرآن وأوراده

- ‌الباب الثاني: في القراءات

- ‌الفصل الأول: في جواز اختلاف القراءة

- ‌الفصل الثاني: فيما جاء من القراءات مفصلاً

- ‌الكتاب الثالث: في ترتيب القرآن وتأليفه وجمعه

- ‌الكتاب الرابع: في التوبة

- ‌الكتاب الخامس: في تعبير الرؤيا

- ‌الفصل الأول: في ذكر الرؤيا وآدابها

- ‌الفصل الثاني: فيما جاء من الرؤيا المفسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم

- ‌الكتاب السادس: في التفليس

- ‌الكتاب السابع: في تمني الموت

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها تاءٌ، ولم ترد في حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌كتاب الثناء والشكر

- ‌حرف الجيم

- ‌الكتاب الأول: في الجهاد وما يتعلق به من الأحكام واللوازم

- ‌الباب الأول: في الجهاد وما يختص به

- ‌الفصل الأول: في وجوبه، والحث عليه

- ‌الفصل الثاني: في آدابه

- ‌الفصل الثالث: في صدق النية والإخلاص

- ‌الفصل الرابع: في أحكام القتال والغزو

- ‌الفصل الخامس: في أسباب تتعلق بالجهاد متفرقة

- ‌الباب الثاني: في فروع الجهاد

- ‌الفصل الأول: في الأمانة والهدنة

- ‌الفرع الأول: في جوازهما وأحكامهما

- ‌الفرع الثاني: في الوفاء بالعهد والذمة والأمان

- ‌الفصل الثاني: في الجزية وأحكامها

- ‌الفصل الثالث: في الغنائم والفيء

- ‌الفرع الأول: في القسمة بين الغانمين

- ‌الفرع الثاني: في النفل

- ‌الفرع الثالث: في الخمس ومصارفه

- ‌الفرع الرابع: في الفيء، وسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرع الخامس: في الغلول

- ‌الفرع السادس: في أحاديث متفرقة تتعلق بالغنائم والفي

- ‌الفصل الرابع: من الباب الثاني من كتاب الجهاد في الشهداء

- ‌الكتاب الثاني من حرف الجيم في الجدال والمراء

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها جيم ولم تَرِدْ في حرف الجيم

الفصل: ‌سورة حم: الدخان

‌سورة حم: الدخان

800 -

(خ م ت) عن مسروق بن الأجدع رحمه الله: قال: كُنَّا جلوساً عند عبد الله بن مسعودِ - وهو مُضْطجِعٌ بيننا - فأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن، إنَّ قاصًّا عند أبواب كِنْدَة يَقُصُّ، ويَزعمُ: أنَّ آيةَ الدُّخان تجيء فتأخذ بأنفاس الكفار، وَيأْخُذُ المؤمنين منها كهيئة الزُّكام، فقال عبد الله - وَجلَسَ وهو غَضْبانُ-: يَا أُيُّها الناس، اتقوا الله، مَنْ عَلِمَ منكم شيئاً فلْيَقُلْ بما يعْلَمُ، ومن لا يعْلَمُ، فَلْيَقُل: الله أعلم، فإِنه أَعلمُ لأَحدِكم أنْ يقولَ لما لا يعْلَمُ: الله أعلمُ، فإِن الله تعالى قال لنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم:{قُلْ ما أَسْأَلُكُمْ عليه من أجْرٍ وما أنا مِن المُتَكلِّفين} [ص: 86] إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لمَّا رأَى من الناس إِدْباراً قال: اللهم سَبْعٌ (1) كسَبْعِ يُوسُفَ.

وفي رواية: أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لما دعا قريشاً كَذَّبُوه، واسْتعْصَوْا عليه، فقال: اللهم أعِنِّي عليهم بسبعٍ كسبْعِ يُوسف، فأَخذتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شيءٍ، حتى أكلوا الجُلودَ والمَيْتَةَ من الجوع، ويْنظُرُ إلى السماء أحدُهم، فَيرى كهَيْئَةِ الدُّخان، فأتاه أبو سفيان، فقال: يا محمد، إِنَّك جئتَ تأَمرُ بطاعةِ اللهِ

⦗ص: 349⦘

وبصِلةِ الرَّحِمِ، وإِنَّ قَوْمَك قد هَلَكوا، فادْعُ الله- عز وجل لهم، قال الله تعالى {فارْتَقِبْ يومَ تأتي السَّماءُ بدُخَانٍ مُبين. يَغْشَى الناسَ هذا عذابٌ أليم. ربَّنا اكشِفْ عنا العذابَ إنا مؤمنون. أَنَّى لهم الذكرى وقد جاءهم رسولٌ مُبين. ثم تَولَّوْا عنه وقالوا مُعَلَّمٌ مجنونٌ. إِنَّا كاشِفُوا العَذَابِ قَليلاً إِنَّكُمْ عائدون} [الدخان: 10- 15] قال عبدُ الله: أفَيُكْشَفُ عذابُ الآخرة {يوم نَبْطِش البَطْشَةَ الكبرى إِنَّا منتقمون} فالبطشَةُ: يومُ بدرٍ.

وفي رواية قال: قال عبد اللهِ: إنما كان هذا؛ لأن قريشاً لما اسْتَعْصَوا على النبي صلى الله عليه وسلم، دعا عليهم بِسِنِينَ كَسِني يوسفَ فأصابهم قَحْطٌ وجَهْدٌ، حتى أكلوا العظامَ، فجعل الرجلُ ينظرُ إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجَهدِ، فأنزل الله عز وجل {فارْتَقِبْ يومَ تأتي السَّماءُ بدُخَانٍ مُبين. يَغْشَى الناسَ هذا عذابٌ أليم} قال: فأُتي (2) رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقيل: يا رسولَ الله، اسْتَسْقِ الله لِمُضَرَ (3)، فإنها قد هَلَكَتْ. قال:

⦗ص: 350⦘

لِمُضَرَ (4) ؟ إنك لجريء فاستسقى لهم، فَسُقُوا، فنزلت:{إنكم عَائدون} فلما أصابهم الرفاهيةُ، عَادُوا إلى حالهم، حين أصابتهم الرفاهية، فأنزل الله عز وجل {يوم نَبْطِش البَطْشَةَ الكبرى إِنَّا منتقمون} قال: يعني يومَ بدر.

وفي رواية نحوه، وفيها: فقيل له: إِنْ كَشَفنا عنهم عادوا، فدعا ربَّه فكشف عنهم، فعادوا، فانتقم الله منهم يومَ بدرٍ، فذلك قولُه:{فارْتَقِبْ يومَ تأتي السَّماءُ بدُخَانٍ مُبين - إلى قوله - إنا منتقمون} . هذه رواية البخاري، ومسلم.

وفي رواية الترمذي مثل الرواية الأولى إلى قوله: {فارْتَقِبْ يومَ تأتي السَّماءُ بدُخَان مُبين. يَغْشَى الناسَ هذا عذابٌ أليم} قال أحد رواتِهِ: هذا كقوله: {ربنا اكشف عنَّا العذابَ} فهل يكشفُ عذابُ الآخرة؟ قد مضى البطشةُ واللِّزامُ والدخانُ، وقال أحدهم: القمر، وقال الآخر: الرومُ واللزام يوم بدرٍ.

وقد أخرج البخاري في أحد طُرقِه هذا الذي ذكره الترمذي.

وفي أخرى للبخاري ومسلم قال: قال عبد اللهِ: خمسٌ قد مَضَيْنَ:

⦗ص: 351⦘

الدخانُ، واللِّزامُ، والرومُ، والبطشةُ، والقمرُ (5) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(بسبع كسبع) أراد بالسبع: سبع سنين التي كانت في زمن النبي يوسف عليه السلام المجدبة التي ذكرها الله تعالى في القرآن.

(حصت) حلقت واستأصلت.

(قحط) القحط: احتباس المطر.

(جهده) الجهد - بفتح الجيم -: المشقة.

(الرفاهية) : الدعة وسعة العيش.

(1) هذه رواية مسلم، وللبخاري: سبعاً، قال الزركشي: والنصب هو المختار، لأن الموضع، موضع فعل دعاء، فالاسم الواقع فيه بدل من اللفظ بذلك الفعل، والتقدير: اللهم ابعث أو سلط، والرفع جائز على إضمار مبتدأ أو فعل رافع.

(2)

كذا بضم الهمزة على البناء للمجهول للجمهور، والآتي المذكور: هو أبو سفيان كما صرح به في الرواية المتقدمة.

(3)

إنما قال: لمضر، لأن غالبهم كانوا بالقرب من مياه الحجاز، وكان الدعاء بالقحط على قريش، وهم سكان مكة، فسرى القحط إلى من حولهم، فحسن أن يطلب الدعاء لهم، ولعل السائل عدل عن التعبير بقريش لئلا يذكرهم، فيذكر بجرمهم، فقال " لمضر ": ليندرجوا فيهم، ويشير أيضاً إلى أن المدعو عليهم قد هلكوا بجريرتهم، وقد وقع في الرواية الأخيرة " وإن قومك هلكوا " ولا منافاة بينهما، لأن مضر أيضاً قومه.

(4)

أي: أتأمرني أن أستسقي الله لمضر، مع ما هم عليه من المعصية والإشراك به؟ !

(5)

البخاري 8 / 439 في تفسير حم الدخان، باب {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين} ، وفي الاستسقاء، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " اجعلها عليهم سنين كسني يوسف "، وباب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط، وفي تفسير سورة يوسف، باب {وروادته التي هو في بيتها عن نفسه} ، وفي تفسير سورة الروم، وفي تفسير سورة ص، ومسلم رقم (2798) في صفات المنافقين، باب الدخان، والترمذي رقم (3251) في التفسير، باب ومن سورة الدخان.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح:

1-

أخرجه الحميدي (116) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (1/380)(3613) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/431)(4104) قال: حدثنا وكيع، وابن نمير. و «البخاري» (6/96) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان. وفي (6/156) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير. وفي (6/164) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/164) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا وكيع. وفي (6/165) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا جرير بن حازم. و «مسلم» (8/131) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع (ح) وحدثني أبو سعيد الأشج، قال: أخبرنا وكيع (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية. و «النسائى» في الكبرى (تحفة الأشراف)(9574) عن أبي كريب، عن أبي معاوية. ستتهم -سفيان، وأبو معاوية، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وجرير بن عبد الحميد، وجرير بن حازم - عن الأعمش.

2-

وأخرجه أحمد (1/441)(4206) قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة. و «البخاري» (2/37 6، /142) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سفيان. وفي (6/165) قال: حدثنا بشر ابن خالد، قال: أخبرنا محمد، عن شعبة. «والترمذي» (3254) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الملك بن إبراهيم، قال: حدثنا شعبة و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف)(9574) عن بشر بن خالد، عن محمد بن جعفر، عن شعبة. (ح) وعن محمود بن غيلان، وعن النضر بن شميل، عن شعبة كلاهما -شعبة، وسفيان- عن منصور، والأعمش.

3-

وأخرجه البخاري (2/33) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. و «مسلم» (8/130) قال: حدثنا إسحاق إبراهيم. كلاهما - عثمان، وإسحاق - عن جرير، عن منصور.

كلاهما -الأعمش، ومنصور- عن مسلم بن صبيح أبي الضحى، عن مسروق، فذكره.

(*) الروايات مطولة ومختصرة ويزيد بعضهم على بعض.

* جاء مختصرا من قول عبد الله بن مسعود على: «خمس قد مضين الدخان، واللزام، الروم، والبطشة والقمر» أخرجه البخاري (6/139) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش. وفي (6/164) قال: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش. وفي (6/166) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش. و «مسلم» (8/132) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش. (ح) وحدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف)(9576) عن قتيبة، عن عمرو بن محمد، عن سفيان، عن منصور. (ح) وعن شعيب بن يوسف، عن يحيى بن سعيد، عن فطر بن خليفة.

ثلاثتهم -الأعمش، ومنصور، وفطر - عن مسلم بن أبي الضحى، عن مسروق عن عبد الله، فذكره موقوفا.

ص: 348

801 -

(ت) أنس بن مالك رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُؤمِنٍ إلا وله بابانِ: بابٌ يَصعَدُ منه عَمَلُهُ، وبابٌ ينزلُ منه رِزْقُه. فإذا مات بَكيَا عليه، فذلك قوله: {فما بكَتْ عليهم السماءُ والأَرضُ وما كانوا مُنظرين} » .

⦗ص: 352⦘

أخرجه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه (1) .

(1) رقم (3252) في التفسير، باب ومن سورة الدخان، وتمام كلامه: وموسى بن عبيدة، ويزيد بن أبان الرقاشي يضعفان في الحديث، وقد أورده السيوطي في " الدر المنثور " 6 / 30 وزاد نسبته لابن أبي الدنيا في " ذكر الموت "، وأبي يعلى، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وأبي نعيم في " الحلية "، والخطيب.

ص: 351

802 -

(ت) أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: «أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: {كالمُهْلِ} [الدخان: 45] كَعَكَرِ الزَّيْتِ، إذا قَرَّبَهُ إلى وجههِ سَقَطَتْ فَرْوَةُ وجهه فيه» . أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(فروة وجهه) فروة الوجه: هي جلدته.

(1) رقم (2584) و (2587) في أبواب صفة جهنم، باب ما جاء في صفة شراب أهل النار، و (3319) في التفسير، باب ومن سورة سأل سائل، ورواه أحمد في " المسند " 3 / 70، 71، وفي سنده رشدين بن سعد أبو الحجاج المصري، وهو ضعيف، ودراج أبو السمح حديثه عن أبي الهيثم ضعيف، وهذا منها.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

ضعيف:

1-

أخرجه (3/70) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة.

2-

إسناده ضعيف:وأخرجه عبد بن حميد (930) قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدثنا ابن المبارك و «الترمذي» (2581، 3322) قال: حدثنا أبو كريب. وفي (2584) قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. كلاهما - ابن المبارك. وأبو كريب - عن رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث.

كلاهما - ابن لهيعة، وعمرو - عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، فذكره.

وقال الترمذي: هذا الحديث لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد، ورشدين قد تكلم فيه.

ص: 352

سورة حم الأحقاف

803 -

(خ) يوسف بن مَاهَكْ (1) رحمه الله: قال: كان مَرْوانُ على الحجازِ (2) استعمله مُعاويةُ، فَخَطَبَ فجعل يذكُرُ يزيد بن مُعاوية؛ لكي

⦗ص: 353⦘

يُبايعَ له بعد أبيه، فقال له عبد الرحمن بْنُ أبي بكرٍ شيئاً (3)، فقال: خُذوهُ، فدَخلَ بيتَ عائِشَةَ فلم يقدرُوا عليه (4)، فقال مروانُ: إنَّ هذا الذي أَنزل الله فيه {والذي قال لوالديه أُفٍّ لكُما} [الأحقاف: 17] فقالت عائشة من وراء الحجاب: ما أنزل الله فينا شيئاً من القرآن، إِلا ما أنزل في سورة النُّورِ من بَرَاءتِي (5) . أخرجه البخاري (6) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(أف لكما) أفّ: صوت إذا صَوَّتَ به الإنسان علم أنه متضجر، واللام في (لكما) للبيان، ومعناه: هذا التأفيف لكما خاصة دون غيركما،

⦗ص: 354⦘

والمعنى: الكراهية، وقيل: الكلام الغليظ، وقيل: أصل الأف، من وسخ الإصبع إذا فُتل.

(1) بفتح الهاء وبكسرها، ومعناه: القمير، تصغير القمر، ويجوز صرفه وعدمه.

(2)

أي: أميراً على المدينة من قبل معاوية.

(3)

قال الحافظ في " الفتح ": والذي في رواية الإسماعيلي: فقال عبد الرحمن: ما هي إلا هرقلية، ولابن المنذر: أجئتم بها هرقلية تبايعون لأبنائكم، ولأبي يعلى وابن أبي حاتم من طريق إسماعيل بن أبي خالد: حدثني عبد الله المدني قال: كنت في المسجد حين خطب مروان فقال: إن الله قد أرى أمير المؤمنين رأياً حسناً في يزيد وأن يستخلفه، فقد استخلف أبو بكر وعمر، فقال عبد الرحمن: هرقلية، إن أبا بكر والله ما جعلها في أحد من ولد ولا في أهل بيته، وما جعلها معاوية إلا كرامة لولده.

(4)

أي: امتنعوا من الدخول خلفه إعظاماً لعائشة. وفي رواية أبي يعلى " فنزل مروان عن المنبر، حتى أتى باب المسجد، حتى أتى عائشة، فجعل يكلمها وتكلمه، ثم انصرف " قاله الحافظ.

(5)

أي: الآية التي في سورة النور، في قصة أهل الإفك وبراءتها مما رموها به رضي الله عنها. قال الحافظ: وفي رواية الإسماعيلي: فقالت عائشة: كذب والله ما نزلت فيه. قال ابن كثير: ومن زعم أنها نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما، فقوله ضعيف، لأن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما أسلم بعد ذلك، وحسن إسلامه، وكان من خيار أهل زمانه.

(6)

8 / 442 و 443 في تفسير سورة الأحقاف.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه البخاري (6/166) قال: ثنا موسى بن إسماعيل، قال: ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن يوسف بن ماهك فذكره.

ص: 352

804 -

(م ت د) علقمة رحمه الله: قال: قلت لابن مسعودٍ: هل صَحِبَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ليلةَ الجِنِّ منكم أحدٌ؟ قال: ما صحبه منَّا أحدٌ، ولكنَّا كُنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليْلَةٍ فَفقَدناهُ، فالتمسناه في الأودية والشِّعابِ، فَقُلْنَا: اسْتُطِيرَ، أَوِ اغْتِيلَ (1) ، فبِتْنا بشرِّ ليْلَةٍ باتَ بها قومٌ، فلما أَصبحنا إذا هُوَجَاءٍ من قِبلِ حِراءَ، قال: فقُلْنا: يا رسول الله، فَقَدْناكَ، فطلبناكَ، فلم نَجِدْكَ، فَبِتْنا بشَرِّ ليلةٍ باتَ بها قومٌ، قال:«أتَاني داِعي الجِنِّ، فذَهبْتُ معه، فقرأتُ عليهم القرآن» قال: فانطَلقَ بنا، فأرانا آثارهم، وآثار نِيرَانِهمْ (2) ، وسألُوهُ الزَّادَ، فقال:«لكم كلُّ عَظْمٍ ذُكر اسم الله عليه (3) يقع في أيديكم أوْفَرَ ما يكون لَحْماً، وكلُّ بَعْرَةٍ علَفٌ لِدَوَابِّكم» فقال- رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «فلا تَسْتَنْجوا بهما، فإنهما طعامُ إخوانِكم» .

⦗ص: 355⦘

وفي رواية بعد قوله: «وآثار نيرانِهِم» قال الشعبيُّ: وسألُوهُ الزَّادَ؟ وكانُوا من جِنِّ الجزيرَةِ - إلى آخر الحديث من قول الشعبي مفصَّلاً من حديث عبد الله، هذه رواية مسلم.

وأخرجه الترمذي، وذكر فيه قول الشعبي، كما سبق في هذه الرواية الآخرة، وزاد فيه: أَو رَوْثةٍ.

وفي رواية لمسلم، أَنَّ ابنَ مسعود قال: لم أكن ليلَة الجنِّ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ََوَوَدِدْتُ أَنِّي كنتُ معَهُ، لم يزد على هذا.

وأخرج أبو داود منه طرفاً، قال: قلتُ لعبد الله بن مسعودٍ: «مَنْ كان منكم ليْلَةَ الجن مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما كان معه منَّا أحَدٌ» . لم يزدْ على هذا (4) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(استطير) : استفعل من الطيران، كأنه أخذه شيء وطار به.

(اغتيل) : أُخِذَ غيلة، والاغتيال: الاحتيال.

(1) استطير، أي: طارت به الجن، و " اغتيل " أي: قتل سراً، والغيلة بكسر الغين: هي القتل خفية.

(2)

قال النووي: قال الدارقطني: انتهى حديث ابن مسعود عند قوله: " فأرانا آثارهم، وآثار نيرانهم " وما بعده من قول الشعبي، كذا رواه أصحاب داود الراوي عن الشعبي، وابن علية، وابن زريع، وابن أبي زائدة، وابن إدريس وغيرهم. هكذا قاله الدارقطني وغيره. ومعنى قوله: إنه من كلام الشعبي، أنه ليس مروياً عن ابن مسعود بهذا الإسناد، وإلا فالشعبي لا يقول هذا الكلام إلا بتوقيف عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(3)

قال بعض العلماء: هذا لمؤمنيهم، وأما غيرهم: فجاء في حديث آخر " أن طعامهم: ما لم يذكر اسم الله عليه ".

(4)

مسلم رقم (450) في الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح، والترمذي رقم (3254) في التفسير، باب ومن سورة الأحقاف، وأبو داود رقم (85) في الطهارة، باب الوضوء بالنبيذ، ورواه أحمد في " المسند "، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 6 / 44 وزاد نسبته لعبد بن حميد.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح:

1-

أخرجه أحمد (1/436)(4149) قال: حدثنا إسماعيل (ح) وابن أبي زائدة. و «مسلم» (2/36) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى. (ح) وحدثنيه علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. و «أبو داود» (85) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. «والترمذي» (3258) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 9463 عن أحمد بن منيع، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. و «ابن خزيمة» 82 قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى. (ح) وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب. ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعبد الأعلى، وعبد الله بن إدريس، ووهيب عن داود أبي هند، عن عامر.

2-

وأخرجه مسلم 2/37 قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا خالد بن عبد الله، عن خالد، عن أبي معشر عن إبراهيم.

كلاهما - عامر الشعبي، وإبراهيم - عن علقمة، فذكره.

(*) رواية وهيب مختصرة على: «عن علقمة قال: قلت: لعبد الله بن مسعود: من كان منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ فقال: ما كان معه منا أحد» .

(*) ورواية إبراهيم مختصرة على: «عن عبد الله قال: لم أكن ليلة الجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وودت أني كنت معه» .

ص: 354